في ليلةٍ حالكة من ليالي غزة، بات العالم شاهداً على حادثة أليمة أدمت القلوب وأشعلت مشاعر الغضب، حيث استُشهد الصحفي الفلسطيني حسام شبات إثر غارة إسرائيلية استهدفت مناطق شمال القطاع المحاصر. حسام، الذي عُرف بشجاعته والتزامه بنقل الحقيقة، ترك وراءه وصية مؤثرة تدعو لاستمرار دعم القضية الفلسطينية وعدم التهاون مع الجرائم التي تُرتكب يومياً بحق الأبرياء في غزة.
استشهاد حسام شبات.. رمز المقاومة الصحفية في غزة
استُشهد الصحفي حسام شبات، الذي كان يعمل مراسلاً لقناة الجزيرة مباشر، ليُضاف اسمه إلى قائمة طويلة من الإعلاميين الفلسطينيين الذين فقدوا أرواحهم أثناء نقل الحقيقة منذ بدء العدوان الإسرائيلي. وبحسب بيانات المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، ارتفع عدد شهداء الصحافة إلى 208 صحفيين منذ اندلاع العدوان.
قبل وفاته، نشر حسام وصية كتبها خلال لحظات صعبة وصف فيها تفاصيل معاناته اليومية، مؤكدًا أن “الموت دفاعاً عن الوطن إحدى أعظم النعم”، وداعياً الجميع إلى ألا ينظروا بعيداً عن غزة، حيث تتجسد الحقيقة وسط الدمار والألم.
وصية حسام شبات.. صوت الحق لا يموت
في وصيته الأخيرة، تحدث حسام شبات عن تجربة ثمانية عشر شهراً قضاها موثقاً جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في غزة، معبراً عن فخره بما وصفه “واجباً مقدساً لنقل الحقيقة”. وقال: “عانيت الجوع والنوم على الأرصفة، لكنني لم أترك شعبي قط”.
وجه الشاب الراحل دعوة قوية للمجتمع الدولي والإعلاميين حول العالم: “لا تغضوا الطرف عن غزة.. استمروا في فضح جرائم الاحتلال”. هذه الكلمات وجدت أصداء واسعة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث عبَّر النشطاء عن حزنهم العميق لفقدانه، مؤكدين العمل على حمل رسالته حتى تحقيق العدالة.
المجتمع الدولي ومطالبة بتحقيق مستقل
أثارت حادثة استشهاد حسام شبات وزميله محمد منصور ردود أفعال غاضبة، تجلَّت في دعوات من منظمات حقوقية وصحفية إلى فتح تحقيق دولي مستقل لكشف ملابسات استهداف الصحفيين الفلسطينيين. المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أصدر بياناً شديد اللهجة يدين فيه اغتيالات الصحفيين، مطالباً جميع المنظمات الصحفية العربية والدولية بالوقوف إلى جانب الإعلاميين الفلسطينيين.
وأشار البيان إلى أن استهداف الكوادر الصحفية هو جزء من سياسة ممنهجة لإخفاء الجرائم التي تُرتكب بحق شعبنا. كما دعا البيان الدول الأعضاء في مجلس الأمن إلى التحرك لوقف نزيف الدم المستمر في القطاع.
ختامًا، يبقى حسام شبات رمزاً للنضال الإعلامي في وجه الظلم، ورسالةً حيَّةً لكل من يسعى لكشف الحقيقة، مؤكدًا أن شجاعة الصحفيين الفلسطينيين لن تتوقف رغم محاولات الترهيب والقتل المستمر.