في ليلة رمضانية عامرة بالإيمان والتضرع، شهد المسجد الأقصى حضورًا واسعًا بلغ 80 ألف مصلٍ أدوا صلاتي العشاء والتراويح في رحابه الطاهرة ضمن أجواء روحانية مميزة. يأتي ذلك وسط قيود صارمة فرضتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي، التي تسعى لتضييق الخناق على وصول المصلين، ما يعكس استمرار التوترات في المدينة المقدسة، التي تحتفظ بمكانتها الروحية والمقدسة لدى المسلمين في جميع أنحاء العالم.
80 ألف مصلٍ يحيون المسجد الأقصى رغم قيود الاحتلال
بحسب تقديرات دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، احتشد أكثر من 80 ألف مصلٍ في المسجد الأقصى، يوم أمس، لإحياء صلاة العشاء والتراويح في اليوم الرابع والعشرين من شهر رمضان المبارك. أغلب المشاركين كانوا من سكان القدس وأراضي عام 1948، حيث يعاني آلاف المواطنين من محافظات الضفة الغربية من إجراءات الاحتلال التي تمنعهم من الوصول إلى الأقصى.
تأتي هذه الجموع الكبيرة لتؤكد على مكانة المسجد الأقصى في وجدان المسلمين، في ظل ارتفاع حدة التضييق الإسرائيلي. فقد شهدت مداخل الأقصى، خصوصًا باب العامود وباب الأسباط، تشديدات أمنية ملحوظة، تضمنت فحص الهويات الشخصية واحتجاز عدد من الشبان.
قيود صارمة واعتداءات تثير الغضب في القدس
الإجراءات التعسفية التي اتخذتها سلطات الاحتلال في رمضان تعكس التصعيد المستمر ضد سكان المدينة ومقدساتهم. حيث تعرّض مئات الفلسطينيين لمنع الدخول أو العرقلة أثناء محاولتهم أداء الصلاة في المسجد الأقصى. وأكدت مصادر محلية لوكالة “وفا” أن الشرطة الإسرائيلية تعمدت إيقاف المصلين، خاصة الشباب، والتحقيق معهم عند بوابات المسجد.
مثل هذه الممارسات تسهم في تعميق التوترات، حيث تشير التقارير إلى استمرار استهداف المقدسيين ومنازلهم، الأمر الذي يصاعد من الشعور بالظلم والغضب العام بين الفلسطينيين.
روحانية رمضان تتحدى محاولات الاحتلال
رغم الأوضاع الأمنية والسياسية المعقدة في مدينة القدس، إلا أن المسجد الأقصى يظل وجهة الفلسطينيين الأولى خلال شهر رمضان. الأعداد الضخمة التي شهدها المسجد تعكس صمود الأهالي وإصرارهم على أداء شعائرهم في أقدس بقاع الأرض.
يعد شهر رمضان في القدس فرصة لاستعادة روح الجماعة والاجتماع في بيت الله، لذا يقبل الأسرى المحررون، الشباب وكبار السن، على المسجد الأقصى، إيمانًا بأن أقصاهم هو رمز لوحدتهم وكرامتهم. ويبدو واضحًا أن الاحتلال وممارساته لم تنجح في سلب هذه الروحانية من أهل القدس وزائريها.
وسط تحديات الوضع الراهن، ما زالت هذه المشاهد الرمضانية تُعيد التأكيد على الرابط العميق بين المقدسيين ومسجدهم الأقصى، الذي سيبقى رمزًا للأمل والصمود.