مستوطنون يعتدون على مخرج فلسطيني لفيلم «لا أرض أخرى» المرشح للأوسكار

تعرض المخرج الفلسطيني حمدان بلال، أحد مخرجي الفيلم الوثائقي «لا أرض أخرى» الفائز بجائزة الأوسكار، لهجوم عنيف من قبل مستوطنين إسرائيليين ملثمين، قبل أن يتم اعتقاله من قبل قوات الاحتلال. الهجوم وقع في قرية سوسيا جنوب مدينة الخليل بفلسطين، حيث ألحق المستوطنون أضراراً جسيمة بمنزل بلال وسيارته، وفقاً لشهود عيان ونشطاء أمريكيين.

اعتداء مستوطنين على مخرج فيلم «لا أرض أخرى»

في تصعيد واضح للأحداث، شهد منزل المخرج الفلسطيني حمدان بلال اعتداءً وصف بالعنيف من قبل مجموعة مكونة من 15 مستوطناً مسلحاً، حيث قاموا بتدمير ممتلكاته من بينها خزان مياه يقع بجوار منزله. ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، فقد تعرضت سيارة بلال للتحطيم باستخدام الحجارة، مما أسفر عن تكسير زجاجها الأمامي والنوافذ، بالإضافة إلى تمزيق إطاراتها.

وقد جاءت هذه الاعتداءات في إطار استمرار العنف الممنهج الذي يتعرض له الفلسطينيون في مناطق الضفة الغربية، وتحديداً في القرى الصغيرة مثل سوسيا التي تواجه انتهاكات مستمرة من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال.

فيلم «لا أرض أخرى»: شهادات توثق الواقع الفلسطيني

الفيلم الوثائقي «لا أرض أخرى»، الذي أعده المخرجان الفلسطيني باسل عدرا والإسرائيلي يوفال أبراهام، فاز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي ولاقى إشادة واسعة. يُظهر العمل الوثائقي تحديات الحياة اليومية التي تواجه الفلسطينيين تحت الاحتلال، مسلطاً الضوء على تهجير العائلات وهدم المنازل لإفساح المجال أمام التدريبات العسكرية لإسرائيل.

استغرق إنتاج الفيلم خمس سنوات، حيث تضمن مشاهد حقيقية لاعتداءات جنود الاحتلال على السكان، إلى جانب انتهاكات المستوطنين. ومن أبرز الرسائل التي ينقلها الفيلم هو التباين الحاد بين الواقعين اللذين يعيشه المخرجان، حيث يتمتع الإسرائيلي بحرية التنقل الكاملة، بينما يعاني الفلسطيني من قيود الاحتلال.

ردود فعل دولية وتداعيات متواصلة

عقب فوز الفيلم بجائزة الأوسكار، ناشد مخرجا الفيلم العالم لتحمل مسؤوليته تجاه القضية الفلسطينية، مشيرين إلى عرقلة الولايات المتحدة لأي محاولات جدية للتوصل إلى حل عادل. وقد أثار الهجوم الأخير على حمدان بلال موجة من الإدانات، حيث اعتبره نشطاء تصعيداً خطيراً يأتي في سياق سياسة القمع التي ينتهجها الاحتلال.

تجدر الإشارة إلى أن تقارير حقوقية دولية أكدت ارتفاع وتيرة الهجمات ضد الفلسطينيين في الأشهر الأخيرة، حيث يصاحب بعض هذه الاعتداءات أضرار في الممتلكات، مثل المنازل وخزانات المياه والمحاصيل الزراعية.

في ظل هذه الأوضاع، تزداد المطالبات بتدخل عالمي لحماية المدنيين الفلسطينيين وضمان حقوقهم الأساسية.