عيد الفطر في فلسطين: فرحة مشوبة بالألم بين ذكريات الماضي وأحزان الحاضر

لم يتبقَ إلا أيام قليلة على حلول عيد الفطر المبارك لعام 2025، ذلك العيد الذي ينتظره المسلمون بشوق كبير، استعدادًا للاحتفال به بكل مظاهر الفرح المعتادة، من شراء الملابس الجديدة وتحضير أشهى أنواع الحلويات. لكن وسط هذه التحضيرات، تبقى فرحة أهالي فلسطين منقوصة، حيث يأتي العيد ممزوجًا بآلام فقدان الأحبة، والذكريات القاسية التي خلّفها الاحتلال الإسرائيلي، مما يجعل العيد بالنسبة لهم محطة للتأمل والصمود رغم المحن.

عيد الفطر في فلسطين.. فرحة مُثقلة بالجراح

لم يعد عيد الفطر في فلسطين يشبه أعياد الماضي. ففي الوقت الذي يعيش فيه ملايين المسلمين أجواء البهجة، تُغرق المعاناة المدن والقرى الفلسطينية. الاحتفال الذي كان يومًا رمزًا للبهجة، أصبح مرتبطًا بالحزن نتيجة الأحداث الدامية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية منذ العدوان الإسرائيلي الأخير في 7 أكتوبر 2023، والذي أوقع آلاف الشهداء والمصابين.

مشاهد الحياة اليومية في غزة والضفة الغربية تحمل في طياتها مآسي لم تنتهِ بعد، فأعداد كبيرة من العائلات فقدت منازلها وأحباءها. ومع حلول العيد، تتحول الشوارع والساحات التي كان يُفترض أن تضم مظاهر الفرح إلى ساحات تضج بالحزن والخوف.

مآسي العدوان الإسرائيلي.. واقع يعرقل فرحة العيد

الأوضاع التي فرضها العدوان تجعل العيد هذا العام في فلسطين يحمل طابعًا مختلفًا تمامًا. فمشاهد الأنقاض والدمار ليست بعيدة عن مشهد العيد، وهي تؤثر على كافة مناحي الحياة، بما فيها الجانب النفسي للأطفال والعائلات.

بالرغم من استمرار الاحتلال وما يخلفه وراءه، يحرص الفلسطينيون على التمسّك بكل ما يربطهم بالحياة. يستعدون لتحضير ما يمكن من حلويات العيد، ويحرصون على تقديم الهدايا للأطفال حتى وسط كل هذا الألم. هذا التمسك بالحياة هو دليل واضح على قوة الشعب الفلسطيني وإصراره على الوقوف في وجه العدوان الذي لا يُفرق بين صغير وكبير.

آمال العيد في فلسطين.. صمود رغم الجراح

في تصريحات خاصة، أعربت خبيرة علم الاجتماع، الدكتورة سامية خضر، عن أسفها للوضع المأساوي في الأراضي الفلسطينية، مؤكدة أن صمود الشعب الفلسطيني رغم هذه المآسي يعكس تمسكه بحقه وأرضه. وتضيف: “رغم الحزن العميق، يظهر الفلسطينيون وجهًا آخر للعيد، وجهًا يسوده الإصرار والصمود والرغبة في الحياة”.

تأمل أهالي فلسطين في أن يحمل العيد القادم بشائر فرح حقيقي، بزوال الغمة وانتهاء العدوان واستعادة الحقوق. وحتى ذلك الحين، يظل صمود الشعب الفلسطيني في وجه المآسي أسطورة يكتبها التاريخ، ويستلهم منها العالم دروسًا عن الصبر والإيمان بحق الحياة.