النفط يرتفع: سعر برنت يستقر بالقرب من مستوى 73 دولاراً

ارتفعت أسعار النفط عالميًا وسط تذبذبات الأسواق الناتجة عن فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على إيران ومحادثات وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا. ويبدو أن هذه الأحداث قد أثرت في موازين العرض والطلب، حيث استجابت الأسواق بتسجيل ارتفاع طفيف في خامي برنت وغرب تكساس الوسيط، مع توقعات قوية بأن هذه التوترات قد تعيد تشكيل المشهد النفطي قريبًا.

ارتفاع أسعار النفط وسط العقوبات الأمريكية وتأثيرها على إيران

سجلت أسعار النفط ارتفاعًا طفيفًا، حيث ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 4 سنتات لتصل إلى 72.2 دولارًا للبرميل، بينما شهد خام غرب تكساس الوسيط ارتفاعًا قدره 8 سنتات ليستقر عند 68.36 دولارًا. يأتي هذا الصعود تزامنًا مع فرض الولايات المتحدة عقوبات جديدة على صادرات النفط الإيراني، والتي أدت إلى زيادة المخاطر المرتبطة بالإمدادات وزيادة تكلفة الشحن للمتعاملين الرئيسيين مثل الصين.

وتبع هذا التطور اتجاه الأسواق نحو تقييم بدائل الإمدادات وسط توقعات متباينة؛ فمن جهة، يُتوقع تعافي جزء من الإمدادات الروسية نتيجة المحادثات بين أوكرانيا وروسيا، ومن جهة أخرى، تزيد العقوبات المحتملة من قلق المستثمرين.

دور أوبك+ في موازنة السوق وتصاعد القلق حيال الإمدادات

بحسب خبراء الأسواق، مثل ييب جون رونج، فإن المخاوف المتعلقة باضطرابات الإمدادات بسبب العقوبات الأمريكية قد عززت معنويات السوق، لا سيما بعد إعلان أوبك+ عن خططها لإعادة النظر في حجم الإنتاج. ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن زيادات جديدة في الإمدادات بحلول إبريل، مما قد يخفف بشكل جزئي من الضغوط الحالية. هذا التحرك جاء بعد أسبوعين من المكاسب المتتالية في أسعار النفط، مدعومًا بالعوامل الجيوسياسية المؤثرة.

ورغم هذه المؤشرات، تبقى هناك حالة من الترقب تجاه تأثير هذه التطورات على أسس العرض والطلب العالمية. وتزداد التساؤلات حول ما إذا كانت السوق ستستوعب أي تغييرات في الإمدادات دون تقلبات جديدة.

هل تؤدي محادثات روسيا وأوكرانيا إلى استقرار الأسواق؟

في سياق متصل، يبدو أن المحادثات الرامية إلى إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا قد تكون عاملًا حاسمًا في تخفيف حدة التوترات في سوق النفط. في حال نجاح هذه المحادثات، قد يعود النفط الروسي إلى الأسواق العالمية بكميات أكبر، ما قد يسهم في استقرار الأسعار وكبح الارتفاعات الأخيرة. ومع ذلك، يبقى متابعو السوق على حذر، حيث يتوقعون سيناريوهات مختلفة مع دخول تحالف أوبك+ في ديناميكات الإمداد لضبط التوازن.

تجدر الإشارة إلى أن قدرة السوق على التكيف مع هذه التغيرات ستعتمد على مدى استجابة المستثمرين لمتغيرات الجغرافيا السياسية والقرارات المفصلية للتحالفات الكبرى في قطاع الطاقة. توقعات المرحلة المقبلة تتباين، إلا أنها تبقى مفتوحة أمام احتمالات هامة قد تحدد مستقبل الإمدادات النفطية عالميًا.