سلطنة عُمان تحتفي باليوم العربي للتقييس وتعزز دورها في الجودة

تشهد سلطنة عمان اليوم مشاركة فاعلة في الاحتفال بـ”اليوم العربي للتقييس”، الذي يُعقد سنويًا في 25 مارس تحت شعار هذا العام: “التقييس جسر للتكامل الاقتصادي العربي”. تأتي هذه المشاركة تأكيدًا لدور السلطنة الريادي في تعزيز التعاون الإقليمي والعربي في المجالات الاقتصادية والصناعية، وذلك تماشيًا مع رؤية عمان 2040 التي تركز على التنويع الاقتصادي وتطوير التجارة البينية بين الدول العربية.

أهمية التقييس ودوره في دعم الاقتصاد العربي

يشكل التقييس ركيزة محورية لتطوير القدرات الاقتصادية والتجارية على المستوى العربي، خاصة مع التحديات المتزايدة التي تواجه الأسواق المحلية والدولية. سلطنة عمان، التي تُعد من الأعضاء الرئيسيين في المنظمة العربية للتنمية الصناعية والتقييس والتعدين، تعمل على تطوير المعايير القياسية العربية وتوحيدها بما يتماشى مع الممارسات العالمية.

وأوضح عماد بن خميس الشكيلي، مدير عام المواصفات والمقاييس بوزارة التجارة والصناعة وترويج الاستثمار، أن اعتماد التقييس يسهم في تقليل الحواجز الفنية أمام التجارة، ويرفع من كفاءة الصناعات العمانية، مما يجعلها أكثر تنافسية في الأسواق الإقليمية والدولية. كما أضاف أن التمثيل العماني في اللجان الفنية مثل “اللجنة العربية للألعاب” و”تكنولوجيا المعلومات” و”المترولوجيا العلمية والصناعية” يسهم في تعزيز بنية المواصفات القياسية الوطنية بما يخدم تطلعات الدول العربية.

دور سلطنة عمان في تعزيز التعاون العربي للتقييس

تتفرد سلطنة عمان بدورها البارز في تطوير منظومة التقييس العربية بهدف تحقيق التكامل الإقليمي والاندماج الاقتصادي. وتشارك السلطنة في العديد من اللجان المتخصصة مثل “لجنة الرقابة المترولوجية” و”اللجان الخاصة بالمواد المعبأة”. كما تعمل السلطنة على إعداد اللوائح الفنية لمعدات الغاز والأجهزة الكهربائية منخفضة الجهد بالتعاون مع الدول العربية.

يرى الخبراء أن هذه الجهود تسهم في تحقيق التوافق الفني بين المنتجات الصناعية العربية، مما يجعل السوق الإقليمية أكثر تكاملًا وجاهزية للتحديات الاقتصادية الدولية. يقول الشكيلي: “إن التقييس يشكل منصة استراتيجية لتحفيز التعاون في قطاعات حيوية مثل الطاقة والصناعات التحويلية والرقمنة”.

تطوير الوعي المجتمعي بأهمية التقييس

تسعى المديرية العامة للمواصفات والمقاييس في عمان إلى تعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية المواصفات القياسية ودورها في ضمان جودة المنتجات وخدمات ما بعد البيع. كما تؤكد الوزارة على أهمية إشراك القطاع الخاص في صياغة وتنفيذ المعايير القياسية، مما يدعم تحسين الابتكار وزيادة كفاءة الصناعات.

وفي هذا السياق، تعمل عمان على تطوير خدماتها المترولوجية، وخاصة في مجالات طبية حيوية، لضمان جودة الأدوات التشخيصية والعلاجية، مما يسهم بشكل كبير في تحسين سلامة المجتمع وجودة الحياة.

تؤكد تصريحات الشكيلي وشعار الاحتفال هذا العام أهمية تعزيز العمل العربي المشترك لتحقيق رؤية اقتصادية متكاملة. يظل التقييس أداة أساسية لبناء أسواق متسقة وتعزيز التصنيع المحلي وفقًا للمعايير الدولية، مما يضع الدول العربية في موقع تنافسي أقوى على الساحة العالمية.