في خطوة جديدة لإرساء معايير الإعلام المهني في مصر، أعلن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام عن تلقيه شكوى رسمية من ناديي الزمالك والأهلي ضد قناة “صدى البلد” وبرنامجها “ملعب البلد”، متهمين القناة بتجاوزات إعلامية تتعلق ببث محتوى مسيء وتحريك مشاعر التعصب بين جماهير الناديين. وجاء ذلك في إطار تعزيز الجهات الرقابية على الإعلام لضوابط الحياد والشفافية.
الزمالك يتهم “ملعب البلد” بنشر الفتنة والتشهير
في بيان صدر عن المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، أفاد رئيس نادي الزمالك بتقديم شكوى رسمية ضد برنامج “ملعب البلد”، مشيرًا إلى أن محتوى البرنامج يحمل إساءات واضحة لرئيس النادي وجماهيره. واستنكر البيان الحلقة التي نُشرت عبر قناة “صدى البلد” وصفحاتها الرسمية على مواقع التواصل، متهمًا إياها بنشر شائعات مقصودة من شأنها زيادة التوتر بين جماهير الأندية المصرية.
كما جاء في الشكوى أن الحلقة تناولت أخبارًا تحمل عناوين مثيرة مثل: “الأهلي هيفاوض حسين لبيب وميدو إمتى؟ تعليق ناري عن صفقة زيزو والأهلي: الفلوس بتتكلم”، وهو ما وُصف بتعمد التأجيج وتأليب مشاعر الجماهير.
الأهلي يتدخل ويطالب بالتحقيق مع البرنامج
لم تقتصر الشكاوى على نادي الزمالك فقط، بل تدخل الأهلي أيضًا عبر الإعلامي إبراهيم المنيسي، الذي دعا من خلال برنامجه على “يوتيوب” المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لفتح تحقيق رسمي حول نفس البرنامج. وجاء ذلك على خلفية اتهامات مشابهة تتعلق بإهانة النادي الأهلي وتحميله مسؤولية بعض الأزمات الرياضية، بحسب وصف المنيسي.
طالب الأهلي بضرورة اتخاذ إجراءات رادعة لضمان عدم تكرار مثل تلك الإساءات الإعلامية، معتبرًا أن هذه الممارسات لا تخدم المصالح الرياضية وتزيد من التوتر في الساحة الجماهيرية.
إجراءات قانونية لتحقيق العدالة الإعلامية
استجابةً للشكاوى المقدمة، أحال المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام القضايا إلى لجنة الشكاوى المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة. وصرّح مصدر مسؤول في المجلس أن اللجنة ستعكف على دراسة كافة الأدلة والفقرات المستند إليها في الشكاوى، بما في ذلك مراجعة محتوى الحلقة المشار إليها وتقييم مدى مطابقتها للمعايير المهنية المحددة.
وأكد المجلس التزامه بتطبيق أعلى معايير الحياد والشفافية في معالجة هذه القضايا، وذلك بهدف إرساء بيئة إعلامية سليمة تحترم معايير الأخلاق الإعلامية وتعزز مناخ التنافس الرياضي بعيدًا عن التعصب والتوترات.
بتلك الإجراءات، تأتي هذه القضية كمثال حي على أهمية التزام الإعلام الرياضي بضوابط المهنية، مع الحاجة إلى مكافحة كل ما قد يثير نعرات التعصب بين جماهير الرياضة. هذا الملف يثير تساؤلات أوسع حول مستقبل الخطاب الإعلامي الرياضي في مصر ومدى حاجته إلى تنظيم أكبر.