فيتامين د يلعب دورًا أساسيًا في تعزيز صحة الإنسان، ومن المعروف أنه يساهم في تقوية العظام ودعم جهاز المناعة بفاعلية. ولكن، جدل واسع يدور حول تأثير نقص هذا العنصر الحيوي على زيادة معدلات الإصابة ببعض أنواع السرطان. فبينما تشير الدراسات إلى وجود صلة بين المستويات المنخفضة من فيتامين د وارتفاع خطر الإصابة بأنواع معينة من الأورام، إلا أن الدليل العلمي لا يزال في مرحلة البحث لفهم العلاقة بشكل قاطع.
ما هو فيتامين د ودوره في الوقاية من السرطان؟
يعرف فيتامين د، الذي يُطلق عليه “فيتامين أشعة الشمس”، بدوره الفعال في تعزيز صحة الجسم، حيث يساعد على تنظيم نمو الخلايا، دعم جهاز المناعة، وتقليل الالتهابات. أبحاث متعددة أكدت أن لهذا الفيتامين تأثيرًا إيجابيًا في الوقاية من تكون الخلايا السرطانية، من خلال تعزيز إصلاح الأضرار الخلوية ومنع نمو الخلايا غير الطبيعية. وتشير البيانات إلى أن المستويات الصحية من فيتامين د تلعب دورًا ملموسًا في التصدي للطفرات الخلوية التي قد تتحول إلى أورام.
العلاقة بين نقص فيتامين د وخطر الإصابة بالسرطان
رغم أن العلم لم يتوصل بعد لدليل يثبت أن نقص فيتامين د يسبب السرطان مباشرة، إلا أن مجموعة من الدراسات تكشف احتمال وجود ارتباط بين انخفاض مستوياته وزيادة قابلية التعرض لأنواع معينة من السرطان. على سبيل المثال:
- أظهرت أبحاث أن مستويات عالية من فيتامين د تقلل خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة تصل إلى 50٪.
- دراسات أخرى وجدت صلة ضعيفة أو غير مؤكدة بين فيتامين د وخطر سرطان الثدي والرئة.
- بالمقابل، بعض الأبحاث تربط مستويات مرتفعة جدًا من الفيتامين بزيادة مخاطر سرطان البروستاتا والبنكرياس.
هذه التناقضات تؤكد الحاجة إلى إجراء المزيد من الأبحاث لتوضيح هذا الارتباط بشكل دقيق.
كيف نحصل على فيتامين د بشكل طبيعي؟
للحصول على مستويات صحية من فيتامين د، يوصي الخبراء بالتعرض المعتدل لأشعة الشمس، حيث يكفي قضاء من 10 إلى 30 دقيقة في الهواء الطلق، وذلك بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا. كما يُنصح بتناول مصادر غذائية طبيعية غنية بالفيتامين، ومنها:
- الأسماك الدهنية مثل السلمون والتونة.
- البيض وصفار البيض تحديدًا.
- منتجات الألبان المدعمة وحبوب الإفطار الغنية بالفيتامينات.
لتعزيز امتصاص الجسم للفيتامين، يمكن التركيز على تحسين نمط الحياة مثل التقليل من التدخين وممارسة الرياضة بانتظام.
الأدلة الحالية تشير إلى أن فيتامين د عنصر هام لصحة الجسم بشكل عام، ويلعب دورًا مزدوجًا في تعزيز وظائف المناعة والوقاية من الأمراض. ومع ذلك، تبقى العلاقة بين نقصه والسرطان موضوعًا يحتاج إلى مزيد من الدراسات لفهمه على نحو أوسع.
