ارتفعت الأسهم الأوروبية بشكل ملحوظ اليوم الاثنين، مدعومة بانتعاش قطاع التعدين مع صعود أسعار النحاس وانتظار المستثمرين صدور بيانات حاسمة حول أنشطة الأعمال من القوى الاقتصادية الرئيسية في القارة. يأتي هذا التحسن وسط آمال بتعافي الأسواق العالمية مع ظهور مؤشرات لنمو اقتصادي محتمل، رغم المخاوف الناتجة عن الرسوم الجمركية الأمريكية وتأثيراتها المنتظرة على التجارة الدولية.
ارتفاع الأسهم الأوروبية يدعمه قطاع التعدين وأسعار النحاس
شهد المؤشر الأوروبي ستوكس 600 ارتفاعًا بنسبة 0.6% مع بداية الجلسة اليوم عند الساعة 08:05 بتوقيت جرينتش، حيث قدم قطاع التعدين دفعة قوية بعد مكاسب بلغت حوالي 2.6%. هذه المكاسب جاءت على خلفية صعود أسعار النحاس، مما زاد من شهية المستثمرين تجاه أسهم الشركات العاملة في المعادن.
وفي الوقت ذاته، أظهرت الأسواق تجاوبًا إيجابيًا مع تحسن المعطيات الاقتصادية في ألمانيا، حيث وافقت السلطات الألمانية الأسبوع الماضي على زيادة كبيرة في الاقتراض لتحفيز النمو الاقتصادي في البلاد، وهو ما يُعد خطوة مهمة لدعم أكبر اقتصاد في أوروبا بعد فترة من التباطؤ.
ترقب بيانات أنشطة الأعمال من الاقتصادات الأوروبية الكبرى
ينتظر المستثمرون بشغف صدور بيانات مؤشر مديري المشتريات الأولية اليوم، والتي ستسلط الضوء على أداء قطاع الأعمال في فرنسا وألمانيا ومنطقة اليورو. هذه البيانات تُعد مؤشرًا رئيسيًا على النشاط الاقتصادي، ومن المتوقع أن تقدم إشارات واضحة حول مسار التعافي الأوروبي.
على صعيد آخر، تظل المخاوف قائمة بشأن الرسوم الجمركية الأمريكية، حيث أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نيته فرض رسوم إضافية على العديد من الدول بدءًا من أبريل المقبل. هذه القرارات قد تعيد صياغة ملامح التبادل التجاري بين أوروبا والولايات المتحدة، مما يفرض تحديات جديدة أمام البورصات الأوروبية.
أسواق الشركات: خسائر باير تزيد من قلق المستثمرين
بينما سجلت الأسواق مكاسب في معظم القطاعات، شهدت أسهم شركة باير انخفاضًا كبيرًا بنسبة 6.6%، بعد حكم قضائي أمريكي يلزمها بدفع 2.1 مليار دولار كتعويضات في قضية تتعلق باتهامات بأن مبيد الحشائش “راوند أب” الذي تنتجه الشركة تسبب في إصابة أحد المدعين بالسرطان.
رغم هذه الخسائر الفردية، يبقى التفاؤل حاضرًا نسبيًا في الأسواق، مدعومًا بآمال التعافي الاقتصادي وتحسن بعض المؤشرات الأساسية.
### نقاط تستحق المتابعة:
- نشاط قطاع التعدين الذي لعب دورًا محوريًا في رفع المؤشر الأوروبي.
- ترقب بيانات مديري المشتريات التي ستحدد اتجاهات السوق خلال الفترة المقبلة.
- التحديات التي تواجه الشركات الكبرى مثل شركة باير وسط الضغوط القانونية.
مع استمرار التحركات الاقتصادية والبيانات المرتقبة، يبدو أن الأسواق الأوروبية ستظل في مركز اهتمام المستثمرين العالميين، خاصة وسط التغيرات الكبيرة التي قد يشهدها المشهد التجاري الدولي في الأسابيع المقبلة.
