في ليالي العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، تزداد الأسئلة حول كيفية أداء صلاة التهجد وعدد ركعاتها والأدعية المستحبة فيها، حيث يُقبل الملايين من المسلمين على إحياء هذه الليالي المباركة بالصلاة والدعاء، طمعاً في الأجر والثواب وإدراك ليلة القدر. صلاة التهجد تُعد من أبرز الطاعات في هذه الأيام الفضيلة، إذ تجمع بين الإخلاص، والخشوع، والمناجاة لله سبحانه وتعالى، وهي فرصة لتعزيز الروابط الروحية والنفسية للمسلم مع خالقه، خصوصاً في الأوقات التي تخلو فيها السماء من ضجيج النهار، وتكون فيها القلوب أكثر نقاءً وإقبالًا.
كيفية أداء صلاة التهجد وعدد ركعاتها
تبدأ صلاة التهجد بعد أداء صلاة العشاء وتمتد حتى وقت صلاة الفجر، ويُفضل أن تؤدى خلال الثلث الأخير من الليل، إذ إن هذا الوقت تشهد فيه السماء رحمةً وقبولاً للدعاء. يمكن أداؤها بركعتين كحد أدنى، مع إمكانية زيادة عدد الركعات حسب استطاعة المسلم.
لم يُحدد عدد معين لركعات التهجد، لكن ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن صلاته الليلية في العشر الأخيرة من رمضان كانت تتراوح بين 11 إلى 13 ركعة، حيث قالت عائشة رضي الله عنها: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل تسعًا أو إحدى عشرة ركعة» (رواه البخاري). الأهم أن تكون الصلاة بخشوع وحسن نية، وأن يحرص المصلي على قراءة ما تيسر له من القرآن الكريم والدعاء بين الركعات.
فضل العشر الأواخر وصلاة التهجد
تُعد العشر الأواخر علامة فارقة في شهر رمضان؛ فهي فرصة ذهبية للمسلمين لنيل المغفرة والبركة. وقد حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين على تحري ليلة القدر في هذه الليالي الفضيلة، كما جاء في الحديث: «تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان» (رواه البخاري). صلاة التهجد تُرافق هذا التوقيت لما فيه من تنقية للروح وزيادة الحسنات، ما يجعل هذه العبادة من أعظم القربات.
الأدعية المستحبة لصلاة التهجد في رمضان
من المستحسن أن يخصص المصلي وقتًا للدعاء خلال صلاة التهجد، فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بترديد أدعية جامعة في هذه الصلاة، ومنها:
- الدعاء الذي رواه عبدالله بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم اجعل في قلبي نورًا، وفي لساني نورًا، وفي سمعي نورًا، وفي بصري نورًا…» (رواه مسلم).
- دعاء: «اللهم اهدني لأحسن الأعمال وأحسن الأقوال، لا يهدي لأحسنها إلا أنت».
- الدعاء الوارد عن النبي: «اللهم إني أسالك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل».
لا شك أن صلاة التهجد تُعد فرصة عظيمة لاستغلال الأوقات المباركة بالدعاء، والتقرب بكل إخلاص إلى الله سبحانه وتعالى. اختتم ليالي رمضان بإحياء هذه العبادة التي تجمع بين الثواب الكبير وطمأنينة النفس، واجعلها عادة لا تقتصر على رمضان فقط، بل تمتد طوال العام.