شهد قطاع التعدين المصري حلقة جديدة من التطوير، حيث التقى المهندس كريم بدوي، وزير البترول والثروة المعدنية، وفدًا رفيع المستوى من شركة أنجلوجولد أشانتي العالمية، التي تعمل في منجم السكري للذهب. وخلال الاجتماع، ناقش الطرفان تعزيز التعاون الاستثماري في القطاع، إذ أبدت الشركة اهتمامها المتزايد بالسوق المصرية في ظل بيئة العمل المحفزة والإصلاحات التنظيمية الأخيرة. ويأتي هذا اللقاء ضمن جهود الدولة لتنمية قطاع التعدين كركيزة أساسية للاقتصاد الوطني.
تعزيز بيئة الاستثمار في قطاع التعدين المصري
أوضح المهندس كريم بدوي خلال الاجتماع أن الدولة تضع قطاع التعدين في مقدمة أولوياتها الاقتصادية، مشيرًا إلى الجهود المبذولة لتسهيل الإجراءات وتحفيز المستثمرين. وأكد أن الوزارة تعمل على تطوير إطار تنظيمي تنافسي، بما يضمن تسريع إصدار التراخيص ودعم الاستثمارات الجديدة والمستدامة.
وأشار الوزير إلى توقيع اتفاق جديد بالأحرف الأولى بين مصر وشركتي أنجلوجولد أشانتي وباريك جولد، يتعلق باستغلال الذهب والمعادن المصاحبة، لافتًا إلى أن الاتفاق يُنتظر استكمال الإجراءات التشريعية بشأنه قريبًا. يُذكر أن قطاع التعدين المصري جذب منذ عام 2020 اهتمام العديد من الشركات العالمية، حيث بلغت الاستثمارات في هذا القطاع عشرات الملايين من الدولارات.
التوسع الرقمي وتعاون حكومي شامل لتطوير القطاع
أعلن الوزير أن وزارة البترول والثروة المعدنية ستطلق منصة رقمية خاصة بالتعدين في يوليو المقبل خلال منتدى التعدين المصري، لتكون نافذة تتيح للمستثمرين سهولة الوصول إلى الفرص الاستثمارية المتاحة. كما أشار إلى العمل مع وزارة الكهرباء والطاقة لضمان إمداد صناعات التعدين بمزيج طاقة مستدام وتنافسي، بالإضافة إلى التنسيق مع وزارة البيئة لتفعيل المعايير البيئية واستدامة الأنشطة التعدينية.
في خطوة أخرى لتطوير القطاع محليًا، أشار الوزير إلى أن مشروع تحويل هيئة الثروة المعدنية إلى هيئة اقتصادية يهدف إلى منحها قدرًا أكبر من المرونة في التعامل مع المستثمرين وتعزيز دورها في تنمية القطاع.
اهتمام عالمي بالقطاع: أنجلوجولد تؤكد التزامها
عبّر ستيوارت بايلي، رئيس قطاع الاستدامة بشركة أنجلوجولد أشانتي، عن حماسه للتوسع في السوق المصرية، مؤكدًا أن الشركة استثمرت حتى الآن 150 مليون دولار بمنجم السكري وتتطلع إلى تحقيق المزيد من الاكتشافات. كما أشادت المهندسة هدى منصور، العضو المنتدب لشركة السكري، بدعم الوزارة وسعيها لتحسين مناخ الاستثمار.
تعمل الدولة وفق استراتيجية واعدة لجعل قطاع التعدين المصري في طليعة القطاعات الداعمة للنمو الاقتصادي. ومن خلال تعزيز التعاون مع الشركات العالمية واستحداث أدوات تنظيمية حديثة، يبدو أن مصر مستعدة لتحقيق قفزات نوعية تجعلها وجهة مفضلة للاستثمار في التعدين بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا.
