عادات الصوم الخاطئة قد تزيد من خطر الإصابة بالسمنة بشكل ملحوظ

في ظل تزايد معدلات الإصابة بالسمنة على مستوى العالم، كشفت الدكتورة سكينة الزاهر، المتخصصة في الطب الوقائي، أن السمنة باتت واحدة من أكثر التحديات الصحية انتشارًا بالعصر الحديث. وأوضحت الزاهر أن أسباب السمنة تعود إلى أنماط الحياة غير الصحية، مثل العادات الغذائية السيئة وقلة النشاط البدني، بالإضافة إلى عوامل وراثية. وحذّرت من أنّه بحلول عام 2030، قد يعاني نصف سكان العالم البالغين من زيادة الوزن أو السمنة، وفقًا للتقديرات العالمية.

أسباب السمنة وعلاقتها بالعوامل الوراثية

واستعرضت الدكتورة الزاهر الأسباب المتنوعة للسمنة، موضحةً أنّ من أبرزها العادات الغذائية اليومية التي تعتمد على الأطعمة الغنية بالسعرات العالية والدهون الضارة. كما أشارت إلى دور العوامل الوراثية التي قد تزيد من احتمالية الإصابة لدى فئات معينة. وأضافت الزاهر أن بعض الحالات الصحية، مثل قصور الغدة الدرقية، تسهم بشكل كبير في حدوث السمنة نتيجة تأثيرها على معدلات الحرق في الجسم.

كما أكدت أن قلة النوم وتناول أدوية معينة، مثل مضادات الاكتئاب والكورتيزون، قد تعزز من تراكم الدهون في الجسم. هذا إلى جانب العوامل الاجتماعية التي تؤدي إلى نمط حياة خامل، مثل قلة النشاط البدني واختيار أطعمة سريعة وغير متوازنة.

مضاعفات السمنة على الصحة العامة

حول التأثير السلبي للسمنة، أكدت الدكتورة أن المشكلة تتجاوز حدود زيادة الوزن، حيث ترفع السمنة من خطر الإصابة بعدد من الأمراض المزمنة والخطيرة. وتشمل هذه الأمراض السكتات الدماغية وأمراض القلب والسكري من النوع الثاني، إضافةً إلى ارتفاع ضغط الدم وزيادة معدلات الكوليسترول. كما أشارت إلى ارتباط السمنة بالتهاب المفاصل وبعض حالات العقم لدى النساء، مما يبرز الحاجة إلى المبادرة باتخاذ تدابير وقائية واضحة.

وقدمت الزاهر بعض النصائح الهامة التي تتزامن مع شهر رمضان المبارك، مثل تنظيم مواعيد الطعام، تجنب الإفراط في تناول الأطعمة المقلية والسكريات، وزيادة استهلاك المياه للحفاظ على ترطيب الجسم.

أهمية الغذاء المتوازن للوقاية من السمنة

اختتمت الدكتورة الزاهر حديثها بدعوة الجميع إلى الالتزام بنظام غذائي متوازن يشمل البروتينات الصحية، والدهون المفيدة، إلى جانب الفواكه والخضروات الطازجة. وشددت على تقليل تناول الكربوهيدرات والسكريات المكررة، مشيرة إلى أن هذه الخيارات تعزز من صحة الجسم وتحافظ على الوزن في الحدود الطبيعية. كما قالت: “اجعل طعامك متاعًا لصحتك وسعادتك”، موضحةً أن أسس التغذية الجيدة لا تقتصر على الوقاية من السمنة، بل تسهم في تعزيز جودة الحياة بشكل عام.

التحذير الذي أطلقته الزاهر يمثل دعوة ملحة لمواجهة هذه الأزمة الصحية التي تشكل تحديًا عالميًا، خاصة مع التوقعات بارتفاع معدلات الإصابة في السنوات القادمة.