في خطوة جديدة تحمل تداعيات خطيرة على سكان قطاع غزة، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن بدء هجوم عسكري واسع في منطقة تل السلطان بمدينة رفح، جنوب القطاع، داعيًا السكان إلى الإخلاء الفوري والانتقال إلى منطقة المواصي. جاء هذا التطور في وقت تشهد فيه رفح ازدحامًا شديدًا بالسكان، ما يزيد من خطورة الأزمة الإنسانية ومخاوف تصاعد أعداد الضحايا المدنيين.
هجوم تل السلطان يعمق الأزمة الإنسانية في رفح
رفح، التي تعد واحدة من أكثر مدن قطاع غزة اكتظاظًا بالسكان، باتت الآن مركزًا لعمليات عسكرية خطيرة مع توافد آلاف النازحين إليها. وتُشير التقارير المحلية إلى أن مئات الآلاف من السكان يعيشون أوضاعًا قاسية، وسط افتقار للبنية التحتية الأساسية. وقد جاء إعلان جيش الاحتلال الأخير، الذي دعا فيه للإخلاء الفوري، ليزيد من تعقيد الوضع الإنساني.
وتعد رفح نقطة تجمع رئيسية للمدنيين الفلسطينيين الذين هربوا من مناطق أخرى بفعل العمليات العسكرية المكثفة. ومع تصاعد الهجمات، يواجه السكان خيارات صعبة بين البقاء وسط الخطر أو المخاطرة بالتحرك إلى مناطق أخرى، في ظل تحذيرات منظمات دولية من تفاقم الكارثة الإنسانية القائمة.
المجتمع الدولي يحذر من تفاقم الوضع
تصاعد القتال في قطاع غزة أثار قلقًا شديدًا لدى المجتمع الدولي، حيث دعت عدة جهات إنسانية ومؤسسات دولية إلى وقف العمليات العسكرية فورًا. وفقًا لما أعلنته منظمة الأمم المتحدة، فإن ما يزيد عن 1.4 مليون فلسطيني في قطاع غزة أصبحوا مشردين داخليًا منذ اندلاع التصعيد الأخير.
وقد حذرت هيئات الإغاثة من نقص حاد في الإمدادات الغذائية والطبية، إلى جانب انهيار البنية الصحية في رفح ومناطق مجاورة. كما أن فقدان شبكات المياه والكهرباء يجعل الحياة اليومية شبه مستحيلة للسكان، مما يفاقم معاناتهم بشكل لم يسبق له مثيل.
ما الخيارات المتبقية للفلسطينيين في تل السلطان؟
في ظل الوضع المتدهور، باتت الخيارات محدودة أمام سكان تل السلطان ورفح عمومًا. يمكن تلخيص الخيارات المتاحة كالتالي:
- الاعتماد على الملاجئ المؤقتة في مناطق يُعتقد بأنها أكثر أمانًا، ولكن عادة ما تكون مزدحمة وغير مجهزة.
- البقاء في منازلهم رغم المخاطر الكبيرة، خاصة مع صعوبة التنقل في الظروف الحالية.
- محاولة الوصول إلى مناطق خارج نطاق العمليات، وهو ما يواجه تحديات لوجستية وأمنية هائلة.
ويبقى التساؤل مطروحًا حول الخطوات التالية التي يمكن أن يتخذها المجتمع الدولي لوقف المآسي المتزايدة في القطاع المحاصر. ومع كل يوم يمر، تتعاظم معاناة المدنيين، في انتظار أن يتحقق أي أمل لتخفيف هذه الأزمة الإنسانية.