أطلقت أبوظبي خطة طموحة تتبنى من خلالها تحفيز الاستثمارات والمنشآت العمرانية الخضراء، في إطار مواجهة تحديات التغير المناخي وتعزيز الاستدامة. تستهدف الخطة، التي تأتي ضمن المئوية البيئية 2071، تحويل العاصمة إلى نموذج عالمي للاقتصاد الأخضر، من خلال تصاميم مبتكرة تُقلل الانبعاثات وتدعم التنوع البيئي. كما تتضمن الخطة تعزيز التعاون بين مختلف القطاعات لتحقيق الأهداف الطموحة، والارتقاء بالبنية التحتية الخضراء.
جهود أبوظبي لتعزيز الاستثمارات والمنشآت العمرانية الخضراء
تسعى هيئة البيئة في أبوظبي إلى ابتكار أساليب عمرانية تسهم في مواجهة تحديات بيئية مُلحة، كالتغير المناخي وتلوث الهواء. من أبرز الأفكار قيد التطوير، تشييد منشآت قابلة للطفو فوق المياه أو تلائم الغابات الطبيعية، حيث تساهم هذه المباني الحيوية في امتصاص ثاني أكسيد الكربون والملوثات وتحويلها إلى مصادر طاقة نظيفة.
توفر تلك التصاميم مساحات متعددة الاستخدامات مزودة بطبقات خضراء تقلل من حركة التنقل الحضري وتغذي الأنظمة البيئية بمخرجات نافعة. كما تعتمد على النباتات المحلية المهددة بالانقراض والتي تمتاز بقدرتها العالية على امتصاص الانبعاثات. وتشير الهيئة إلى أن التحول نحو اقتصاد أخضر مرهون بإجراء تغييرات عميقة في القواعد الاقتصادية الحالية لتحقيق أثر بيئي إيجابي مستدام.
محاور خطة أبوظبي للاقتصاد الأخضر والابتكار الحضري
خطة المئوية البيئية 2071 التي أطلقتها هيئة البيئة في أبوظبي تركّز على تعزيز الاقتصاد الأخضر التشاركي وتدعيم التحوّل نحو الاستدامة عبر عدة محاور رئيسية تشمل:
- إجراء جرد شامل لأصول الاقتصاد الأخضر ورأس المال الطبيعي لتقييم خدمات النظم البيئية والتعرف على قيمتها البيئية والاقتصادية.
- وضع أهداف استراتيجية تُسهم في بناء مسارات تحول واضحة، تشمل التزامات وشراكات مع الهيئات الحكومية والخاصة.
- تشجيع الحلول القائمة على الطبيعة واعتماد تقنيات مبتكرة، بما فيها البنية التحتية الزرقاء والخضراء المتكاملة.
هكذا، تسعى أبوظبي لتمتين مسيرتها البيئية من خلال سياسات مرنة وشمولية تستند إلى شراكات فاعلة وتطبيق أفضل الممارسات الدولية.
تفعيل البنية التحتية الخضراء وتعزيز الجهود المجتمعية
تحقيق مستهدفات الاستثمارات والمنشآت العمرانية الخضراء يتطلب تكاملاً بين الجهات المعنية في أبوظبي. الهيئة أكدت على أهمية التعاون المشترك في مراقبة التقدم، وإجراء الدراسات العلمية الدقيقة، وإعداد خرائط رقمية لتحديد الأولويات وصنع القرار.
لتسهيل تطبيق هذه السياسات، تهدف الهيئة إلى دمج الاعتبارات البيئية في السياسات الحكومية المختلفة، وتصميم حلول عملية تُمكن المساكن والأحياء السكنية من الاستفادة من البنية التحتية المستدامة. بالإضافة إلى ذلك، يتم العمل على توعية المجتمع لتبني مفهوم الاقتصاد الأخضر وتسليط الضوء على فوائده للإنسان والطبيعة.
تتجه أبوظبي بخطوات طموحة نحو قيادة التحول البيئي العالمي، ملتزمة برؤية مستقبلية تضمن استدامة البيئة وتوفير حياة أفضل للأجيال القادمة.