في حكم قضائي أثار اهتمام الرأي العام بمحافظة القليوبية، قضت محكمة جنايات شبرا الخيمة في جلستها الأخيرة بالسجن المشدد لمدة 15 عامًا لعاطل أدين بقتل رجل بسبب خلافات سابقة. كما أصدرت المحكمة حكمًا بالسجن 7 سنوات لفني صيانة، بعد التورط في الشروع بقتل المتهم الأول ووالده باستخدام سلاح أبيض. الحادثة التي هزت المدينة جاءت نتيجة تصاعد العنف الشخصي وسط الأحياء، مما أثار تساؤلات حول التوترات الاجتماعية وسبل التعامل معها.
تفاصيل حادث القتل بالقليوبية
وفقًا للتحقيقات، دارت أحداث الواقعة في يوم 19 أغسطس 2024 بدائرة قسم ثان شبرا الخيمة. وجهت النيابة العامة اتهامًا مباشرًا للمواطن “محمود.م.ع.م.م” البالغ من العمر 33 عامًا، بقتل المجني عليه “سيد مسعود عبد العزيز” عمدًا دون سبق إصرار أو ترصد. الجريمة وقعت عندما أطلق المتهم الأول عيارًا ناريًا من فرد خرطوش أعده مسبقًا، نتيجة خلافات سابقة بينهما، مما أودى بحياة الضحية كما أكدت تقارير الطب الشرعي.
أما المتهم الثاني “أحمد.م.ع.م”، البالغ من العمر 31 عامًا ويعمل فني صيانة، فتم اتهامه بالتخطيط لقتل “محمود محمد عبد الهادي” والد المتهم الأول، عبر استخدام أداة حادة (مطواة)، لكنه فشل في تحقيق ذلك بعد تدخل الفريق الطبي لإنقاذ الضحية.
حيثيات الحكم في القضية
صدر الحكم عن محكمة جنايات شبرا الخيمة تحت رئاسة المستشار د. رضا أحمد عيد وعضوية هيئة قضائية مكونة من المستشارين مصطفى رشاد محمود أحمد، أحمد محمد سعفان، ومحمد حسني الضبع، وبحضور أمانة سر عاصم طايل. حيث أكدت المحكمة في حيثياتها أن جريمة القتل التي ارتكبها المتهم الأول كانت بغرض إزهاق الروح، معتمدًا على خلافات سابقة. أما المتهم الثاني، فتم إثبات تورطه في محاولة القتل باستخدام السلاح الأبيض، بالإضافة إلى حيازته مطواة دون ترخيص.
انعكاسات القضية على المجتمع
هذه القضية تسلط الضوء على التصاعد المستمر في معدلات الجرائم الناجمة عن النزاعات الشخصية. وفق الإحصائيات الصادرة عن الجهات الأمنية في مصر، شهدت الجرائم المماثلة ارتفاعًا بنسبة 12% خلال الأعوام الأخيرة، مما يعكس الحاجة إلى تعزيز جهود الجهات القانونية والأمنية في معالجة مثل هذه القضايا التي تهدد استقرار المجتمع.
من الملاحظ أن القضايا المرتبطة بالعنف الفردي غالبًا ما تنشأ نتيجة غياب الحلول السلمية وانعدام الحوار، وهو ما يتطلب توعية مجتمعية أكبر. إن هذه الواقعة تبرز أهمية العمل على تقوية نسيج العلاقات الإنسانية وتشجيع التسامح، في سبيل الحد من مثل هذه المآسي التي تطال الجميع.