شهد قطاع البترول المصري خطوة علمية مميزة مع مناقشة رسالة دكتوراه مهنية بعنوان “تأثير إدارة مقاومة التغيير في فعالية إعادة الهيكلة الإدارية”، التي قدمها الباحث شاهين محمد خليفة. الرسالة، التي نالت اهتماماً واسعاً، تناولت دور إدارة مقاومة التغيير كعامل حاسم في إنجاح عمليات إعادة الهيكلة، خاصة مع التحديات التي تواجهها الشركات البترولية في سياق عمليات الدمج أو التقسيم أو الاستحواذ.
أهمية إدارة مقاومة التغيير في قطاع البترول
قطاع البترول يعد من أكثر القطاعات التي تشهد تغييرات هيكلية مستمرة، سواء بسبب التحولات الاقتصادية أو متطلبات السوق. الدراسة ركزت على أهمية إدارة مقاومة التغيير باعتباره أداة فعّالة لتجنب الإخفاقات التي قد تصاحب عمليات إعادة الهيكلة مثل الدمج أو التصفية. فالرسالة سلطت الضوء على الأساليب الممكنة لمعالجة المقاومة التي تظهر داخل الشركات، وتأثير ذلك على حماية الموارد المالية والبشرية.
وفقاً لتوصيات الدراسة، تشمل استراتيجيات إدارة مقاومة التغيير وضع خطط زمنية دقيقة وبرامج متكاملة لتأهيل العاملين ومساعدتهم على التكيف مع التغيرات الهيكلية. يُذكر أن هناك تقارير عالمية تؤكد أن نحو 70% من مشاريع التغيير المؤسسي تفشل بسبب غياب خطط واضحة لإدارة المقاومة الداخلية.
توصيات علمية لتطوير شركات البترول
الرسالة، التي أشرف عليها نخبة من أبرز الأساتذة، قدمت عدداً من التوصيات العلمية لتطوير شركات البترول. تضمنت التوصيات:
- تصميم برامج تدريب مكثفة لموظفي الشركات لمواجهة التحولات بشكل إيجابي.
- إشراك جميع الأطراف المؤثرة في صناعة القرارات بما يدعم التكيف السريع مع التغيرات.
- تقييم دوري لفعالية الهيكلة الإدارية لضمان تحقيق أهدافها المرجوة.
الباحث أشار إلى أن الاهتمام بعامل المقاومة ينبغي أن يكون أولوية في أي خطة تطويرية.
مناقشة علمية ودعم أكاديمي لقطاع البترول
عُقدت مناقشة الرسالة بمقر الأكاديمية العربية للعلوم المالية والمصرفية في الشيخ زايد، بحضور لجنة علمية ضمت شخصيات بارزة، منها الدكتور محمد محمد إبراهيم، والدكتور أشرف الشيمي، والمهندس إيهاب رجائي. اللجنة أشادت بالجهود البحثية التي بذلها الباحث، وأكدت على أهمية تطبيق النتائج في تحسين كفاءة وفعالية عملية إعادة الهيكلة.
بهذا البحث، يأخذ قطاع البترول المصري خطوة إلى الأمام نحو تحقيق أهدافه التنموية من خلال الاعتماد على أساليب علمية مبتكرة في إدارة الموارد. التغيرات الهيكلية ليست تحدياً فقط، بل فرصة لتطوير القطاع ووضعه في مكانة تنافسية عالميًا.