في محافظة إب وسط اليمن، أطلقت مليشيا الحوثي حملات مكثفة لتحصيل جبايات الزكاة من المواطنين، مما أثار موجة غضب وشكاوى واسعة بسبب حرمان المستحقين وأسلوب التقدير المجحف للمبالغ المطلوبة. تأتي هذه التحركات في تصاعد للاستغلال المالي على حساب الفئات الأكثر احتياجاً، حيث يعتبر المواطنون أن تلك الجبايات تخدم أجندات المليشيا أكثر من أهدافها الشرعية.
فرق جباية الزكاة تفرض نفسها في إب
انتشرت فرق جباية الزكاة التابعة لمليشيا الحوثي في مختلف مدن وأحياء محافظة إب، مستهدفة المتاجر والمؤسسات وحتى الأفراد. ووفقاً لمصادر محلية، فرضت المليشيا مبالغ مقدرة سلفاً، منها 475 ريالاً لكل فرد كزكاة للفطر، تحت مسمى زكاة “النفوس”. التجار والباعة انتقدوا بشدة تلك القرارات، معتبرينها غير مستندة إلى أي تقارير مالية فعلية عن نشاطاتهم التجارية، ومجحفة على كافة المستويات.
كما قامت المليشيا بإصدار قسائم تحصيل محددة لمعاقل الحارات وعناصرها المحليين، مما زاد من أعباء المواطنين بشكل ملحوظ. اللافت في الأمر أن تلك الجبايات لا تستثني حتى الأسر المحتاجة، الأمر الذي أثار حفيظة المجتمع وأطلق موجة تذمر واسعة.
تزايد الشكاوى من حرمان المستحقين للزكاة
المواطنون المستحقون للزكاة والمساعدات أبدوا استياءهم الشديد بعد تزايد الإبلاغ عن إسقاط أسمائهم من قوائم المستفيدين لأسباب غير واضحة. المليشيا بررت تلك القرارات بأنها تعتمد على البيانات المرفوعة من عقال الحارات، وهو مبرر رفضه كثير من العقال أنفسهم، مؤكدين أن الأسماء التي تتم إضافتها وخفضها تخضع لتوجيهات من قيادات حوثية وليس لأسس حقيقية.
وأفادت تقارير محلية بأن حجم المبالغ التي تجنيها المليشيا من الزكوات في محافظة إب فقط يصل إلى مليارات الريالات سنوياً، بينما يتم توريدها وفق مصادر مطلعة إلى حسابات خاصة في العاصمة صنعاء، بدلاً من تقديمها كمساعدات للمواطنين المحتاجين.
ادعاءات بالمساعدات وموجة من الانتقادات
المليشيا حاولت من خلال منصاتها الإعلامية التغطية على الانتقادات المتصاعدة حول تصرفها في أموال الزكاة، حيث أعلنت عن رصد مبالغ كبيرة لتوزيع مساعدات مالية وعينية على آلاف المواطنين. ومع ذلك، فإن الأهالي أكدوا انعدام المساعدات في كثير من المناطق، فيما نظم البعض احتجاجات خلال السنوات الماضية بعد إعلان أسمائهم ضمن قوائم المستفيدين دون تلقي أي شيء.
وفي ظل استمرار هذه السياسة، يتزايد شعور المواطنين بالغضب من الممارسات الحوثية التي تستولي على أموال الزكاة، والتي يُفترض أن تؤدي دوراً إنسانياً في تخفيف معاناة الناس، لكنها أصبحت أداة لتعميق الأزمة الإنسانية وخدمة أجندات المليشيا.