سام ألتمان يفاجئ مهندسي البرمجة بتوقعات مثيرة حول مستقبلهم القادم

في تصريح أثار جدلاً واسعاً في الأوساط التقنية، أكّد سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، أن الذكاء الاصطناعي سيعيد تشكيل المشهد المهني لمهندسي البرمجيات قريباً. خلال مقابلة أجراها ألتمان مع بن تومسون من “ستراتيشر”، أوضح أن أدوات الذكاء الاصطناعي باتت قادرة على كتابة جزء كبير من الأكواد البرمجية، متوقعاً تطوراً قد يُقلل الحاجة إلى أعداد كبيرة من المهندسين في المستقبل. هذا التصريح يثير تساؤلات حول المهارات التقنية المطلوبة مستقبلاً وكيفية التكيف مع سوق العمل المتغير.

كيف يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل مهنة البرمجة

ألتمان، الذي يبلغ من العمر 39 عاماً، أوضح أن التحولات في قطاع البرمجة مدفوعة بالتطور السريع في قدرات الذكاء الاصطناعي، حيث يتم استخدامه لكتابة ما يزيد عن نصف الأكواد البرمجية في العديد من الشركات حالياً، ومن المتوقع أن ترتفع هذه النسبة مستقبلاً. هذا التغيير يعكس انتقالاً من المهام البرمجية المكثفة إلى استخدام أدوات ذكاء اصطناعي أكثر كفاءة، ما يجعل الميزة التنافسية تعتمد على المهارة في التعامل مع هذه الأدوات.

وفقاً لألتمان، قد تصبح البرمجة الوكيلة – وهي تقنية غير مطبقة على نطاق واسع حالياً – نقطة التحول القادمة، حيث لن يقتصر التغيير على كتابة الأكواد فقط، بل على أتمتة عملية التطوير بأكملها. ورغم تعاظم دور الذكاء الاصطناعي، يؤكد عدد من الخبراء أن التحديات الجوهريّة للمشروعات التقنية ستظل بحاجة إلى التفكير البشري.

رؤى أخرى حول مستقبل البرمجة والذكاء الاصطناعي

لم تكن وجهة نظر ألتمان الوحيدة؛ فقد أشار قادة آخرون في المجال إلى التغييرات العميقة القادمة. مارك زوكربيرغ، مؤسس شركة “ميتا”، توقع في يناير الماضي أن الذكاء الاصطناعي سيتولى قريباً دوراً أساسياً في إنتاج الأكواد في تطبيقات الشركة. وبالمقابل، شدّد سريدهار فيمبو، مؤسس “زوهو”، على أن الذكاء الاصطناعي لن يحل محل الإبداع البشري بالكامل. وقال في منشور على منصة “X”: “الذكاء الاصطناعي قادر على التخلص من التعقيدات العرضية، بينما تبقى التعقيدات الجوهريّة من اختصاص الإنسان”.

إضافة إلى ذلك، أشار فيمبو إلى حدود قدرات الذكاء الاصطناعي في اكتشاف أنماط جديدة تماماً، وهو سؤال مفتوح حول ما إذا كان يمكن الاعتماد عليه في الابتكار بشكل كامل.

كيف تستعد لمستقبل يسيطر عليه الذكاء الاصطناعي؟

مع التغير المتسارع، قدّم ألتمان رؤى حول المهارات المستقبلية المطلوبة، مشيراً إلى أن إتقان أدوات الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون من أولويات المهنيين وخريجي المدارس الثانوية. وشبّه هذا التحول بما كان عليه اكتساب مهارات البرمجة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. اليوم، القدرة على التكيف وسرعة التعلم ستكون العامل الحاسم لخلق فرص النجاح.

ووفقاً لألتمان، فإن التغيير لن يحدث على نحو مفاجئ، بل سيتم تدريجياً. وقال: “التغيير يتسرب عبر الاقتصاد ويأكل الأشياء شيئاً فشيئاً، ثم بشكل أسرع وأسرع.” ومع كل ذلك، تبقى المهارات التقنية ذات أهمية، لكن العامل الرئيسي سيكون التوازن بين التقنية والقدرة على استخدام الذكاء الاصطناعي بذكاء.

ختاماً، يظهر أن الذكاء الاصطناعي ليس مجرد أداة لتيسير العمل البرمجي، بل هو قوة دافعة لإعادة تشكيل سوق العمل نفسه. ومع المزايا والتحديات المرتبطة بالأدوات الذكية، يبقى على المهنيين الاستعداد والابتكار للبقاء في طليعة هذا التغيير.