شروط الاعتكاف بالمساجد خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك

في العشر الأواخر من رمضان، تزداد أجواء الطاعة والتقرب إلى الله، ويحرص المسلمون في جميع أنحاء العالم على أداء عبادات تعكس روحانية هذا الشهر الفضيل. ومن بين هذه العبادات، الاعتكاف في المساجد يُعتبر فرصة للمسلمين للتفرغ للعبادة والذكر. وفي إطار تنظيم هذه الشعيرة، أعلنت وزارة الأوقاف شروط الاعتكاف بالمساجد في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، لضمان سير هذه العبادة بروح منضبطة وبيئة ملائمة للطاعة.

شروط الاعتكاف بالمساجد في العشر الأواخر من رمضان

وضعت وزارة الأوقاف مجموعة من الشروط لضمان انسيابية أداء سنة الاعتكاف في أكثر من 5 آلاف مسجد تم تخصيصها لهذا الغرض خلال العشر الأواخر من رمضان لعام 2025. وتهدف هذه الشروط إلى الحفاظ على قدسية المساجد وتوفير الجو الملائم للمعتكفين؛ ومن أبرزها:

  • حرص المعتكفين على احترام المسجد، بالمحافظة على نظافته وقدسيته، ليكونوا صورة مشرقة للدين الإسلامي.
  • تكريس وقت الاعتكاف للعبادات كقيام الليل وصلاة التهجد والذكر وقراءة القرآن.
  • تخصيص تقديم الدروس والخواطر الدعوية لإمام المسجد أو المكلفين بذلك بخطاب رسمي من الوزارة.
  • حظر تصوير المعتكفين أو نشر أي صور لضمان خصوصيتهم.
  • استخدام الهاتف في حالات الضرورة القصوى فقط.
  • تنظيم مقرأة يومية لختم القرآن خلال الإشراف المباشر من الإمام أو من تكلفه الوزارة.

تهدف هذه المبادئ إلى تهيئة بيئة روحانية تضاعف الأجر والثواب، مع الالتزام بالتوجيهات الشرعية والتنظيمية.

آلية تسجيل المعتكفين

لتسهيل عملية المشاركة في الاعتكاف، وضعت وزارة الأوقاف نظاماً يضمن الشفافية والتنظيم. يتوجب على الراغبين تسجيل أسمائهم لدى إمام المسجد، على أن تكون الأولوية لرواد المسجد وأبناء المنطقة المحيطة به. كما يُراعى سعة المسجد لتوفير شروط الراحة والسكينة للمشاركين. وفي سياق الإشراف، يتابع مفتشو الأوقاف ومديرو الإدارات كل ما يخص تسجيل المعتكفين وتنفيذ الاعتكاف بفعالية وانضباط.

فضائل العشر الأواخر من رمضان وفضل الاعتكاف

تعد العشر الأواخر من رمضان محطة إيمانية عظيمة يتجدد فيها الصفاء الروحي والتقرب إلى الله. وفيها تُلتمس ليلة القدر، التي “هي خير من ألف شهر”، بحسب القرآن الكريم. ويدعو الرسول، صلى الله عليه وسلم، إلى اغتنام النفحات الإيمانية في هذه الأيام المباركة، قائلاً: (إِنَّ لِرَبِّكُمْ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٌ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا).

الاعتكاف يُعتبر من أعظم الفرص في هذه الأيام المباركة للتفرغ للعبادة والدعاء، حيث تمنح هذه العزلة الروحانية المعتكف فرصة لخلوة مع الخالق، مما يمنحه سلاماً داخلياً وإيماناً متجدداً، في ختام شهر تتضاعف فيه الحسنات وتُرفع فيه الدرجات.

على المهتمين بأداء الاعتكاف الاطلاع على الشروط والالتزام بها ليكون هذا الوقت ثمرة حقيقية للطاعات والقرب من الله.