متحف منتزه خليفة: رحلة زمنية تسرد حكاية أبوظبي عبر التاريخ

يشكل متحف منتزه خليفة في أبوظبي تحفة ثقافية تجمع بين الماضي والحاضر، مقدّمًا تجربة استثنائية تروي العديد من المراحل التاريخية التي مرّت بها العاصمة الإماراتية. عبر مجموعة مميزة من العروض التفاعلية والمجسمات الواقعية، يأخذ المتحف زوّاره في رحلة عبر الزمن تبدأ من التقاليد العريقة وصولاً إلى الحاضر المزدهر، مسلطًا الضوء على نهضة أبوظبي على كافة الأصعدة.

متحف منتزه خليفة: نافذة على تاريخ أبوظبي البحري

يبدأ الزوار جولتهم في متحف منتزه خليفة بالتعرف على الموروث البحري الغني لإمارة أبوظبي. يعرض هذا القسم تفاصيل دقيقة عن حياة الصيادين التقليدية التي كانت تُعد أحد أعمدة الاقتصاد قديماً. من خلال مشاهد توثق حرفًا أصيلة كخياطة الشباك يدويًا وصناعة أدوات الصيد مثل “القراقير”، يكشف المتحف عن الجهود التي بُذلت للحفاظ على التراث البحري.
كما يسلط الضوء على رحلات البحث عن اللؤلؤ، التي كانت قاعدة للتجارة قديماً، مستعرضًا المعدات اليدوية المستخدمة في الغوص وطُرق تجفيف الأسماك وبيعها. إنها رحلة تقدم للزائرين صورة متكاملة عن التراث البحري الذي أسهم في تشكيل الهوية الثقافية لأبوظبي.

البيئة الصحراوية: قصة حياة البادية في أبوظبي

يخصص متحف منتزه خليفة قسمًا رائعًا يروي مشاهد الحياة الصحراوية في أبوظبي، حيث يبرز بيوت الشعر التي كانت تُنسج من وبر الجمال وشعر الماعز. تتيح هذه البيوت للزوار فرصة الاطلاع على أسلوب المعيشة البدوية، حيث الانقسام الداخلي بين مجالس الرجال التي تزخر بالضيافة والكرم ومطابخ النساء التي تفوح منها عبق الأطباق التقليدية.
تعكس هذه التجربة كيف تكيف سكان البيئة الصحراوية مع الظروف القاسية باستخدام موارد محدودة. ومن اللافت التركيز على دور الإبل في حياة البدو، ليس فقط كوسيلة للنقل عبر الصحراء، بل أيضًا كمصدر طعام وصناعة، مما يجسد التكامل الكامل بين الإنسان والبيئة في تلك الفترة.

تطور الصناعة والتعليم في أبوظبي: نموذج ريادي

يمضي الزوار في استكشاف التحولات الكبيرة التي شهدتها أبوظبي، بداية من صناعة النحاس التي تُوثق مراحل استخراج المعدن وتصنيعه إلى صناعة النفط التي كانت نقطة تحول محورية في تاريخ الإمارة. يوفر المتحف مجسمات مفصلة وشرحًا لأهمية أنابيب النفط كنقطة ربط بين الإنتاج والنقل.
من زاوية أخرى، يلقي المتحف الضوء على التعليم القديم في أبوظبي، مستعيدًا مشاهد الصفوف الدراسية الأولى التي كانت تُدار بشكل تقليدي. يعكس هذا القسم كيف امتزج العلم بالتراث، حيث ساعد التعليم على بناء قاعدة صلبة للأجيال القادمة. يُعد هذا العرض مثالاً واضحًا على كيفية تطور الإمارة بفضل القيم التراثية والمعرفية التي ترسخت على مر الزمن.

يختتم متحف منتزه خليفة جولته بعروض تبرز التطور العمراني المذهل الذي شهدته أبوظبي. يُقدم مجسم نافورة الكورنيش والمباني الحديثة رؤية شاملة للتحول الكبير الذي شهدته العاصمة، مما يجعله نقطة جذب رئيسية للراغبين في استكشاف تاريخ أبوظبي العريق.