وزير الدفاع الأمريكي يبدأ جولة تشمل الفلبين واليابان الأسبوع المقبل

في خطوة تؤكد التزام الولايات المتحدة بشراكاتها الآسيوية وتعزيز استراتيجيات الردع المشتركة، يستعد وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيجسيث، للقيام بجولة أسيوية تشمل الفلبين واليابان الأسبوع المقبل. الزيارة تأتي في ظل التوترات المتصاعدة في منطقة بحر الصين الجنوبي، حيث من المتوقع أن يناقش هيجسيث مع المسؤولين الفلبينيين واليابانيين القضايا الأمنية الإقليمية وتعزيز التعاون الدفاعي ضد التحديات المحتملة.

وزير الدفاع الأمريكي ودوره في تعزيز التعاون مع الفلبين

أعلن السفير الفلبيني لدى واشنطن، خوسيه مانويل روموالديز، أن بيت هيجسيث سيزور العاصمة الفلبينية مانيلا يومي 28 و29 مارس الجاري. تأتي الزيارة في إطار جدول أعمال مكثف يشمل لقاء الرئيس الفلبيني فرديناند ماركوس الابن ووزير الدفاع الفلبيني جيلبرت تيودورو. ووفقًا لتصريحات روموالديز، ستركز النقاشات على مواجهة الإجراءات الصينية الحازمة في بحر الصين الجنوبي، في ظل الجهود الأمريكية لدعم الحلفاء في المنطقة.

زيارة هيجسيث للفلبين تعد رسالة دبلوماسية واضحة للصين، إذ تؤكد على عمق التحالف بين الولايات المتحدة والفلبين، لا سيما في وقت تتزايد فيه التوترات حول المياه المتنازع عليها والتي تعد شريانًا حيويًا للتجارة العالمية. وتشير التقارير إلى أن الصين وسّعت نشاطها العسكري في المنطقة، مثيرة قلق الدول المجاورة.

تحركات أمريكية لتعزيز الشراكات الأمنية في آسيا

بالإضافة إلى زيارته للفلبين، يعتزم وزير الدفاع الأمريكي زيارة اليابان ضمن جولته الآسيوية. ووفقًا لتصريحات المتحدث باسم البنتاجون شون بارنيل، تركز هذه الجولة على تحقيق أهداف أمنية استراتيجية من خلال لقاء القادة العسكريين وبحث سبل تعزيز الشراكة الدفاعية. ويأتي ذلك في إطار استراتيجية أمريكية أوسع لتعزيز وجودها العسكري والاقتصادي في آسيا وسط تصاعد التنافس الإقليمي.

من المتوقع أن تشمل المحادثات القطاعات الأمنية، بما فيها تسليح القوات المشتركة وتوسيع التعاون الاستخباراتي. هذه الجهود تعكس الالتزام الأمريكي بمبادئ الأمن المشترك في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

الأبعاد السياسية والرسائل الموجهة للصين

تشكل الجولة الآسيوية الأولى لوزير الدفاع الأمريكي الجديد نقطة تحول في التفكير الأمريكي تجاه آسيا، خصوصًا بحر الصين الجنوبي. الرسائل الدبلوماسية قد تحمل طابع القوة والردع مع تعزيز العلاقات الثنائية مع اليابان والفلبين، الحليفين الأساسيين للولايات المتحدة في المنطقة.

يُذكر أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، قدمت دعمًا كبيرًا للقوات الفلبينية، وهو ما يتوقع أن يستمر في ظل إدارة هيجسيث. التعاون بين البلدين يشمل تدريب القوات المشتركة، الدعم العسكري، وتوسيع القواعد العسكرية، خاصة في ظل التطورات الأخيرة في بحر الصين الجنوبي.

الجولة المنتظرة بلا شك تمثل اختبارًا فعليًا لعزم الولايات المتحدة على الحفاظ على استقرار المنطقة وتعزيز موقعها كقوة حامية للأمن العالمي.