هدى شديد تودع الوسط الإعلامي في عيد الأم بكلمات مؤثرة

فقد الإعلام اللبناني أحد أبرز أعمدته بوفاة الإعلامية هدى شديد، التي رحلت عن عالمنا بعد معاناة طويلة مع مرض السرطان، تاركة إرثًا مهنيًا لافتًا ومسيرة صحفية مشرفة استمرت أكثر من ثلاثة عقود. رحيل شديد مساء الجمعة أثار حالة من الحزن والصدمة في الوسط الإعلامي اللبناني، حيث عُرفت بشجاعتها في مقاومة المرض وإصرارها على استكمال عملها رغم الظروف الصعبة.

من هي هدى شديد؟ مسيرة مهنية حافلة

هدى شديد، وُلدت في 15 سبتمبر 1965، وختمت رحلتها في 21 مارس 2025، في يوم عيد الأم، عن عمر ناهز 59 عامًا. كانت شديد صوتًا صحفيًا مميزًا في لبنان، حيث أمضت أكثر من 30 عامًا في العمل الإعلامي، إذ بدأت مسيرتها كمراسلة للقصر الجمهوري عبر شاشة LBCI. لاحقًا، اتجهت لتقديم البرامج الحوارية والسياسية، وحققت نجاحًا استثنائيًا بفضل أسلوبها المهني وحضورها القوي.
لم تكن شديد مجرد إعلامية، بل كانت مثالًا يحتذى به في الإصرار والتمسك بالمبادئ الصحفية، حيث ظلت تعمل حتى في أشد مراحل مرضها، لتثبت شغفها الكبير بالمهنة.

تكريم هدى شديد: إشادة بمسيرتها قبل الرحيل

قبل رحيلها، حظيت شديد بتقدير كبير يليق بمسيرتها الغنية، حيث كرّمتها رئاسة الجمهورية اللبنانية ممثلة بالرئيس جوزيف عون والسيدة الأولى نعمت عون، في احتفال رسمي أُقيم في القصر الجمهوري. عبّر هذا التكريم عن اعتراف الدولة بجهودها ودورها المؤثر في تعزيز الإعلام اللبناني، خاصة في فترة شهدت فيها البلاد تحديات متعددة.

ولا شك أن هذا التكريم يشكّل رسالة تقدير لكل من يكرّس وقته وجهده لخدمة الوطن والمجتمع من خلال الكلمة الصادقة والعمل الدؤوب، كما أنه يُبرز مكانة شديد كقدوة للإعلاميين الشباب الذين يسعون للتميز.

الإرث الإعلامي لهدى شديد: دروس للمستقبل

برحيلها، تترك هدى شديد خلفها إرثًا غنيًا من الإنجازات المهنية والدروس المستفادة لكل من يعمل في الإعلام. ومن أبرز ما تميزت به الراحلة:

• إصرارها على المهنية والموضوعية في تغطية الأحداث.
• جرأتها في تقديم القضايا الوطنية والحوار العام.
• مثابرتها على العمل رغم تحديات المرض.

ويظل اسم هدى شديد محفورًا في سجل الإعلام اللبناني، ليس فقط بفضل إنجازاتها، ولكن أيضًا بسبب تأثيرها الإيجابي الكبير، والذي سيظل حاضرًا في كل من يتابع المشهد الإعلامي في المنطقة. بينما يبقى الحزن ساكنًا في قلوب زملائها وأحبائها، يُلقي إرثها بظلاله على أجيال الإعلاميين القادمة، ليكون لهم بوصلة توجههم نحو التميز والالتزام.