السيرة الذاتية سارة الزعفراني الزنزري رئيسة حكومة تونس وأسباب عزل المدوري

في خطوة أثارت الكثير من الجدل في المشهد التونسي، كلّف الرئيس قيس سعيّد المهندسة المخضرمة سارة الزعفراني الزنزري بتولي رئاسة الحكومة خلفًا لكمال المدّوري الذي غادر منصبه بعد أقل من عام. يأتي هذا التعيين في ظل أزمات اقتصادية واجتماعية تعصف بالبلاد، ما يضع الزعفراني أمام تحدٍ كبير لتفعيل خبراتها الهندسية والإدارية في قيادة الحكومة وتجاوز العقبات الراهنة.

سارة الزعفراني الزنزري: مهندسة ذات خلفية تخصصية بارزة

تنحدر سارة الزعفراني الزنزري من بيئة أكاديمية قوية، حيث حصلت على شهادة الهندسة المدنية من المدرسة الوطنية للمهندسين بتونس، لتواصل بعد ذلك دراستها العليا في ألمانيا بجامعة هانوفر وتحصل على شهادة متقدمة في الهندسة الجيوتقنية. هذه الخلفية منحتها قدرة استثنائية في التعامل مع مجالات التخطيط العمراني والبنية التحتية، حيث برز دورها بشكل كبير طوال مسيرتها المهنية.

منذ انطلاقتها، شغلت الزعفراني منصبًا في الإدارة العامة للجسور والطرقات منذ عام 1989، لتواصل تسلّق سلم المناصب العليا بفضل كفاءتها وحنكتها في إدارة المشاريع الكبرى. أحد أبرز محطاتها كان توليها منصب مديرة عامة لوحدة متابعة مشاريع الطرقات السيارة اعتبارًا من عام 2014، ما أكسبها خبرة عميقة في متابعة المشاريع التنموية الوطنية والدولية.

التكوين الأمني والإداري يدعم خبرتها

إلى جانب خبراتها الهندسية، استثمرت الزعفراني سنواتها في تلقي تكوين متقدم في مجالات الإدارة والسياسات العامة عبر برامج ودورات متعددة، أبرزها:

  • الدورة 37 (2019/2020) من معهد الدفاع الوطني، حيث اكتسبت رؤى استراتيجية حول الأمن والدفاع الوطني.
  • الدورة 12 (2018/2019) بالمدرسة الوطنية للإدارة، مع تركيز على القيادة الإدارية ومهارات صنع القرار.
  • برنامج القيادة والسياسات العامة (2019)، لتعميق فهمها لصنع السياسات العليا.

هذا التكوين منحها رؤية شاملة ومتكاملة للتحديات الاقتصادية والاجتماعية والتنسيق بين مختلف الجهات الحكومية، وهي مهارات أساسية لرئاستها المقبلة للحكومة.

من وزارة التجهيز إلى قيادة الحكومة التونسية

في أكتوبر 2021، عُيّنت الزعفراني وزيرة للتجهيز والإسكان في حكومة نجلاء بودن، حيث أثبتت براعتها في تنفيذ مشاريع حيوية تتعلق بالبنية التحتية والإسكان. من بين أولوياتها كان تحقيق التوازن بين تحديث شبكات الطرقات وتعزيز الإسكان المستدام في مواجهة التحديات الاقتصادية.

وباعتبار تونس تمرّ بأوقات حرجة من الناحية الاقتصادية والاجتماعية، يأتي تعيينها كرئيسة جديدة للحكومة في لحظة تحتاج فيها البلاد إلى قيادة حازمة بخبرة عملية قادرة على اجتياز العقبات، وهو ما يجعل الأنظار مسلّطة على قدرتها لتقديم حلول واقعية تعزز التطوير والإصلاح.

نجاحات الزعفراني وانخراطها في مشاريع وطنية كبرى تجعلها شخصية يُتوقع منها أن تؤدي دورًا محوريًا في تشكيل مستقبل تونس خلال هذه المرحلة الحرجة.