اضطراب حركة الطيران العالمية بسبب حريق وإغلاق مطار هيثرو بالكامل

تسبب حريق ضخم في محطة كهرباء فرعية بالقرب من مطار هيثرو، أحد أكثر المطارات ازدحاماً في العالم، في إيجاد حالة من الفوضى العارمة يوم الجمعة بعد انقطاع شامل للكهرباء. أُغلق المطار بشكل مفاجئ مما أدى إلى تأخير وإلغاء مئات الرحلات الجوية، وتأثر مئات الآلاف من الركاب. وخلّف الحادث تساؤلات حول جاهزية البنية التحتية لمثل هذه الأحداث الطارئة.

اضطرابات حادة في مطار هيثرو بسبب الحريق وانقطاع الكهرباء

أدى الحريق، الذي اندلع مساء الخميس في محطة كهرباء ضخمة قرب مطار هيثرو، إلى تعطيل كامل لأنظمة التشغيل داخل المطار. وأكدت إدارة الإطفاء أن النيران التهمت 25 ألف لتر من زيت التبريد في محول الكهرباء الأساسي، مما تسبب في انقطاع الطاقة حتى على المنظومة الاحتياطية. وتم إخماد الحريق بالرغوة بحلول ساعات الصباح الباكر من يوم الجمعة، غير أن تأثيره على الرحلات استمر طوال اليوم.

وذكرت خدمة “فلايت رادار 24” أن أكثر من 1350 رحلة في مطار هيثرو تأثرت، بينما ألغيت بعض الرحلات الدولية التي كان من المقرر أن تصل من الولايات المتحدة ومدن أخرى. وأوضح مسؤول بالمطار أن الرحلات تم إما تحويل مسارها إلى مطارات بديلة داخل بريطانيا وأوروبا أو إعادتها إلى نقطة انطلاقها، مما تسبب بخسائر مالية فادحة للقطاع الجوي.

أزمة سفر دولية وتأثير اقتصادي كبير

تسببت الفوضى في مطار هيثرو في ارتفاع أسعار الإقامة الفندقية في المنطقة بشكل هائل، حيث وصلت أسعار الغرف الفندقية إلى 500 جنيه إسترليني (645 دولاراً) في بعض الأماكن، ما يقارب خمسة أضعاف الأسعار المعتادة. من جانبها، نصحت إدارة المطار المسافرين بعدم التوجه إلى هيثرو حتى إشعار آخر.

وأعرب خبراء الطيران عن قلقهم من التأثير الاقتصادي الكبير للحادث، مشيرين إلى مخاطر إضافية محتملة قد تؤدي إلى صراعات حول من يتحمل تكاليف هذه الخسائر. بلغت الكلفة الإجمالية للتعطيل الملايين، ما يعيد الذكريات إلى أزمة سحابة الرماد البركاني التي عصفت بالطيران الأوروبي عام 2010.

تصاعد التساؤلات حول سلامة البنية التحتية لمطار هيثرو

أكد خبراء أمان الطيران والشرطة البريطانية عبر تقاريرها الأولية أنه لا توجد شبهة جنائية حتى الآن وراء الحريق. ومع ذلك، قرر ضباط مكافحة الإرهاب قيادة التحقيقات نظراً لحساسية موقع الحريق وتأثيره الكبير على بنية النقل الوطني.

يُشار إلى أن مطار هيثرو ظل يشهد إشغالاً مرتفعاً يشمل أكثر من 6.3 ملايين مسافر خلال يناير، ما يجعله الأكثر ازدحاماً على مستوى العالم للسفر الدولي. هذا الحادث أعاد إلى الواجهة ضرورة تعزيز خطط الطوارئ وتطوير البنية التحتية بحيث تكون قادرة على مواجهة مثل هذه الكوارث المستقبلية. مع عودة الكهرباء بشكل جزئي مساء الجمعة، يأمل المسؤولون في استئناف العمل قريبا، رغم وجود مخاوف من استمرار الاضطرابات لعدة أيام إضافية.