هل ينجح العراق في اللحاق بجيرانه عبر خطواته نحو التعليم الذكي؟

في ظل ثورة التكنولوجيا وتغير ملامح التعليم عالميًا، يسعى العراق إلى اللحاق بالدول المجاورة التي قطعت شوطًا كبيرًا في تبني التعليم الذكي، إلا أن هذه الجهود لا تزال توصف بالخجولة، حيث يقتصر استخدام التكنولوجيا على نطاق محدود في المدارس الحكومية. وبينما استفادت بعض المدارس الخاصة من هذه التقنيات، تظل البنية التحتية للتعليم الحكومي عائقًا أمام هذا التطور.

التكنولوجيا في التعليم العراقي: تحديات ومبادرات

مع انتشار التكنولوجيا كجزء أساسي من التعليم عالميًا، يؤكد المتحدث باسم وزارة التربية، كريم السيد، أن التطورات التكنولوجية دخلت النظام التعليمي العراقي جزئيًا خاصة بعد تحديات جائحة كورونا. خلال تلك الفترة، اعتمدت وزارة التربية على التعليم الإلكتروني باستخدام أدوات مثل السبورات الذكية والفيديوهات التعليمية، إلا أن هذا الانتشار لم يكن شاملاً بين كافة المدارس.
وفي سياق رقمنة التعليم، أشار السيد إلى أن الوزارة تسعى لاعتماد مناهج رقمية عصرية كجزء من خططها لتطوير العملية التعليمية. إلا أن الخبراء ينتقدون تركيز هذه الجهود في مدارس مختارة فقط، ما يترك القطاع الأوسع بعيدًا عن اللحاق بركب التعليم الحديث.

هيمنة المدارس الأهلية في استخدام التعليم الذكي

بينما تواجه المدارس الحكومية في العراق نقصًا حادًا في الوسائل التكنولوجية، تزدهر المدارس الأهلية بفضل تجهيزها بأحدث الأدوات الذكية. سرمد منذر عبد الكاظم، صاحب مكتب متخصص بتوريد الشاشات التفاعلية، أوضح أن المدارس الأهلية تطلب بإقبال كبير هذه الوسائل، حيث قام بتوريد 99 شاشة للمدارس الأهلية مقابل 7 فقط للمدارس الحكومية خلال الفترة الماضية.
وجود الشاشات التفاعلية والمناهج الرقمية في المدارس الأهلية ساهم في تحسين تجربة التعليم، حيث تساعد التكنولوجيا في تقديم مواد التعليم بصور جذابة باستخدام الصوت والصورة، مع تمكين الطلاب من استقبال المعلومات بطرق حديثة تتناسب مع اتجاهاتهم التكنولوجية.

كيف يقارن العراق بدول الجوار في التعليم الذكي؟

على صعيد المقارنة الإقليمية، لا يزال العراق متأخرًا مقارنة بدول الجوار مثل تركيا وإيران والكويت، التي عززت استخدام التكنولوجيا في التعليم منذ سنوات، مما انعكس بوضوح على جودة التعليم ونتائج الطلاب. وفقًا لعضوة لجنة التعليم النيابية، زليخة الياس قلي قدو، فإن ضعف البنية التحتية في العراق يعد العقبة الكبرى أمام تعزيز التعليم الرقمي، بالإضافة إلى تحديات أخرى مثل اكتظاظ الصفوف وعدم توفير بيئة تعليمية مناسبة.
وتؤكد قدو على ضرورة الإسراع في تطوير البنية التحتية للتعليم في العراق، لأن التكنولوجيا لم تعد خيارًا بل أصبحت ضرورة قصوى لتحسين جودة التعليم وتأهيل الجيل الجديد للعالم الرقمي المتقدم.


التوجه نحو التكنولوجيا في التعليم يحتاج إلى استراتيجية شاملة تشمل المدارس الحكومية والخاصة على حد سواء. فالاعتماد على التعليم الذكي لا يطور العملية التعليمية فقط، بل يسهم في تحسين أداء الطلاب، وهو أحد الطرق الرئيسية لتحديث النظام التعليمي العراقي وتحقيق تنافسية إقليمية.