في تطور جديد يزيد من تفاقم الوضع في الأراضي الفلسطينية، تواصل إسرائيل تصعيد غاراتها بعد استئناف العملية البرية في قطاع غزة، لتكشف أبعادًا أكثر خطورة على مسار الحرب والمفاوضات المستقبلية. وفقًا لتصريحات الباحث السياسي الأمريكي مايكل مورجان لـ«الأسبوع»، فإن الهدف الإسرائيلي يتعدى مجرد الهجوم العسكري، مؤكدًا أن هناك تداعيات استراتيجية وراء هذا التصعيد، والذي تسبب حتى الآن في سقوط مئات الشهداء بينهم نساء وأطفال.
العملية البرية الإسرائيلية في غزة وتأثيرها على الوضع الإنساني
شهد مخيم الشابورة للاجئين في رفح واحدة من أعنف العمليات البرية الإسرائيلية، حيث أعلن جيش الاحتلال مؤخرًا عن تدمير ما وصفه بـ”مواقع حماسية”، بينما يشير الواقع الإنساني إلى كارثة مستمرة تتجسد في مشاهد القتل والدمار. وفقًا لمكتب الإعلام الحكومي في غزة، ارتفع عدد الشهداء إلى 591 شهيدًا والمصابين إلى أكثر من 1000 شخص، معظمهم من المدنيين، ما يعكس حجم الفاجعة الإنسانية التي تتعرض لها المنطقة.
في كل مرة، وبعد كل عملية عسكرية، تستمر إسرائيل بزعم استهداف عناصر حركة حماس، إلا أن الواقع يفصح عن استهداف عشوائي يطول الأبرياء العزل، في ظل صمت دولي مكثّف. الباحث مايكل مورجان حذّر في تصريحاته من أن هذه العمليات تُكرّس عواقب إنسانية “ليس لها سابقة تاريخية”، مؤكداً أن إسرائيل تُعتمد استراتيجية إضعاف غزة.
أهداف نتنياهو الاستراتيجية خلال حرب غزة
يرى الدكتور مايكل مورجان أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لا يهدف فقط إلى تحقيق مكاسب عسكرية، بل يسعى لكسب أوراق تفاوضية إضافية في المدى الطويل. نتنياهو، بحسب تعبير مورجان، يضع نصب عينيه الاستحواذ على أكبر قدر ممكن من الأراضي، مستغلاً البيئة السياسية المواتية تحت إدارة دونالد ترامب السابقة.
علاوة على ذلك، فإن استمرار الحرب يحقق مكاسب شخصية لنتنياهو، الذي بات محاصراً داخلياً بالأزمات القضائية، إذ يؤدي هذا التصعيد العسكري إلى تأجيل محاكمته المحتملة وتعطيلاً لحساب فعلي لسلطته. هذه الديناميكية تجعل إنهاء الحرب غير مستهدف بالنسبة له، مما يؤثر على تنبؤات التهدئة في الوقت الراهن.
هل تؤثر العمليات العسكرية على مفاوضات السلام؟
تصعيد إسرائيل العسكري ينعكس مباشرة على جهود الوساطة التي تبذلها الدول الإقليمية، لا سيما مصر وقطر. ورغم الجهود المستمرة للتوصل إلى وقف إطلاق النار، أكد مورجان أن نتنياهو يسعى للاستفادة من أي تسوية مستقبلية لتحقيق مكاسب أكبر. فهو يضع نموذج روسيا في أوكرانيا مثالًا يحتذى، حيث يتم فرض الأمر الواقع بالمزيد من الاستحواذ على الأراضي لفرض شروط تفاوضية مفيدة لإسرائيل.
وفيما تستمر العمليات الإسرائيلية، تشير تقارير إلى نية الاحتلال ضم مناطق أوسع مثل هضبة الجولان، ما يرفع من احتمالية تعقيد الحلول السياسية ويمهد لتفاوض غير متكافئ بين الجانبين.
### عمليات عسكرية بلا نهاية واضحة
مع استمرار العمليات البرية والغارات الجوية، يبقى مصير المفاوضات مجهولاً وسط ارتفاع الخسائر البشرية وتزايد المعاناة في غزة. الصورة المأساوية تستدعي المزيد من الضغط الدولي لصياغة مسار أكثر استقرارًا يراعي الحقوق الإنسانية وينظم وقف إطلاق نار دائم وقابل للتطبيق.