يشهد الكثير من المسلمين خلطًا واضحًا بين الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل، إذ غالبًا ما تُستخدم المصطلحات بالتبادل بينهما. ولكن في الحقيقة، يُعد لكل منهما أحكام وخصائص معينة تميزه عن الآخر. وبالرغم من ذلك، تجمعهما قدسيتهما العالية ومكانتهما العظيمة كوسائل للتقرب إلى الله. نسلط الضوء في هذا المقال على الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل من حيث الأحكام، الوقت، الفضل، وكيفية أدائهما بطريقة صحيحة.
الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل في الأداء والوقت
الدقة في تحديد الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل تبدأ من كيفية أدائهما. قيام الليل يشمل أي عبادة تتم بعد صلاة العشاء وحتى الفجر، سواء أكانت بالصلاة أو الذكر أو قراءة القرآن. أما التهجد فهو أخص بالصلاة ومعروف بشرط الاستيقاظ بعد النوم. هذا الشرط يجعل من التهجد عبادة ذات طابع استثنائي، يتطلب جهدًا مضاعفًا واستعدادًا روحيًا عميقًا.
أما من حيث الوقت، فإن قيام الليل يمتد طوال الفترة ما بعد صلاة العشاء إلى الفجر، بينما يُفضل التهجد في الثلث الأخير من الليل. في هذا الوقت المبارك، يُقال إن الله يتجلى لجبر خواطر عباده ويستجيب دعاءهم، مما يضفي على التهجد روحانية وخصوصية.
الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل في الحكم والفضل
يتفق العلماء على أن الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل لا يشمل الحكم الشرعي، فكلاهما سنة مؤكدة ويؤديان إلى التقرب من الله ونيل الأجر العظيم. وقد كان النبي ﷺ يواظب عليهما، خاصة في الليالي المباركة كرمضان.
من الأحاديث النبوية التي توضح فضلهما قوله ﷺ: "أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل" [صحيح مسلم]. ومع ذلك، ينال التهجد مكانة خاصة لما يتطلبه من مجاهدة للنفس واستجابة للتعبّد في أكثر أوقات الليل راحة.
كيف يمكن الجمع بين صلاة التهجد وقيام الليل؟
قد يتساءل البعض: هل يمكن الجمع بينهما؟ الإجابة نعم. يمكن للمسلم أن يبدأ قيام الليل بالصلاة أو الذكر بعد العشاء مباشرة ويخصص الثلث الأخير للتهجد إذا استطاع. الجمع بينهما يُعزز روح العبادة ويضاعف الأجر بإذنه تعالى.
لتنظيم الأمر، يُفضل اتباع الخطوات التالية:
- أداء صلاة العشاء ومن ثم قسط من الذكر أو قراءة القرآن كتقديم لقيام الليل.
- النوم لبعض الوقت إذا كان بالإمكان.
- الاستيقاظ في الثلث الأخير من الليل لأداء التهجد وصلاة الوتر.
في النهاية، الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل يكمن في التفاصيل لا في الهدف. كلاهما من أعظم العبادات التي تمنح السكينة وتزيد الحسنات، خاصة في ليالي رمضان حيث الفرصة مضاعفة للاقتراب من الله. احرص على اغتنام هذه الأوقات المباركة لتتقرب إلى خالقك.