يحتفل محرك البحث جوجل اليوم بتغيير شعاره بمناسبة عيد الأم، في لفتة رمزية تعبر عن مكانة الأم ودورها العظيم في حياتنا. على غرار المعتاد، اختار جوجل رمزًا استثنائيًا لنبتة عباد الشمس على شعاره، تماشيًا مع روح عيد الأم الذي يتزامن مع اليوم الأول من فصل الربيع. يأتي الاحتفال كفرصة مميزة لتكريم الأمهات حول العالم، بمن فيهن أمهات مصر، حيث يُخصص يوم 21 مارس سنويًا لهذه المناسبة.
عيد الأم في مصر: لماذا اختير يوم 21 مارس؟
يُعتبر 21 مارس يومًا استثنائيًا في مصر، فهو اليوم الذي يتزامن مع بداية فصل الربيع، أحد أكثر أوقات العام إزهارًا وتجددًا. اختيار هذا اليوم للاحتفال بعيد الأم جاء لتأكيد على المعاني النبيلة المرتبطة بالأمهات، مثل العطاء والخصوبة والإشراقة، حيث عُرفت الأمهات دائمًا بصفات تشبه الربيع في جمالها وتفانيها.
هذا اليوم هو فرصة مثالية لتكريم الأمهات ومشاركة مشاعر التقدير تجاههنّ. وتعود فكرة الاحتفال بعيد الأم في مصر إلى الكاتب الصحفي مصطفى أمين، الذي اقترح في عام 1956 تخصيص هذا اليوم بعد تأثره بقصة مؤثرة لأم مصرية عانت بعد هجر ابنها. وبذلك أصبح يوم 21 مارس تقليدًا يحتفي به المصريون سنويًا.
تاريخ الاحتفال بعيد الأم في مختلف الدول
يختلف موعد الاحتفال بعيد الأم حول العالم. فبينما يحتفل العالم العربي به في 21 مارس، فإن النرويج سبقته وتحتفل في 2 فبراير، بينما تختاره الأرجنتين في 3 أكتوبر، وفي جنوب إفريقيا يحتفل به في 1 مايو. أما الولايات المتحدة الأمريكية، فقد تم إقرار يوم الأم رسميًا عام 1907 بفضل جهود الناشطة آنا جارفيس، حيث أطلقت حملة لتكريم الأمهات بدأها في ولايتها لتشمل البلاد بأكملها.
في بريطانيا، يرتبط عيد الأم بتقليد قديم يُعرف بـ”أحد الأمهات”، ويحتفل به في الأحد الأخير من شهر مارس، حيث يزور الأبناء كنائسهم ويلقون الهدايا والزهور على أمهاتهم كجزء من احتفال تاريخي يمتد إلى القرن السادس عشر.
جذور عيد الأم في مصر القديمة
لم تكن فكرة الاحتفال بعيد الأم حديثة العهد في مصر. ففي التاريخ الفرعوني، احتفى المصريون القدماء بالأم رمزًا للعطاء والخير، حيث شبهوها بنهر النيل الذي يفيض بالخير والمنح. خصص الفراعنة تمثال “إيزيس” وهي تحمل ابنها “حورس” ليكون رمزًا للأمومة، وكانوا يزينون التمثال بالزهور والقرابين تعبيرًا عن مشاعرهم الجياشة نحو أمهاتهم.
شروق الشمس كان يُعتبر رسالة تهنئة للأم، كما تشير إحدى برديات تل العمارنة التي تضمنت رسالة من طفل لأمه بمناسبة عيدها. هذا الإرث الثقافي يعزز مكانة الأم بوصفها جوهر الحياة وركنها الأساسي، ما يسلط الضوء على ضرورة دعم مكانتها في المجتمع.
عيد الأم ليس مجرد مناسبة عابرة، بل يعكس القيم الإنسانية العالمية التي تكرّم الأم وتحتفي بدورها الذي لا يُضاهى في بناء المجتمع وتأسيس الحياة. استفاد منه جوجل ليبث رسالة حب عالمية هذه السنة أيضًا.