كيفية صلاة التهجد وعدد ركعاتها: دليل عملي لاغتنام العشر الأواخر

في الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، يزداد اهتمام المسلمين بصلاة التهجد، وهي من أعظم العبادات التي يتقرب بها المؤمن إلى الله عز وجل. تعد هذه الصلاة فرصة للمسلم لاغتنام خير الليالي التي يحتمل أن تكون فيها ليلة القدر، الليلة المباركة التي تعادل ألف شهر من العبادة. تؤدى صلاة التهجد بطريقة محددة ولها وقت خاص، ما يدفع الكثيرين للتساؤل عن كيفية أدائها وعدد ركعاتها، وخاصة في هذه الأيام الفضيلة.

كيفية أداء صلاة التهجد وعدد ركعاتها

تُؤدى صلاة التهجد بطريقة مشابهة لصلاة القيام، لكنها تختلف بكونها تأتي بعد النوم ليلاً. تبدأ الصلاة بركعتين خفيفتين، ثم يمكن المصلي أن يكمل العدد الذي يشاء من الركعات. ويُنصح بأن تُصلى ركعتين ركعتين، كما ورد في السنة النبوية، مع التسليم بعد كل ركعتين. ولإتمام الصلاة، يمكن إنهاؤها بصلاة الوتر التي تُصلى بركعة فردية أو ثلاث ركعات كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
ويجب الإشارة إلى أن صلاة التهجد ليست واجبة، بل هي سنة مؤكدة ووسيلة للتقرب إلى الله. تتحقق الفائدة الروحية لهذه الصلاة مع استحضار النية الصادقة والقيام بها بخشوع وإخلاص.

أفضل أوقات صلاة التهجد وفضلها

يبدأ وقت صلاة التهجد بعد صلاة العشاء ويستمر حتى الفجر، إلا أن أفضل وقت لأدائها يكون في الثلث الأخير من الليل. لهذا الوقت مزية روحانية خاصة، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل، فينادي "من يدعوني فأستجيب له؟ ومن يسألني فأعطيه؟ ومن يستغفرني فأغفر له؟".
وتُعتبر صلاة التهجد ذات فضل عظيم، خاصة في شهر رمضان، حيث ورد ذكرها في القرآن الكريم، كما في قوله تعالى: «وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ» (الإسراء: 79). وقد دلّت الأحاديث النبوية على أن القيام في هذه الليالي المباركة قد يُكتب فيه المسلم من الفائزين بفضل ليلة القدر.

الفرق بين صلاة التهجد وقيام الليل

رغم التشابه بين صلاة التهجد وقيام الليل، إلا أن الفرق الأساسي يكمن في توقيت التهجد، حيث يؤديها المسلم بعد نومه ليلاً ولو لفترة قصيرة. بينما يقوم المسلم في قيام الليل بأشكال متنوعة من العبادة مثل الصلاة، قراءة القرآن، التسبيح، والدعاء، في أي وقت من الليل حتى الفجر.
لتوضيح الاختلاف، يمكن تلخيصه كالتالي:

  • صلاة التهجد تتطلب النوم ثم الاستيقاظ للصلاة.
  • قيام الليل أعم وأشمل من التهجد، ولا يستوجب النوم قبل القيام به.

وفي الختام، فإنّ اغتنام فرصة العشر الأواخر من رمضان بالإقبال على صلاة التهجد يعد استثمارًا روحانيًا فريدًا في التقرب إلى الله، طمعًا بالمغفرة وتحقيق الدعوات، والتماسًا لفضل ليلة القدر.