الهلال الأحمر ينظم إفطاراً عالمياً يجمع بين الثقافات والديانات المختلفة

في أجواء رمضانية مميزة تعكس قيم التعايش والتسامح، نظّمت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، مساء أمس، مبادرة “قربوا الفطور عندنا”، التي جمعت أكثر من 4000 شخص من أكثر من 150 جنسية وديانة مختلفة. المبادرة، التي أقيمت في أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية تحت شعار “عام المجتمع”، تهدف إلى تعزيز التضامن الإنساني وتجسيد معاني التقارب بين الثقافات والشعوب.

مبادرة “قربوا الفطور عندنا”: رسالة إنسانية تجمع 150 جنسية

أقامت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي بالتعاون مع جهات عدة، منها وزارة التسامح والتعايش، وجامعتي خليفة ومحمد بن زايد للعلوم الإنسانية، فعالية “قربوا الفطور عندنا”، التي صُممت لتعكس شعار “عام المجتمع”. وبدعم من الشيخة فاطمة بنت هزاع بن زايد آل نهيان، وبمشاركة حوالي 150 متطوعًا ومتطوعة، نُظم الإفطار في أجواء رمضانية تعبق بروح التسامح والوحدة الإنسانية.

أشاد معالي الدكتور حمدان مسلم المزروعي، رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، بالتنظيم الذي شهد مشاركة واسعة تجاوزت 4000 شخص من خلفيات ثقافية متنوعة. الحدث لم يقتصر فقط على تقديم الطعام، بل عبّر عن قيم التواصل المجتمعي بطريقة مبدعة، حيث جرى تشكيل شعار “عام المجتمع” باستخدام الطرود الغذائية والحضور بطريقة هندسية.

الإمارات: نموذج عالمي للتسامح والتآخي

لطالما كانت الإمارات رمزًا بارزًا للوحدة الإنسانية، وهو ما تجلى في هذه المبادرة الرمضانية. وأشار الأرشمندريت برثانيوس أبو حيدر، كاهن مطرانية الروم الأرثوذكس في أبوظبي، إلى أن مشاركته في الإفطار تعكس روح التسامح الفريدة التي تميز الإمارات، مؤكداً أن هذه المناسبة ما هي إلا امتداد لإرث الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

الإمارات، التي تستضيف أكثر من 200 جنسية تعيش بتناغم، تعزز دائماً قيم العطاء وقبول الآخر. وتواصل فعاليات مماثلة التأكيد على هذه القيم الضرورية، وتساهم في تعزيز التعايش السلمي.

الهلال الأحمر: مبادرات مجتمعية بلمسة إبداعية

استمرت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في تعزيز جهودها عبر مبادرات متنوعة، بينها تنظيم أطول مائدة إفطار في عام 2024 بحضور 15 ألف مستفيد. وفي إطار مبادرة “قربوا الفطور عندنا”، تضافرت الجهود لضمان تنظيمٍ مثالي شارك فيه متطوعون، ما يؤكد على أهمية العمل الجماعي في تحقيق أهداف مجتمعية نبيلة.

من جانبه، أكد محمد عيسى الحمادي، رئيس وحدة البرامج والأنشطة في الهيئة، أن هذه المبادرة تمثل نموذجًا للنهج الإنساني الذي أرساه الشيخ زايد، والذي يتجدد بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان. وتهدف المبادرة إلى تعزيز قيم التعاون والتكافل التي تشكل جزءًا أساسيًا من الهوية الإماراتية، مما يسهم في بناء مجتمع متماسك ومتآزر.

تظل الإمارات رمزًا للتسامح والتضامن الإنساني، حيث تمتد أياديها لدعم الجميع دون تمييز، لتبقى مثالا يُحتذى به على الصعيدين الإقليمي والعالمي.