حذرت الولايات المتحدة الأمريكية الحكومة العراقية من التدخل في الصراع اليمني، وفق ما كشفت عنه صحيفة لبنانية. جاء هذا التحذير خلال اتصال هاتفي أجراه وزير الدفاع الأمريكي مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ملوحة برد عسكري مباشر في العراق إذا قامت الفصائل المسلحة العراقية بأي تصرف معادٍ تجاه الضربات الأمريكية الموجهة للحوثيين في اليمن.
التوترات الإقليمية وتأثيرها على العراق
ذكرت صحيفة الأخبار اللبنانية أن هذه التحذيرات الأمريكية تأتي في إطار تصاعد التوترات الإقليمية في المنطقة. وأشارت إلى أن مصادر حكومية عراقية أكدت أن واشنطن طالبت الحكومة العراقية بتفكيك الفصائل المسلحة ونزع سلاحها كأولوية غير قابلة للتأجيل. هذا التحرك يهدف إلى تقليص نفوذ الفصائل التي قد تستخدم كأدوات للتأثير الإيراني في المنطقة، خاصة بعد الضربات الأخيرة التي استهدفت مواقع في اليمن.
زيارة قاآني السرية إلى بغداد
في ذات السياق، أفادت الصحيفة عن زيارة غير معلنة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، إسماعيل قاآني، إلى العاصمة العراقية. الاجتماع الذي ضم قادة “الإطار التنسيقي” والفصائل المسلحة و”الحشد الشعبي” جاء في ظل الظروف الإقليمية الحساسة. خلال الاجتماع، تم التأكيد على أهمية الحفاظ على سيادة العراق وحياده في الخلافات الإقليمية والنأي بالنفس عن النزاعات المتصاعدة. العراق يُنظر إليه كعنصر توازن، لكن الضغوط الدولية والإقليمية تجعله في موقف حساس للغاية.
المشهد الإقليمي ومستقبل العلاقات الأمريكية العراقية
بالتزامن مع تصاعد الضغوط في منطقة الشرق الأوسط، تبرز هذه التحذيرات كإشارة واضحة للتوتر بين الولايات المتحدة والعراق. الأحداث الإقليمية في اليمن والقضية الفلسطينية شكلت محورًا إضافيًا للضغوط، حيث تشهد المنطقة مواجهات مستمرة بين القوى الكبرى والإقليمية. من الواضح أن العراق يواجه تحديات كبيرة في الحفاظ على توازنه السياسي وسط هذه النزاعات، خاصة في ظل ازدواجية العلاقة التي تربطه بكل من الولايات المتحدة وإيران.
