قد يكون الألم جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، لكنه ليس عذرًا للتعامل معه بطريقة غير صحيحة. أوضح الدكتور جمال شعبان، عميد معهد القلب الأسبق، أهمية تفهم الأوجاع كجزء طبيعي من الطبيعة البشرية، لكنه أكد أن هذه الآلام تحتاج إلى وسائل صحية لتخفيفها. تناول المسكنات بدون توجيه واستشارة طبية يمكن أن يكون خطرًا يفوق فائدته المؤقتة.
جمال شعبان: المسكنات بين الفوائد والمخاطر
صرح الدكتور جمال شعبان أن المسكنات تقدم تخفيفًا سريعًا للأوجاع، لكنها سلاح ذو حدين. عند استخدامها بعشوائية أو بإفراط، قد تسبب أضرارًا خطيرة مثل الاعتماد النفسي والجسدي عليها بدلاً من علاج الأسباب الفعلية للألم. كما شدد على أهمية استخدام المسكنات بحذر، سواء كانت لعلاج الآلام الجسدية أو المعنوية، لأن إخفاء المشكلة بجانب استخدام المسكنات دون إشراف طبيب يمكن أن يعرض الصحة للخطر على المدى البعيد.
أضرار المسكنات وخطر التأثير على الصحة العامة
أعرب جمال شعبان عن انزعاجه من ظاهرة حمل المسكنات الشخصية في الحقائب كأنها حلوى أو منتجات سهلة التداول، موضحًا أن هذا السلوك يسبب أضرارًا مثل زيادة احتمالية الإصابة بضغط الدم المرتفع والجلطات وفشل الكليتين. وأشار إلى أن أحد الأسباب الرئيسية لتزايد حالات الفشل الكلوي في مصر هو التعامل العشوائي مع الأدوية، وعلى رأسها المسكنات. خاصة في المناطق التي تعاني من الازدحام مثل القاهرة الكبرى، حيث تصل نسبة المصابين بضغط الدم المرتفع إلى 30%.
أهمية التوعية الطبية لتجنب الفشل الكلوي
بعيدًا عن الافتراضات الخاطئة، أكد شعبان أن الفشل الكلوي المتزايد في مصر ليس سببه المياه الملوثة كما يعتقد البعض، بل يعود معظم الحالات إلى ضغط الدم المرتفع وسوء استخدام المسكنات. نصح المواطنين بالتوجه للأطباء عند الشعور بألم وعدم الاعتماد على وصفات عشوائية، وتنبيه المجتمع لخطر هذه العادات، لتفادي التضرر بصحة الكلى وغيرها من الأعضاء الحيوية.
تعد المسكنات أحد أكثر الأدوية شيوعًا، لكن وعي استخدامها بشكل صحيح هو الفرق بين العلاج والضرر. جعل القرارات الصحية أولويتك دائمًا.
