خلال شهر رمضان، تشهد العادات الاستهلاكية للكثير من الأشخاص تغيرات ملحوظة. يندفع الأفراد للتسوق بكثافة من أجل تلبية احتياجات مائدة الإفطار والسحور، مما يجعل الأسواق مكتظة بالمشترين. لكن يبقى السؤال المهم: هل هذا السلوك ضرورة حقيقية أم أنه استجابة لرغبة داخلية مقترنة بالشهر الفضيل؟
العروض الرمضانية والإعلانات وتأثيرها على المستهلك
يُنظر إلى رمضان على أنه الوقت المناسب للتقليل من الاستهلاك نظراً لقلة عدد الوجبات اليومية، إلا أن الواقع يشهد خلاف ذلك. يقدم الخبراء تفسيراً لتزايد الإنفاق في هذا الشهر بسبب العروض الرمضانية والإعلانات الترويجية القوية، التي تستهدف جذب المستهلكين وتغريهم بشراء منتجات قد لا تكون ضرورية. وكثيراً ما يدفع الصائم جوعه إلى اتخاذ قرارات شرائية غير مدروسة، خاصة إذا كان التسوق يتم قبل الإفطار، مما يؤدي إلى تضاعف المشتريات ورفع معدل الإنفاق الأسري.
كيف تساهم وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز الاستهلاك؟
تشير نظرية التعلم الاجتماعي إلى أن السلوكيات تُكتسب من خلال الملاحظة والتقليد. وخلال السنوات الأخيرة، لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دوراً رئيسياً في تعزيز العادات الاستهلاكية خلال رمضان. فمن خلال مشاهدة الصور والفيديوهات المرتبطة بالمأكولات الفاخرة والموائد، يتأثر الأفراد بشكل مباشر، مما يؤدي إلى زيادة مشترياتهم من السلع الغذائية حتى لو لم يكن هناك حاجة فعلية لها. إضافةً إلى ذلك، يتسابق صانعو المحتوى على المنصات الرقمية للترويج لمنتجات جديدة بهدف تحقيق مشاهدات أعلى، مما يعزز من السلوكيات الشرائية غير الرشيدة لدى المستهلكين.
كيفية تقليل التأثير الاقتصادي لشهر رمضان
للتغلب على الأعباء المالية المتزايدة، ينصح الخبراء باتباع خطوات تساعد في تقليل الهدر وزيادة الوعي الشرائي. التخطيط المسبق لتحديد قائمة المشتريات الأساسية هو خطوة فعّالة لضبط الميزانية وتجنب الإنفاق الزائد، مع التركيز على تشجيع مفهوم “التسوق الذكي”. وبناءً على ذلك، يجب على الأُسر الابتعاد عن التباهي بإعداد موائد مبالغ فيها، لأن شهر رمضان هو شهر الرحمة والبساطة، وليس التبذير.
في النهاية، يجب أن نعيد النظر في عاداتنا الرمضانية. التوازن بين تلبية الاحتياجات الأساسية وتجنب المبالغة هو مفتاح التحكم في القرارات الشرائية والمحافظة على استقرارنا المالي.