تتجه مصر بخطى ثابتة لتصبح مركزًا إقليميًا لصناعة السيارات، ليس فقط من خلال تجميع المركبات، ولكن أيضًا عبر تطوير الصناعات المغذية، تلك التي تعد العمود الفقري لهذه الصناعة. ونجحت البلاد في اجتذاب استثمارات ضخمة بفضل جهود حكومية تستهدف توطين التكنولوجيا الحديثة، تحسين البنية التحتية، وتقديم تسهيلات لدعم الشركات، مما يعزز من تنافسية القطاع ويضع مصر على خارطة سلاسل التوريد العالمية.
ارتفاع نسبة المكون المحلي في التصنيع
نجحت مصر في تحقيق قفزة كبيرة في نسبة المكون المحلي المستخدم في السيارات. وفقًا لتصريحات المهندس علي توفيق، رئيس رابطة الصناعات المغذية للسيارات، وصلت نسبة المكون المحلي في سيارات الركوب إلى 55%، وتزيد النسبة في المركبات التجارية مثل الأتوبيسات. يُظهر هذا الإنجاز التطور التقني والنقلة التصنيعية التي تشهدها مصر في هذا المجال.
أبرز الصناعات المغذية للسيارات
تشمل الصناعات المغذية للسيارات في مصر مجموعة من التقنيات والمكونات الأساسية التي تدعم القطاع، مثل:
- صناعة القطع البلاستيكية: كالرفارف والأكصدامات والتابلوه.
- صناعة الضفائر الكهربائية: تُعد هذه الصناعة الأكثر تطوراً.
- صناعة الزجاج: تعتمد على تقنيات حديثة بدءًا من المادة الخام وحتى المنتج النهائي.
- التيل والفرامل: تشمل إنتاج مكونات الأمان الأساسية للمركبات.
دور الحكومة والشركات في نمو القطاع
تلعب الحكومة دورًا كبيرًا في تعزيز الصناعة بتطوير البنية التحتية وتقديم حوافز استثمارية للمستثمرين. تم الإعلان عن أول مدينة صناعية متخصصة بالصناعات المغذية في مصر. بالإضافة لذلك، تعمل شركات أجنبية كبرى مثل “سوميتومو” و”يازاكي” على دعم القطاع بمشروعاتها الاستثمارية التي تشمل مصانع حديثة وخدمات لوجستية موسعة.
ومع تحول التصدير إلى أحد المحاور الرئيسية، أصبحت مصر واحدة من اللاعبين الأساسيين في تقديم مكونات لصانعي السيارات العالميين، مما يُرسخ مكانتها كمركز إقليمي قوي لصناعة السيارات. المستقبل يبدو مشرقًا لهذه الصناعات في ظل استمرار الجهود المشتركة بين القطاعين الحكومي والخاص.