شهدت مباراة تاريخية بين أرسنال الإنجليزي ودينامو موسكو الروسي عام 1945 أحداثًا تُعد من أغرب ما شهدته كرة القدم. على الرغم من عودة الروح للرياضة بعد الحرب العالمية الثانية، فإن تلك المباراة، التي أُقيمت على ملعب وايت هارت لين وسط ضباب كثيف، كانت مثالًا للأحداث الدرامية على أرض الملعب وخارجه.
بداية تاريخية في إنجلترا بعد الحرب
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، بدأ الاتحاد الإنجليزي الاحتفاء بعودة كرة القدم من خلال دعوة نادي دينامو موسكو لخوض جولة مباريات ودية. كانت هذه الجولة منتظرة بشدة من الجماهير الإنجليزية، التي افتقدت منافسات كرة القدم الرسمية منذ سنوات عديدة. ازدادت حماسة المشجعين لدرجة دفعت البعض لشراء تذاكر المباريات بأسعار مضاعفة أو حتى مشاهدة المباريات من المباني المجاورة للملاعب.
بدأ الفريق الروسي جولته بمواجهة تشيلسي، حيث انتهى اللقاء بالتعادل المثير (3-3). ثم حقق انتصارًا ساحقًا على كارديف سيتي بنتيجة (10-1). ومع تلك النتائج، كان الجميع ينتظر المواجهة المرتقبة مع نادي أرسنال.
الضباب والمواجهة المثيرة بين أرسنال ودينامو موسكو
اصطدم أرسنال بتحديات كبيرة قبل مواجهة دينامو موسكو، إذ غاب العديد من لاعبيه بسبب التزاماتهم العسكرية. لتعويض الغيابات، استعان النادي بلاعبين محليين مثل ستانلي ماثيوز وستان مورتنسون.
تزامنت المباراة مع ضباب كثيف غطى جنوب إنجلترا، لكن المسؤولين رفضوا تأجيلها بسبب الإقبال الكبير عليها وبيع التذاكر. امتلأ ملعب وايت هارت لين بـ55 ألف مشجع، ليشاهدوا واحدة من أغرب المباريات في تاريخ كرة القدم. استغل الفريق الروسي الضباب لإجراء تبديلات دون إخراج لاعبيه، مما جعله يلعب بـ15 لاعبًا على أرض الملعب، بينما أعاد أرسنال مهاجمه المطرود لاستكمال اللقاء. وانتهت المواجهة المثيرة بفوز دينامو موسكو بنتيجة (4-3).
درس في الندية والإثارة
- شهدت المباراة توترًا بين اللاعبين والمدربين داخل أجواء ضبابية.
- استخدم الفريق الروسي حيلًا لتحقيق أفضلية واضحة.
- أكدت المباراة أهمية الالتزام بالروح الرياضية حتى في أصعب الظروف.
تظل هذه المباراة واحدة من اللحظات الفريدة في تاريخ كرة القدم، حيث جمعت بين الكثير من الدراما، التحديات، وروح المنافسة تحت أجواء غامضة وغير متوقعة.