في إطار سعيه لإعادة تشكيل الحكومة، أعلنت وزارة التعليم الأمريكية تسريح نصف موظفيها تمهيدًا لإغلاقها تنفيذًا لوعود الرئيس ترامب بتقليص دور الحكومة الاتحادية. وفي الوقت نفسه، تم تعزيز الأمن على الحدود الجنوبية مع المكسيك عبر نشر 600 عسكري إضافي ضمن خطط مشددة لمكافحة الهجرة غير النظامية، ما يعكس استراتيجية ترامب لإعادة هيكلة مؤسسات الدولة وترسيخ سياساته.
تفكيك وزارة التعليم
أعلنت وزارة التعليم عن تسريح نصف موظفيها كجزء من “مهمتها النهائية”، تمهيدًا لإغلاقها وفقًا لخطط ترامب. الوزارة التي تشرف على قروض طلابية تقدر بـ1.6 تريليون دولار وتنفذ قوانين الحقوق المدنية في المدارس، ستتوقف عن عملها بشكل كامل. وزيرة التعليم ليندا ماكمان أكدت أن هذه الخطوة تأتي “بموجب تفويضٍ من الرئيس”. وتشير إجراءات التسريح إلى نية الإدارة نقل مزيدٍ من المسؤوليات إلى حكومات الولايات، في إطار رؤية ترامب لتحسين كفاءة العملية التعليمية عبر تقليص دور الحكومة الفيدرالية.
تعزيز الحدود مع المكسيك
تم نشر أكثر من 600 عسكري إضافي على الحدود مع المكسيك، ليصل إجمالي القوات المنتشرة هناك إلى نحو 9600 عسكري. وتشمل هذه القوات 40 محللًا استخباراتيًا من القوات الجوية و590 عسكريًا من سلاح الهندسة. جاءت هذه الخطوة بعد توقيع ترامب لأمر تنفيذي بإعلان حالة طوارئ على الحدود، تنفيذًا لوعوده الانتخابية بمكافحة الهجرة غير النظامية. وتشير تقديرات وزارة الأمن الداخلي إلى وجود نحو 11 مليون مهاجر غير نظامي في الولايات المتحدة عام 2022.
استراتيجية ترامب الشاملة
لم تكن وزارة التعليم الجهة الوحيدة التي استهدفتها سياسات ترامب الرامية إلى تقليص حجم الحكومة الفيدرالية. فقد سبق أن أغلقت إدارته مكاتب الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومكتب الحماية المالية للمستهلكين. تعكس هذه الإجراءات رؤية ترامب في الحد من تدخل الحكومة الفيدرالية في السياسات الداخلية والخارجية، مع التركيز على تعزيز الأمن، تخفيض الإنفاق، ونقل الصلاحيات إلى الولايات لتحقيق إدارة أكثر كفاءة وفق أولوياته.
من خلال هذه الخطوات، يعمل ترامب على إعادة تشكيل الحكومة وفق رؤيته الخاصة، مع التركيز على تقليل الاعتماد على الحكومة المركزية وتعزيز مبادئ الأمن والكفاءة.