رمضان: تجسيد الهوية وإرادة المقاومة في تركستان الشرقية

شهر رمضان المبارك، أحد أركان الإسلام الخمسة، يعتبر وقتًا مقدسًا للمسلمين حول العالم، حيث يمتنعون عن الطعام والشراب من الفجر إلى المغرب، ويكرسون أنفسهم للعبادة والتأمل الروحي والأعمال الخيرية. في تركستان الشرقية (شينجيانغ)، تحولت هذه الممارسات الدينية من نشاط حر إلى محفوف بالمخاطر بسبب القيود المشددة المفروضة من قبل الحكومة الصينية. يعد رمضان في هذا المنطقة أكثر من مجرد عبادة؛ هو صراع للحفاظ على الهوية والثقافة.

### الخلفية التاريخية والثقافية
تركستان الشرقية منطقة ذات تاريخ إسلامي غني يمتد لأكثر من ألف عام. المساجد التاريخية مثل مسجد إيدكاه في كاشغر تشهد على هذا التراث العريق. ومع ذلك، بدأت القيود تتعزز منذ عام 2000، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر، حيث ربطت الحكومة الصينية الهوية الدينية للإيغور بـ”الإرهاب” و”التطرف”. الثقافة الإيغورية، التي تمتزج بالتقاليد الإسلامية، تواجه اليوم تحديات غير مسبوقة.

### تحول السياسات الصينية تجاه الممارسات الدينية
تطورت السياسات الصينية تجاه تركستان الشرقية عبر عدة مراحل. من الثورة الثقافية (1949-1980)، حيث مُنعت الممارسات الإسلامية، إلى مرحلة الانفتاح النسبي (1980-2000) التي سمحت بإعادة بناء المساجد وممارسة الشعائر. ومع بداية الألفية، خاصة بعد عام 2014، تصاعدت القيود بشكل كبير، وتحولت ممارسة الشعائر الإسلامية إلى نشاط مقيد بشدة.

### القيود المفروضة على الممارسات الدينية في رمضان
في رمضان، تواجه الممارسات الإسلامية قيودًا صارمة. تُمنع الصيام في المدارس والمؤسسات، وتُجبر المطاعم على البقاء مفتوحة خلال النهار. كما يتم تفتيش المنازل لضمان عدم الصيام، ويتم هدم المساجد أو تحويلها إلى مرافق عامة. صلاة التراويح تعتبر “ممارسة متطرفة” ويتم منعها تمامًا. هذه الإجراءات تهدف إلى الحد من التعبير الديني والثقافي للإيغور.

### رمضان كرمز للهوية والمقاومة
رغم القيود، يبقى رمضان رمزًا للهوية والمقاومة. في المهجر، ينظم الإيغور فعاليات رمضانية تعكس ثقافتهم، مثل الإفطارات الجماعية وصلاة التراويح. هذه الممارسات ليست مجرد مظاهر دينية، بل تأكيد على الهوية والانتماء في مواجهة محاولات محوها. قضية حرية الممارسة الدينية في تركستان الشرقية تظل قضية حقوقية ملحة تحتاج إلى دعم عالمي.