القدس في مواجهة الاعتداءات: ثلاث صور للعدوان على المسجد الأقصى خلال رمضان

المسجد الأقصى المبارك يواجه منذ بداية شهر رمضان أشكالا متعددة من الاعتداءات الإسرائيلية التي تهدد هويته ومكانته، حيث منعت قوات الاحتلال الاعتكاف، وتجاوزت في عدوانها على المصلى المرواني، وفرضت حصارا مشددا على المسجد. هذه الاعتداءات تضع مسؤولية حماية الأقصى على عاتق الأمة الإسلامية بأكملها، مع ضرورة التوجيه الجاد للدفاع عنه ومواجهة الاحتلال.

### الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى
منعت قوات الاحتلال الاعتكاف في الجمعة الأولى من رمضان للمرة الأولى منذ عام 2014، كما طردت المصلين والمعتكفين باستخدام القوة. وفي اعتداء آخر، اقتحمت قوات الاحتلال المصلى المرواني يوم الأحد 9 مارس/آذار، وعطلت نظام الصوتيات بهدف تعطيل الصلاة. هذا العدوان المتكرر يؤكد سعي الاحتلال للسيطرة على إعمار المسجد الأقصى، رغم أن هذه الصلاحية تعود حصريا للأوقاف الإسلامية التابعة للحكومة الأردنية.

### الحصار المشدد على الأقصى
فرضت قوات الاحتلال ثلاثة أطواق عسكرية حول المسجد الأقصى، مما قلص عدد المصلين بشكل كبير مقارنة بالأعوام الماضية. بالإضافة إلى ذلك، منع الاحتلال دخول وجبات السحور والإفطار، وأجرى عمليات تفتيش مكثفة للمصلين داخل المسجد. هذا الحصار المشدد يعد جزءا من سياسة إسرائيلية واضحة تستهدف تقليل الوجود الإسلامي في المسجد الأقصى، وتجهيز الأرض لتنفيذ مخططاتها التوسعية.

### المسؤولية الإسلامية في حماية الأقصى
أكدت مؤسسة القدس الدولية أن معركة المسجد الأقصى هي معركة وجودية بالنسبة للشعب الفلسطيني والأمة الإسلامية، حيث تسعى الصهيونية إلى إزالة الأقصى واستبداله بالهيكل المزعوم. وأشارت إلى أن حماية المسجد الأقصى تتطلب جهودا جماعية من الأمة، سواء على مستوى الجماهير أو النخب أو العلماء، مع ضرورة تجديد الاعتكاف والرباط رغم العدوان الإسرائيلي.

### استمرار العدوان على أعمال الإعمار
تواصل قوات الاحتلال عرقلة أعمال الصيانة والإعمار في المسجد الأقصى، حيث منعت ترميم نظام الصوتيات بعد تدميره في أبريل 2022. كما تشكل هذه الاعتداءات تهديدا لانتظام الصلاة في أجزاء المسجد المختلفة. وفي هذا الإطار، دعت المؤسسة الحكومة الأردنية إلى اتخاذ موقف عملي لاستئناف صلاحيتها الحصرية في إعمار الأقصى، مع التأكيد على دعمها في هذا المسعى.

### مواجهة الاحتلال والدفاع عن الأقصى
المسجد الأقصى ليس مجرد مكان للعبادة، بل هو رمز للهوية الفلسطينية والإسلامية. مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية تتطلب تعزيز الجهود الدولية والإقليمية لحماية الأقصى، بالإضافة إلى تشجيع التواجد الإسلامي فيه. الأمة الإسلامية مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بأن تلتزم بمسؤوليتها في الدفاع عن المسجد الأقصى وتحقيق حريته.