رواية غوى بعصيانه قلبي الجزء الثالث للكاتبة نهال مصطفى الفصل الثامن
شيءٌ واحدٌ يمكنُ أن يجعل الحلم مستحيلاً، إنه الخوفُ من الفشل-باولو كويلو.
حول طاولة الاجتماعات الخاصة الاي لا يجلس حولها إلا مراد وروفان، نظر مراد على ساعة يده ثم أردف متسائلًا:-أنا من حقي أعرف دلوقتي، عزمي بيه وعادل بيه الشيمي هيستفادوا أيه من ورا حرب ولاد دويدار! في لغز محتاج أفهمه.تزحزحت أعين روفان عن شاشة الحاسوب الإلكترونية وتركت القلم من يدها قائلة:-المكتب اللي أنت شايفه ده عبارة عن دايرة معارف، كلها مصالح. ف وجود أي حد في اللعبة دي كله بدافع المصلحة وبس.
ثم فارقت مقعدها وجلست بالمقعد المجاور له وأكملت: -كل واحد له مصلحة غير التاني. زيك أنت مثلا مناقصة على أرض ب 120 مليون جنيه بعتت مقابلها مراتك وأخواتها. وكان ممكن تخسر أكتر عشان تكسبها.ابتلع أشواك إهانتها بابتسامة خبيثة وسألها ليشتت تركيزها عن ذلك الموضوع: -اشمعنا أنا؟
ابتسامة انتصار ارتسمت على شدقها وقالت: -أنتَ الوحيد اللي مدام جيهان بتثق فيه، والوحيد اللي قدر يقنعها تعمله التوكيل عشان يرفع دعوى باسمها. ونرجع لنفس النقطة ألا وهي المصلحة يا بشمهندس!ثم بسطت كفها أمام عينيه وقالت بدهاء: -المصلحة بتجمع الأشخاص في كفة واحدة.
امتدت سبابته ليزيح عن وجهها خصلة متطايرة وأكمل بنفس الابتسامة الماكرة: -وروفان هانم معقولة متعرفش أيه نوعية المصلحة اللي تجمع كل دول في كفة واحدة!أصدرت صوتًا نافيا وبشفاه ممتدة ؛ هتفت ببطء: -تؤ.-تؤ، متعرفيش؟ ولا مش عايزة تعرفينى؟بعدت أنامله عن خصلات شعرها المتدلية وردت بمياعة وهي تنهض من جواره: -الاتنين مع بعض. عزمي بيه مستنيك جوه. اتفضل.
وثب خلفها ممسكًا بمعصمها ومال هامسًا: -أفتحي موبايلك هتلاقي فيه مسدج باللوكيشن و بالميعاد، هستناكي نتعشى سوا.تأرجحت عينيها بريبة ولكن فضولها نحر جذور الشك وقالت: -بمناسبة!تعمد أن يقترب منها أكثر مداعبًا تلك الخصلة التي تتدلى على وجهها وقال: -المناقصة الجديدة ومعنديش حد احتفل معاه. يرضيكي احتفل لوحدي!اتسعت ابتسامتها الماكرة: -آه يرضيني.عقد حاجبيه معارضًا: -هستناكي متتأخريش.
– مرتاح كده! عملت اللي في دماغك وطردهم من البيت.اقتربت منه بخطوات متمهلة أثناء وقوفه بحديقة القصر. رمى السيجارة من يده وعصرها بمشط حذائه وقال متوعدًا: -ولسه، هوريهم النجوم في عز الضهر. هما اللي ابتدوا.
تحركت من جواره تتقف أمامه بنظرات إعتراضية: -عاصي للأسف موقفكم ضعيف جدًا. اتمنى تفكر بهدوء اللي عايزة أوصله ليه كل ده! أحنا مش كُنا سبنا كل حاجة هنا وابتدينا من اول وجديد لحد ما بقى ليك مركزك واسمك؟ ليه العداوة دي كلها؟رد بإختصار: -ده رد على حادثة امبارح وبس.ضاقت عينيها على غصون الدهشة: -حادثة إمبارح! ازاي؟
انفجر بوجهه بغضب يتطاير كحبات الدقيق: -فكوا فرامل العربية، من حسن حظهم بس أنها جات فيا، ورحمة مها لو كان جرالك حاجة ما كانوا هيشوفوا الشمس تاني.صدقًا ما يُقال أن في بعض عيون العشاق حكايات لم تروى بعد. وتكدست العبرات بعينيها من شدة الحزن الذي وقع على قلبها تمتمت:-مها!أدرك حجم المصيبة التي ذُل بها لسانه، تنهد بعجز مبررًا: -مش قصدي يا حياة، حقك عليا ذلة لسان وو.
قفلت جفونها رافضة سماع أي شيء إضافي: -خلاص يا عاصي مش عايزة اسمع حاجة.ثم تحولت نبرتها الباكية لآخرى حادة وقالت:-على العموم عايزة الفت نظرك لحاجة. أنتَ معاك بنات والشوشرة والمحاكم والفضايح مش كويسة عشانهم. حاول تلم الموضوع بعيد عن البلطجة وفكر في بناتك بكرة وبعده وشكلهم قدام الناس.
سالت بعض العبرات التي لم تسيطر عليها وأكملت بحسم: -خلص مشاكلك بسرعة عشان لازم نتكلم. لازم النقط تتحط فوق الحروف. مش هزود عليك الحِمل أكتر من كده الله يعينك.كادت أن تنصرف ولكنه منعها قائلًا بنبرة خجل: -حياة قولتلك ذلة لسان.أخذت نفسًا طويلًا ثم قال بإيجاز: -عالية هترجع معانا الغردقة عشان تغير جو شوية.ثم شدت ذراعها المتمسك بها وقالت بصوت خافت: -ابعد أيدك يا عاصي…
أن يُجرح القلب مرّة في العمر جرحًا أليمًا لكنه يصبر بعده كي لا يُجرح خشية من جرح أعمق، كأنك لم تكن ترى قبل أن تُجرح هذا الجرح كأن أحدًا شقّ شفتا عينيك بموس حادٍ فبات نازفًا وداميًا لكنك تُبصر لكنك تَرى لكنك لا تتحدث!بأحدى الغرف الفندقية.-اسمع يا شاكر أنتَ تبعد عن جوزي وبناتي وكفاية، كفاية فضايح لحد كده.
هبت رياح غضب سميرة بوجه شاكر بعد مرور ساعات مشحونة من القهر والخزى، والطريقة التي خرجا بها الجميع من القصر. وثب شاكر جاهرًا:-منتهتش، وأحنا لسه بنبدأ. واحد ابن زنا والتاني ملهوش ورث عندنا والتالتة مش من دمنا! وجبل من الفلوس متتعدش. نسيب كل ده ليهم؟ بصفتهم مين، دول لا شرع ولا قانون في صفهم.
أشارت بسبابتها بوجهه بحدة أكثر: -هقولها لآخر مرة ابعد عن جوزي وبناتي يا شاكر أحنا مش عايزين حاجة. كفاية، عاجبك بهدلتنا دي! نازلين في لوكاندة وياعالم هنروح على فين. حتى بيتنا اتهد.زمجر شاهين غاضبًا: -اسكتي يا سميرة، وحق خرجتكم من البيت ده لكل اللي جاي على عاصي واهله دمار. أنا هنسفهم من على وش الأرض.
ضربت سميرة كف على الآخر: -أنتوا الاتنين اتجننتوا رسمي خلاص! خلاص مبقاش في منكم رجا. اسمع يا شاهين ياما تتراجع عن اللي أخوك بيعمله. يإما هاخد بناتي ومش هتعرف لنا طريق.نهضت شهد التي امتصت داء الطمع من أبيها وعمها: -بابا وعمو معاهم حق، دول محترموش الدم بينا ولا عملوا حساب لحد. لازم يندموا آخر ندم…
جهرت شيرين الباكية: -ما كفاية بقا! أنتوا أيه مش بتزهقوا، أحنا معانا اللي يكفينا ويعيشنا كويس، ليه الطمع! وليه العداوة. أنتوا أكتر حد عارف أن عاصي مش بيرحم اللي يقف قدامه! واقفين قدام القطر ومش عايزينه يدوسكم!هبت شهد بوجهها معارضة: -خلاص يا شيرين، طريقك مع عاصي مسدود، بلاش تدافعي عنه أكتر من كده.
رمقت أختها بنظرات العتاب الدامية وانصرفت على الفور، تدخل شاكر قائلًا بغل: -من بكرة هقدم كل الاوراق دي في المحكمة، ومش هيبقى في وجود لعاصي دويدار تاني.
بالقصر.ربت تميم على كتف كريم بعد وداعهم لعاصي وعائلته وقال: -انتَ رايح فين، أطلع أوضتك فوق استريح من السفر.أحس كريم بالحرج وقال: -بلاش يا تميم. كفاية أوي المشاكل اللي بتحصل أنا هشوف أوتيل ووقاطعه تميم بحزمٍ: -بطل جنان. أطلع أوضتك أنتَ ماسمعتش عاصي قال أيه!ضحك كريم ضحكة من قلب النيران وقال: -قالي اخليني جمبك، قصده احرسك يعني و بس.
أصر تميم ناهيًا للحوار بينهم: -يبقى اطلع كده وفوق تكون شمس جهزت لنا العشا. وأنا هلف على الرجالة عشان يتأكدوا من تأمين القصر.عانقه كريم باشتياق: -مكنتش عارف إني بحبكم أوي كده. أنتوا عيلتي يا تميم.ربت تميم على ظهره: -نورت بيتك، متسافرش تاني. خليك هنا وهنكسر الدنيا سوا.غادر كريم تجاه غُرفته، وشمس ونوران يعدان الطعام بالمطبخ، لم تتزحزح أعين شمس الفاحصة عن أختها، فأردفت بشدة لا تقبل المعارضة:.
-كريم هيقعد معانا هنا. تخلي بالك من تصرفاتك، وبلاش كلام كتير والأحسن مايبقاش فيه كلام خالص. أديكي شوفتي أخوه عمل أيه في عالية.فزعت نوران مدافعة عنه رغم غضبها منه: -بس كريم مش زي مراد يا شمس.شرعت شمس بتقطيع السلطة: -بس أخوه يا قلب أختك، وجايين من نفس البطن. يبقى نسمع الكلام ونبعد عن الشر ونغني له كمان.تمتمت بعدم اقتناع وقالت: -طيب يا شمس، متقلقيش.بالطائرة الخاصة التابعة لممتلكات عاصي.
أن تغزو القلب المخاوف والهواجس فتصبح المسافة نحو الاطمئنان تستغرق عمرًا كاملًا كي يهدأ قلبك كي يستقر نبضه كي يدرك ملاذ الحياة الحقيقي أن يتخلص من كل الشكوك التي تمزق بعينه ثوب الحب. تجلس حياة بجوار النافذة صامتة شاردة رافضة حتى التطلع إليه. القوة ليست دائمًا في ما نقول ونفعل ونصرخ وجعًا أحيانًا تكون فيما نصمت عنه، فيما نتركه بإرادتنا وفيما نتجاهله، قطعت عالية حبال الصمت الممتدة بينهم وقالت متسائلة:.
-عاصي مفيش خبر عن…ثم بللت حلقها وتمتمت اسمه بحنق: -م مراد!قفل هاتفه ونظر لعالية قائلًا: -هيروح فين، رجالتي قابلة الدنيا عليه.ثم مسح على رأس أخته وقال: -عالية متفكريش في حاجة خالص. أنت جاية معايا عشان تغيري جو وبس. أهم حاجة عندي صحتك أنتِ والبيبي. تمام يا حبيبتي.
تكدست مقلتيها بالعبرات وضمت كفه قائلة بترجي: -لو ألف ورق وألف حكم اثبت اننا مش أخوات، بس أنا عمري ما هبطل أشوفك غير أخويا الكبير وأبويا اللي مشوفتوش.رفع كفها لمستوى ثغره وطبع فوقه قُبلة رقيقة: -وأنا عمري ما هشوفك غير بنتي الصغيرة. اللي قسيت عليها كتير أوي بس لسه بتحبي. أنتِ من اير ما تحسي علمتيني أهم درس في الحياة يا عالية.-ولا عمري هزعل منك يا عاصي. أنا ماليش غيرك أنت وتميم.
ثم سألته متحيرة: -بس الهدوء اللي أنتَ فيه ده قالقني.ارسل لها ابتسامة خفيف بثت الأمان بجوفها وقال: -أخوكي جبل، محدش هيقدر يأخد منه حاجة غصب عنه. عشان كده بقولك أهدى ومتشليش هم حاجة، كله هيتحل.-أنا واثقة فيك. ومتأكدة من كل ده.ثم شاحت بنظرها لحياة التي تجلس بعيدًا عنهم وقالت راجية: -حياة مش كويسة وفيها حاجة، لو مزعلها قوم راضيها عشان خاطري.
أومأ بالإيجاب وانتقل لعندها، لم يجلس جارها بل جثى على ركبتيه أمامها وأخذ يدفيء بروده كفها المُثلج بقبلاته الخفيفة ورفع عيناه المعتذرة لعندها وقال:-هتفضلي مكشرة كده كتير!سحبت كفيها بتردد وقالت له بصوت متهدج بالحزن: -عاصي مش حابة اتكلم.-وأنا مش حابب أشوفك بالشكل ده. كل ده عشان ذلة لسان!كانت أن تجهر بالحديث الذي جذب أنظار عالية فتراجعت قائلة بتأفف: -عاصي قولتلك مش حابة اتكلم…
وثب قائمًا ثم سحبها من كفها عنوة وراءه إلى الركن الخاص بحمام الطائرة. وقفت تحت ظل عينيه فبادر بالحديث قائلًا: -هتغيري من واحدة تحت التراب!أغرورقت العبرات بعينيها وقالت بحزن وخيم: -اللي تحت التراب دي محفورة هنا، هنا في قلبك. وللأسف وجودي في حياتك بديل ليها. أنا عرفت سبب كل حاجة دلوقتي.انعقد حاجبيه مستفهمًا: -كل حاجة اللي هي أيه؟ حياة بلاش اسلوبك ده بيجنني! دي ماكنتش كلمة!
تطلعت إليه بتلك الأعين التي مزقها القهر وسألته بشفاه مرتعشة: -عاصي أنتَ بتحبي،!زفر دخان ما يحمله على عاتقه بوجهها بملامح حمراء ينفجر منها براكين الغضب. وقف أمام مقلتيها عاجزًا متحيرًا عن إجابته. حتى أردف بتعب وهو يشير إلى قلبها:-أسالي ده وهو هيجاوبك…ثم تركها وغادر مشحونًا بهمٍ يضاهي كل هموم عائلته بمشاكلهم، جلس بجوار عالية متأففًا فسألته: -حصل حاجة؟
رد بفتور: -كبري دماغك يا عالية. حياة ربنا يعينها على دماغها الفترة دي غريبة ومش فاهمها ومش عارف اتصرف معاها. ساعة تبقى كويسة وساعة تقلب. بجد مش فاهم.ابتسمت عالية بحماس وهي تتمتم له بحذر: -طيب ممكن تكون حامل ودي لخبطة هرمونات يا عاصي، اسألني أنا كنت زيها كده واضرب x عشرة.شُلت خلايا مخه إثر وقع الكلمة على مسامعه. فتمتم معارضًا: -لالا حمل أيه! أصلا مأجلين الموضوع ده شوية لحد الدنيا ماتستقر.
لاحظت عالية عدم رغبته في الحديث بشأن هذا الموضوع، فاختصرت الكلام قائلة: -ربنا يهدي سركم يا حبيبي…عودة إلى القصر.دخلت شمس الغُرفة بخطوات بطيئة جدًا وهي تتألم من قسوة اليوم حيث ارتمت بمنتصف الفراش متنهدة بارتياح، تابعها تميم وقفل الباب خلفهم وشرع في نزع ملابسه بكلل وتعب تأوهه جهرًا. حيث أردف:-أنا بس أخد شاور وعايز أنام شهر بحاله.غمغمت بتعبٍ وهي تتنفس ببطء: -أنت بتقول فيها! أنا هسبقك من دلوقتِ.
فتح خزانة ملابسه باحثًا عما سيرتديه وقال متسائلًا: -هدوء عاصي مريب وقالقني!اعتدلت شمس من نومتها لتنزع حذائها: -عاصي ما يتخفش عليه يا تيمو.قفل الخزانة معترفًا: -عارف أن دماغه داهية! بس صدقيني بقلبها في دماغي بكل الأساليب ملهاش مخرج يا شمس! مقفولة ضبة ومفتاح.-أنا متأكدة أنه هيطلع بحاجة هتخرس الكل…
شرع بنزع ساعة يده متجهًا ناحية الطاولة ليتركها فسقطت عيناه على جهاز اختبار الحمل. تسمر في مكانه وهو يتأكد مما تراه عينه. جهر قائلًا بحماس طفولي:-الخط الأحمر يا شمس. خطين لونهم أحمر تعالى شوفي أهو.لقد تناست أمر ذاك الاختبار تمامًا، فزعت من مرقدها إليه تفحص النتيجة وبفاه متفرغٍ: -تميم، أنا حامل.
هجر بأنفاس متقطعة من صاعق الفرحة: -أيوة أيوة الخطين أهم! أقولك مش أنا أهلاوي! من النهاردة مش هشجع غير الزمالك بعد الخطين دول، دي إشارة ليا!خرت ضاحكة بحضنه فرحة ممزوجة بالدموع: -تميم بجد أنا مش مصدقة! يعني هبقى مامي ازاي أنا! الله؟ معقولة؟ضمها إلى صدرها بفرحة لا يمكن وصفها وقال: -وأحلى مامي.ثم أدرك أمرًا ما وانحنى كي يحملها: -أنتِ واقفة ليه؟ من النهاردة رجلك دي متلمسش الأرض، فاهمة.
ثم عقد ملامحه متعجبًا وهو يحركها بين يديه: -وكمان خاسة! لالا أنتِ لازم تتغذي كويس من النهاردة هخلي البنت نوران تأكلك وبس…وضعها برفق في مرقدها فتمسكت به رافضه بعده لتقول بهمسٍ: -أول مرة أشوفك بتضحك ومبسوط كده.طبع قُبلة على أرنبة أنفها وقال: -عشان النهاردة حلمي اكتمل. في سريري أرق بنت في الدنيا وبعد كام شهر هكون أب. أنا ملكت الحياة بيكم ياشمس.
تمسكت بياقة قميصه وقالت بحنو: -اعترف لك اعتراف كمان بمناسبة الخبر الحلو ده. أنا حبيتك من أول يوم شوفتك فيه. حسيت أن أهم حكاية في عمري هتبدأ من العيون الحلوة دي. ولقد كان يا بيشمهندس…غمر الحب فؤاده وقال معترفًا: -نفس أحساسي بالظبط…
أؤمن بأن القلب لا يضخ حبًا لقلبٍ لم يتبادل نفس الشعور معه بل ويفوقه. القلوب أرواح أخرى تسكن أقصى يسارنا. توجهنا، تنير لنا الطريق، تقرأ عيون البشر. وتراسل نجوم السماء، القلوب لا تعترف بتقدم التكنولوجيات وأساليبها، فقط يمكنك على فراشك أن تلمس قلبك بعمق وتهمس للقلب الذي تود إبلاغه بحبك، أنك تحبه، حتمًا سينهض مفزوعًا من مرقده يبحث عنك.
صباحًافارق مُراد فراشه بصدره العارٍ لتمتد أنظاره ل روفان النائمة بملابس خفيفة بجواره. تناول سترته البيضاء ليرتديها ثم تحرك نحو الثلاجة وأخرج منها قارورة الماء. نهضت روفان من نومتها بتكاسل وألم يضرب برأسها وسألته:-أحنا فين؟ركل الثلاجة الصغيرة بقدمه ثم أقبل إليها قائلًا: -قولي صباح الخير الأول؟تمسكت برأسها بذهولٍ: -مراد! هو أيه اللي حصل، أنا مش فاكرة حاجة.
ثم تجولت حولها بصدمة: -فين شنطتي واللاب توب بتاعي؟ أنا أنا أخر حاجة فاكراها أنك جيت خدتني من قدام المكتب.ثم رفعت الغطاء عنها وقالت: -لازم امشي.وقف أمامها لمنعها: -هتمشي تروحي فين! النهاردة أجازة من المكتب، ومفيش خروج.زاحت شعرها عن وجهها وقالت بقلق لا يعلم مصدره: -معلش يا مراد، هنتفق ونتقابل كتير، دلوقتى لازم امشي عندي شغل مهم.ما كادت لتخطو خطوة ثم تراجعت: -أنت أخدت ورق المناقصة؟ مش كده!
طوقها بمكرٍ لتقع آسيرة بين مخالب يديه وقال: -طيب ليه الاستعجال ده؟ مش هنفطر سوا على الأقل.اتسعت ابتسامتها مجاملة: -هنفطر ونتغدى كمان، بس مش النهاردة. خليك معايا وأنا هخليك من أغنى رجال الأعمال في البلد دي.-أنا كده كده معاكي خلاص!كاد أن يُبادرها الحب الزائف ولكنه تراجع إير رنين هاتفه، فهربت روفان من بين يده متحججة: -موبايلك بيرن.الغردقة.
فزعت عالية من نومتها صارخة إثر رؤيتها لكابوس كان شعورها أشبه بمن خلا فمه من الأسنان ولكنه يخشى مواجهة المرآة كي لا تُصبت له تلك الحقيقة المروعة، ركضت إليها تاليا التي تشاهد فيلمًا كرتونيًا على الأي باد وقالت بلهفة:-مالك يا عالية! عمتو حضرتك كويسة!
تناولت كأس الماء من جوارها بكفها المرتعش وشرعت بأخذ أنفاسها الأخيرة التي هدأت تدريجيًا، وضعت يدها على جوفها الذي يحمل صغيرها وسألته بتوجس وهي تتحسس حركته:-مالك أنت كمان!أردفت تاليا ببراءة: -عمتو أقول لبابي يكلم الدكتور!ربتت عالية على كتف الصغيرة بحب: -لا ياحبيبتي أنا كويسه. روحي كملي لعب.فتحت حياة الغرفة في تلك اللحظة، ما أن رأتها تاليا ارتمت بحضنها: -مامي وحشتيني أووي.
عانقت صغارها بحب واطمأنت عليهن ثم سألتهم: -عاملين أيه مع الناني الجديدة، نمشيها!هتفت تاليا قائلة: -هي طيبة وبتحكي لنا حواديت قبل ما ننام وبتلعب معانا. بلاش تمشي.رمقتها حياة مفتعلة الزعل: -افهم من كده هتحبوها أكتر مني!اعترضت داليا بحماس: -أنتِ مامي لكن هي الناني بتاعتنا.
قبلت صغيرتها بحب: -طيب خلاص هي هتقعد معاكم فترة صغيرة عشان أنا هكون مشغولة شوية عنكم. وأول ما أخلص الشغل نمشيها. وكمان عالية هتقعد معانا كتير.مرح الفتيات بحماس وهن يعانقونها. تحركت حياة لعند عالية وسألتها: -مآلك ياحبيبتي مش كنا اتفقنا مش هنفكر في حاجة!-لا كويسة يا حياة. كابوس بس وراح لحاله.
مسحت حياة على رأسها وقالت: -كل حاجة هتبقى زي الفل. كلمت محل الموبيليا ومن بكرة أوضتك هتبقى جاهزة. أنا هروح الشغل وبالليل لو حابة ممكن نخرج.عالية باستغراب: -شغل إيه يا حياة؟-بعدين هقولك…ثم أوقفتها بسؤالها الأخير: -عاصي فين!ردت بخزى: -عاصي مجاش من إمبارح، وصلنا ومرجعش من ساعتها. متشغليش بالك.صوت طرق خافت للباب. شدت عالية حجابها فنهضت حياة لتتفاجئ بيونس أمامها، سألته بامتعاض: -خير يا حبيبي.
تحمس يونس قائلًا: -مش نازلة الشغل؟ يلا بينا.-يلا على فين؟ أنت مش ماسك ادارة المطاعم لعاصي؟رد بيقين: -أنا هسيب شغلي مع عاصي، وهنزل معاكي الوكالة. مش هسيبك لوحدك…بالغرفة الثانية.-أنا المفروض استنى لحد أمتى؟ قولي؟
أردفت فريال جُمتلها بتلك النبرة الغاضبة بوجه رشيد الذي لم يلتف لوجودها. أحكم قفل الباب من الداخل كي لا يراهم أحد، وأجابها متأففًا: -عايزة أيه يا فريال؟ قولتلك لما الشقة تجهز، أعمل أيه يعني!انفجرت بوجهه:-وأنا اعمل ايه يعني بعد اللي عملته. طيب نكتب الكتاب والفرح براحتك، طمن قلبي يا رشيد.
دنى منها مرتديًا قناع الوجه الملائكي: -حبيبتي، أنتِ خلاص مراتي ومفيش قوة هتفرقنا، اطمني أنا مش ندل عشان اسيب البنت اللي بحبها في نص الطريق.أسبلت عينيها بمكر أنثوي وهي تعانقه بنبرتها الكاذبة: -انا قلقانة يا رشيد وكل يوم بضعف وبجيلك زي الحرامية في نص الليل، لازم يكون لها آخر. أنا من حقي أقول إنك جوزي قدام كل الناس.هز رأسه بخبث مسايسًا: -هيحصل يا حبيبتي، ومتنكديش علينا بقا، ما أحنا زي الفل أهو.
في تلك اللحظة اشتعلت شاشة هاتفه بوصل رسالة نصية من ريم: -حبيبي، أنا رايحة المينا أخلص شغل هناك، هستناك نتغدى سوا…
-هنفضل مصدرين الوش الخشب ده كتير! بتعصب أنا.أردف كريم جملته على تلك الفتاة التي تنظف بساتين الورد بالحديقة الخلفية الخاصة بالقصر، لم تتكفل بالنظر له وقالت:-ارجع مكان ماجيت يا كريم، و أنت هترتاح منه!شد أبريق الماء من يدها: -نوران بطلي بقا وكلميني زي ما بكلمك، أنا قبل ما اسافر اتقدمت لك واترفضت وأنت أول واحدة رفضتي! ولما رجعت بردو بتعاقب. في أيه؟
شدت منه الإبريق الذي تروى به الزرع: -أنت عايز مني أيه؟-أنا راجع عشانك، عشان اطلب ايدك مرة واتنين وعشرة، ليه العناد ده! اقفي جمبي.فتاة متمردة مثلها لا تعرف بلسعة نيران الحب، جهرت معاندة: -أنا عندي أحلام كتير أهم من الجواز والحب اللي بتتكلم عنه.رد بنفاذ صبر: -سمعيني، عايز اسمع.
تركت الإبريق من يدها وطالعت السماء بشغفٍ: -عايزة ادخل معهد تمثيل وأبقى ممثلة كبيرة وأمثل مع أكبر النجوم، أعيش كل يوم قصة حب جديدة ومختلفة بدل ما اتسجن في قصة حب واحدة وجواز.تعالت الدهشة ملامحه مما ترويه على مسامعه وهو يشاهد تلك الفراشات الوهمية التي تتطاير من فمها، لم يجد إلا إبريق الماء وسكبه فوق رأسها لتصحو من تلك الأوهام. شهقت كالغريق: -انت بتعمل أيه!رد بحزمٍ.
-بفوقك، عشان واضح أنها هبت منك على الآخر، تمثيل ومسخرة أيه يا نوران!انفجرت بوجهه: -واحد مش مقدر حتى أحلامي ولا معترف بيها، ارتبط بيه ازاي؟-أحلامك اللي هي كل ليلة اجيبك من حضن فنان مختلف؟ أنتِ اتهطلتي؟صرخت بوجهه معاندة: -أنت بتكلمني كده ليه! انا حرة وبراحتي وهعمل اللي عايزاه. وأنت ملكش كلمة عليا.عاندها بحزمٍ: -هتشوفي يا نوران، هتشوفي. دي مش أحلام دي كوابيس على دماغك.
حل مساء يوم الجمعة بدون أي أحداث تذكر. صمت مريب من شاكر وأخيه، الأجواء جميعها على ما يرام، يتجول عاصي بحديقة منزله وهو يتحدث بالهاتف والسعادة تنحت ملامحه:-لا عفارم! ولا أجدعها ضربة معلم. ولسه، يتلقوا وعدهم مني. الجاي سواد على دماغهم.جاءت تاليا في تلك اللحظة فأنهى المكالمة على الفور وعاد لصغيرته وضمها لقلبه بعد ما قبلها، سألته بجزل طفولى:.
-بابي وحشتني أوي. حضرتك مش بتيجي تنام جمبنا زي زمان ليه!عقد حاجبه مفكرًا ليخرج من ذلك المأزق: -هي مش عالية معاكم في الأوضة؟ لو جيت هيبقى ليا مكان جمبكم.أيدت ببراءة: -طبعا في مكان. مامي حياة كمان قالت هتنام معانا النهاردة.-يعني أيه تنام معاكم؟ وأنا انام لوحدي؟هزت كتفيها ببراءة ساحرة: -حضرتك كبير مش بتخاف، لكن أحنا لسه صغيرين وبنخاف.
رد بنفس نبرتها الطفولية: -لا أنا كمان بخاف، الإنسان مهما كبر لازم يخاف يا حبيبتي.اتسع بؤبؤ عيني تلك الصغيرة: -يعني حضرتك بتخاف زينا!-آكيد، بس بخاف اخسركم، بخاف حد منكم يتأذى، أنا بخاف عليكم وبس، لكن غير كده مش بخاف من أي حاجة تانية.تاليا بلطفٍ: -وأنا لما أكبر، مش هخاف زي حضرتك!رد بثقة: -ماينفعش تخافي أبدًا، لأنك بنت عاصي دويدار. فاهمة يا حبيبتي.
ثم وشوش لصغيرته متبعًا: -ممكن تنادي حياة، قوليلها بابي جرحه بيوجعه أوي ولازم تيجي بسرعة.هزت رأسها نافية: -بس حضرتك مش تعبان يا بابي ومفيش حاجة بتوجعك!تمددت ملامحه بمزاح: -هتعرفي اكتر مني يعني! يلا أجري قوليلها كده وهجيبلك حاجة حلوة الصبح.غمزت له صغيرته: -يعني كده وكده؟داعب ارنبة أنفها: -أيوة كده وكده.بالغُرفة.
تجلس عالية مع حياة يتسامرا بتلك الليلة الممتلئة بالحزن الذي فاض من عينيها، تفوهت عالية بمرارة:-كل شوية بدور عليه، بفتح موبايلي، مفكرش حتى يتصل يا حياة. طيب هو وحش فعلا وأنا اللي اتخدعت فيه. دماغي هتشت.ربتت حياة على كتفها بعجز: -حقيقي مش عارفة أواسيكي ولا أواسي نفسي. الحياة فجأة كشرت في وش الكُل. بس لازم يكون في حل.
جاءت تاليا تركض من الباب بلهفة مصطنعة: -مامي، بابي جرحه تعبان أوي، ومستنيكي في الاوضة.فزع الاثنتان بقلق فربتت حياة على كتف عالية: -خليكي، وأنا هشوفه.ركضت كالهائمة وهي تتسابق مع الهواء حتى وصلت لغُرفته فوجدته يعبث بضماد ذراعه، اندفعت لعنده بغضب: -أنت بتعمل أيه! بتجيب الأذى لنفسك!ابتسم بمكر لنجاح خطته: -مش بحب حاجة تكتفني!وبخته بحرقة وهي تفك الضماد برفق: -هو يعني بمزاجك! ما تبطل دلع بقا يا عاصي؟
خطوات هادئه يخطوها إليها فتستقبلها بخطواتٍ أخرى تتراجع فيها للخلف. تعمدت تجاهل تلك النظرات الحادة والأنفاس المحرقة التي تنفرد بمشاعرها حتى ارتطم ظهرها بالحائط فأدركت ما حل بها ؛ معارضة: -عاصي أنت بتدلع مش كده! دي حركة من بتوعك!حاوطها بكلتا ذراعيه مستغلًا قوته وفرق الطول بينهما وقال: -سمعت إنك ناوية تباتي مع البنات! استأذنتي؟
ألقت نظرة على ذراعه المُصاب لتكتشف حقيقة ألاعيبه وقالت بعتب: -بتعلم البنت الكذب يا عاصي! طيب لو سمحت وسع!عقد حاجبيه ساخطًا: -وفين الكذب!، أنا تعبان فعلًا. تعبان وبنادي على الوحيدة اللي عندها دوايا.رمقته بعدم تصديق: -فين ده؟ عاصي أنت صحتك أحسن مني؟ثم زفرت باختناق: -عاصي مش هينفع كده!-أيه اللي مش هينفع! لسه زعلانة.؟ زعلانة عشان جبت سيرة أم بناتي!
أن يناضل الشخص ليظهر عكس شعوره، رفعت حاجبها بأعين تغمرها الغيرة: -هي أم بناتك؟ وأنا؟ أنا مليش وجود في حياتك يا عاصي. أنا ولا حاجة.-مين قال كده؟ أنتِ كل حياتي يا حياة، وقت الحادثة أنا كنت خايف عليكي وبس، حتى مفكرتش في نفسي. انا بعاني من وهم إني اخسرك لأي سبب.
ثم زفر ممتعضًا: -البنت اللي تشقلب حياة راجل بالشكل ده تبقى أيه بالنسبة له؟ أنا سبت الدنيا كلها وجيت جمبك ابتدينا من الصفر، بعدت عن كل الحاجات اللي ممكن تزعلك، استغنيت عن عالم عاصي دويدار اللي أنتِ اكتر واحدة عارفة كان عامل ازاي؟ واكتفيت بيكي.
انتقلت يده من الحائط لترسو على كتفيها: -سيبك من كل ده! قلبك معايا عمره شم ريحة واحدة غيره بتشاركه في حبك! أنا كل يوم بحاول اطلع مني افضل نسخة عشان أرضيكي وبس؟ لكن أنتِ دماغك سيباها تسوحك يمين وشمال.
انهمرت العبرات من مقلتيها فتلقاهم بابهامه: -مش بقول لك كده عشان تعيطي، بقول لك كده عشان تواجهيني. تيجي تقوليلي عاصي أنا زعلانة وحصل كذا وكذا، لكن تصرفات العيال دي أنا مش مسئول عنها، ولا مسئول اتحمل عقابها وانا مش فاهم حاجة.
أثر الكلمات الصادقة ليس في رواجها وكم التناغم فيها ولكن في قوتها ومضائها ورجّة وقعها على القلب. انشق وادٍ جديد للحزن بقلبها كي تهرب من تلك الهزيمة الساحقة تحت عيني رجل حبه يرج الفؤاد رجّا، دائمًا ما يعود المرء لنفس الطريق كي يحدد مصيره. أردفت بتردد: -عاصي، أحنا هنفضل مأخرين موضوع الخلفة ده لأمتى، أنا فعلا عايزة حاجة تشغلني عنك لان حتى الشغل أنت بتكون فيه قدامي!
ارتجف قلبه للعنة فقد جديدة ولكنه بلع مخاوفه قائلا: -طيب ممكن تستنى لحد الدنيا ما تستقر معايا، وبعدين هاخدك ونسافر أمريكا عند أكبر دكتور هناك. ممكن يا حياة.ردت بإصرار كي تضغط عليه أكثر: -لا، أنا هروح لدكتور بكرة. ولا أنت عندك مانع!زفر باختناق: -طيب هحجزلك عند دكتور ونروح سوا، تمام كده!ردت بحزم وهي تتأهب للانصراف: -لا أنا هروح لوحدي.
-حياة عشان خاطري، شهرين بس اظبط فيهم الدنيا وهنتكلم وهعمل لك كل اللي عايزاه.بللت حلقها متسائلة: -هتفرق أيه؟رد بكلل: -ياستي كده هكون مرتاح أكتر. والحال يكون اتظبط.رمقته بأعينها الدامعة: -شهرين يا عاصي!-وعد شهرين، وهنسافر أمريكا وأعملك كل اللي تطلبيه، عايز أبقى مطمن عليكي أكتر.-تمام.فأوقفها بيده الحديدية، فتلاقت أعينهم فقال بحسم: -رايحة فين؟-راجعة للبنات.-أنتِ مش هتتحركي من هنا؟
اتسع بؤبؤ عينيها: -ده ليه بقى؟جذبها إليه عنوة لتلتحم أنفاسهما وعطورهما وتمتزج قلوبهما المتشابكة في فخ الحب الذي يخدر الأوجاع والألم وينسي المرء من يكون وما يحمله بقلبه من عداوة، مردفًا: -عشان أنا عايز كده…
حالة الطقس اليوم الأربعاء 2-4-2025: ارتفاع الحرارة ورياح نشطة تضرب هذه المناطق
مواعيد الدوام الصيفي في نجران 1446: التوقيت الجديد والتوجيهات الرسمية للطلاب والمدارس
مواعيد دوام المدارس في الحدود الشمالية 1446-2025: تفاصيل أوقات الحضور وبداية الحصص الدراسية
موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2025: التوقيت الرسمي والاحتفالات بالدول العربية والإسلامية
أرقام جلوس الثانوية العامة اليمن 2025: رابط الاستعلام الرسمي والخطوات بالتفصيل
بالعرضة السعودية.. احتفالات أهالي مدينة العيون بعيد الفطر تتألق بأجواء مبهجة
تحويل الصور إلى نمط Studio Ghibli بالذكاء الاصطناعي مجانا: أفضل الأدوات ورابط مباشر لتجربتها
تسجيل رحلات حج 2025 عبر تطبيق ركب الحجيج: الرابط والمواعيد على البوابة الجزائرية للحج.