رواية العوض كامله وحصريه بقلم ميمي عوالي

العوض

+

                          

الفصل الاول

+

                          

فى بيت جميل من بيوتنا المصرية فى حى السيدة زينب ، اللى ورا بيبانها الف حكاية وحكاية

+

                          

دخلت الست فتحية على ابنها عبد الرحمن وهو نايم ، راحت ع الشباك فتحت الستارة فدخلت الشمس ملت الاوضة ونورتها ، والتفتت راحت ناحية ابنها وابتدت تنده عليه : عبده ، اصحى يابنى الساعة بقت تمانية ونص ، ياللا هتتأخر ع المحل

+

                          

عبد الرحمن فتح عينه وبصلها وهو بيقول : صباح الخير يا ام عبده ، ليه سيبتينى نايم لحد دلوقتى

+

                          

فتحية : ما انت نايم بعد الفجر ياضنايا ، قلت اسيبك ساعة كمان تريح فيها 

+

                          

عبد الرحمن اتعدل وقام واتمطع وهو بيحاول يفرد جسمه وقاللها : ماقدرتش انام قبل ما اتطمن انها بقت كويسة والسخونية راحت

+

                          

فتحية وهى بتطبطب على كتفه : ربنا يخليهالك ويخليك ليها يابنى 

+

                          

عبد الرحمن وهو بيسحب فوطة وخارج من اوضته : ويخليكى لينا يا ام عبده

+

                          

اول ما خرج من الاوضة لقى بنته قمر قاعدة على كنبة الانترية فى الصالة وهى ماسكة فى ايدها سندوتش بتاكله ، فعبد الرحمن راح قعد جنبها وهو بيجسها بخده وشفايفه وفى الاخر باسها لما اتطمن عليها وقاللها بمرح : بقى دى اخرتها ياست قمر ، بتاكلى من غير بابا وتيتا

+

                          

قمر ببراءة شديدة : تيتا صممت انى اكل السندوتش عشان اخد الدوا وقالتلى انك لما هتصحى هناكل مع بعض تانى

+

                          

عبد الرحمن بصدق : ربنا يخليلنا تيتا اللى تعبينها معانا على طول دى

+

                          

عبد الرحمن شاب عنده حوالى خمسة وتلاتين سنة ابوه مات من زمان وساب له محل بقالة مش كبير صحيح بس برضة مش صغير ، وكان اللى بيميزه انه البقالة الوحيد اللى موجود فى شارعهم ، والناس كلها بتتعامل معاه بود وثقة

+

                          

عبد الرحمن اتخرج من كلية تجارة ، لكن عشان اتعود من صغره انه يساعد ابوه فى المحل ، لما ابوه مات قرر انه يفضل فاتح محل ابوه ويشغله زى ماهو ، ولما اتخرج ، مافكرش يدور على شغل ، حمد ربنا ان عنده باب رزق وقرر انه يحافظ عليه ويكبره 

+

                          

وفعلا بعد ما اتخرج بسنتين كان اخد محل تانى جنبه وكبر محل ابوه ، 

+

                          

كان عنده اخت واحدة اسمها عزة اصغر منه بسنتين ، لما اتقدملها ناصر ابن عمهم ، عبد الرحمن جهزها احسن جهاز وساعد ناصر فى تجهيز شقته وجوزها ، وعرض عليها يديها نصيبها فى ورث ابوها ، بس هى رفضت وقالتله يسيب كل حاجة زى ماهى 

+

                          

وفعلا ، حتى لما كبر المحل فضل كل حاجة باسمه هو واخته وامهم ، وكان كل سنة يديها نصيبها من ايراد المحل 

+

                          

كان طول عمره مالوش فى البنات ولا له علاقات حتى وهو فى الكلية ، لحد ما اتعرف على شروق 

+

                

شروق بنت رائعة الجمال ، فينوس زى ما كان عبد الرحمن بيندهلها ، جت سكنت فى شارعهم من ست سنين بس 

+

كانت دكتورة نفسية ، وكانت بتعمل رسالة دكتوراه عن تأثير البيئة فى المنشأ على سلوك الانسان وصحته النفسية

+

واختارت حى السيدة زينب عشان تطلع منه العينة اللى هتطبق عليها البحث بتاعها ، فراحت سكنت هناك مع الدادة بتاعتها

+

ايوة ، شروق كانت عيلتها مستريحة ماديا جدا ، مامتها كان عندها دار لتصميم الازياء ، وباباها كان عنده شركة استيراد وتصدير ، لكن باباها ومامتها كانوا منفصلين ، وهى ماكانش عندها اخوات 

+

شخصيتها كانت قوية ، واتعودت ان اللى بتعوزه بتاخده ، عندها قدرة كبيرة جدا على التحدى ، وتصميم على النجاح

+

لما استقرت فى حى السيدة زينب عشان بحثها وابتدت انها تنخرط وسط الناس عشان البحث بتاعها ، اتعرفت على عزة اخت عبد الرحمن واللى كانت ساكنة فى الشقة اللى قصادها على طول ، اتقربت من عزة واتصاحبت عليها وفهمتها انها بتكتب كتاب عن الاماكن التاريخية واهلها وحبت انها تبقى موجودة قريب من الاماكن دى وهى بتكتب عنها

+

عزة كانت طيبة جدا ، عرفتها على ناس كتير واماكن اكتر ، ومن ضمن الناس اللى عرفتهم عليها ، امها وعبد الرحمن

+

عبد الرحمن اول ماشافها انبهر بجمالها ، شروق كانت عيونها سودة و واسعة وكحيلة ، وكانت دايما بتتكلم من تحت رموشها وده كان بيديها جاذبية شديدة ، وشعرها كان اسود حالك وتقيل جدا وطويل بشكل ملفت ، وهى كانت حاسة بده وكانت بتتفنن دايما انها تظهر جماله باستمرار

+

وكانت شفايفها وردى ومناخيرها صغيرة وكانت بشرتها لونها وردى من كتر ماهى بيضا ، وجسمها كان اكنها منحوتة ، من الاخر ماكانش فى  شكلها غلطة 

+

عبد الرحمن كمان كان وسيم جدا وكانت عيونه رمادى وشعره بنى وجسمه كمان كان متقسم ومليان عضلات من كتر مابيشيل حديد ، غير انه كانت اخلاقه عالية جدا ولسانه حلو فى معاملته مع الناس

+

اول ماشافها عجبته وانشغل بيها ، وهى كمان كان واضح جدا ان هو كمان عجبها ، وكانت كل شوية تروحله المحل بحجة انها عاوزة تشترى حاجة او تسأله على حاجة ، لان عزة لما عرفتهم على بعض ، عبد الرحمن عرض عليها خدماته فى اى وقت

+

ولما عبد الرحمن حس ان قلبه اتعلق بيها ، حب يعرف عنها كل حاجة ، ولما عرف ظروفها ، قرر انه ينساها تماما لانه حس انهم مش هيبقوا مناسبين لبعضهم

+

لكن كانت شروق نفسها اتعلقت بيه وقررت انه لازم يبقى بتاعها لوحدها ، وصارحته بحبها ليه وسط صدمته من جرأتها الشديدة ، ولما صارحها بتخوفه من الفرق بينهم طمنته انها مش فارق معاها الكلام ده وانها لا يمكن تتنازل عنه ابدا 

+

        

          

                

ورغم معارضة ابوها وامها الشديدة جدا الا انهم اتجوزوا فعلا رغما عن انف الجميع وقعدوا فى شقة عبد الرحمن اللى قصاد شقة ابوه 

+

وضبهالها وفرشهالها على ذوقها واللى يدخلها ينسى تماما الحى اللى هم موجودين فيه ، الحقيقة عبد الرحمن مابخلش عليها ابدا باى حاجة 

+

والحقيقة هى كمان عملت معاه زى ماهو عمل بالظبط ، بادلته حب بحب ، رغم المشاكل الكتير اللى كانت بتحصل بينهم بسبب طبعها العنيد 

+

وطبعا سمحلها ان الدادة بتاعتها تفضل معاها لانها ماكانتش حتى بتعرف تعمل كوباية شاى لنفسها

+

لما حملت فى بنتهم .. السعادة ماكانتش سايعاهم ، فرحوا جدا وكانوا بيروحوا يتابعوا كل شهر عند الدكتور وهم بيعدوا الايام لحد ماجه وقت الولادة

+

بعد الولادة ابتدت الامور تتغير ، ابتدت علاقة الود بينها وبين ابوها وامها ترجع تانى ، ابتدوا يزوروها لانهم فرحوا بحفيدتهم  ومن هنا ابتدت المشاكل

+

برغم ان عبد الرحمن كان موفر لشروق كل حاجة على حسب دخله وامكانياته ، الا ان طبعا ام شروق ماكانش عاجبها الوضع الاجتماعى اللى بنتها فيه

+

ابتدت تنتقض شغله ، علاقاته  ، البيئة المحيطة بيهم عامة ، وابتدت تخوف شروق على بنتها ، وانها مش هتقدر تربيها على الرقى اللى هى اتربت عليه ، وان سلوكياتها هتختلف ، وابتدت تفكرها بموضوع رسالتها اللى كان السبب الرئيسى اللى خلاها تروح تعيش هناك ، وفكرتها انها حتى اهملت رسالتها وماكملتهاش

+

ابتدت تحط فى دماغها ان عبد الرحمن اثر عليها بالسلب وشدها لتحت بدل ماهى تشده لفوق ، وابتدت تقنعها انه لو بيحبها فعلا يوافق انه يسيب المكان كله والمحلات بتاعته ، ويقبل انه يشتغل معاها او مع باباها ويروحوا يعيشوا مع مامتها فى  بيتها اللى فى كومباوند من اغلى وارقى الاماكن فى مصر 

+

فى الاول ، شروق ماكانتش بترضى تسمع لمامتها ، لكن زى مابيقولوا .. الدوى على الودان أمر من السحر 

+

ابتدت المشاكل والخلافات اللى وصلت للطلاق من اربع سنين فاتوا ، واتفقوا ان قمر هتبقى بينهم هم الاتنين 

+

لكن بعدها بكام شهر ، عبد الرحمن اتفاجئ ان مامتها قررت تنقل شغلها لباريس ، وان شروق قررت تسافر معاها ، وكانت عاوزة تاخد معاها قمر ، لكن عبد الرحمن لما عرف كان هيتجنن ومنع بنته من السفر واخدها منها فى المطار قبل ماتسافر بيها 

+

و من وقتها وقمر عايشة معاه تحت رعاية امه اللى قلبها دايما واجعها عليه لانها عارفة هو أد ايه كان بيحب شروق واتوجع منها لما طلبت منه الطلاق

+

عبد الرحمن خرج من الحمام وراح ناحية اوضته صلى وغير هدومه وخرج تانى ، كانت فتحية جهزتلهم الفطار وحطته على الترابيزة وقالتله : ياللا يابنى عشان تاكللك لقمة ، انت ما اتعشيتش امبارح

+

        

          

                

عبد الرحمن وطى على قمر شالها وقعد واخدها على رجله وهو بيبوسها وقال : كان هيجيلى نفس للاكل ازاى بس والقمر تعبان

+

فتحية بتهكم : ارجع اقولك انت السبب ، ستين مرة اقوللك مش كل شوية تجيبلها ايس كريم عشان زورها وانت مافيش فايدة

+

قمر باعتراض : مانا بحبه ياتيتا

+

فتحية بحنان : بس مش كل يوم ياقمر ، انتى زورك بيلتهب بسرعة وبتسخنى وبتعيى ياحبيبتى ، مرة فى الاسبوع كفاية ، والدنيا كمان ابتدت تبرد ، احنا داخلين على الشتا ، يبقى كفاية كده بقى اوى ، لما الصيف ييجى تبقى ترجعى تاكليه تانى

+

قمر وهى بتربع ايدها بتمرد : واكل ايه انا بقى دلوقتى

+

عبد الرحمن بدعابة : تاكلى حلاوة .. تاكلى جاتوة .. تاكلى كل اللى تحبوه

+

قمر بضحك : هم مين دول اللى بيحبوه

+

عبد الرحمن : سيبك انتى مش هتفهمى ، ايه رأيك تيتا تعمللك فشار ، مش انتى بتحبيه

+

قمر : بحبه اوى

+

عبد الرحمن : يبقى اتفقنا ، الايس كريم فى الصيف والفشار فى الشتا

+

قمر بقلة حيلة : ماشى

+

فتحية : كل يابنى ياللا الشاى هيبرد 

+

ابتدى عبد الرحمن ياكل ويأكل قمر معاه لحد ماخلص فطاره وقام وقف وقاللهم : محتاجين منى حاجة

+

فتحية : لما ارن عليك تطلع عشان تتغدى ، اختك وجوزها هيتغدوا معانا النهاردة

+

عبد الرحمن : ينوروا يا ام عبده ، طب مش عاوزانى ابعتلك حاجة 

+

فتحية : لا يابنى سلامتك ، بس اوعى ماتجيش لما ارنلك

+

عبد الرحمن : ربنا يسهل ياماما ، بعدين يعنى هو ناصر غريب 

+

فتحية : ناصر مش جاى لوحده 

+

عبد الرحمن باستغراب : اومال جاى مع مين

+

فتحية بابتسامة : فاطمة جاية معاه

+

عبد الرحمن بدهشة : فاطمة بنت عمى ، هى رجعت امتى من الكويت

+

فتحية بزعل : بقالها يبجى شهر اهى ، ربنا يعينها على حالها

+

عبد الرحمن بفضول : وماله حالها بعد الشر

+

فتحية : اتطلقت

+

عبد الرحمن بصدمة : ايه ، ازاى الكلام ده ، بعد العشرة دى كلها ، ده محمد كان بيعشقها عشق 

+

فتحية : اهو اللى حصل ، ربنا يعوض عليها

+

عبد الرحمن : وولادها

+

فتحية بزعل : جابتهم معاها

+

عبد الرحمن : للدرجة دى ، انتى ماعرفتيش ايه اللى حصل

+

فتحية : الله اعلم يابنى ، بس عزة بتقول ان فى واحدة لافت عليه هناك واتجوزها ، وفجأة نسى فاطمة وعيالها ولا اكنهم موجودين ، لدرجة انها باعت دهبها هناك عشان تقدر تحجز التذاكر ليها ولولادها

+

        

          

                

عبد الرحمن بزعل : لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم ، وهى قاعدة دلوقتى فين

+

فتحية : هتروح فين يعنى ، ناصر واخدها عنده ، هى ماعندهاش شقة فى مصر ، وبيت ابوهم وقع من زمان ، وانت عارف من زمان وفاطمة مابتستريحش مع ام ناصر

+

عبد الرحمن اتنهد جامد وقال وهو رايح ناحية باب الشقة : من يوم مراة عمى ام فاطمة الله يرحمها ما ماتت وعمى اتجوز مراته التانية  ، وهما ماعرفوش يحبوا بعض ، حتى لما مراته التانية ولدت ناصر ، و رغم ان يعتبر ان فاطمة اللى مربياه بس برضة فضلت هى وام ناصر اكنهم اغراب ، ياللا …. ربنا يعوضها خير يارب

+

فتحية بحزن بعد ما ابنها مشى : ويعوضك يابنى ياقادر ياكريم

+

فتحية ابتدت تجهز فى الغدا وكانت بتتابع حرارة قمر من وقت للتانى لحد ما الساعة جت واحدة سمعت جرس الباب ، ولما قمر فتحت لقت عزة 

+

عزة وهى بتحضن قمر وبتبوسها : حبيبة عمتو العسلياية .. وحشتينى ، عاملة ايه

+

قمر بطفولة : زورى واجعنى وسخنة

+

عزة بشهقة مصطنعة : يا خبر ابيض ، يعنى مش هتعرفى تلعبى مع حسن ويمنى 

+

كان حسن ويمنى ولاد عزة دخلوا وراها وهى بتسلم على قمر ، حسن عنده سبع سنين ويمنى عندها اربع سنين

+

قمر : هلعب ، بس بشويش 

+

فتحية وهى خارجة من المطبخ : ايوة عشان ماتسخنيش تانى

+

عزة وهى رايحة ناحية مامتها بتبوسها : ازيك با ماما ، هى مالها قمر

+

فتحية : اكلت ايس كريم كالعادة وهى لسه صاحية من النوم ، زورها التهب ، وبعدين قالت بانتباه : اومال فاطمة فين وناصر

+

عزة : فاطمة بقت حساسة اوى يا ماما صممت تطلع مع ناصر بعد مايركن عربيته

+

فتحية بصدق : حبيبتى يا بنتى ، لسه صغيرة اوى على اللى حصللها ده

+

عزة : نصيب ، ربنا يعوضها خير بارب

+

فتحية وهى رايحة ناحية المطبخ : هروح ابص ع الاكل

+

عزة وهى قايمة : انا هغير هدومى واحصلك

+

شوية والباب خبط تانى ، وحسن ابن عزة فتح الباب ، كان باباه وعمته وولادها ، جت فتحية من جوة وهى بترحب بيهم وسلمت على ناصر واخدت فاطمة فى حضنها جامد ، لانها ماكانتش شافتها من سنين طويلة ، وسلمت على ولادها نسمة وبسمة توأم عندهم ١٣ سنة

+

فاطمة كانت خمرية ، عيونها وشعرها لونهم اسود ، بس كانت محجبة ، وشها كان مريح  ، يمكن جمالها ماكانش صارخ ، لكن كان فيها جاذبية جميلة ، لدرجة ان كتير كانوا مسميينها سندريللا ، كانت حلوة المعشر ، هادية الطباع ، روحها جميلة ، و كانت مرحة جدا

+

اول ماخلصت دبلوم التمريض ، محمد اتجوزها وسافروا على الكويت ، كان جارهم وبيحبها من زمان ، ولما جاله عقد عمل فى الكويت خطبها قبل مايسافر ، واول ما اخدت الدبلوم نزل اجازة عمل لها فرح واخدها بفستان الفرح على المطار ، ومن وقتها مانزلتش مصر غير مرة واحدة بس فى فرح اخوها ورجعت سافرت تانى 

+

        

          

                

فتحية : حمدلله على سلامتك يابطة ، عاش مين شافك يابنتى ، وحشتينى

+

فاطمة بصدق : تعيشى ياطنط ، والله وانتى وحشتينى اكتر ، ووحشتنى قعدتك 

+

فاطمة بصت لقمر ومدت لها ايدها وهى بتقول : دى قمر بنت عبده

+

فتحية بضحك : ااه ياستى هى

+

فاطمة وهى بتحضنها واخدتها على رجليها : بس ايه الحلاوة دى الله اكبر ، واضح ان مامتها قمر

+

قمر : لا ماما شروق ، انا اللى اسمى قمر

+

فاطمة بضحك : اسمك قمر وانتى قمر 

+

فتحية باعتراض : وابوها يا اختى قمرين واللا نسيتى شكله

+

فاطمة بمرح : حد برضة ينسى چان الحتة كلها اللى كان مدوب البنات 

+

ناصر بضحك : يوووه ، ده انتى كمان ماشفتيهوش دلوقتى لما استوى

+

كان عبد الرحمن داخل من الباب فقال بمرح : مين ده اللى استوى ياعم ناصر

+

كلهم سلموا على بعض وعبد الرحمن رحب جدا ببنات فاطمة وبعدين سلم على فاطمة وهو بيقول : انا ماصدقتش ماما الصبح وهى بتقوللى انك رجعتى مصر ، حمدلله ع السلامة ، مصر نورت يابطة

+

فاطمة : منورة باهلها دايما

+

ناصر ،: بس انت طلعت بدرى يعنى النهاردة ، مش عوايدك

+

عبد الرحمن : سيبت الولاد تحت وجيت اما لمحت العربية بتاعتك بتركن ، وقلت اطلع اقعد معاكم ، ايه … انزل تانى 

+

ناصر بضحك : لا ياعم ، اديك قاعد منورنا 

+

عبد الرحمن : ثم انا مش طالع عشانك يابارد ، انا طالع لبطة ، وحشتنى بنت الايه

+

فاطمة بابتسامة حزينة : والله كلكم وحشتونى ياعبد الرحمن ، مصر كلها وحشتنى 

+

فتحية : طب قومى ياللا غيرى هدومك عشان نعرف نقعد براحتنا ، وخلوا الولاد يغيروا ياللا 

+

فاطمة : ماحنا كويسين اهو ياطنط ، ماتقلقيش كله تمام

+

عبد الرحمن : روحى انتى ياماما مع عزة شوفوا اللى وراكم وسيبولى فاطمة و ناصر عاوزهم فى كلمتين

+

بعد مافتحية وعزة راحوا على المطبخ ، ناصر بص لعبد الرحمن وقال له : خير باعبد الرحمن  ، فى حاجة واللا ايه

+

عبد الرحمن : خير يا بنى ، انا بس عاوز استفرد بيكم و اشبع منكم ، وبعدين بص لفاطمة وقاللها باهتمام : ايه اللى حصل بافاطمة .. احكيلى 

+

فاطمة بتنهيدة حزينة : مافيش جديد ياعبد الرحمن ، نفس القصة مع اختلاف الابطال  ، اول ما ابتدت الدنيا تستريح معانا ، وابتدى يعمل شغل خاص بيه بعيد عن العقد بتاعه ، اتجوز عليا 

+

عبد الرحمن بتعاطف معاها : بس اللى اعرفه من زمان ان محمد بيحبك حب فوق العادى ، يبقى ازاى

+

        

          

                

فاطمة بسخرية : ولاخر لحظة كان بيقوللى انه بيحبنى ، بس اكتشفت انه متجوز عليا من سنتين 

+

عبد الرحمن بذهول : سنتين وانتى ماتعرفيش

+

فاطمة بشرود : كنت حاساه متغير ، وتأخيره بره كتر لدرجة البيات كمان برة البيت وكان دايما يتحجج بالشغل 

+

عبد الرحمن : اومال عرفتى منين 

+

فاطمة وعيونها مليانة دموع : ابتدى يجيلى رسايل ع الموبايل ، جوزك بيخونك  .. جوزك بيعرف عليكى واحدة تانية ، جوزك متجوز عليكى ، فى الاول كنت بتجاهلها واقول ده حد بيحقد علينا عشان عارف اننا بنحب بعض ، لكن لما الرسايل اتكررت وهو كمان عوايده اتغيرت .. ابتديت ادور وراه ، لحد ما فى يوم روحتله الشغل بتاعه وفضلت مستنياه برة على ماخلص وخرج ، كان المفروض انه يرجع البيت او يطلع على الشغل بتاعه الجديد ، لقيته راح على عمارة تانية بعيدة عنى تماما ، ولما سألت عنه الحارس بتاع العمارة ، عرفت انه ساكن فيها من سنتين مع مراته ، واللى طلعت اخت واحد صاحبه اتعرف عليه من تلات سنين ، مصرى برضة وبيشتغل هناك هو واخته 

+

عبد الرحمن : طب مش يمكن الحارس ده غلطان

+

فاطمة بسخرية : كنت عشمانة زيك كده برضة ، طلعت ورنيت الجرس ، فتحلى وهو حافى ، ماكانش لسه لحق غير هدومه ، واول كلمة نطقها … انتى عرفتى منين

+

عبد الرحمن : طب يعنى يافاطمة ماتزعليش منى ، ليه ماصبرتيش عليه تسمعيه ويسمعك ويمكن كانت الماية ترجع من تانى لمجاريها

+

فاطمة : انا ماكانش عندى اختيارات اصلا ياعبد الرحمن ، انا ماقدرتش اعمل حاجة غير انى اسيبه وارجع بيتى من غير حتى ما انطق بكلمة واحدة ، على ما فكر انه يسأل علينا كان بعدها باسبوع ، سابنى اسبوع بحاله من غير حتى مايفكر يسأل نفسه انا لسه فى البلد واللا سيبتها 

+

عبد الرحمن : اكيد ماكانش قادر يواجهك

+

فاطمة : او كان بيقرر هو عاوز مين

+

عبد الرحمن باستغراب : مش فاهم ، يعنى ايه

+

فاطمة : اصله اول ماشفته ماقالش غير جملتين اتنين ، قاللى لو عاوزة تفضلى على ذمتى اوعى تفكرى انى ممكن أطلقها ، ولو فكرتى انك تطلقى لازم تفهمى من دلوقتى انك مالكيش عندى اى التزامات

+

عبد الرحمن : مش ممكن يبقى واطى بالشكل ده وفجأة كمان من غير مقدمات ، اكيد فى سر او حاجة مش مفهومة

+

فاطمة بحزن : المشروع اللى دخله مع اخوها هناك ، نصيب اخوها مكتوب باسمها

+

عبد الرحمن باشمئزاز : ياشيخة ملعون ابو الفلوس اللى تخلى الراجل يتنازل عن كرامته 

+

سكتوا شوية وبعدين قال : وانتى طبعا اختارتى تطلقى

+

فاطمة بدهشة : وتفتكر كان ممكن اامنوا عليا وعلى ولادى لحظة واحدة بعد كده

+

        

          

                

عبد الرحمن اتنهد وسكت شوية وبعدين قاللها : طب وانتى ناوية على ايه دلوقتى 

+

فاطمة : هدور على شغل وهشوف شقة صغيرة اقعد فيها 

+

ناصر كل ده كان قاعد بيسمعهم من سكات لانه عارف كل التفاصيل من قبل كده لكن اول مافاطمة قالت كده ناصر قاللها : ومين هيسمحلك ان شاء الله انك تقعدى لوحدك واللا انك تنزلى من بيتك وتتمرمطى هنا وهنا

+

فاطمة : اومال هفضل عبء عليك لحد امتى ياناصر ، ده لسه ولادى قدامهم العمر ياما ، وانت لسه ولادك صغيرين ومحتاجين منك كل تعبك ومجهودك ورزقك كمان ، واللى مايشوفش من الغربال يبقى اعمى

+

ناصر ببعض الحدة : وهو انتى كان حد اشتكالك

+

عبد الرحمن بمرح وهو بيحاول يخفف حدة المناقشة : بالراحة على اختك الكبيرة ياعمنا ، الكلام يبقى بالهداوة مش كده

+

ناصر وهو بيحاول يهدى : يعنى مش سامع كلامها ياعبده ، هو انا قليل ، واللا قصرت معاها فى حاجة

+

فاطمة بامتنان : طول عمرك راجل ياناصر ، بس لازم نبص لقدام  ، المشوار لسه طويل اوى

+

لسه ناصر هيتكلم .. عبد الرحمن سبقه وقال له : طب بصوا انتو الاتنين ، انا عندى حل مؤقت 

+

ناصر : حل ايه 

+

عبد الرحمن : انت طبعا عارف ياناصر انى قافل شقتى وقاعد مع امى ، وانى مش حابب ادخلها تانى ، واهى مقفولة على عفشها اللى هتاكله الرطوبة والتراب ، وعشان كده ممكن فاطمة تيجى تقعد فيها هى وبناتها ، من ناحية تبقى براحتها ومن ناحية تانية هى و مراة عمك هياخدوا بحس بعض 

+

ناصر باعتراض : ازاى يعنى الكلام ده ياعبد الرحمن ، انت عاوزها تقعد لوحدها وهى عازبة وانت عارف الناس وكلامها

+

عبد الرحمن : الناس كده كده بتتكلم يا ناصر ، فعود نفسك ماتشغلش نفسك بكلامهم 

+

فاطمة كانت ساكتة مستنية تشوف الكلام هيخلص على ايه ولما لقتهم سكتوا قالت : انا ممكن اقعد فيها مؤقت على ما اشوف حاجة مناسبة تانية ، لكن مش على طول

+

عبد الرحمن : ماتسبقيش الاحداث يافاطمة ، وصدقينى فعلا الشقة ماتلزمنيش وناصر وعزة عارفين ده من زمان 

+

ناصر سكت بس كان شكله متضايق ففاطمة راحت قعدت جنبه وباست راسه وقالتله : ياحبيبى المفروض تعالجنى ماتدنيش مسكنات ، صدقنى ده الصح 

+

ناصر : بس مافيش شغل يافاطمة ، مش هسيبك تتمرمطى وتسيبى عيالك وتنزلى وتطلعى كل شوية وانا موجود

+

فاطمة : ياحبيبى حسك بالدنيا بس انا ……

+

عبد الرحمن : طب ايه رأيكم ، انا عندى اقتراح 

+

فاطمة وناصر بصوله واستنوه يكمل

+

عبد الرحمن : مبدأيا احنا نجريلك فى معاش عمى الله يرحمه لانك طبعا تستحقيه 

+

فاطمة بفرحة : تصدق انا كنت ناسية خالص الحكاية دى

+

عبد الرحمن : معلش ، الغربة لحست دماغك ، المهم ان الموضوع ده مبدأيا هياخد وقت ، لكن انا عندى ليكى عرض شغل

+

ناصر بحزم : انا قلت شغل لا يا عبد الرحمن 

+

 عبد الرحمن ،: اصبر بس ياعم الحمقى واسمع وبعدين ابقى اتكلم

+

فاطمة : اتكلم ياعبد الرحمن انا سمعاك

+

عبد الرحمن : انا كان معروض عليا انى اصنع زبادى بلدى عندى فى المحل وابيعه ، بس انا بصراحة كنت متردد لاكتر من سبب واهمهم انى ماليش خلق على الكلام ده ، لكن ايه رأيك ان انتى اللى تعملى المشروع ده

+