رواية حلو الروح الفصل الخامس عشر 15 بقلم نسمة نبيل
رواية حلو الروح الجزء الخامس عشر
رواية حلو الروح البارت الخامس عشر
رواية حلو الروح الحلقة الخامسة عشر
بمنزل ياسين…
هناء ( بمفاجأة) / نور ! إزيك يا بنتي عامله إيه ؟
نور ( بهدوء) / إزيك يا طنط هناء ، ممكن أقابل ياسين ؟
ياسين ( من الداخل ) / مين يا ست الكل ؟
دلفت نور متخطية هناء بدون إهتمام ، فوقفت هناء بتوتر من مجيئها الذي لا يبشر بالخير..
وقفت نور أمام ياسين الذي نزل على رأسه الطير برؤيتها…
نور ( بلهفة ناظرة بداخل عينيه) / ياسين حبيبي ، وحشتني.
ياسين ( بضيق) / جايه ليه ؟
نور ( بأسف) / جايه أعتذرلك عن كل إللي حصل… أنا مكنش المفروض أسيبك من غير مبرر بالشكل ده … بس أنا خفت.
ياسين ( بتهكم) / خفتي! مش إنتي إللي كنتي خايفه وقتها يا نور ، مش إنتي.
نور ( بدموع) / أنا طول عمري بخاف يا ياسين ، طول عمري… أنا أمي ماتت وهي بتولدني وسابتني وأبويا مستناش من بعدها رماني وسابني… أنا سبتك عشان خفت إنت إللي تسيبني.
ياسين ( بعتاب) / أنا عمري ما كنت هسيبك يا نور.
نور ( بتبرير ) / بس إنت إتغيرت معايا وقتها ، بقيت أحس إن إهتمامك بيا قل ، وبقيت بتتعصب كتير ونفسيتك تعبت بسبب إللي حصل ، أنا طول عمري محتاجه للأمان متعلمتش أديه لحد ، مكنتش عارفه أطمنك وأنا قلقانه ، قلقانه تسيبني في أقرب وقت ، عشان كده خفت وهربت.
ياسين ( بعتاب) / إنتي هربتي في أكتر وقت كنت محتاجلك فيه.
نور ( ممسكة يده برجاء) / أنا أسفه ، أرجوك سامحني ، إديني فرصه تانيه ، فرصه أرجع إحساسي بالأمان معاك ، أنا بحبك ومش قادره أعيش من غير وجودك في حياتي ، محتجالك أوي يا ياسين… أنا عارفه إنك لسه بتحبني ، أرجوك إديني فرصه.
ياسين ( زافرا بعمق ) / أنا محتاج وقت أفكر.
نور ( بإبتسامة دامعة ) / هستناك ، هفضل طول عمري مستنياك.
شهقت هناء بصدمة بعد إنتباهها لتلك المتسمرة أمام الباب مستمعة لكل ما حدث….
لتلتفت نور عاقدة حاجبيها من رؤيتها ولكنها لم تهتم كثيرا ، فإستأذنت للمغادرة بعد تركها إبتسامة هادئة لها …
جميلة ( بترقب) / محتاج وقت تفكر في إيه بالظبط ؟ إنت ممكن ترجعلها ؟
ياسين ( بحيره ) / مش عارف… أنا من كام شهر بس كنت مستعد أقضي باقي حياتي معاها .
جميلة ( بقهر) / وأنا ؟
ياسين ( بحزن) / جميلة ، إنتي حد مهم أوي في حياتي ، مقدرش أستغنى عن وجودك جمبي.
جميلة ( محركة رأسها برفض) / عايزني جمبك بصفتي إيه يا ياسين ؟ صديقه صح…… مينفعش… مينفعش علشان الأصدقاء مش بيبوسوا بعض.
ياسين (مغمضا عينيه بحزن) / صدقيني أخر حاجه ممكن أفكر أعملها إني ءأذيكي.
جميلة ( بسخرية) / إنت متأكد إنك مأذتنيش.
غادرت جميلة ، و دلف ياسين لغرفته بضيق ، بدون أي حديث…
وقفت هناء تبكي بصمت على غباء وحيدها ، وما تسبب به لجميلة من عذاب ، لم تستطع التدخل لم تجد بداخلها ما تقول ، لم تكن لتبرر تصرفات وحيدها فهو بالغ عاقل مسئول عن قراراته حتى ولو كانت خطأ فادحا ، لذلك يستحق العقاب المناسب والذي ستريه له الأيام القادمة….
أما تلك الجميلة… فخرجت من العقار متوجهة لسيارتها مغلقة للباب بكل ضيق ، لتنفجر فجاءة بالبكاء… بكت كما لم تبكي من قبل… بكت كما الطفل الصارخ الذي خرج لتوه من رحم أمه… بكت بقهر لم تره من قبل بحياتها كلها…. لم تبكي من قبل لا من علاماتها الضعيفة بإختباراتها ولا من ضياع إحدى ألعابها ولا من وداع صديق ، ولا حتى من كلمات أمها المحبطة…. وكأنها أخرجت جميع هذه الأحزان المتراكمة بداخلها طوال سنواتها ال٢٤…. فقط بكت كما لم تبكي من قبل.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
أمام الورشة…
مازن ( بضيق) / بردو متكلمتش في حاجه ؟
بسمة ( بحزن) / لاء ، مش دي جميلة إللي عارفينها ، دي واحده تانيه خالص.
مازن ( بقلق) / ربنا يستر ميكونش إللي في بالي.
بسمة ( بحزن) / شكلها كده يا مازن ، دي إتغيرت ١٨٠ درجه من ساعة ما عرفنا إن نور رجعت لياسين ، مبقتش بتضحك ولا بتتكلم مع حد ، علطول يا في المستشفى يا في الورشه يا في الدار ، حتى مبقتش تطلع السطوح ، والإجابه على قد السؤال ، أنا خايفه عليها أوي.
مازن ( مطمئنا) / متخافيش ، خليكي إنت بس جمبها حتى لو متكلمتش ، جميلة قويه ومش هتسيب نفسها للحزن كتير أنا عارفها ، هترجعلنا قريب.
بسمة ( بأمل) / يارب يا مازن ، يارب.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بالنادي ..
يجلس ياسين بجانب نور بعد إنتهاءه من تمريناته ، التي حرص على مواصلاتها بالرغم من شفاءه…
نور ( بحماس ممسكة بالهاتف ) / بص يا حبيبي كده إيه رأيك في فستان الفرح ده ؟
ياسين ( بإبتسامة هادئة ) / كويس ، بس إيه المناسبه ؟
نور ( بدلال) / بمناسبة جوازنا ، إنت نسيت إننا كنا متفقين على الفرح بعد رجوعك من كاس العالم.
ياسين ( بهدوء ) / لا منستش ، بس إنتي نسيتي إننا لسه بندي بعض فرصه تانيه ، لسه بدري أوي على الجواز ، لازم نبقى واثقين جدا من الخطوه دي .
نور ( ببعض الحده) / إنت لسه بتحبني يا ياسين ؟ أنا لازم أعرف دلوقتي حالا إنت فعلا عايزني ولا لاء ؟ علشان لو…
ياسين ( بمقاطعة) / نور.. إهدي….. بعد كل إللي حصل معانا الفتره إللي فاتت لازم نتأنى… وإنتي لازم تتقبلي ده وتساعديني فيه.
أدارت نور رأسها بضيق غير مكملة الحديث ، لينظر ياسين لها متأملا ردة فعلها تجاهه ، قبل أن يأتي طلب الغداء الذي سبق وطلبته نور لهما….
ياسين ( ببعض الضيق) / إحنا مش إتفقنا نتغدا مع ماما إنهارده ؟
نور ( بتبرير ) / أنا كلمت طنط من شويه ، وإستأذنت منها وهي ممانعتش ، وأنا كنت حابه أكمل اليوم في النادي معاك.
شرعت نور بتناول الطعام ، ليشرد ياسين للحظات بها ، ليعود زافرا بضيق شارعا بتناول طعامه هو الأخر.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
بمنزل جميلة….
علت الزغاريد وبدأت التهاني والمباركات لسميرة بمناسبة قراءة فاتحتها على ” علي” إمام جامع الحي ، وقد تقرر عقد قرانهم بأخر الإسبوع بجانب حفل زفاف بسمة ومازن ، بإحدى القاعات القريبة من الحي…
كانت الجلسة تضم أفراد العائلة فقط ، ما عدا نور المشغولة بالطبع كعادتها…
جلست الفتيات بسطح المنزل بعد مغادرة الضيوف ، لأول مرة منذ ما حدث…
بسمة ( بإبتسامة) / ألف مبروك يا سميرة ، أنا فرحانه عشانك أوي.
سميرة ( بإبتسامة) / فرحانه عشاني بردو ، ولا عشان هتتلمي مع حبيب القلب في بيت واحد.
بسمة ( بخجل) / أكيد فرحانه ده أنا مش مصدقه نفسي ، بس والله فرحنالك إنتي كمان ، إنتي عارفه أنا بحبك قد إيه.
سميرة ( بحب) / عارفه ، وأنا كمان بحبك والله.
نظر الإثنان للجالسة بشبه إبتسامة على حديثهم ، ولكن بدون مشاركة….
بسمة ( بحزن) / إنسيه يا جميله ، هو ميستاهلكيش.
جميلة ( بهدوء ) / مفيش حاجه من إللي في دماغك دي يا بسمة ، أنا مبفكرش فيه علشان أنساه ، ربنا يسعدهم.
بسمة /صدقتك أنا كده يعني ، أنا عرفاكي أكتر من نفسك ، زي ما أنا عارفه إنك هترجعي جميلة إللي كلنا بنسند عليها.
جميلة (بقهر) / عارفه يا بسمة ، عارفه إن في ناس بتسند عليا ، عشان كده معنديش رفاهية الإنهيار…. تصبحوا على خير.
همت بالإنصراف لتصطدم بوالدتها التي إستمعت لحديثهم منذ قليل….
كادت على تجاوز والدتها للنزول قبل أن توقفها كلماتها التالية…
مديحة ( بصدمة ) / إنتي حبتيه يا جميلة ؟
تهربت جميلة من نظرات والدتها…
مديحة ( بحزن) / مينفعش يا جميلة مينفعش يا بنت بطني… الناس إللي زيه…
جميلة ( بقهر) / متقلقيش يا أمي الناس اللي زيه أخدوا اللي شبههم….. بس ليه ؟ ليه مينفعش ؟ هو أنا مستاهلش ؟ عارفه إني مش حلوه بس مش دميمه يعني عشان مستاهلش حد يحبني.
مديحة ( بحزن) / تستاهلي كل خير يا بنتي ، بس إنتي حظك من الجمال قليل يا قلب أمك ، ياما إتحايلت عليكي عشان تهتمي بوزنك وبنفسك شويه مكنتيش بتردي عليا.
جميلة ( بحزن) / ما سميرة حظها من الجمال أحسن مني ، كان عملها إيه ؟…. فإظفر بذات الدين يا أمي… فإظفر بذات الدين.
أغلقت عينيها و تنهدت بعمق محاولة تهدئة حالها والسيطرة على دموعها من الإنفجار أمامهم ، لتردف قائلة….
جميلة ( بهدوء) / عارفه إنك تتمنيلي أحسن حاجه في الدنيا ، وعارفه إنك مش هترضي إني أغضب ربنا عشان حد يبصلي، وعارفه ومتأكده إن كلامك ده من ورا قلبك وإنك بتحبيني أكتر من نفسك…. بس عشان خاطري إظهريلي ده ، أنا محتاجاه أوي دلوقتي.
أدخلتها والدتها بأحضانها ، مربتة عليها بكل حنان…
مديحة ( بحب) / ربنا ينولك إللي في بالك ويريح قلبك قادر يا كريم.
تساقطت دموع كلا من بسمة وسميرة تأثرا بهم ، فإلتفوا حولهم مكملين دائرة العناق…
بسمة ( بتمثيل و صوت عالي ) / ياااااه يا عبد الصمد.
إنتفض الجميع من حولها بقلق…
بسمة ( بمزاح) / سوري إندمجت في المشهد.
جميلة ( بضيق مصطنع) / ده أنا إللي هدمجك مع الحيطه دي دلوقتي… تعاليلي.
ركضت جميلة خلفها بمرح ، وسط ضحكات سميرة ومديحة عليهم.
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حلو الروح)