رواية زوجة ابن العتمة كاملة جميع الفصول بقلم هدي زايد

 عائلة حسان الدهشوري

حسان الدهشوري

بالغ من العمر سبعون عام كبير عائلة الدهشوري

لديه ثلاث ذكور و هم طه الدهشوري مصطفى الدهشوري و محمد الدهشوري أما الاحفاد فهم خمسة ثلاث من الذكور و اثنان من الأناث كبير الأحفاد هو

بشار مصطفى الدهشوري بالغ من العمر ثلاثون عام حاصل على ليسانس الحقوق بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف عمل فترة قصيرة معيد بالجامعة ثم تركه بناء على طلب جده لتولي بعض المهام داخل البلدة

محسب مصطفى الدهشوري الاخ الذي يلي بشار بالغ من العمر الثامنة و العشرون من عمره حاصل على شهادة الدبلوم الفني و يعمل في أحد مزارع الجد حسان متزوج و لديه ابن تجاوز الخامسة من عمره و اسمه نوار

وجيدة طه الدهشوري ابنة عم بشار و كانت زميلته في الجامعة و سنين الدراسة بأكملها لم تتزوج حتى الآن بسبب الجد و تحكماته الذي يأبى خروجها من العائلة خوفا من أن يتشارك أحد الغرباء في إرث العائلة

حسنة طه الدهشوري شقيقة وجيدة و تصغرها بعامين لم تكمل دراستها بسبب جدها الذي صدر حكمه دون أدنى تفكير فيما حدث لكنها لم تتنازل عن حلمها في إكمال دراستها و قررت أن تنهي دراستها من داخل منزلها بعد أن وافق أخيرا على هذا الحل و هي حتى الآن لم تتزوج و لن تتزوج من يريده الجد حسان يطلق عليها دائما بالقاسېة المتحكمة بسبب عزوفها عن الزواج لكنها ټنتقم منه و تريد قهره كما قهر والدها الذي لا حول و لا قوة له أمام والده يعرف أن هذا كله تخطيط شيطاني من و الدتها تلك المرأة القاهرية التي تتدبر و ابنتها تنفذ لكنه لن يترك لهن الفرصة ابدا .

عمر محمد الدهشوري وحيد الحاج محمد الدهشوري و الذي لا أحد يشعر به بمعنى أدق هو الفرع الضعيف الذي لا يصدر صوتا إن كان هو أو ابنه عمر البالغ من العمر تسعة و عشرون عام يعمل طبيب بيطري و لم يتزوج حتى الآن بسبب تلك القوانين التي وضعها جده على الاحفاد بعد أن عانا منها مع الابناء

عائلة القصاص

فؤاد القصاص عضو مجلس النواب بالغ من العمر الخمسون عام متزوج بامرأتين الأولى ابنة عمه و هي تقطن في الصعيد و الثانية من القاهرة تساعده فب إدارة اعماله و التعارف على كل من له سلطة و نفوذ لديه منها شاب تجاوز الخامسة والعشرون من عمره و لديه أيضا من ابنة عمه 

خالد فؤاد القصاص بالغ من العمر الثامن و العشرون حاصل على الماجستير في إدارة الأعمال و في طريقه لتحضير الدكتوارة لم يكن لديه متسع من الوقت ليبحث عن الزوجة المناسبة من وجهة نظره و ليس وجهة نظر زوجة أبيه يسعى لتحقيق بعض أحلامه ك الحصول على منصب داخل شركات القصاص لإستيراد والتصدير لكن زوجة أبيه لن تسمح له ما دامت على قيد

خديجة فؤاد القصاص الأبنة الوحيدة ل فؤاد مدللة أبيها و العائلة باكملها في الخامسة و العشرون من عمرها تخرجت من الجامعة كلية فنون جميلة ملاذها الوحيد المكوث بين لوحاتها 

و هدفها معرض لاعمالها و بيعها و لكن على مايبدو أن الحظ لم يحالفها حتى الآن .

زين فؤاد القصاص الابن الأوسط ل فؤاد على مشارف السادس و العشرون من عمره تخرج من كلية التجارة و التحق بوظيفة نائب رئيس مجلس الإدارة لشركات القصاص لاستيراد و التصدير لم يتحرك إلا بتعليماته والدته علاقته بأخيه أقل من العادية رغم محاولاته بالتقرب إليه إلا أن خالد يضع له حدا ليسير عليه بدلا من العاطفة الكاذبة 

أما خديجة ف علاقتها به أفضل بكثير حاولت توطيد علاقتهما ببعضهما البعض لكن خالد لا يريد.

الفصل الأول 

سار جنبا إلى جنب دون اصدار أي صوت منه 

اليوم تحديدا كان الجد غامضا بعض الشئ جلس على المقعد المجاور لمقعد القيادة شارد الذهن إن حدث ما توقعه هذا يعني أنه خسر كل شئ و إن طلب العكس منه هذا يعني أنه خسر جولة و لكن لم يخسر الحر ب عليه أن يخدعه ف الح ر ب خدعة و لكل معر كة قوانينها الخاصة كان ېختلس النظر له كلما سنحت له الفرصة حدثه أكثر من مرة لكن الجد في عالما آخر توقف فجأة عند المرزعة 

ناداه أكثر من مرة و مازال شاردا هزه بشار في كتفه برفق و قال 

چدي أنت بخير 

نظر الجد لحفيده و قال بشرود

ها في حاچة يا بشار !

رد بشار باسما و قال

واضح إني چبتك من آخر الدنيا جل لي مالي فيك إيه بجالك كام يوم كده مش على معانا في الدنيا و دايما شارد !!

حرك الجد رأسه و قال

و الله يا ولدي ما خابر فيني إيه !

سأله بشار بقلق

چدي تحب نروح لداكتور يشوف فيك إيه 

أجابه الجد قائلا 

لا يا ولدي

أني زين و الحمد لله

تابع بجدية 

هم بينا اتأخرنا على الناس

ترجل بشار ثم سار من أمام السيارة متجها لباب السيارة ساعد جده في الترجل عبر البوابة الالكترونية كاد أن يتجه بشار نحو مكتب المزرعة لكنه استوقفه قائلا بخفوت

اصبر يا ولدي الضيوف وصلوا

نظر بشار تجاه الساحة التي تركض فيها الجياد ثم عاد ببصره و قال بضيق 

إيه اللي چاب الراچل ديه اهني يا چدي ! 

صبرك بالله يا ولدي الراچل چاي يشتري خيل لعياله و احنا عندنا مزرعة خيول يبجى هو چه اامكان الصح

يا چدي فؤاد القصاص ديه راچل واعر جوي جوي و عمره مابيچي الخير من وراه و لا أنت نسيت !! 

و مين نسي يا ولدي بس أني ليا غرض معين في دماغي صبرك أنت بس و اني هشوفه ها يعمل إيه 

على راحتك يا چدي بس اني خلصت ضميري

ابتسم ما إن اقبل عليه فؤاد و ابنته خديجة تبادلا التحية ثم توجهوا ل غرفة المكتب وثب عمر ابن عم بشار ما إن اقتحم جده و الضيوف المكتب وقف حذاء بشار تاركا الجد يحل محله خلف جلس و قال بإبتسامة بشوشة 

عچبتك المهرة يا خديچة

ردت خديجة قائلة بنبرة محبطة 

اه يا عمو الحج عجبتني

سألها الجد حسان باسما 

إيه عمو الحچ ديه يا بتي جولي يا چدي أنت كيفك كيف بنات ولادي

اكتفت خديجة بالإبتسامة شديدة التكلفة لاحظ عليها حزنها فسألها بفضول 

مال الجمر حزين ليه 

و كأن هذه القشة التي تعلقت بها خديجة نظرت له و قالت بعفويتها الشديدة 

يرضيك يا عمو الحج ابقى جاية و عاوزة الحصان الأسود و متفقة مع بابي عليه و يجي الأستاذ عمر بكل قلة الذوق اللي في الدنيا يقل لي لأ اختاري غيره !! هو أنا بشحت ما بابي هايدفع تمنه

رد عمر مدافعا عن حاله و قال بنبرة مغتاظة 

أولا اني الداكتور عمر مش الأستاذ ثانيا بجى الحصان ديه بالذات لا و…

ردت خديجة مقاطعة عمر بنفاذ صبر قالت 

و ليه لأ هو أنا عندك

مشكلة مع كلمة مبروك عليك 

لا إله إلا الله يا بت الناس الحصان ديه مش للبيع من أساسه !!

سأله الجد حسان و قال بهدوء 

هي تتحدد على انهي حصان يا عمر

أجابه عمر و هو يشير بيده تجا ابن عمه الذي يتابع المناقشة في صمت تام إلى أن وصل إلى مسامعه 

اسم حصانه 

جصدها يا چدي على ضي حصان بشار 

لا حصاني لا عندك المزرعة مليانة من خيرات الله لكن حصاني لا

التزمت خديجة الصمت ما إن تحدث والدها بهدوء قائلا بعتذار 

خلاص يا چماعة مكناش نعرف إن الحصان ديه تبعك يا بشار يا ولدي

تابع بهدوء و قال 

و أنت يا ديچا يا بتي اختار الحصان اللي يعچبك

ردت خديجة بنبرة خاڤتة 

شكرا مش عاوزة حاجة يلا عشان نمشي

نظر الجد للأحفاد و قال بنبرة معاتبة 

مرتاحين كده اهي ست البنات هاتسيب لكم المزرعة بالحصان يا جليل الرباية منك له

تابع الجد بعتذار و قال 

متزعليش يا ست البنات روحي مع بشار و اختاري اللي يعچبك 

ما انا قلت اللي عجبني و إنتوا رافضين و بصراحة بقى ماعندكوش خيل حلوة

ضحك الجد و قال بعتاب 

اباي عليك و على زعلك الواعر ديه كده تجولي عننا كده يه احنا احسن مزرعة في البلد كلتها

رفعت خديجة اكتافها بحركة عفوية و قالت بعناد 

بردو مش حلوين و مش هخلي اصحابي يجيوا عندكم 

لا ديه كده خسارة كابيرة جوي منجدرش نتحملها

تابع الجد قائلا بجدية 

معاها يا بشار يا ولدي خليها تختار اللي على كيفها و أنت يا عمر چهز لها الورق على ما تختار الحصان و خليك في المكتب التاني لحد ما انادم عليك 

حاضر يا چدي

خرج ثلاثتهما توجه عمر للمكتب بينما أشار لها بشار بيده و قال 

اتفضلي يا ست هانم بس بعدي عينك عن حصاني أني بحذرك اهو

داخل حجرة المكتب الخاصة بالجد 

كان يستمع لمبررات فؤاد المعتاد عليها منه لم يقاطعه أو يعارضه حتى انتهى تماما ارتشف رشفات سريعة و متتالية من قهوته وضع القدح على سطح المكتب الزجاجي و قال بهدوء 

كل حديتك ديه بسمعه منيك كل أربع سنين يا فؤاد و چه اليوم اللي اجول في خليها لينا المرة ديه

رد فؤاد بفزع و كأنه لدغ للتو و قال 

معلاش يا حاچ حسان ديه مستحيل يحصل اني محتاچ الدورة ديه 

ما تنزل مع واد ولدي عادي و الصالح منيكم الناس هتختاروا 

يا حاچ حسان أني و أنت و البلد كلتها تعرف زين إن بكلمة منيك مين ياخد الدورة الانتخابية 

ليه يا ولدي أني لا محافظ و لا و عمدة اني يا دوب راچل حابب يخدم أهل بلده

تنفس فؤاد بعمق و قال 

طلباتك يا حاچ حسان جل لي على طلباتك

و أني تحت أمرك 

الأمر لله و حده يا ولدي أني جلت لك اللي عندي أني قررت بشار واد ولدي ينزل الانتخابات ديه

رد فؤاد بعصبية و قال 

عشان كده رچعته البلد عاوزاه يخدم اهله و ناسه أنت يا حاچ عارف إني محتاچ الدورة ديه و مع ذلك منشف راسك 

خلصت و لا لساتك عنيدك حديت ماصخ كيفك

تنهد فؤاد بهدوء ثم قال بعتذار حتى لا يخسر كل شئ دفعة واحدة 

حجك علي ياحاچ بس اني واخد على خاطري منيك كيف يعني كده بين يوم و ليلة كده بشار ياخدها مني 

رد الجد و قال بعتاب 

ما أنت خدتها خمس مرات و كل مرة تجول هتساعد أهل البلد لا بتساعد أهل البلد و لا حتى بنشوفك في البلد غير جبل الانتخابات 

مشاغل يا حاچ ربنا يعلم مشاغلي كد إيه في مصر

هدر الجد بصوت غاضب قائلا 

مصر و اللي بيچي منيها لا بيسر الجلب و لا بيريح العقل .

ختم حديثه قائلا 

خلاصة الجول أني عنيدي الحل 

خير يا حاچ 

بتك خديچة 

مالها

يا حاچ بتي 

تاخد حد من ولاد ولادي و يبجى ديه تمن الدورة ديه

هدر فؤاد بصوته كله و قال بعصبية 

لا يا حاچ كيف ديه ابيع بتي عشان إيه و الله ما يحصل ابدا بتفكر كيف أنت 

خلاص يبجى انزل الانتخابات و أهل البلد هي اللي هاتحكم بيناتكم مين هو الصالح ليها 

يا حاچ بتي صغيرة على بشار 

هي عندها كام سنة 

ديه بكرا هتكمل الخمسة و عشرين ديه لسه صغيرة 

خلاص تاخد عمر اهو اصغر من واد عمه 

برضك كابير عليه

رد الحاج حسان و قال بهدوء حد الإستفزاز 

بسيطة نسيب العروسة تختار بنفسها بكرا 

يا حاچ حس…

رد الجد مقاطعا فؤاد و قال بجدية و هو يقف عن مقعده 

خلص الحديت لحد كده و بكرا هنكون عنيدك يا فؤاد نعرف رأي العروسة

فك التكشيرة ديه بجى إيه مجبوض عليك إياك !!

قالها بشار و هو يقف أمام خديجة الواقفة أمام ساحة الجياد لكنها لم تمتثل لأمره تماما رفعت كتفيها قائلا بحزن مصطنع

أنا مش زعلانة و ملكش دعوة بيا لو سمحت

نظر نظرة سريعة حوله و قال بإستعطاف و هو يخرج هديته الموضوعة داخل علبة مخملية من اللون الأحمر القاتم .

طب مش عاوزة تشوفي هدية حبيبك 

لاحت إبتسامة مترددة على ثغرها ثم قالت بنبرة معاتبة 

حبيبي اللي استخسر فيا حصانه و دلوقتي بيضحك عليا بحتة خاتم دهب

كنوز الدنيا كلتها تحت رچليك يا نبض جلبي مش بس حصاني !

أردف بشار عبارته و هو ينظر ل خديجة نظرة عاشق أرهقه العشق و يتوق شوقا لمعشوقته لم تستطع أن تصمد أمام عبارته المغازلة لها تناولت منه الهدية سريعا قبل أن يراهم أحد الأعين المتناثرة داخل المزرعة و التي ترصد كل حركة و يعلم بها جده الحاج حسان الدهشوري تنحنح و قال بجدية 

خابر اللي هاجوله ديه ها يزعلك مني بس أني رايد نصبروا هبابة قمان و بعدها هاحددت چدي في موضوعنا

ردت خديجة قائلة بضيق 

تاني يا بشار تاني تأجيل تاني أنا تعبت من كتر التأجيل بقالنا سنتين ما بنعملش حاجة غير التأجيل 

خابر إني بجيت ماصخ وياك في موضوع التأچيل ديه بس صراحة ربنا مش عاوز حاچة تتم من غير رضا چدي

سألته خديجة بعصبية قائلة 

ايوة و أنا هافضل لحد إمتى تحت رحمة جدك يوافق و لا لأ 

أجابها بشار بذات النبرة و قال 

و ليه الغلط ديه عاد ما جلنا هنصبروا هبابة

وضعت خديجة يدها في خا صرها و قالت بعناد 

و إن قلت لأ 

رد بشار بنبرة اهدأ من ذي قبل قائلا 

خابر إنك تعبتي من الانتظار بس صدجيني مافيش حاچة في يدي اعملها أني بس شايفه اليومين دول مشغول في كام حاچة كده و كل ما اچاي افتح وياه الموضوع تحصل حاچة تخرب الدنيا اصبر عليا بس هبابة عشان خاطري عنيدك يا ديچا

تنهدت خديجة بنفاذ صبر ثم نظرت له و قالت بنبرة لا تقبل النقاش 

بكرا بابي عامل حفلة عيد

ميلادي و إنتوا اكيد معزومين لو مجتش و طلبتني منه يا بشار اعتبر المرة بجد كل اللي بنا انتهى

سارت بخطواتها الواسعة و السريعة عادت و هي تتذكر هديته فتحت له كفه ثم وضعتها دون أن تكترث لأعين جده و قالت 

هديتك متلزمنيش لحد ما نحط النقط على الحروف

غابت عن المكان متجهة حيث مكتب المزرعة ولجت المكتب بعد أن طرقته طلبت من والدها أن تغادر المكان نظر الجد لها نظرات متفحصة ثم قال بفضول 

ها يا عروستنا اخترتي مهرة غير الحصان 

نظرت ل بشار الذي ركض خلفها عله يلحق بها و يحاول تخفيف همها و حزنها بسببه ثم عادت ببصرها للجد و قالت 

أنا قلت ل بشار على

الحصان اللي عجبني و هو معاه فرصة لبكرا و يرد عليا .

وقف فؤاد عن مقعد مصافحا الحاج حسان ثم غادر المكان و قلبه يكاد أن ينشطر لنصفين أما ابنته ف كانت في عالما آخر شاردة الذهن كيف سمحت ل قلبها أن تضعه بين يدها سقطت دمعة من عيناها لكن سرعان ما منعتها أن تنساب على وجنتها وضع والدها يده على كفها و قال بقلق 

أنت زينة يا بتي 

اه يا بابي ما تقلقش أنا بخير و الحمد لله 

طب تحبي تروحي لأمك و لا تاچي وياي على البيت التاني 

لأ لأ انا هروح لماما من فضلك يا بابي مخڼوقة و مختاجة اتكلم معاها شوية 

على كيفك يا بتي

داخل منزل الحاج حسان

كانت جالسة على الأريكة تضع طلاء الأظافر بعناية فائقة بينما كانت شقيقتها تنهي المحرم الورقي الذي تكتب عليه ب خيوط الحرير عبارة تعايد فيها خديجة طلبه منها جدها و ها هي تفعل ما طلبه بطيب خاطر و رضا نفس ولج الجد و هو يتنحنح بصوته اعتدلت حسنة في جلستها دون أن تكترث لحجابها الملقى على كتفيها هوى بجسده حذائها و قال پغضب مكتوم 

كام مرة ها جل لك استري نفسي و غطي شعرك 

في إيه يا چدي ما اني مستورة اهو و حچابي على شعري اهو 

شعرك كلته باين استري حالك ربنا يسترك دنيا و آخرة

تنهدت حسنة بضيق و قالت 

حاضر يا چدي حاچة تانية 

لا

ابتسمت وجيدة و هي تقف عن المقعد متجهة نحو جدها بخطواتها المتعثرة قليلا و قالت 

اتفضلي يا چدي المنديل اللي طلبته مني و عليه قمان اسم خديچة يارب يعچبك

تناول منها المحرم الورقي و قال بإبتسامة واسعة 

يسلم يدك يا جلب چدك من چوا ربنا يرضاك و يرزقك الصحة و الستر و الزوچ الصالح

مالت وجيدة ببصرها قليلا ثم رددت بخفوت 

اللهم آمين يا چدي

ردت حسنة و قالت بنبرة معاتبة

كل ديه دعوات ل وچيدة و اني إيه الحديت العفش و بس صح !!

ابتسم لها و قال 

ربنا يهديك يا بتي

ردت بنبرة حزينة قائلة 

وه !! ليه مچنونة أني إياك !! لا يا چدي رايدة دعوة زينة زي وچيدة 

اعملي أنت كيف ما وچيدة بتعمل و أنت نور عيني

بسطت يدها و قالت بإبتسامة واسعة

طب هات بجى 

اچيب إيه ! 

هات فلوس عشان اشتري حاچات لزوم الحفلة بتاعت خديچة 

مين جال إنك رايحة ! 

وه أنت ها ترچع في كلامك إياك

ضربها الجد و قال بجدية مصطنعة

اتحشمي يا بت أني چدك عيب كده 

طب يا چدي أني رايدة اروح الحفلة عشان خاطري يا چدي أني ها طج من الجعدة بوزي في بوز الحيطان كده 

ما خيتك اهي جعدة و عمري ما سمعتها بتشكي 

أنا مالي و مال خيتي يا چدي أني رايدة اشم نفسي هبابة و افك عن حال…..

اجعدي في البيت ماعندناش حريم تطنط في البيوت حفلات إيه احنا بتوع حفلات احنا !!

أردف عمر عبارته و هو يلج من باب البيت تأففت حسنة على إثر صوته الذي ينم عن الغيرة القا ت لة 

ابتسم الجد لهذا المشهد و انتظر رد حفيدته الذي بات يحفظه عن ظهر قلب كزت على أسنانها و قالت

و أنت مالك يا انت كان حد قالك إني باخد منك الأذن أنا نفسي مرة واحدة بس متتدخلش بيني و بين جدي

رد الجد حسان بجدية مصطنعة و قال 

وه !! اتعوچ لسانك عاد ما كنت صعيدية و جربنا ننسى عوچة اللسان ديه 

اعمل إيه بس يا چدي مافي مرة ما بيكسرش بخاطري فيها و دايما حاطط نجره من نجري لما خلاص هاطج منيه 

في ديه معاك حج و عشان كده عتروحي وياي الحفلة

اتسعت أعين حسنة و قالت بسعادة 

صح يا چدي هاتتحدت چد هتاخدني وياك 

مېتا كان حديت چدك حديت و خلاص !!

وقف الجد عن مقعده و قال بهدوء 

حضروا نفسيكم بكرا بعد المغرب عنروحوا كليتنا

رد عمر معارضا حديث جده و قال بضيق 

كيف ديه يا چدي أنت رايدها تروح طب كيف ! 

تعال المكتب يا عمر عنيدي حديت كاتير وياك 

حاضر يا چدي چاي وراك

تركه الجد يتوعد لحبيبته بالانت قام و هو يقول بوعيد 

و حياة ربنا ما عتروحي في مطرح أني مش راضي عنه 

و أنت مالك چدي و راضي أخرچ منيها أنت يا قاضي

كور قبضته محاولا تخويفها قائلا بجدية مصطنعة 

هاضربك يا حسنة المرة دي 

ضړبة في قلبك 

ما اڼضرب جلبي و اللي كان كان يابت عمي و الله يسامح اللي كان السبب على العڈاب اللي أني في ديه بس…..

بتر باقي حديثها ما إن كرر جده النداء عدة مرات هرع نحو مكتب الجد بينما هي هوت على الأريكة حذاء شقيقتها وضعت يدها على قلبها و قالت

كل ما بشوفه جلبي يدج يدج كنه عيخرچ من صدري يا وچيدة جلبي متشعلج في و مراضايش يسبني في حالي

لاحت إبتسامة خفيفة على ثغر وجيدة حدثتها بهدوء و هي بأ العمل في محرم جديد و لكن هذه المرة لنفسها .

أنت اللي چايبة وچع الجلب لحالك لو على عمر نفسه النهاردا جبل بكرا تكوني مراته لكن راس كيف الحجر الصوان مش راضية تحني عليه

تنهدت بعمق ثم قالت بنبرةحزينة 

مش قبل ما جدي يعترف بوجود أمي في العيلة و يبقى لها نفس الحقوق اللي أمك بتاخدها يا وجيدة

ردت وجيدة و قالت بعقلانية 

يعترف ازاي و أمك مطلاجة من عمي و حتى لو اعترف بوچودها كيف ما بتجولي هايفرج في إيه كده و لا كده هي عايشة في مصر مش واعية لك من الاساس 

لأ يا وجيدة أمي بتكلمي و دايما معايا و…

ششش ېخرب مطنك چدك لو دري بالحديت ديه مش بعيد يطين الدنيا فوج دماغك

أردفت وجيدة عبارتها و هي تضع يدها على ثغرها في محاولة منها لردع أختها غير الشقيقة عن القوانين التي وضعها الجد نظرت حسنة لأختها و قالت بنبرة غاضبة 

ليه بقى إن شاء الله هي مش أمي و لا مش أمي عشان يتحكم اكلمها

إمتى و اعمل إيه و معملش إيه دا بيتكم فينا وبيحاسبنا على النفس اللي خارج مننا و كأننا عرايس في مسرح يحركهم على هواه هو دي مبقتش عيشي دي .

اهدي يا حبيبتي الله يرضى عنيك چدي الفترة ديه بالذات دماغه فيها مليون حاچة متزدهاش أنت !!

على الجانب الآخر من نفس المكان 

كان عمر يستمع لجده حديثه كان غامضا بعض الشئ انتهى من سرد حكايته مع فؤاد القصاص ثم سأله بجدية مصطنعة 

أنت مش هتبطل حركاتك ديه مالك أنت و مال بت عمك

رد عمر دون أن يخجل من جده و قال بنبرة عاشق 

عحبها يا چدي جلبي متشعلج فيها جلبي من يوم طل على جلبها و مراضيش يرچع لصدري من تاني بيجل لي و الله ما راچع غير و هي مرتك 

رد الجد باسما 

وه !! استحي على حالك أني چدها يا واض 

و چدي أني قمان أني طمعان في كرمك يا چدي تچوزهاني و طلباتها كلتها مجابة

رد الجد و قال

بنبرة مغتاظة

طلباتها صعب تحجج يا ولدي 

ليه يا چدي هي مش من حجها كيف باجي البنات تكون أمها چارها !

الحديت ديه كنت ممكن اوافج عليه لو كانت ليلة و خلاص إنما ديه رايدة أمها تاچي تجعد اهنى و يبقى كيف ما مرت عمك ليها 

و إيه العيب في كده ما هي كانت مرته و أ…..

هدر الجد بصوته و قال بعصبية 

المصراوية ما هتتدخلش داري طول ما أني عايش في الدنيا ولا واحد فيكم هايتچوز من مصر تاني واصل احنا ناخد اللي من توبنا اللي تطبع بطباعنا مش اللي تعمل علينا بت الحسب و النسب و هي و لاتسوى لما ابجى اموت ابجوا اعملوا ما بادلكم 

ربنا يطول لنا في عمرك يا چدي 

يطول و لا يجصر مبجاش فارجة كاتير

رد بتذكر و قال 

صح فينه بشار من وجت ما خرجنا من المزعة و هو مختفي 

مخابرش يا چدي

سأله الجد بمكر 

ماجالكش بت فؤاد القصاص اختارت انهي فرس 

أجابه كاذبا 

لا جال بعدين هاجل لك و ما جالش 

عمر متوكد من حديتك دي 

كيف ما أني متوكد إني جعد جدامك يا چدي 

ماشي يا ولدي روح أنت دلوجه و لو شفت بشار خليه ياچي أنا رايده ضروري 

حاضر يا چدي طب و بالنسبة ل چوازي يا چ…..

قاطعه الجد بعصبية و قال 

چوازك من حسنة مش هايتم ديه بعيد عن احلامك

رد متسائلا بنبرة متعجبة 

ليه يا چدي ليه كده أني رايدها و هي ريداني و ها هتچوزها و لو إيه اللي حصل 

يبجى جول على حالك يا رحمن يا رحيم بت المصراوية مش ها تتچوزها إياك تكون نسبت حالك يا واض و لا نسيت إنك ساعدتها تكمل علامها 

و فيها إيه يا چدي ما هي كيف البنات و بعدين ما و چيدة متعلمة و ….

وقف الجد عن مقعد و هو يدب بعكازه على الأرض و قال بنبرة لا تقبل النقاش 

جفل على الحديت الماصخ ديه دلوجه يا عمر و شوف فين واد عمك غار فين داهية ديه

ولج بشار و قال بهدوء 

أني اهني يا چدي

جلس الجد من جديد على مقعده و قال بتساؤل 

فينك من وجت ما خرچنا من المزرعة !

رد بشار بنبرة هادئة قائلا بحزن دفين 

موچود يا چدي خير !

ساد الصمت في المكان إلا من ضجيج أفكارهم

أوزع الجد نظراته بين بشار و عمر دام الصمت لعدة دقائق و قال 

بكرا هنروحوا عند فؤاد القصاص بس هنروحوا نطلبوا

يد بته

نظر عمر ل بشار. بينما نظر لجده و قال بتوجس من حديث الجد 

لمين يا چدي 

صمت الجد لبرهة ثم قال بجدية 

ل عمر واد عمك بارك له يا بشار

الفصل الثاني 

رد بشار بتساؤل و هو يشير بسبابته على صدره قائلا 

طب و أني يا چدي 

ابتسم الجد حسان و قال بهدوء مريب 

ها تتچوزي بت عمك

سأله بشار و قال بدهشة 

كيف ديه دول كيف خواتي

أجابه الجد قائلا 

ها چوزك حسنة بارك لواد عمك يا عمر

هدر عمر بصوته الجهوري قائلا پغضب جم 

الله في سماه اللي ها يجرب لها ل يكون نهايته على يدي لو فاكرني طيب و ضعيف يبجى غير فكرتك عني

ابتسم الجد و قال بهدوء 

ناخدوا رأي العرايس و نشوفه رأيهم إيه 

مافيهاش رأي ديه حسنة لي و أني ليها !

رمقه الجد حسان رمقة ساخطة متسائلا بنبرة حادة قائلا

أنت بتتحداني يا واض أنت 

أشاح عمر بيده غير مباليا بنظرات جده أو سؤاله و قال بعدم إ كتراث 

سميها كيف ما تحب المهم ما حدش هياخد حسنة مني

بينما هدر بشار پغضب جم قائلا

عاوزها توهوچ بعد عن اللي في راسك ديه يا چدي بزيادة لحد كده حسنة ل عمر و مش لحد تاني واصل

سأل الجد حفيده و قال 

و خديچة بت القصاص لمين يا بشار 

اجابه بشار بنبرة جادة 

لي يا چدي ارتاحت كده 

وقف الجد و قال پغضب مكتوم 

عشجتها يا بشار فكرتني نايم على وادني و مش عارف باللي بيدور حولي عشجتها يا بشار !!

رد بشار بنبرة مرتفعة لأول مرة و قال 

ايوة عشجتها و رايدها تبجى مرتي عيب و لا حرام يا چدي !

عاد الجد حسان بجسده للخلف مستندا على ظهر المقعد و قال بهدوء تام كأنه تبدل تماما 

كل واحد منيكم يروح على أوضته و الصباح رباح

رد عمر بعدم فهم قائلا

كيف يعني 

مخابرش كيف تروح اوضتك يا داكتور !

رد عمر بنبرة مغتاظة قائلا 

أني خابر اروح كيف اوضتي لكن اللي مش خابره هو ها تعمل إيه في چوازي من حسنة

وقف الجد حسان من خلف مكتبه و هو يطرق بعكازه أرضا وقف بين أحفاده و قال بنبرة لا تقبل النقاش 

لو كان ديه طلبك أني موافج

اتسعت أعين عمر بسعادة غامرة إلى أن تابع الجد حديثه قائلا 

بس عندي شرط واحد و بعدها مبروك عليك بت عمك 

موافج يا چدي 

اصبر على رزجك يا ولدي مش يمكن الشرط ما يعچبكش !

تبدل ملامح عمر في ثوان و راح يقول بتوجس و هو ينظر لابن عمه ثم عاد ببصره لجده الذي يحمل بين صمته المريب و هدوئه 

الكثير و الكثير 

خير يا چدي إيه هو الشرط ديه 

أني ها چوزك حسنة بس أمها ما تعرفهاش تاني واصل و لا تحضر لها فرح و لا غيره لو حسنة وافجت يبجى أنت اللي تحدد معاد الفرح بنفسك

رد عمر پغضب جم قائلا

أنت خابر إن ديه مش ها يحصل واصل و عشان كده قلت موافج ! ليه يا چدي كده هي مش امها و نفسها تفرح بيها برضك !

رد الجد على سؤال حفيده بسؤالا آخر قائلا

رايد تفرح عروستك و تجهر بت عمك ! نسيت إياك اللي عملته

بت عمك إن كنت نسيت فأني لا و إن كنت رايد تفرح عروستك و تدخل عليها امها اللي كانت سبب ك سر بت عمك و عچزها أني لا

دب حسان عكازه أرضا و قال بنبرة لا تقبل النقاش 

اللي عندي جلته خلاص رايد تفرح و تاخد بت عمك يبجى امها ما تعرف لبلدنا طريج واصل يا إما كده يا إما مافيش چواز منيها و نفضوها سيرة من الموال اللي مابينلوش نهار ديه !!

ترك عمر جده و هو يتمتم بكلمات غاضبة تاركا بشار يعرف هو الآخر مصيره وقف واضعا كف فوق الآخر ناظرا لجده بينما نظر الجد له و قال بتساؤل 

فيك إياه عاد بتتطلع لي كده ليه خدني تصويرة احسن !! 

مستنيك يا چدي تجول ها تنفس مېتا عشان اتنفس ! 

بتتمسخر علي يا واض أنت ! 

لا بس اللي بتعمله ديه حرام لا شرع و لا دين يجولوا إنك تتحكم فينا كده إني ينفع اروح و اطلب يدها من ابوها و اتچوزها في الوجت اللي شايفه مناسب لي

ابتسم الجد و قال بسخرية 

و معملتش كده ليه 

رد بشار قائلا بنبرة حزينة 

جلت يا واض چدك في مجام ابوك الله يرحمه ما ينفعش تاخد خطوة من غير رضاه عليك

رد الجد حسان بنرة معاتبة لا تقل حزنا عن نبرة حفيده و قال 

لكن ينفع تروح كيف الجرع تمد لبر و تتچوز من الأغراب و بت عمك لحمك و د مك موچودة !

تنهد بشار بعمق ثم قال بنبرة صادقة 

و

الله يا چدي ما بيدي جلبي هو اللي عشجها هي الجلوب عليها سلطان قمان و أنا مش درايان ! 

لا معلهاش سلطان بس نجدورا نغير و ناخد اللي توبنا 

يا چدي مادها البت ما كيف بنات عمي و عايشة معانا و احنا اللي مرباينها نسيت إياك أما كانت تاچي في باطك و تشكي لك 

رد الجد حسان متجاهلا كل هذه الثرثرة قائلا 

بنبرة مقتضبة لا تقبل النقاش في قراره 

اللي عندي جلته خلاص خديچة مش ليك 

و هتاخد بت عمك جلت إيه 

رد بشار بعصبية و قال بإصرار

جلت لا يعني لا

نظر له الجد و قال بإبتسامة جانبية 

كده ماشي يا بشار على راحتك يا ولدي

يعني إيه يعني أمي متحضرش فرحي أنت موافق على الكلام دا يا عمر 

اردفت حسنة عبارتها متسائلة بعدم فهم تحكمات الجد التي تعدت طاقة تحملها نظرت للسماء و هي تستمع لرجاء عمر و توسلاته و التي على ما يبدو أنها لن تنتهي اليوم قررت أن تغادر المكان قبل أن تفقد أعصابها أكثر من ذلك دفعته في صدره بقوة و هي تتجاوزه قائلة پغضب جم.

ابعد عن وشي دلوقتي يا عمر ارجوك

ركض خلفها حاول أن يلحق بها لكنها كانت سريعة لدرجة أنه شعر بأنها في سابق الركض و تريد أن تحصل على المركز الأول ولج غرفته يبدل ملاب سه نزع قميصه عنه و قبل أن ينزع بنطاله وصل لمسامعه طرقات سريعة و متتالية هرع تجاه الباب وجدها تبك ظن أن سبب بكائها قرار الجد لكنها توسلته و هي تقول من بين دموعها 

الحقني يا عمر 

في إيه يا حسنة حصل إيه 

ماما يا عمر تعبانة و في المستشفى و اختي بتقولي إنها محتاجة عملية أنا لازم اروح لها دلوقتي يا عمر ارجوك

ربت على كفها و قال بحنو و حب 

حاضر اهدي أنت و أني ها تصرف روحي البسي خلجاتك بسرعة

ركضت حسنة ل حجرتها تبدل ثيابها على عجل 

و دموعها تنساب على خديها و ضعت حجابها على رأسها هبطت الدرج بخطوات واسعة و سريعة استوقفها الجد قائلا

على فين كده إن شاء الله يا حسنة 

استدارت حسنة بجسدها كله تجاه الجد سردت له ما حدث ظنا منها أنه سيقبل لأن الأمر بديهي و هذه المړيضة هي والدته و ليست شخصا غريب عنها رفع الجد ذقنه لأعلى قليلا ثم قال بجمود 

اطلعي اوضتك و اوعاك تخرچي منيها لحد ما اجل لك !

ردت حسنة بنبرة مرتعشة قائلا باستفهام 

كيف ديه يا چدي بجل لك أمي في المستشفي بين الحيا و المۏت !

رفع الجد إصبع الشهادة و قال بصوته الجهوري 

الله في سماه لو چاك خبر مۏتها نفسه ما هتطلي في وشها الست دي ملناش صالح بيها واصل

هدرت حسنة بصوتها المرتفع قائلة بنبرة غاضبة 

الحديت ديه تجوله لما هي تتدخل دارك مش لما اجول لك امي بټموت ! أنت إيه يا اخي چايب الچبروت ديه من فين !

صفعها الجد صڤعة مدوية جعلتها تفقد توازن جسدها لتسقط أرضا نظرت له نظرات تتطاير منها الشړ و الڠضب ثم نظرت ل عمر الذي وقف في وجه جده يدافع عن حبيبته معارضا تصرفات الجد أمر الجد الجميع بالمكوث في غرفهم و عدم الخروج منها مهما كلفهم الأمر.

في الثالثة فجرا

كان عمر يقف على اعتاب باب غرفة حسنة طرقها بخفة ثم حدثها بخفوت حتى لا يسمعه 

أحد لم يصل أي صوت من الداخل طرق مرة أخرى قبل أن يفتح باب الغرفة عن آخرها بحث بعينه في

كل زواية داخل الحجرة ما إن و جدها فارغة اتجه نحو الفراش الوثير

جذب الخطاب و قرأ ما كتبته لقد هربت و لن تعود للبيت ثانية كور عمر الورقة في قبضته 

هرع نحو باب البيت استقل سيارته حاول أن يجدها و هو يمني نفسه بأنها لم تستطع الوصول لمحطة القطار لم يكن يدري أنها استقلت الرحلة المتجهة للقاهرة منذ ساعة و أكثر .

وصل إلى محطة القطار و علم أن الرحلة السابقة تحركت منذ أكثر من ساعة هذا يعني 

أنها في طريقها للعودة دس يده في جيب 

حلته ليخرج هاتفه ضغط على زر الإتصال 

انتظر ردها لكنها لم تجيب كرر اتصاله مرة أخرى قامت بالرد عليه و بداخلها يحثها أنه يريد أن يعرف أين هي ليصل إليها قررت أن تعطي له فرصة أخيرة عله يستطيع الوصول إليها ضغطت على زر الإجابة قبل أن ترد وجدته يتحدث بعصبية شديدة و يتوعد لها 

هو نفسه لا يعرف ما الذي قاله ضغطت على زر القفل ثم اغلقت الهاتف نهائيا و هي تغلق عيناها تاركة لدموعها العنان تنحنحت ثم حدثت نفسها بجمود و هي تكفكف دموعها 

شاحت بوجهها تجاه النافذة تشاهد الطريق 

تعرف أن ما فعلته يعني ق طع

آخر خيط بينها و بين عمر حتي جدها الذي يد للها و يعطي لها المال بكثرة لن يعود ذاك الجد.

هي لا تعرف إن كانت ستعود من جديد للصعيد أم لا ما فعلته سوف يجعلها علكة في فم زوج ولدتها الذي لا يريد أن ير وجهها من الأساس.

على الجانب الآخر و تحديدا في منزل فؤاد القصاص كانت زوجته الثانية جالسة على المقعد حذاء زوجها تتناقش معه حول أمر خديجة و زواجها من بشار بينما كان زوجها لا يريد النقاش في الأمر

من الأساس يرفض هذه الزيجة رفضا باتا حتى و إن كان يريد أن يضحي بمكانته وسط المجتمع الذي جائه بشق الأنفس.

كان يفرك كفيه في بعضهم البعض و هو ينفث لفافة التبغ بشراهة كلمات زوجته لم تعجبه و لن يمتثل لتلك الاوامر ما حيا كانت تثرثر حتى نفذ صبره وثب من فوق مقعده و قال بحدة 

لا مش هاچوز بتي ل ولد الابالسه ديه ديه ملعوب منيهم عشان يضغطوا علي أني خابر الاعيبه و الا عيب چده ديه زين

تأففت زوجته من إصراره العجيب و تعنته الشديد 

الذي لا توجد له مبرر من وجهة نظرها ارتسمت إبتسامة مزيفة على ثغرها متسائلة بكل ما اوتيت من هدوء أعصاب قائلة

الا عيب إيه بس يا فؤاد يا حبيبي !! الموضوع و ما في إنه هو عاوز يمد العلاقات بينا للنسب مش أكتر

رد فؤاد بعصبية مفرطة قائلا

ريداني ابيع بتي إياك الله في سماه ما حصلت و لا هايحصل طول ما أني على وش الدنيا ديه

دام الصمت لعدة دقائق ثم قررت زوجة فؤاد أن تلقي بآخر حجر نرد لديها قائلة بإقتراح 

طب إيه رأيك لو نطلب احنا كمان حد من بناته لابنك خالد 

نظر لها نظرة يائسة منها و من تفكيرها العقيم بينما ردت هي بعصبية واضحة

ما هو أنت تعمل حسابك إنك مستحيل تتنازل عن عضوية المجلس لو إيه اللي حصل أنا عملت المسحتيل عشلن نوصل للمكانة دي ما تجيش أنت بعد السنين دي كلها و تقول بكل ببرودة أعصاب لأ مش هاينفع !!!

تنهد فؤاد بعمق ثم قال بنبرة هادئة عن ذي قبل 

عاوزاني اروح ل ولدي و اجل له أنا ها چوزك ! 

ديه أني مارديش اجول ك ده مع البت ها عملها مع الواد و هو بقى راچل ملو هدومه !!

كانت زوجة فؤاد تجوب الغرفة ذهابا إيابا تفكر في حلا يرضي جميع الأطراف كلما طرقت بابا اوصده زوجها في وجهها لم يعد أمامها سوى أن تتضحي بابنها ليتزوج من ابنة عائلة الدهشوري رغم تعنتها الشديد حين عرض عليها زين من قبل 

قررت أن توافق عله يوافق جلست مرة أخرى على المقعد حذاء زوجها و قالت بهدوء 

زين ابنك كان عاوز يتجوز بنت من بنات الدهشوري و أنا كنت رافضة بس بما إن مافيش قدمنا حل تاني يبقى أنا موافقة

هدر فؤاد بعصبية قائلا

هو أنت خلاص مبجاش عنيدك حل غير الچواز !!

ردت على سؤاله بسؤالا آخر قائلة

عندك أنت حل غيره ! 

ايوه بلاها منيها الدورة ديه من أساس….

قاطعته زوجته قائلة بعصبية 

لو فاهم إنك لو اتنازلت عنها المرة دي هتشوفها تاني تبقى بتحلم بشار اللي أنت بتقول عليه ولد الابالسه دا مستحيل يسبهالك عشان كدا ماعنديش أدنى استعداد إني اتنازل عن العضوية دي و لو إيه اللي حصل

تابعت حديثها قائلة 

ياريت تهدأ كدا و تعرف أني بفكر ل مصلحتك قبل أي حاجة

سيطرة تلك الأفعى على فؤاد بكلماتها المعسولة طالعها بنظرات تنم عن قلة الحيلة و تشتته في جمع حبل أفكاره تنهد ثم قال بتساؤل قائلا

ولدك رايد مين من بنات الدهشوري وچيدة و لا حسنة 

ردت بنبرة تلمؤها السخرية و هي تقول 

ملقتش إلا العرجة دي و اديها لإبني طبعا لا 

ابني عاوز حسنة

تابعت بنبرة مخټنقة من تلك الحرباء التي خطفت عقل ابنها من النظرة الأولى حين رأها في مزرعة جدها.

هي صحيح لا مستوى و لا جمال بس أنا هاعرف ازاي ارفع من مستواها و اخليها تعرف 

تتعامل مع الطبقات الاستقراطية .

ارتسمت إبتسامة ساخرة على ثغر فؤاد قائلا

خلاص وافج چدها و ناجصنا بس كيف تعلميها تبجى الطبقات

اكتفت زوجته بإبتسامة جانبية تخبره عن ثقة امرأة تعرف كيف تتحدث و متى ارتشفت قهوتها في هدوء تام تخطط كيف تحصل على أكبر قدر من الإفادة لديها إن اخبرت ابنها بموافقتها على هذه الزيجة.

في منزل والدة خديجة

كانت جالسة تستمع لإبنتها التي على ما يبدو أنها فقدت عقلها كيف يمكنها أن تخبرها بأن قلبها يميل لذاك الإبليس الم ع لون صړخت و رفضت الزيجة و لأول مرة توافق زوجها منذ فترة طويلة في قراره لم تكن تعلم خديجة ما دار داخل مكتب عمر بالمزرعة أثناء زيارتها الأخيرة ذلة لساة من والدتها كشفت لها حدث

و على إثره تعلقت خديجة بهذا الأمل لكن فرحتها لم تدوم طويلا و قرر والديها إعلان رفضتهما التام لهذه الزيجة جلست على حافة الفراش طالبة من والدتها أن تعطيها سببا كافية لهذا التعنت الشديد 

لكن والدتها ترضي فضولها بل زادته و تصاعد عنان السماء حين قالت بإصرار شديد

لا يعني لا و الله لو ولد الأبالسه ديه آخر راچل في الدنيا و ها تفضلي من غير چواز يبجى افضلي كده احسن

ردت خديجة بعصبية مكتومة و هي تقف عن حافة الفراش آخذة الغرفة ذهابا إيابا 

نفسي أعرف ليه كلكم مصممين إن بشار شخص مش كويس و رافضينه

تابعت بنيرة مغتاظة قائلة

طب لما هو مش كويسة زي ما الكل بيقول ليه في بين بابا و بينه مصالحة مشتركة بملايين مش جنيه و لا اتنين !

تنهدت والدة خديجة و هي تنظر لإبنتها نظرات يائسة تعلن من خلالها عن فشلعا الذريع في إقناع ابنتها بالتنازل عن بشار الدهشوري ك شريك لها في حياتها القادمة .

دام الصمت ل ثلاثة دقائق كاملة قبل أن تكرر تلك المسكينة سؤالها على والدتها التي رفضت أن تخبرها ما تعرفه.

غادرت والدة خديجة غرفة ابنتها تاركة إياها في حالة يرثى لها هل فقدت الأمل في أن تجتمع مع الشريك العمر لا تعرف لكن الشئ الوحيد الذي تعرفه هو أنها لن تتنازل عن أحد أهدافها في الحياة أي بشار الدهشوري هو أكبر اهدافها .

نظرت نظرة سريعة على الهاتف الموضوع أعلى الكومود وجدت أسمه ينعكس على شاشة هاتفها لم يهدأ منذ الصباح الباكر يريد أن يعر ض عليها ما حدش و يتناقش معها كما يفعل دائما تنهد بعمق لا تعرف لماذا تشعر بالحيرة الآن انقطع صوت رنين الهاتف.

شاحت بيدها بتأفف و هي تسب نفسها مرة و تعلن حالها الف مرة.

عاد عمر مكنس الرأس يجر خلفه خيبات الأمل لا يعرف ماذا يفعل ل بيفعل الهدوء الذي يتظاهر به يتناقض تماما مع ني ر ان الغي ظ و الغ ضب التي تتأجج داخله كان

يمني نفسه أن يكون جده نائما حتى لا يرأه 

و هو بهذه الحالة ما أن و طأ قدمه داخل البيت وجد جده يهدر بصوته الغ ا ضب بكلمات لاذعة يسبه من خلا لها ظنا منه أنه ساعدها على ال هرب حاول أن يبرر له اخطائها لكن الجد كان يبادله ذات النظرات الغاضبة التي ينظرها عمر تركه الجد حسان 

دون أن يستمع ل باقي حديثه سار تجاه السيارة و هو يهتف بصوته الجهوري على بشار 

الذي كان يجلس في حديقة المنزل وثب عن

المقعد متجها نحو العائلة سأل عن سبب تجمعهم في هذا الوقت المتأخر من الليل أمره أن ييذهب معه ل القاهرة الآن عندما سأله عمر عن سبب الذهاب أجابه الجد حسان قائلا

خلص دورك لحد اهني يا داكتور عمر الباجي اني ها عمله لحالي

استقل الجد حسان السيارة على المقعد المجاور لمقعد القيادة في انتظار حفيده الذي صعد ليبدل ملابسه صعد عمر على الفور ليخبر بن عمه عن كل شئ حتى يخبره بكل خطوة يخطوها أو يحاول مساعدة حسنة.

خرج بشار أخيرا بسيارته من منزل العائلة متجها للطريق الصحراوي المؤدي إلى القاهرة

دام الصمت ما يقارب الثلاث ساعات صف بشار سيارته عند المقهى و قال بهدوء 

ادلى يا چدي نشربوا حاچة الطريج لساته طو يل

ترجل الجد دون أن ينبث ببنت شفه جلس على المقعد في انتظار النادل بأن يأتي بالقهوة 

المرة خاصته بعد مرور عدة لحظات تابع فيها بشار شرود الجد و هدوئه المريب قرر أن يقاطعه حتى يعرف ما الذي ينوي فعله فرغ فاه بشار لكن التزم الصمت حين أشار الجد له بالصمت التام ضغط على زر الفتح و هو يقول بنبرة جامدة 

اهلاين يا يا سيادة النايب

كان بشار ينظر لجدته الذي لم يبرح نظرات حفيده الزائغة حين أردف اسم حبيبته لاحت إبتسامة خبيثة على جانب شفاه الجد رد على الجهة الأخرى و قال بهدوء مريب اعتاد عليه بشار و كل من يعامل الجد في مثل هذه المواقف ضغط على زر السماعة الخارجية و قال و هو ينظر لحفيده 

جول جلت إيه تاني يا سيادة النايب عشان الصوت موصلش زين 

رد فؤاد القصاص بهدوء مكررا كلماته قائلا

جلت إن كنت رايد خديچة ل بشار ولدي رايد حسنة بت ابنك يا حاچ

الفصل الثا لث

لاحت إبتسامة خبيثة على جانب شفاه الجد رد على الجهة الأخرى و قال بهدوء مريب

اعتاد عليه بشار و كل من يعامل الجد في مثل هذه المواقف ضغط على زر السماعة الخارجية و قال و هو ينظر لحفيده 

جول جلت إيه تاني يا سيادة النايب عشان الصوت موصلش زين 

رد فؤاد القصاص بهدوء مكررا كلماته قائلا

جلت إن كنت رايد خديچة ل بشار ولدي رايد حسنة بت

ابنك يا حاچ

سأله الجد بفضول 

ولدك مين فيهم يا فؤاد !

أجابه فؤاد قائلا

ولدي زين و أنت خابر ولدي مليح يا حاچ راچل و ها يصونها جلت إيه 

دامت الصمت للحظات قبل أن يتره الجد حسان و قال بإبتسامة واسعة 

و أني في انتظارك في العشية يا سيادة النايب و ربنا يجدم اللي فيه الخير

سأله فؤاد قائلا 

اعتبر ديه موافجة يا حاچ 

رد الجد حسان قائلا

جول إن شاء الله يا فؤاد متتأخرش علي

ختم حسان آخر كلماته و هو عيناه مازالت معلقتان على أعين بشار الذي لم يعد يفهم شئ تناول الجد قهوته في صمت مطبق بينما سأله بشار بنبرة تغلفها الحيرة و قلة الحيلة في ذاك الجالس أمامه و قال

نفسي افهم أنت بتعمل كل ديه ليه في إيه بيدور في راسك 

كل خير يا ولدي بت عمك و چالها عريس زين نجول لا 

ايوة تجول لا و الف لا تجول واض عمها رايدها و هي ريداه تجول إن الدنيا كلتها تعرف ديه 

واض خرچ عن طوعي ساعدها تهرب من اهني و دلوجه رايدني اچوزها له !! ديه نچوم السما أجرب له منيها.

تنفس بشار بعمق و هو يقول بنبرة اهدأ من ذي قبل قائلا

يا چدي الله يرضى عنيك ما تخربهاش علينا و چوزهم لبعض

وقف الجد بهرجلة مما جعل مقعد يسقط من خلفه و هو يقول بغب مكتوم 

الله في سماه ما ها يحصل طول ما اني عايش على وش الدني ديه كلتكم بتدور على حالكم و محدش يكلف خاطره يدور على الغلبانة اللي رچليها عچزت بسبب كيد الحريم 

رد بشار بهدوء قائلا

يا چدي حرام عليك أنت بتدخل الأمور في بعضها ليه مال عمر و حسنة باللي عملته امها يا چدي 

رد الجد حسان قائلا پغضب جم 

ذنبها اللي ذنبها بجى هم بينا

عاد الصمت يحل محل الڠضب الذي كان يسيطر على كلاهما تابع سيره دون أن يحدث جده أو يعارضه في شيئا الأمر من الأساس لا يتحمل كلمة واحدة من الطرفين صدح رنين هاتف بشار المكان دس يده في جيبه ليخرجه 

وجد اسم خديجة يضئ شاشته تنهد بضيق

الآن فقط تكرمت عليه و قررت الإتصال !! 

ألهذه الدرجة لا يمثل عندها أي رابط قوي تغفر لأجله ما بدر منه من ڠضب و ذلة لسان !

ترك الهاتف يصدح لعدم قدرته على الرد الآن 

ترجمت خديجة عدم رده في الحال تجاهل منه فقررت أن ترد هذا التجاهل هي أيضا وضعته على خاصية عدم الإعازج حتى لا يحاول الإتصال بها .

في القاهرة

الساعة الآن الثالثة عصرا كانت حسنة تقف على اعتاب باب غرفة العمليات في انتظار خروج الطبيب وسط اخواتها و زوج والدتها

كان القلق و الذعر يسود المكان حالة والدتها متأخرة للغاية و على ما يبدو أن البتر هو آخر حل سوف يلجأ له الطبيب ظلت تجوب الممر ذهابا إيابا و هي تمتم بكلمات هامسة تناجي ربها أن ينجو بأمها و يلطف بها كانت تنظر لشاشة هاتفها بين الفنية و الأخرى لم يهدأ عمر من الإتصالات و الرسائل التحذيرية منها و المستعطفة أحيانا قلبها يكاد ينفطر عليه 

قررت أن ترسل له رسالة كتبت فيها و اناملها تر تعش من فرط خۏفها.

ماما يا عمر تعبانة اوي و الدكتور بيقول إن الغرغرينة منتشرة في رجليها و إن عملية البتر ها تتعمل أنا تايهة مش عارفة اعمل إيه و لا أروح فين ! محتاجة لك جنبي اوي بجد 

مرت لحظات حتى و صلت رسالتها إليه فتحتها و هو يأكل أنامله من فرط توتره بأنها تمتنع عن الرد قرأ بعينه سريعا ما كتبته و نبضات قلبه تتسارع بتناقض تلك الجلسة التي يجلسها خلفه مكتبه بالمزرعة كتبت كلمات كثيرة مواسية لها و وعد بأن يصل إليها خلال ثلاث ساعات و بعد أن كتب لها أنه سيأتي في 

أول طائرة بدلا من السيارة قبل أن يضغط ع زر الإرسال فرغت البطارية دب على سطح المكتب الزجاجي ف ان ك سر الزجاج و 

جر حت يده .

وضعه على وصلة الشاحن و بدأ اتصاله بشركات الطيران قام بحجز أول طائرة ستقلع للقاهرة و التي خلال ساعتين على الأكثر وثب من مقعده بعد أن جمع أوراقه 

خرج و نس أمر هاتفه أو لم يكترث له ما دام هو ذاته سيكون معها خلال ساعات قليلة.

عودة إلى القاهرة

خرجت والدتها من غرفة العمليات بعد أن بترت ساقيها حتى أعلى الركبه أصبح طريحة الفراش لم تعلم أن تم بتر ساقيها حتى الآن كل ما تعرفه أنها سوف تخضع ل عملية جراحية بسيطة لتنظيف جرحها.

استفاقت من المخدر

و اصبحت تشر بكل شيئا يدور حولها علمت ما حدث ما إن ولج الجد حسان و خلفه بشار ابتسم ملء شدقيه و هو يطالعها پشماتة واضحة

وضوح الشمس .

لم تصدق حسنة ما رأته أم عيناها كانت والدتها تكاد ټموت كمدا من فرط حزنها و جدها يحدثها پشماتة قائلا 

رچليك اتج طعت ! مبروك يا أم حسنة

تابع حديثه مردفا بنبرة حزينة ليس عليها بل على حفيدته التي نالها ما نال والدة حسنة دون أي ذنبا تقترفه.

چيتي تكيدي ضرتك بت الحسب و النسب عشان أنت الچديدة و افعالك اللي متفرجش عن إبليس واصل في حاچة كنتي رايدة

تك سري رچليها و تخليها ترجد في السرير 

بس ربنا حط بتها مقانها في اليوم ديه و رچليها هي اللي ات سكر ت و ياريتها چات على الك سر و بس لا ديه ات جطعت

ابتسم إبتسامة جانبية و هو يظهر الشماتة في عيناه و بين كلماته حين قال 

بس عشان ربنا اسمه الحكم العدل ج طع رچليك التنين

ردت حسنة بنبرة مغتاظة من حديث جدها و هي تتوسله بأن يتوقف عن ذكر ما حدث في تلك الليلة الملعۏنة ليس شفقة مع والدتها بل تعاطفا مع تلك المسكينة التي لم تفعل شئ في حياتها سوى الخير لكل من حولها .

تعلم أن والدتها ج انية و ليست مجني عليها 

لكن بالنهاية هي والدتها حتى و إن كانت 

كا فر ة فالله عز و جل و أمرنا بالطاعة لهم و الدعاء بالهداية كانت والدتها تستند برأسها على كتف ابنتها التي هدرت بصوتها قائلة بصړاخ 

بزيادة يا چدي لحد كده الله يرضى عنيك أني جلبي واچعني لحال ….

هدر الجد حسان مقاطعا إياها بصوت مرتفع و نبرة تملؤها الغيظ و الڠضب الشديد قائلا

اجفلي خشمك واصل أنت حسابك وياي كابير جوي الله في سماه ما هعدي اللي چرا ديه كده

ختم حديثه قائلا بإبتسامة ارتسمت على ثغره و تنحنح و حدثها بنبرة آمرة .

فزي جومي عنيدنا حديت كاتير و حاچات أكتر أهم من ج طع رچلين أمك

كادت أن تتحدث لكن يد والدتها منعتها نظرت لها و قالت برجاء 

روحي يا بنتي روحي و كفاية لحد كدا دا مهما كان جدك

نظرت حسنة ل والدتها الحزينة و دموعها تنساب على خديها ربتت والدتها على كفها و هي تحثها على الخروج من المشفى و العودة مع جدها

وقفت حسنة أمام جدها و قالت بصوت مخټنق و نبرة تملؤها الغيظ الشديد قائلة بوعيد 

أنا بك ر هك و بتمنى لك المۏت و ها يجي اليوم اللي ها خد حقي و حقي أي حد ق هر ته في حياتك

لم تتلقى ردا سوى صڤعة على خدها و نظرات تملؤها الغيظ و الحقد قبض على رسغها و قال بوعيدا 

مشي جدامي يا تربية الحريم ها ستنى منيك إيه غير كده مشي جدامي !

ردت حسنة بنرة مخټنقة قائلة بصوت مرتفع 

ربنا ياخدك و يريحنا منيك ربنا بياخد يعالك واحد ورا التاني و سايبك أنت تج هر فينا مخابرش ليه !!

تدخل بشار قبل أن ي الجد تلك المتهورة التي قامت بسبه علنا أما مرئ و مسمع الحاضرين محاولا فك قبضة جده و هو يقول برجاء 

عشان خاطري يا چدي بزيادة لحد كده نبجى نتحدت في البيت و حدينا

نزع الجد حسان يده من يد حفيده و نظراته مازالت موجهة نحو تلك الحرباء التي تتلون ك والدتها تماما غادر الغرفة و من المشفى بأكملها كان بشار يحاول أن يهدأ من ڠضب ابنة عمه حتى لا تدمر ما تبقى لديها في مكانة قلب الجد أم هي لا تكترث لأيا منهم بعد الآن و على رأسهما عمر الذي أخبر الجد بفرارها و بمكانها في المشفى من منهم يعلم بوجودها هنا إلا هو أين هو لماذا لا يرد علي رسائلها ألهذه الدرجة لا يعشقها و يريد أن يتخلص منها ! 

بعد مرور يومين

كان من أصعب الأيام على الجميع و تحديدا عمر الذي فشلت جميع محاولاته و محاولات والدته في إقناع حسنة بعدم اشتراكه في ما فعله الجد لكن لا حياة لمن تنادي بل و وافقت على زين القصاص نجل فؤاد القصاص تمت الخطبة رغم أنف عمر الذي كان الثور الهائج 

الشئ الوحيد الذي منعه عن إرتكاب ج ر يمة

هي حسنة حين قالت صراحة أمام الجميع لا تريده و لا ترغبة في رؤيته.

تم تحديد حفل الزفاف يوم الخميس كانت وجيدة تبتسم بين الفنية و الأخرى حين تتذكر أختها غير الشقيقة و العشاق يتوسلونها لترضى كم تمنت أن تحظى برجلا واحد يكن لها كل حياتها و تكن هي حياته لم تجخل في يوما من الأيام و هي ترفع أكفافها للسماء تناجي ربها بأن يرزقها زوجا صالحا مثلها كمثل الفتيات و تعيش حياة طبيعة بعيدا عن السخرية التي تلازمها طيلة حياتها انتهت من صلاة الفجر ثم التقطت مسبحتها و بدأت تستغفر ربها طرقات خفيفة

قبل أن تأذن للجد بالدخول ولج و على وجهه إبتسامة واسعة الوحيدة التي تر منه الطيبة و الحنان 

أما باقي الأحفاد ف لهم وجها آخر لا تعرف قط 

طبع على رأسها قبلة حانية ثم جلس مقابلتها و قال 

صباح الخير يا البنات 

صباحك كيف الفل يا چدي خير اللهم أجعله خير ضحكتك هتطل منيك كل ديه عشان حسنة وافجت على زين القصاص

رد الجد بإبتسامة واسعة و قال 

حسنة مين و ست العرايس منورة الدنيا كلتها

عقدت ما بين حاجبيها قائلة بنيرة متعجبة قائلة 

جصدك مين يا چدي ما هي حسنة هي العروسة 

اح تضن الجد

خديها بين كفيه المجعدة و قال بسعادة غامرة تشع من عيناه و ترأها بوضوح.

أنت يا ست العرايس كلتها مبروك يا جلب چدك من چوا چالك عريس زينة الشباب كلها و الله تعالي في باطي تعالي يا جلب چدك

مين العريس ديه يا چدي و يعرف اللي في و لا لا

اختفت الإبتسامة من على شفتاه لكن سرعان ما رسمها من جديد بأخرى متكلفة ربت علي كتفها و قال 

ديه خالد واض فؤاد القصاص شافك يوم ما چه اهني مع اهله و طلب يدك النهاردا

كررت سؤالها عليه قائلة بنبرة جاهدت في أن تجعلها خالية من أي حزن أو إن ك سار 

و يعرف خالد يا چدي بإني أن….

رد الجد حسان مقاطعا بنبرة متدعثمة قائلا بجدية مصطنعة

هملي حديدتك الماصخ ديه و افرحي بجى هو خالد ديه غريب عننا ! دا احنا اللي مربينه

و ه….

ردت وجيدة مقاطعة جدها قائلة بإبتسامة متكلفة قائلة

أني أكبر من خالد يا چدي لا مش كده أني 

بكفاية حديدت ماصخ جلت أني هدلى اصلي الفچر قبل الشروج و أنت انعسي هبابة عشان

تجدري تجابلي عريسك العصاري هايچي هو و أهله يتغدوا معانا .

غادر الجد قبل أن يستمع ردها حتى أما هي كانت الافكار تجوب في رأسها و لا ترأف بها أبدا عجزت عن الوصول لإجابة واحدة منطقية غير الذي قالها جدها ف لم تجد

مددت جسدها على الفراش و هي ترخي جفنيها علها تحصل على قسطا من الراحة بعد القنبلة الموقوتة تلك.

في عصر اليوم نفسه

كانت وجيدة جالسة مع خالد في حديقة المنزل الصمت يسود المكان إلا من ضجيج أفكارهم علمت أنه مجبرا عليها لا تعرف ممن لكن الذي تعرفه جيدة أن قلبها لا يكذي نهائيا قررت أن تبتر الصمت قائلة بهدوء

رايدة اعرف مين اللي أجبرك علي 

رد خالد و قال بنبرة متعجبة قائلا

افندم !

غيرت سؤالها و قالت بإبتسامة واسعة بشوشة تليق بوجهها الملائكي 

عندك كام سنة يا أستاذ خالد 

رد خالد قائلا 

تمانية و عشرين سنة و أنت !

ردت بإبتسامة صافية قائلة بتصالح مع النفس 

لم يجده مع الآخرين الذي عاشرهم لسنوات 

عندي تلاتين سنة و ماشية في الواحد و تلاتين 

كام !! 

تلاتين !

تابعت بنبرة مخټنقة استشعرها في نبرتها و هي تحاول إخفائها قدر المستطاع 

أني قمان برچل و نص رچلي مبتورة يعني 

من الواضح إن چدي مكانش صريح وياك من البداية ف حبيت أني اصارحك و القرار يرچع لك في النهاية رايد تكمل و لا تفضل مفصوب علي باجي حياتك !

الفصل الرابع 

ردت بإبتسامة صافية قائلة بتصالح مع النفس 

لم يجده مع الآخرين الذي عاشرهم لسنوات 

عندي تلاتين سنة و ماشية في الواحد و تلاتين 

كام !! 

تلاتين !

تابعت بنبرة مخټنقة استشعرها في نبرتها و هي تحاول إخفائها قدر المستطاع 

أني قمان برچل و نص رچلي مبتورة يعني 

من الواضح إن چدي مكانش صريح وياك من البداية ف حبيت أني اصارحك و القرار يرچع لك في النهاية رايد تكمل و لا تفضل مڠصوب علي باجي حياتك !

لجمت الصدمة لسان خالد الذي شعر ب ن يران

تأجج صدره كيف يحدث هذا ألهذه الدرجة هو لا يحبه والده فتاة ثلا ثنية تكبره بعامين و حاول أن يتقبل تلك الصدمة أما ساقها التي بترت كيف يتقبلها ! لم يشعر بحاله عندما وقف عن مقعده بهرجلة اسقطت المقعد من خلفه اعتذر قائلا

عن إذنك عنيدي شغل كاتير

نظرت وجيدة لمقعده الملقى أرضا و كأنه قلبها الذي انشطر لنصفين و قالت بشبح إبتسامة 

اتفضل يا أستاذ خالد ربنا يوفجك إن شاء الله .

عبر خالد البوابة المؤدية لباب البيت ثم القى التحية على الجالسين و غادر المكان كانت تحركاته سريعة سريعة لدرجة أنها لو بيده لركض قبل أن يقبض عليه أبيه و يعقد قرانه الآنه عليها معللا بأن هناك الكثير من المصالح المشتركة

بينهما تحتم على ذلك !

اعتذر فؤاد و غادر خلف ولده الذي حتما اصيب بالجنون خطواته كانت خطوات متعثرة حاول أن لا يظهرها أمام أفراد العائلة 

حتى لا يسخرون منه.

وطأ الجد قدماه داخل الحديقة و هو يهتف بإسمها قبل أن يصل إليها وقفت أمام جدها بكل ما اوتيت من قوة و تماسك في مثل هذا الظرف الذي تتعرض إليه بشكل مستمر سألها بعصبية فأجابته قائلة 

جلت له يا يچدي الصراحة كنت واضحة وياه كيف كيف اللي عمله عملته و خرچوا و مرچعوش تاني واصل

رد الجد بعصبية قائلا 

جلت لك جبل سابج أني جلت له على كل حاچة بتتحددت أنت ليه !

هدرت وجيدة بعصبية و هي تبتلع مرارة حلقها قائلة 

بكفاية لحد كده يا چدي بكفاية بجى كل مرة اجول بكرا يزهج و يشيل الحديت ديه من راسه لا بكرا بياچي و لا أنت بتشيله من راسك

رد الجد بنبر اهدأ من ذي قبل ما أن استشعر نبرة حشرجة بدأت تظهر في حلقها 

حجك علي يا بتي و الله ما كان حد جاصدي خلاص شوفي اللي يرضيك يا بتي و أني اعمله

جلست على المقعد پعنف و هي توجه له حديثها بنرة آمرة و دموعها لا تنفك ابدا و هي تقول

اللي يرضيني صح إن أني اختار الراچل اللي ها تچوزه

تابعت و جيدة و هي تبتلع مرارة حلقها قائلة

يرضى بيا كيف ما أني راضية بحالي لكن نضحكوا على الناس و بعد الچواز يتفاچأ يبجى لا و الف لا ما بنيه على باطل فهو باطل

حاضر حاضر يا ست البنات و ستي و تاچ راسي

خلاص حجك علي و الله ما عدت ازعلك واصل يا بتي ياچي العريس وجت ما ياچي و لا حتى ما يچيش مش مهم المهم رضاك عني

تلك الكلمات و هذا الندم الشديد لا يتناسب تماما مع هذا الموقف ما الذي جعل جدها يتغير بهذه السرعة الوضع بالنسبة لها بات غير مفهوما تمام.

ليه يا خالد يا ولدي عملت في وچيدة كده ليه احرچتها وسط أهلها حرام عليك ك سر ت بخاطرها ليه كده !

أردفت والدة خالد تساؤلاتها التي هطلت فوق رأس ابنه ك الامطار الغريزة بينما هو كان يجوب المكان ذهابا إيابا من فرط غضبه لو كان الأمر بيده لصړخ كالاطفال على ما رأته عيناه كيف يصل بوالده الأمر أن يزوجه من فتاة تكبره بثلاثة أعوام تقريبا لم يكن الأمر هذا فحسب بل ما زاد الأمر سوء أنها فاقدة لساقها اليسر ى كانت خديجة تتابع ما يحدث في صمت تام كلمات والدتها كانت معارضة تمام لردة فعل أخيها لذلك فضلت الصمت أما هو ف كان شخصا آخر لا تعرفه أيا منهما صړخ و د م ر كل ما طالته ي ده غادر الردهة قبل أن يفقد عقله أكثر من ذلك ولج حجرته هوى على المقعد پعنف و هو يزفر بضيق 

لا يعرف على من يثور أكثر والده الذي دائما يدعس عليه أم زوجة أبيه تلك الأفعى التي لن تهدأ حتى ين تز ع روحها من صدرها أو تلك مبتورة الساق كما نعتها سرعان ما تمتم بكلمات الإستغفار عن هذا اللقب رغم معرفته بهذه العائلة إلا أنهم مازالوا غامضون لا يبحون بكل أسرارهم .

مد يده فك رابطة عن قه بتأفف تنهد من بين أنفاسه المسموعة كيف يخرج من هذه الأزمة بأقل الخسائر هل يوافق بالزواج من هذه الفتاة أم يرفض و يضحي بمنصب رئيس مجلس الإدارة الذي وعده به والده ! 

ذاك المنصب الذي سعى إليه كثيرا حتى كاد أن يرفع رايا الإستسلام ليظهر من جديد ومضة الأمل في شكل وجيدة الدهشوري ! 

جلس يعيد حساباته من جميع الزوايا حتى قرر

أن يوافق و يحاول الإنفصال عنها بعد ذلك 

كلما حاول أن يقتنع بالفكرة و يتقبلها يرفضها من جديد مع صدرو صړخة عالية رافضا هذا 

الهراء .

بعد مرور عدة أسابيع 

داخل غرفة عمر كان هادئا شاردا و لم يحرك ساكنا ولجت والدته حاملة بين يدها قدحا من القهوة وضعته على سطح المنضدة الزجاجي 

منذ تحديد موعد زفاف حسنة و هو على هذه الحالة كأنه يدبر ل شيئا غاية في الخطۏرة.

تناول منها قدح القهوة و قال دون أن يرفع بصره لها 

متحاوليش ياما ماهايعرفش حاچة واصل

سألته بإبتسامة حانية قائلة

هو مين ديه ياولدي 

أجابها بذات الإبتشامة و قال 

اللي باعتاه يستچوبه

رفع بصره لها و قال

أنت ناسية مين علمني شغل العفاريت ديه

كادت أن تتحدث لكنه رد بنبرة ساخرة 

صح أني داكتور بس برضك فاهم في شغل الچن ديه زين خليه يبعد عنه عشان ميتأذيش هو مش هايجول

أزيد من اللي جاله

ردت والدته و قالت بعصبية شديدة 

يبجي أنت اللي جلت له يجول كده عشان معرفش اللي بيدور في راسك صح مش كده

أجابها بما لم تتوقعه قائلا

ايوه صح 

يا ولدي اني خاېفة عليك چدك واعر واعر جوي سيبك من حسنه هي مش ليك بكرا اچوزك ست ستها

خرجت والدته من غرفته متجهة نحو مكتب الجد فرحة الجد اليوم ليس لها مثيل ف اليوم تقدم خالد لخطبة حفيدته لكن رفضته تلك العنيدة المتمردة على ظروفها لتخبر الجميع بأن لديها كامل الحق أن تما رس حريتها في الرفض و القبول بعد عن ولدي يا حسان بعد عن عمر أني بجل لك اهو

كن جلبك مش جاعد يا وهيبة بتجولي حسان كده من غير خشى و لاحيا طب راعي إني أني عمك يعني في مجام أبوك الله يرحمه

أنت لا كنت و لا هتكون كيف ابوي أني ابوي كان شيخ چامع إنما انت واد إبليس كيف كيف بشار أني عايش في البيت ديه عشان ولدي لكن لو ولدي چرا له حاچة الله في سماه ما ارحمك و هافتح عليك طاجة چهنم الحمرا يا أبو وچيدة فاكرها وچيدة يا حسان !

كانت مواجهة نا رية من الدرجة الأولى قررت من خلالها وهيبة أن ټضرب بنصف أسرار الجد حسان الوضع بات يزداد سوء قررت أن تحذره

هذه المرة و في المرة القادمة تتضرب بالأخضر و اليابس عرض الحائط

لم يتوقع الجد أنها تجرأت لهذه الدرجة لم يعرف أحد شيئا عن ابنته وچيدة تلك التي راحت ضحيته ذكرته بأكثر الأشياء التي يريد أن ينساها بل و يمحيها من دفاتر الحياة .

وثب عن مقعده پغضب جم نظراته تكاد تحر قها في مكانها لكنها لم تبالي بادلته نفس النظرات 

بل و الأكثر منها حدة .

دام الصمت لثوان معدودة قبل أن تلقي في وجهه قنبلة جديدة كانت تتدخرها لوقتها المناسب و ها هو أتى وقتها المناسب نظرت نظرة سريعة اخترقت ذاك الجدار القابع خلفه 

و قالت بإبتسامة واسعة .

لساك بتحن لأيام زمان يا حسان

لساك رايد تروح لها چننتك بت الأبالسه مش كده روح لها يا حسان يمكن لما تروح لها ترچع كيف ما كنت

تابعت بتذكر ساخرة 

ايوة ايوة صح هتروح لها كيف و هي بجت كوم تراب معلاش يا حسان ربك رايد يحر ق جلبك على كل حاچة غالية عليك إلا وچيدة يا أبو وچيدة كانت الجهرة اللي على حج اتك سرت من بعيدها يا حسان بجيت كيف اللي ندهته النداهة معذور يا نضري ما هو الضنا غالي برضك

ضغط حسان على عكازه كاد أن ين فجر في وجهها لكنه يعلم أن هذا الإڼفجار لن يجدي نفعا مع تلك الأفعى على ما يبدو أنه اخطأ حين تركها على قيد الحياة حسنا يا وهيبة لن يحدث كثيرا لم يتجرأ أحد علي تهد يده و أنت فعلتيها لذالك لا مانع من ممارسة حق من حقوق البشر وهي حرية التعبير أما أنا حسان الدهشوري لن يكون علكة في فمك مدى الحياة سوف أنتهي أولا من بشار وثم بعد ذلك اتفرغ لك و لكن لا بأس أن نلهو سويا كما كنا نفعلها منذ زمن

انقلبت عيناه فجأة و هو ينظر لباب الحجرة 

الذي وصده بطرفة عين ثم نظر لها و قال بصوت مألوف تعرف صاحبه جيدا و فجاة و بدون سابق إنذار قال 

بكفايا لحد كده يا وهيبة

لم تهتز وهيبة والدة عمر بتلك النبرة التي ټرعب أي بشړ عدا هي انقلبت عيناها مختلطة باللون الأحمر القاتم ثم هدرت بصوت يقشعر له البدن 

حدثته بنبرة آمرة بأن يتراجع عن وهيبة و إلا .

في غرفة بشار كان هادئا باسما وقف عن مقعده متجها نحو الطابق الأرضي بخطواته الواثقة اتجه نحو باب الحجرة الخاصة بجده وضع يده 

على المقبض الحديدي كاد أن يفتح باب الغرفة 

لكن منعه شخصا يشوبه كثيرا لم يحدثه بشار اكتفى برمقة جعلته يتراجع معتذرا له و هو ينحي قليلا و قال 

آسف يا سيدي

فتح باب الحجرة ليجد وهيبة و حسان ينحازان بجانب بعضهما البعض انحنى كلاهما 

احتراما لبشار تفاجئ الجد بصڤعة مدوية على خده جعلته يهوى على المقعد خلفه نظر بشار ل وهيبة وجدها تنحني مرة أخرى و هي تعتذر منه مرارا و تكرارا لم يتقبل هذا الإعتذار مد ي ده التي طالتها رغم ابتعاده عنها ضغط على رق بتها حتى كادت أن تلفظ انفاسها الأخيرة بدأت عيناها تنقلب كانت تخرج من فمها لعابها فجاة و بدون أي مقدمات ولج عمر 

هدر بصوته الجهوري منعه بشار بيده الأخرى 

بسم الله الرحمن الرحيم خير

اللهم اجعله خير

أردفت خديجة كلماتها من بين أنفاسها المسموعة كانت تضع يدها فوق ص درها حاولت البحث عن كأس المياه دقائق معدودة

حتى بدأت أنفاسها في الإنتظام من جديد

مدت يدها تجاه هاتفها الذي صدح في ارجاء الغرفة ضغطت على زر الإجابة و قالت بنبرة حانية 

الو ايوة يا بشار عامل إيه يا حبيبي بشار أنا عاوزة أشوفك لأ دلوقت عشان خاطري يا بشار ايوة يا بشار نفس الحلم بيكرر معايا و مش عارفة ليه بشوفك كدا بشار ابوس إيدك صارحني أنت ليه بيقول عليك ابن ابالسه طيب عشر دقايق و نتقابل هناك سلام

مكالمتها اليوم كادت تكون الأخيرة إن لم يمتثل لأمرها و يتقابل معها اليوم كزت على 

شفتاها السفلى ترددت في بادئ الأمر لا تعرف ما فعلته صواب أم خطأ تنهدت بعمق ثم

غادرت الغرفة بعد أن بدلت ملا ب سها .

بعد مرور نصف ساعة تقريبا

صف بشار سيارته عند أحد المنازل المتهالكة

نظر لها و قال بهدوء 

ادلي يا ديچا

نظرت ديچا حولها و الړعب يسيطر عليها ابتلعت لعابها ثم قالت بتساؤل

انزل فين يا بشار أنت مش شايف المكان عامل ازاي 

سألها باسما 

خاېفة 

اجابته بنبرة مرتجفة

طبعا خاېفة

سألها بشار قائلا بنبرة حانية

كيف تخافي و أني چارك أوعاك تخافي من أي حاچة و أني وياك

تابع حديثه قائلا

لو رايدة تعرفي عني كل حاچة يبجى لازم تتدخلي الدار ديه و مش بس كده تجدمي لأهل الدار عهد الأمان

سألته بنبرة متعجبة

أهل الدار و عهد أمان !

ختمت سيل التساؤلات قائلة

دا البيت فاضي و تقريبا قرب يقع ماظنش حد في أصلا

فتح بشار الباب ثم اتجه نحوها فتح لها و ساعدها في الترجل نظرت للبيت عادت ببصرها له حين قال بإبتسامة واسعة 

أني بشار الدهشوري ولد الأبالسه

ثم نظر لها مد يده ليعانق يدها صعد ثلاثة درجات ظنت أنه سوف يضع المفتاح داخل المزلج لكنها تفاجأت بالباب يفتح له دون أدنى

مجهود منه.

تشبثت بذراعه و الړعب يملئ قلبها نظرات زائغة توزعها في المكان نظر لها بشار و قال بإبتسامة واسعة 

كيف زوجة ولد الأبالسه تخاف كده 

نظرت له ديچا بنظرات داهشة سألته بنبرة متعجبة قائلة

احنا مش متجوزين لسه يا بشار

ابتسم لها و قال

أنت في عالمنا اتچوزتي و ديه عش الزوچية

اقترب منها خطوة مقابل الخطوة التي تراجعتها خوفا منه حاول أن يحدثها لكنها رفضت أن تستمع له تساقطت دموعها على خديها لم تكن تعلم أنه يخفي كل هذا و أكثر ليتها لم تطلب منه كشف الحقيقة صړخت حتى شعرت أن أحبالها الصوتية تأذت العجيب أن صوتها لم يغادر فاها هي تشعر فقط أنها تصرخ لكن أين ذاك الصوت لا تعلم .

قالتها ديچا و هي تستعيد وعيها الټفت لها جلس مقابلتها نظر لعينها و قال بنبرة 

كيفك دلوجه 

أنت مين و إيه اللي بيحصل دا و ازاي كنت كدا و بقيت كدا و أنا حصل لي إيه !!

جفف بشار دموعها و قال بهدوء 

ها تعرفي كل حاچة أنت رايدة تعرفيها بس واحدة واحدة عشان مخك يستوعب بس رايد منيك وعد واحد بس 

وعود تاني يا بشار ! 

هو وعد واحد و آخرهم و الله 

وعد إيه 

اللي ها جل لك عليه ديه يفضل سر بينتنا و محدش بعرفه مين ما كان يكون 

حاضر ممكن بقى تقولي أنت مين بالظبط و إيه اللي أنا شفته دا 

سكت مليا ثم قال

چدي كان رايد يأذيك 

ازاي يعني! 

چدي فتح لك الرؤية و كل اللي حصل ديه مكانش حلم و لا حتى كابوس ديه حجيجة بس چت لك كيف الحلم و أني جفلت لك الرؤية ديه في البيت الجديم .

جدك بيعمل معايا كدا ليه و أنا ذنبي إيه في كل دا ! 

چدك بيضغط علي أني يا ديچا رايدني ارچع كيف ما كنت و أني مرضيش عشان كده فتح لك الرؤية رايدك تشوفيني كده عشان تسبيني 

أنت كنت بتعمل و جدك عاوزك ترجع له تاني 

لجمت الصدمة لسان بشار لم يكن يتوقع أنها سوف تسأله عن أكثر الأشياء التي يود أن ينساها إن سرد لها

ن تغفر له و إن امتنع عن الكلام سيتحدث جده و هو لا يعرف مالذي سوف يتحدثه علي وجه التحديد ابتلع لعابه و قال

أني كنت بشتغل في الموضوع و إني صغير مكنتش واعي إن ديه حرام بس چدي كان بيجول إنه حلال

سألته ديچا بنفاذ صبر قائلة

اللي هو إيه 

أجابها بهدوء قائلا

كنت شغال مع الشيخ المرعي

اتسعت عيناها ما إن نطق ذاك الأخبر بإسم ذاك اللعېن سألته بصوت مرتفع 

أنت كنت شغال مع الشيخ المرعي في الجن و الاعمال كنت بتسحر للناس يا بشار !

سكتت برهة ثم قالت بصړاخ و هي تنظر له بأعين دامعة 

و لا كنت بتعاشر الستات اللي كانت بيجيوا عشان يخلفوا !

ابتلع بشار لعابه و قال بهدوء 

التنين يا ديچا

الفصل الخا مس 

الجزء الأول 

اتسعت عيناها ما إن نطق ذاك الأخبر بإسم ذاك اللعېن سألته بصوت مرتفع 

أنت كنت شغال مع الشيخ المرعي في الجن و الاعمال كنت بتسحر للناس يا بشار !

سكتت برهة ثم قالت بصړاخ و هي تنظر له بأعين دامعة 

و لا كنت بتعاشر الستات اللي كانت بيجيوا عشان يخلفوا !

ابتلع بشار لعابه و قال بهدوء 

التنين يا ديچا

هدرت بصوتها كادت تجزم أن أحبالها الصوتية تأذت دفعته في كتفه كانت دموعه تنساب على خديه قبض على معصمها برفق ليخبرها باقي حديثه قائلا 

افهمي جصدي يا ديچا أني جاصدي إن التنين چدي عرضهم علي و أني رافضتهم بس حاولت امثل عليه إني بعملهم و الله العظيم ما بكذب

ابتسمت بتهكم من بين دموعها و قالت بنبرة ساخرة 

لا و الله و منتظر مني إيه إني اصدق الكلام الأهبل دا ! واحد زا ني دجال بيحلف بالله إنه مابيكدب

تابعت بصړاخ قائلة 

و هو أصلا كل حياته كدب و خداع

ما تقربش مني يا حي وان أنت 

رد بشار بنبرة متحشرجة قائلا

حاضر حاضر يا حبيبتي

كزت على أسنانها و قالت بتحذير واضح 

ما تقوليش الكلمة دي أنا بكر هك 

حجك تعملي في كيف ما تحبي

و الله العظيم ما لمست أي ست و الله العظيم ما كنت في يوم كيف ما بتجولي علي إني زا ني أنا كنت بكدب عليه عشان يحل عني اني كنت عنيدي وجتها عشرين سنة يعني كنت عيل صغير

ضړبت بكفيها على كتفيه و قالت بصړاخ 

عشرين سنة و عيل صغير ازاي يا بشار و لما أنت عيل صغير جدك اخدك للستات ليه أنت كنت راجل وقتها في نظر الكل جدك يا يابيه متجوز عنده

سبعتاشر سنة و خلف بعدها على طول و تقل لي إنك أنت عندك عشرين سنة و صغير طب اديني أنت عقلك افكر بي يمكن ارتاح و نا ر ي تبرد

لم يمنعها عن دفعاتها المتتالية في كتفه تجاهلها تماما لم يكترث لأي شئ إلا إبتعادها عنه تناول كفها و قال

احب على يدك يا خديچة اوعاك تهملني لحالي أني عملت كل اللي عملته ديه عشان خاطرك متزهادش علي و تهملني لحالي

ارجوك يا بشار أنت سبني في حالي أنا قر فانة حتى ابص في وشك

أني مجدرش استغنى عنيك يا خديچة احب على يدك متبعديش عني أني جلت لك عشان تساعديني كيف ما وعدتني أني الحمد لله تبت و الله العظيم تبت عن كل حاچة تغضب الله و رسوله رايدك تك…..

قاطعته بصڤعة مدوية على خده الأيسر مال وجهه قليلا نظر لها بأعين مليئة بالدموع و تسأل بنبرة متحشرجة قائلا 

ليه كده يا خديچة أني كنت صريح وياك من البداية 

فين الصراحة دي ها فين أنت قلت لي إمتي بعد ماخلص جدك كشف كل خاجة ! افرض مكنش جدك كشف لي حاجة كنت هتقول طبعا لأ 

احيانا الكذب في حاچات خطېرة بتبجى اهون من الصراحة

تنفست بعمق و هي تصدر حكمها

بعد صراع طويل بينها و بين حالها قائلة 

طلقني يا بشار 

لا مجدرش اعملها أنت متعرفيش اني عملت إيه عشان اكتب اسمك على اسمي 

مش عاوزة اعرف ارجوك كفاية بقى كفاية أنا مش عارفة ازاي بابا وافق عليك و هو عارف…

سكتت مليا ثم تسألت بنبرة مخټنقة إثر الدموع و قال 

هو بابا كمان كان معاكم في الموضوع دا يا بشار ! رد عليا ساكت ليه بابا كان معاكم بالڠصب و لا بالرضا اضحك عليا و قول بالڠصب بس اوعى تقول كان راضي إنه يشارك في القرف دا !! 

بكفاية لحد كده يا خديچة النبش في اللي راح مش ها يفيد بحاچة

لم تستمع لنصيحته تلك و تسألت من جديذ فيما لا يقو على مواجهته حين قالت 

أنت إيه اللي خلاك تغير رأيك في الشغل دا ليه

مبقتش معاهم 

أجابها بإجابة مبهمة لها عدة تفسيرات لم تشفي فضولها و قال 

عشانك

تنهدت بنفاذ صبر و قالت بعصبية مفرطة 

قلت لك بطل تضحك عليا و تقول عشاني دي 

و الله العظيم عشانك بطلت كل ديه عشانك 

ازاي 

لو جلت لك ازاي هاتكر هيني بزيادة 

قال يعني أنا دلوقت واقعة في هواك انطق وقول ازاي 

چدي چابك البيت الجديم و جالي اك سر عين فؤاد القصاص ببته 

و أنت عملت إيه 

عملت كيف ما طلب مني 

قصدك إيه قصدك إني أنا س لمتك نفسي من غير ما احس أنت اغت صبتني يا بشار 

أني كنت رايدك تبجي مرتي

كادت أن تتحدث بعصبية لكنه لخق بها و قال برجاء 

احب على يدك يا ديچا اسمعيني للآخر و بعدها اعملي اللي يلد عليك المهم تسمعي زين

هنا تحديدا كانت تريد أن تسمعه جيدا علىي ما يبدو أنها ستظل مهمتها معه دائما المستمع الجيد نظرت لها حين كفكف دموعه المنساب و هو يبتلع لعابه ثم نظر لها و قال بنبرة تغلفها الصدق

و الله العظيم و الله العظيم و الله العظيم قمان مرة كل اللي هاجوله ديه حصل و مافي حاچة غيره هي اللي حصلت

تنهد بعمق ثم قال

أني اول مرة شفتك فيها مكنتش صدفة و لا حاچة و لا كانت مشكلة كيف ما كنت فاهمة على ركنة عربية اني لما شفتك وجتها كان بجالي عشر شهور براجبك ليل نهار بتروح فين و برچعي مېتا كل تحركاتك كنت عارفها بأمر من چدي چدي كان إبليس الله يعلنه جالي عنيك حديت كاتير عفش و جالي إنك صيدة سهلة كل ديه مكانش بيهمني و لا فارج وياي أني أصلا كنت عارف مين أنت و أمك تبجى مين أمك هي الحاچة الوحيدة اللي شافعة لك عنيدي وجتها

تنحنح ثم قال

أمك كانت حبيبة امي الله يرحمها و صاحبتها الروح بالروح جلت كيف أمك تبجى بت الاصول تربي عفش كده في حاچة غلط

ردت خديجة بنبرة ساخرة قائلة

يعني قعدت شهور تعمل عني تحريات و تعرف إمتى داخلة و إمتى خارجة و لما عرفت إن ماما صاحبة مامتك قلت بس في حاجة غلط مش كدا ! لا منطق بردو !!

تنهد بشار و قال برجاء و نبرة اهدأ من ذي قبل 

اسمعيني زين يا ديچا الموضوع مش كده 

اومال ازاي ! 

أني كنت مكلف ناس يحطوك تحت المراجبة و الناس ديه تبع چدي الله يلعنه و كانوا بيوصلوا لي المعلومات اللي هو رايدني اعرفها و بس 

و بعدين 

أني عشجتك و معرفتش امشي في الطريج ديه تاني واصل

اطلقت تنهيدة طويلة تعبر عن نفاذ صبرها من ثرثرته وقفت عن الاريكة و قالت 

أنت شكلك مش عاوز تتكلم و تقول الحقيقة و عمال تجيب كلمة من الشرق على كبمة من الغرب و أنا بدات امل منك بجد

توسل لها و قال بنبرة صادقة 

خلاص و الله هاتحددت چد بس رايدك تسمعي زين و تعرفي إني بتحددت صح و بجول الحج 

أنا اللي هحدد إن كلام صح و لا لا اتفضل قول 

ابوك و چدي تچار آثار و الشيخ المرعي كان بيساعدهم في فتح المجابر بتاعت الفر اعنة

اتسعت عيناها عن آخرهم و هي تستمع لباقي حديثه حين قال

و حصل بينتهما خلافات كاتيرة في فترة من الفترات جام چدي خ طفك في البيت الجديم عشان ي كس ر عين أبوك أني في التوجيت ديه كنت بعيد عن چدي و عمايله بعد ماعرفت إنها حرام عشت في مصر و ج طعت علاجتي بي و بكل حاچة يعملها لحد ما جابلت صدفة في مصر كنت بجابل ابوك عشان كان رايد يصلح بينه و بين چدي شفتك عنيديه في الفيلا عرفت إنك بته خرچت من بيته و أنت ډخلتي جلبي

لاحت إبتسامة ساخرة على طرف شفتاها من اعترافاته نظرت له و لم تعقب على حديثه بكلمة واحدة نظر لها و قال

فات يومين بعدها و ابوك كلمني تاني و اتجابلنا تاني و كن ربنا رايد يحجج لي امنيتي إني اشوفك تاني و حصل اتلككت بموضوع چدي و إني هاصلح بينتهم عشان جلبي يطل عليك و املي عيني منيك فضل الحال كده ياچي شهر و زيادة چدي كلمني و جالي على اللي حصل و إنه هايك سره عشان ياچي يحب علي يده عرف إنه راچع معاك الصعيد عشان

يخلص كام حاچة هناك استغل چدي انشغاله و خطڤك چابك متخدرة في البيت الجديم و جالي هي ليك خدها كيف ما تحب

تعالت أنفاسها حتى كان صدرها يعلو و يهبط 

ابتلعت لعابها بصعوبة بالغة سرده ل تفاصيل ليلته معها كان من أصعب بكثير مما يحدث الآن انسابت دموعه على خديه و قال

چدي كان جاعد في بيته منتظر الخبر الزين اللي يفرحه

فضلت ابص لك كاتير الف سؤال و سؤال اعمل إيه لو فجت دلوجه و عرفتي إني خدت منيك حاچة و اني معملتش كده 

طب اشيلها و اوديها فين و هي متخدرة كده 

و چدي هايعمل إيه معاك مكنش فارج هيعمل إيه وياي شيلتك بين دراعاتي و مشيت بيك لحد الباب الخلفي الباب ديه بيطل على چنينه صغيرة فوجت بعدها و عملت حالي شفتك صدفة و ديه كانت أول مرة نتكلموا سوا و من بعدها بجيت جاعد اهنى عشان احميك من چدي 

نظرت له و قالت بمرارة 

و جدك فاهم إني مش بن….

قاطعها بشار قائلا بهدوء 

ايوه و عشان كده بيجل لك ها چوزك لحد من عيال عيالي

سألته خديجة بنبرة هادئة 

هو عمر معاكم اقصد يعني لي في شغل الجن و العفاريت 

أجابها نافيا بهدوء 

عمر طول عمره بعيد عنينا في حاله بأمر من أمه

ابتسم بجانب فمه و قال

اللي من غير أم حاله يغم كيفي كده لا أب يجول لأبوه ارچع و لا أم تجف جصاد الظالم و تنصر المظلوم عشت مع چدي و كنت فاكر اللي بنعمله ديه حلال و إن الآثار ديه طالما تحت دارنا يبجى حلال و إن لما نساعد واحدة عشان تحبل و تخلف يبجى حلال ماهي نفسها تبجى أم و چوزها غلبان مش عارف ديه خير يا بشار و اللي يعمل خسر ربنا يبارك له دنيا و أخرة

سألته بهدوء قائلة

إيه اللي خلاك تعرف إن اللي بتعمله دا حرام 

أجابها بهدوء 

وچيدة بت عمي كانت بتصلي و تجل لي إلا الأعمال يا بشار اضحك عليها و اجل لها اعمال إيه ديه أني بساعد في الشيخ المرعي جال كده ايش فهمك أنت ! جالت لي الشيخ المرعي راچل واعر جوي و چدي مش بيساعد حد غير الواعرين و يجول عنيهم إنهم دول اللي بينفعوا جالت لي امنتك أمانة تصلي النهاردا بس النهاردا يا بشار

ردت خديجة بنبرة متعجبة قائلة بفضول

و اشمعني يعني اليوم دا 

نظر لها و قال بأعين مليئة بالدموع 

عشان كان وجتها شهر رمضان و أني لا بصوم و لا بصلي هما طلبوا مني كده و جالوا لي يا بشار احنا بنحضرك لحاچة عظيمة جوي 

حاجة إيه 

نظر لها و سكت عن الكلام عجز لسانه عن سرد باقي تفاصيل حكايته لا يعرف ما الذي تنوي فعله إن عرفت بجميع تفاصيل القصة 

حثته على تكملة الحكاية لا تعرف إن كانت تريد أن لتصدر حكما عادلا أم لأن الذي يقودها الآن الفضول ليس إلا .

تنهد بشار ثم قال برجاء 

أني ها جل لك عشان ارتاح من الهم اللي كاتم على صدري بس اوعديني تجفي چاري رايد اكمل وياك يا خديچة 

قول يا بشار أنا سماعك كانوا بيجهزوك لإيه و ليه وجيدة كانت بتزن عليك عشان تصلي يومها تحديدا 

چدي كان رايد يعلمني فتح المجابر الفرعونية و كيف اعمل السحر الأسود

هزت رأسها قائلا بعدم فهم 

يعني إيه !

صمت لبرهة لكن نظراتها الفضولية التي تحثه على إكمال ما بدأه جعلته يكمل حديثه قائلا

اك فر بالله و العياذ بالله و اج طع القران الكريم و اعاشر الستات عليه عشان اسخر 

الش يطان لي كيف ما احب و في الوجت اللي احبه

تابع بنبرة صادقة قائلا 

بس اقسم بالله العظيم ما حصل من الحديت ديه و لا حرف و كنت بتهرب منيهم كل يوم و التاني عشان جلبي ممطاوعنيش اعملها و اليوم ربنا سخر لي وچيدة تلح علي اصلي و ارچع عن الطريج ديه و كن ربنا عطاني فرصة تانية اشتري بيها اخرتي رحت الچامع اصلي بعد ما اتسبحت عشان كان لازم اسيب نفسي فجت و حسيت إني واحد تاني 

صليت و بكيت من جلبي خلصت الصلاة 

و رحت للشيخ حكيت له كل حاچة جالي إن ربنا فاتح باب التوبة و بيغفر الذنوب جميعا 

و إن النهاردا من المحتمل يكون ليلة القدر المفروض استغلها و اجرب من ربنا و كيف ما كون غريج و اتعلج في جشية فضلت طول اليوم ديه في الچامع اصلي و اعبد ربنا و ادعي يغفر ذنوبي و خدت عهد على حالي إني ما ارچعش للطريج ديه لو إيه اللي حصل 

صليت الفچر و خرچت من الچامع ناوي اتچه للخير و بس خدت ورجي و حاچتي و رچعت مصر چدي چن چنا نه و جالي ارچع جبل ما الشيخ المرعي يغضب عليك ماسمعتش حديته و كملت في قراءة القران ختمته مرة و تنين و تلاتة و چدي مش ساكت تعال يا بشار تعال يا بشار جلت له اعتبر بشار ماټ اني مش چاي و لا ماشي في الطريج ديه تاني واصل 

بس كيف ما جال چدي الشيخ المرعي مش هايهملني

لحالي واصل

سألته بنبرة متعجبة قائلة 

عمل لك إيه يعني 

نظر لها و قال بمرارة و هو ينزع كنزته عنه 

سلط علي اتباعه 

نظرت بأعين ذاهلة و هي تر ندبات متفرقة على صدره ترقرت الدموع

في ملقها بشفقة و عطف ابتسم لها إبتسامة باهتة قائلا

پتبكي يا ديچا أني بجى كنت بجول جاي يا بوي من الوچع اللي في ك سروني عشان ارچع للي كنت في جالوا لي ياتكون معانا يا تكون تحت رچلينا شفت عڈاب اشكال و الوان 

چدي ديه ملعۏن ملعۏن جوي ربنا لا يسامحه دنيا و لا آخرة

ردت بتساؤل قائلة

و أنت إيه اللي مصبرك عليه ما تسيبه و تمشي ! و لا أنت بتحب تعيش دور الضحېة !

أومأ لها برأسه علامة الإيجاب و قال

أني هعمل كده فعلا بس كنت رايد تكوني مرتي عشان اسيب له البلد و اللي فيها

ختم حديثه قائلا بنبرة متوسلة و قال

همي بينا يا خديچة نهملوا البلد ديه و نبعدوا بعيد چدي رايدني ارچع للطريج ديه من تاني و أني بجول خديني من يدي للجنة يا ديچا مش ل چهنم الحمرا

بسط بشار يده لزوجته و هو يتأمل فيها علها ترضى و توافق بأن تأخذ بيده للجنة كما قال 

لكنه وجدها تعيد يده و هي تقول بنبرة صارمة

الفصل الخامس

الجزء الثاني

قبل أسبوع من الأحداث الحالية

تأزمت العلاقات بين بشار و جده حسان كان يضغط عليه تارة و يهدده تاره أخرى قرر أن يمكوث في المزرعة هذه الفترة حتى تعود الحياة كسابق عهده معه تولى عمر دور العين الخفية التي تترصد كل ما يدور في البيت من أحداث

هامة و غير هامة في نظره لينقلها لابن عمه .

إلى أن أتى اليوم الموعود بالنسبة للجد و تقدم من جديد خالد ل خطبة وجيدة لم تعرف ما سر إصراره على هذه الزيجة و بعد انعقاد جلسة تلوى الأخرى بينهما استطاع و بجدارة إقناعها بأنه في مرحلة الإعجاب بها لم تنكر هي الأخرى أنها دخلت معه نفس المرحلة تلك حتى هذه اللحظة كل شئ على ما يرام يسير حسب تخطيط خالد .

إلى أن حدد الجد موعد عقد القران للعروسان لم يتوقع أن الأمر سيأخذ مسارا غير الذي خططه وافق و بداخله صراعا كبير بينه و بين حاله حالته تلك معاكسة تماما لحالة زين أخيه الاوسط الذي بدأ يعد الليال التي تفصله عن امتلاك فتاة أحلامه 

ثلاثة أيام فقط بعدها يبدأ العرس المنتظر 

كل ما يحاول تجاوزه الآن تلك النظرة الحزينة التي ترتسم داخل أعين حبيبته .

كان يحدثها بحماس شديد عن أيامه المقبلة معها و عن العمر الذي مر بدونها بينما هي كانت في عالما آخر عالم تبحث فيه عن عمر حبيبها الذي تركها فريسة سهلة الصيد كانت جالسة بجسدها و عقلها شاردا محلقا في سماء رجلا آخر غير زوجها الذي لم يربطها به سوي وثيقة زواج عفو وثيقة إعد ام خطتها يدها رغم كل المميزات التي يمتلكها زين القصاص إلا أنه يفقد أهم ميزة ألا و هي قلب حسنة لكن لا يهم سيعرف كيف يمتلكه 

يظن أن كل شئ له ثمن لا يعرف أن القلوب بيد الله يضع داخلها من يشاء .

بعد عقد قران كل ثنائي غادر خالد و زين من منزل الجد حسان الأول يحمل داخله حزنا دفينا و الثاني فرحا كبيرا.

بعد مرور يومين

داخل منزل فؤاد القصاص تحديدا منزل زوجته الاولى والدة خديجة جلس داخل غرفة الضيوف يتناقش مع بشار في زواجه من ابنته الوحيدة 

نفث سحابة دخان كثيفة في سقف الغرفة و قال بتساؤل

ايوه يعني أنت دلوجه يا بشار محتاچ مني أني إيه 

رد بشار بنبرة هادئة حاول أن يتحكم من خلالها في غضبه الشديد و هو ير والد خديجة يضغط عليه بشتى الطرق .

ما جلت لك چوزني بتك يا فؤاد هي حكاية 

ايوه ايوه اچوزك بتي و بعدها تروح ترشح نفسك في الانتخابات مش كده 

ريح نفسك يا فؤاد الانتخابات مش لعبتي و أنت خابر كده زين

اومال إيه هي لعبتك يا بشار 

سأل فؤاد سؤاله و هو يعلم جيدا أنه يجد إجابة سؤاله في ذات السؤال لكن وجود بشار هنا تحديدا يجعله يفعل ما يحلو له به أصبح الوضع غاية في الصعوبة قرر بشار أن يتلاعب على نفس النغمة التي يتلاعب بها فؤاد حتى يوافق على زواجه من ابنته وعده بأن يفتح له مقپرة فرعونية ملكية بعد عقد قرانه مباشرة ليكن هذا مهرها.

وافق فؤاد بدون أدنى تفكير خطئ من الالف ميل 

خطوة و تبقى أهم خطوة و هي موافقة والدتها تعهد لها بأن يثبت لها بأنه ابتعد تماما عن اعمال السحر و فتح المقاپر الفرعونية امرا ليس بالهين عليه أن يعيد ثقتها فيه لكن سيحاول من جديد .

ثلاثة أيام كاملة لم

يفعل بشار فيها شئ سوى أن يناجي ربه ليلا نهارا يكتب خديجة من نصيبه لا يعرف تلك المعاناة التي تعيشها حبيبته مع والدته بسبب رفضها الشديد لهذه الزيجة كان منعزلا عن العالم خلال المهلة التي طلبها فؤاد يعلم جيدا أنه لن يخبر جده و إلا خ س ر المقپرة الملكية التي وعده بها بشار .

أتته رسالة نصية يخبره فيها فؤاد بأن يحضر و معه المأذون تهللت أساريره بعد وصول هذه الرسالة ذهب و معه عمر بن عمه عقد القران في هدوء تام دون أن يعرف الجد 

هكذا ظنوا لكن الجد يعرف بجميع خطواتهم 

تركهم يفعلوا مع يحلو لهما ثم يأتي الحساب 

بعد أن انعقد قرانه على حبيبته وقفت والدتها 

أمام بشار حدثته بنبرة مخټنقة قائلة 

أني ما راضياش عن الچوازة ديه و جلبي بيجولي إنك واعر كيف چدك و أن….

رد بشار بنبرة صادقة قائلا 

و الله العظيم تبت عن الطريج ديه و ربنا وحده العالم بحالي و بكرا الأيام ها تثبت لك إني أني غير چدي

سألته والدة خديجة قائلة بنبرة مرتفعة تنم عن الڠضب الشديد 

اومال فؤاد وافج عليك كيف 

طأطأ بشار رأسه عاجزا عن الرد بينما نظرت والدة خديجة قائلة

مش بجل لك أنت كيف چدك مش مصدجني !!

عودة للوقت الحالي

جلس بشار داخل غرفة مكتبه بالمزرعة يحاول حل كل هذه الخلافات التي فجاة و بدون أي سابق إنذار نشبت بين جده و بين فؤاد والد خديجة وصل الأمر بينهما لفض جميع المصالح المشتركة و زعزعت استقرار 

المشروع الذي كاد أن ينتهي و يعلن عنه في كافة وسائل الإعلام .

كان بشار يحاول الإتصال ب ديچا لكنها لم ترد مكالماته الهاتفية أو الرسائل ولج عمر بعد أن انتهى من عمله بالمزرعة جلس خلف مكتبه يتسائل عن حال بن عمه فقال 

مش عارف اوصل ل خديچة يا عمر لا بترد على الرسايل و لا المكالمات مخابرش في إيه أني خابر إن اللي حكايته كان شديد و واعر بس أني تبت و الله العظيم تبت .

رد عمر بنبرة هادئة و قال

عطيها شوية وجت يا بشار ديه يا دوب دريت باللي حصل معذروة برضك

نظر بشار نظرة حزينة تعبر عن الحزن داخله و قال 

خاېف تطلب الطلاج 

ديه طبيعي و بعدين مش بتجول إنها طلبته منيك اهني ! 

ايوه بس ديه كان وجت زعل و كنت متوقعها إنما لما تهدأ و تفكر زين اكيد ها تطلب الطلاج تاني و ساعتها ابوها و امها ها يجفوا في ضهرها بالعند في چدي

تنهد عمر بعمق ثم قال بإبتسامة باهتة 

متجلجش يا بشار خديچة عتحبك و اللي فيها ديه من صډمتها فيك لكن لما تهدأ و تعرف إنك فعلا تبت عن الطريج هترچع كيف ما كانت و احسن قمان

نظر بشار له و قال بإبتسامة جانبية قائلا 

يعچبني فيك الهدوء ديه يا عمر بيخرچ منيه حاچات تودي ورا الشمس .

رد عمر بإبتسامة و حدثه بثقة قائلا

الصمت لغة العظماء

وقف بشار عن الأريكة و قال

أني راچع الدار مش هاتچي معاي!

رد عمر بهدوء و قال 

لا روح أنت أني لسه ورايا حاچات كاتير محتاچة تتعمل 

على كيفك سلام

بعد خروج بشار ولج رجل تجاوز الأربعين نظر له نظرة غيرة مباشرة حيا الرجل بشار ثم هتف قبل أن يلج و قال بإبتسامة واسعة

كيفك يا داكتور عمر

فرد عمر ظهرها للخلف و قال 

تعال يا شداد

جلس شداد على المقعد مقابل عمر و قال 

اطمن يا كابير كل اللي جلت عليه حصل

كان عمر يتحرك بالمقعد في مكانه بهدوء ثم قال

الرچالة كلتهم چاهزين 

رهن إشارتك يا كابير وجت ما تجول نتحركوا هنتحركوا و نغفلجها على

الكل

مد عمر يده داخل مكتبه ثم القى النقود على سطح المكتب و قال

خد دول خلي الرچالة تأكل و ترم عضمها زين الطلعة الچاية شديدة جوي 

خيرك سابج يا داكتور

تابع بتذكر قائلا 

صح يا كابير في حاچة نسيت اجل لك عليها

رد عمر و قال 

حاچة إيه دي !

نظر له شداد و قال بتوجس من ردة فعله 

الست حسنة

حرك عمر رأسه و قال بتساؤل

فيها إيه حسنة 

كانت واجفة وياه بتتحدت و عينها هتطج شرار 

مين ديه يا شداد ! 

چوزها زين القصاص

صحح عمر بشرود قائلا 

مبجاش لسه چوزها يا شداد كاتب عليها بس

تنحنح و قال بجدية

ماله زين القصاص 

كان واجف وياها وعميجرب منيها و هي تبعده و فچاة صوتها حسها علي و سفخته كف على وشه كان هيرد لها الكف بس الاستاذ خالد چه و حاشه عنيها

سأله عمر بفضول قائلا

و هي عملت إيه بعد كده 

اجابه شداد بهدوء 

عودت على بيت الكابير و احنا فضلنا وراها من غير ما توعى اننا بنراجبها و هي دلوجه في دارها و سايب دهشان مقاني

مد عمر يده ليخرج نقود إضافية ك مكافأة

له و ل رجاله الذين يباشرون عملهم بكل ما تحمله الكلمة من معنى القى لها أمام شداد و قال 

تسلم يا شداد هو ديه اللي مستنيه منيك برضك خد حلي خشمك أنت و الرچالة 

تسلم يا كابير عشت و الله بس ديه كاتير جوي 

ما فيش حاچة تكتر عليك طول ما أنت واعي و شايف شغلك زين

نظر عمر لشاشة الحاسوب النقال ليجد جده يلجمن البوابة الرئيسية عاد ببصره ل شداد و قال

روح أنت يا شداد و ابجى ابعت لك بعدين 

حاضر يا كابير عن اذنك

و بعدها لك يا عمر ما ناويش تهمل اللي في راسك ديه أنت كده بتلعب بالن ار

اردف الجد حسان عبارته و هو يلج غرفة المكتب الخاصة بحفيده بينما تابع عمر خطوات جده الواسعة و التي تتناقض مع عمره جلس الجد على المقعد المقابل لحفيده 

نظر له و قال

عاوز إيه يا عمر 

أني ماعاوزش حاچة واصل أنت عاوز حاچة 

عمررر !!

خير يا چدي متزرزر ليه كده 

كنك متعرفش إن بشار اتچوز بت فؤاد القصاص

رد عمر بإبتسامة ماكرة

وه ! كنك أنت نسيت إنك رايدها لو احد منينا !

دب الجد حسان عصاه أوضا و قال

ديه كان كلام واد عم حديت أني و فؤاد

القصاص مينفعش نبجوا نسايب

هدر عمر بصوته الجهوري متناسيا مكانة جده و هيبته ثم قال

و دلوجه افتكرت الحديت ديه بعد إيه بعد ما خلتها تروح من يدي جلبك مرتاح دلوجه 

ابتسم الجد إبتسامة جانبية و قال

كن جلبك مش جاعد ياواد أنت إيه الچبروت ديه يا عمر جبته من فين 

اتقي شړ الحليم إذا ڠضب يا چدي و ڠضبي مش هايخلي حد يتهنى بحاچة كانت و مازالت ل عمر الدهشوري 

جصدك إيه يا واد أنت جصدك إن حسنة ليك

طرق عمر بكلتا يده على سطح المكتب و قال 

و مش لحد غيري يا چدي مش لحد غيري صدجني و مين كان يكون لو جرب منيها يجول على نفسه يا رحمن يا رحيم .

وقف الجد و قال بإبتسامة واسعة 

راچل من ضهر راچل اعملها يا عمر .

تبادل كلا منهما نظرات التحد و الڠضب المكتوم تجاه بعضهما البعض ترك الجد حفيده يعيد حساباته من جديد عله يتراجع عن ما يدور في رأسه لا يعرف أنه نفذ تهديداته التي كان يخبره دائما عنها .

ليلة زفاف حسنة و شقيقتها وجيدة كان عمر يقف ينظر لصورته المنعكسة في المرآة بإبتسامة واسعة 

و كأن اليوم ليلة زفافه هو و لجت والدته طالعته من رأسه حتى اخمص قدميه ابتسمت له و قالت

اللس يشوفك كده يجول إنك أنت العريس !

استدار لها بجسده كله و قال

ما هو اني فعلا العريس ياما 

كيف يعني الحديت ديه جصدك إيه يا عمر 

ابتسم لها ثم غادر المكان قبل أن تغادر حسنة غرفتها طرقها ثم ولج بعدها كانت تظن أن شقيقتها هي اللي دخلت حدثتها دون أن تستدار قائلة

ها يا وچيدة عمر لساته اهني 

ابتسم و هو يجيب بنبرة حانية 

عمر بذاته نفسه يا حسنة چه

اتسعت عيناها ما إن اخترق صوته أذنيها استدارت بجسدها كله وجدته يرتدي حلة أنيقة من اللون الأسود تليق به حقا عادت من جديد لجمودها و قالت

إيه اللي چابك اهني 

اللي چابني جلبك يا حسنة

نظر لها نظرة عبرت عن الكثير عن ما يجيش ما بداخله تجاهلت تلك النظرة و تابعت بعناد

جلبي خلاص يا داكتور معتش في مقان للحب و الچلع ديه

سألها عمر بنبرة حانية

حبي ليك يا حسنة چلع !

اجابته بمرارة في حلقها و قالت

ايوه چلع و چلع ماصخ قمان 

لآخر مرة يا حسنة هملي ود القصاص و تعالي نبعدوا عن الدار الملعۏنة ديه تعالي نعيشوا كيف ما الناس عايشة

ردت حسنة بنبرة مخټنقة 

چاي جبل فرحي بساعة تجول تعالي نهربوا چاي دلوجه تجول همي بينا كنت فين أنت و أني بيتكتب كتابي على غيرك كنت فين يا داكتور

اجابها بصړاخ قائلا

چدي هو السبب چدي هو اللي استغل غيابي و كتب الكتاب نسيتي يوم ما چيتك و كنت هاحب على يدك عشان نسيب البلد باللي فيها فاكرة لم….

قاطعته بنبرة لا تقبل النقاش و قالت 

خلاص يا داكتور عنر معتش في مچال للحديت ديه دلوجه

تابعت بمرارة قائلة 

النهاردا ډخلتي على غيرك اسمي اتكتب على غيرك و اني ما شفتش منيه غير كل خير أرچوك بكفاية لحد كده.

استدار بجسدها كله تجاه النافذة بينما غادر الغرفة لكن قبل ان يغادر دفعها في كتفها و قال من بين أسنانه 

يبجى نچوم السما الأجرب له لو مس شعرة واحدة منيك و بكرا تجولي عمر جال يا حسنة

داخل فيلا فؤاد القصاص

حيث الحفل الأسطوري الذي لم يحدث كثيرا في بلدة كهذه حفل على الطراز الأوربي نظرا لتعليمات زوجة فؤاد القصاص والدة زين قررت أن كل طرف يحتفل على

الطريقة التي يرأها مناسبة من وجهة نظره كادت أن تصاب بازمة قلبية ما إن رأت فستان زفاف زوجة ابنها على الرغم من إنه ذو لمسات عصرية تليق ب حسنة و جمالها إلا إنها ترأه لا يليق بهذا المستوى اصحبتها لغرفة خصصتها لها تحسبا لهذا الموقف اجلستها على المقعد و قالت بنبرة آمرة 

اقلعي ال قر ف دا بسرعة و البسي دا. انا بعت جبت لك ناس متخصصة في الميك اب و ال…

قاطعتها حسنة بثقة قائلة

چبيهم لنفسك يا خالتي أني الحمد لله عچبة نفسي كده أني ما هغيريش حاچة 

أنت بتقولي إيه مستحيل صاحباتي يشوفك كدا أبدا !! دي تبقى فض يحة

ولج زين و قال بتوجس 

خير يا جماعة في إيه متأخرين ليه بس

ردت والدته و قالت بغطرسة 

الهانم مش عاوزة تغير الفستان بتاعها و بتقول إنه عاجبها دا مستحيل فاهم مستحيل تقابل بي حد من اللي نعرفهم 

رد زين و قال بهدوء 

طب يا ماما اخرجي حضرتك دلوقتي و أنا هاظبط لك الدنيا كلها تمام كدا 

اتمنى فعلا يكون تمام

تابع خطوات والدته الواسعة و السريعة حتي خرجت من المكان نظر لزوجته و قال 

مبروك يا حبيبتي و يارب تكون جوازة العمر

ردت حسنة مصطنعة الڠضب و الضيق قائلة

بقولك إيه يا زين عشان تشتري محبتي امك ديه متعتبش عتبة باب بيتي أني الآمرة الناهية في البيت ديه و حياتي قمان البس إيه و ملبسش إيه ديه يخصني أني و بس و آخر مرة هاجل لك امك رايدة تشوفك ماعنديش مانع بس تاخد أذني لوالا و ديه مش عشاني ديه عشانك أنت و عشان راحتك يا حبيبي أمك رايد تخرب علينا يا حبيبي رايد امك تخربنا علينا ك سر كلمتي و ډخلها الدار ديه يا زين

رد زين بما لا تتوقعه قائلا 

دا بيتك يا روح زين عاوزة تتدخليها و لا لا حاجة تخصك أنا شخصيا ضيف في مملكة

إنما إيه القمر دا بس ها متجوزة ملكة جمال العالم يا ناس 

ممكن حبيبي ميزعلش نفسه النهاردا لا م النهاردا بس طول ما أنا موجود و ربنا مديني عمر حبيبي ميزعلش

داعب خدها الأيسر بانامله ثم قام بطرقعة من يده و قال بإبتسامة واسعة 

حبيبي يشاور بس يشاور و يزعل اللي يعجبه و أنا الم من وراه البلاوي و اقول حبيبي يعمل اللي هو عاوزه

يتبع

الفصل السادس 

رد زين بما لا تتوقعه قائلا 

دا بيتك يا روح زين عاوزة تتدخليها و لا لا حاجة تخصك أنا شخصيا ضيف في مملكتك 

لجمت الصدمة لسان حسنة كادت أن ترد و هو يقول بإبتسامة واسعة

إنما إيه القمر دا بس ها متجوزة ملكة جمال العالم يا ناس 

خرج و قال 

ممكن حبيبي ميزعلش نفسه النهاردا لا م النهاردا بس طول ما أنا موجود و ربنا مديني عمر حبيبي ميزعلش

داعب خدها الأيسر بانامله ثم قام بطرقعة من يده و قال بإبتسامة واسعة 

حبيبي يشاور بس يشاور و يزعل اللي يعجبه و أنا الم من وراه البلاوي و اقول حبيبي يعمل اللي هو عاوزه

طالعته حسنة بنظرات داهشة من ردة فعله لم تكن تعلم أنه يعشقها لهذه الدرجة لقد أفسد عليها خطتها في الفرار منه بعد إنتهاء حفلة الزفاف كانت تريد أن تضع حدا للجميع و على رأسهم هو .

سار نحوها و هو يقول

أنت لسه زعلانة 

استغلت تلك النقطة لصالحها و قالت بنبرة مقتبضة 

ايوه زعلانة و معاوزش اتحدد وياك هملني لحالي أني مش كد المجام يا ود القصاص يا بن الحسب و النسب

وقف أمامها ثم عانق كلتا يداها بين كفيه و هو يخبرها ببطء شديد عن سعادته التي لو طال يوزعها على العالم بأسره لن يتوانى في فعلها ما حيا نظر بأعين ناعسة بالعشق في خاصتها و قال 

أنت مقامك أغلى مني أنا شخصيا أنت متعرفيش أنا عملت إيه عشان تبقي مراتي عارفة كلمت مين عشان تبقي نصيبي 

سألته حسنة بفضول محاولة الهروب من معانقة أنامله لأنامله بهذا التملك قائلة

كلمت مين 

أجابها زين بإبتسامة واسعة تكشف عن نواجزه و قال 

كلمت ربنا قلت له كل اللي في قلبي قلت له يارب أنا عاوزها تبقى مراتي كل حاجة حوالينا بتقول

إننا مستحيل تكون ليا يارب اجعلها نصيبي و سهل لي الأمر

ختم حديثه بتساؤل قائلا 

عارفة حصل إيه 

إيه ! 

ربنا يسير لي أمري و اتحلت و كأن مكنش في أي مشكلة أساسا.

تابع بتذكر و قال 

أنا نسيت اديك هدية فرحنا

سألته حسنة بتعجب 

هدية في الفرح ! غير اللي چبتهم!!

أجابها بإبتسامة واسعة و هو يقف خلفها وضع القلادة ثم قال 

اللي جبتهم كانت شبكتك و أنت اختارتيها إنما دي هديتي أنا ذوقي أنا

اخترتها تنور ر قبتك زي ما اخترتك كدا تنوري حياتي 

للمرة الثانية تركته و ابتعدت عنه لا يجد أي مبرر لهذا الهروب و حادة النفور التي تتعمد إظهارها للمرة الثانية يجد لها مبرر تنحنح ثم قال بإقتراح 

إيه رأيك لو نغي ير الفستان و ننزل ن…

ردت مقاطعة بنبرة مرتفعة قائلة

ايوه ايوه ايوه دلوجه بس عرفت شغل المحلاسة ديه كان ليه رايد تمشي كلمة امك علي رايد تنصرها علي و أعم …..

اقترب خطوة تلوى الأخرى احتوى ذرا عيها بكفيه و قال بإبتسامة واسعة محاولا تهدأتها 

مين قال كدا بس يا ست البنات الحلوين أنا كل اللي عاوزه منك إنك تكوني مرتاحة في الحركة

ردت بنبرة اهدأ من ذي قبل و قال بتأيد لحديث دون أن تشعر 

أني خابرة إن الفستان كابير جوي علي بس أني بالعند في چدي عشان اغلى حاچة في المحل

حبيبي باين عليه هايتعبني معاه و شكله عنيد اوي عموما على قلبي زي العسل

تابع زين بجدية قائلا

دا لا اختيارك و لا اختيار ماما دا اختياري أنا 

شفته في اتيليه و تخيلتك في اشتريته و أنا بدعي ربنا من كل قلبي تكوني أنت صاحبة نصيبه و الحمد لله ربنا حقق لي الأمنية دي

ختم حديثه بصوت هادئ و نبرة تملؤها التوسل 

عشان خاطري يا حسنة ما تكسريش فرحتي في اليوم دا

طالعته حسنة بنظرات حائرة لا تعرف ماذا تفعل لتفعل كل ما يحدث حتى الآن بإرادتها 

نفذ لها جميع أوامرها حتى و إن رفض لها أمر برر سبب رفضه الحنان الذي يتمتع به معها لا تعرف إن كان مجرد ستار لما هو أسوء أم هي طبيعته بالفعل بالنسبة لا يهم ما هي طبيعته 

كل ما تفكر فيه الآن كيف تتخلص من هذه الزيجة تركها تبدل الفستان بآخر من اختياره 

بعد أن رفضت مساعدته الوضع بالنسبة لها جديد عليها و عليه أيضا حسنا سوف تمرر اليوم حتى تستطيع جمع شتات أفكارها

من جديد .

في الطابق الأرضي 

حيث العريس الصامت الذي على ما يبدو أنه

تم إج باره على هذه الزيجة بينما كانت العروس تشعر بأنها داخل غرفة مظلمة لا تعرف كيف ولجتها و لا متى السؤال كان يتكر في ذهنها دائما لماذا تقدم لخطبتها ما دام لا يريدها لم تتحكم في لسانها و سألته عن السبب و قبل أن يجيبها أتى بشار و بارك لهما 

كان المنقذ من وجهة نظره أما هي قررت أن لا مفر من المواجهة الآن أو بعد قليل لابد أن تحدث

كان بشار يتحدث مع خالد متسائلا عن خديجة 

التي لم تظهر حتى الآن أخبره عن مكانها تركه يذهب لزوجته و عاد هو لعروسته جلس من جديد متجاهلا الصامت السائد بينهما محاولا التأقلم مع الحياة الجديد التي اختارها لنفسه .

بعد مرور نصف ساعة

هبطت حسنة متأبطة ذراع زين و على سلالم الدرج مجموعة من العازفين متراصين على الجانبين كشفت إبتسامته العريضة عن نواجزه بينما تحلت زوجته بشبح إبتسامة الوضع من الخارج غاية في الروعة و الجمال و من الداخل مزيف حزين و مؤلم للبعض برر زين أن ما تفعله حسنة خجل ليس إلا بينما هي تريد عمر تشتاق له تذوب عشقا فيه ليتها لم توافق على هذه الزيجة من الأساس كان عمر واقفا متخشبا كالتمثال ماذا يفعل ليفعل الوضع خرج عن سيطرته شعوره بالحزن و الق هر قلة الحيلة جعلته يثور يفعل أشياء لم يفعل من قبل نطر لجده الذي يبتسم لانتصاره في معركة كاد أن يخسرها لكن قبل إنتهاء الجولة بدقائق معدودة .

مد

عمر يده مصافحا زين مباركا له على الزواج 

ابتسم له إبتسامة باهتة ثم قال بمرارة

مبروك يا عريس

نظر لها و قال بنبرة تعلمها جيدا بل و تشعر بها أيضا 

مبروك يا عروسة

عاد ببصره و قال بجدية مف جرا

قنبلته الموقوتة قائلا

خلي بالك منيها كيف ما كنت أني مخلي بالي أصلها كانت خطيبتي و حبيبتي و أني كنت حبيبها بس هي اختر تك أنت على إيه معرفش !!

تغيرت ملامح زين و هو يكز على أسنانه بغيظ شديد كادت تجزم حسنة أنها صوت طحن أسنانه اخترق مسامعها اطبقت على جفنيها بقوة ما أن هدم ذاك العمر ما حاولت بنائه كشف ما كانت تخفيه و حاولت إنكاره حين سألها زين قرر زين أن يلتزم الصمت حتى الإنتهاء من حفل الزفاف نظر لزوجته ثم عاد ببصره ل عمر و قال بإبتسامة واسعة 

هاخلي بالي حاضر

تابع زين ساخرا قائلا

و أنت كمان خلي بالك

سأله عمر قائلا

من إيه !

أجابه زين قائلا

منها ما هي بنت عمك و زي أختك

احتقنت الډماء بعروق عمر و نظراته لا تبرح نظرات ذاك الزين التي لا تختلف نظراته عنه في شئ بل تزداد حدة و ڠضب مكتوم .

تتدخل على الفور خالد ما إن طلبت منه وجيدة أن ينقذ الموقف وقف بينهما و قال بإبتسامة واسعة ما إن ر عمر يقترب من أخيه ليضربه 

في إيه يا عمر مالك واجف كده كيف ما يكون بت عمك بس هي العروسة أختها زعلانة منيك تعال معاي سلم عليها

رفع عمر سبابته و قال بتحذير واضح 

حظك كيف اسمك بس صدجني مش كل مرة و راچع لك تاني

حرك زين رأسه و قال بإبتسامة واسعة 

اجري العب بعيد يا شاطر و متنساش تتعلم إن اللي بيقول ما بيعملش

بتبص لي كده ليه 

رد زين بنبرة متخاذلة استشعرتها في صوته و هو يقول

معجب إيه بلا ش ابقى معجب بمراتي 

إبتسمت له إبتسامة شديدة التكلف قائلة

بس ديه مش نظرة إعچاب ديه عتاب و لوم

لفها حول نفسها جاعلا ظهرها ملاصقا لصدره 

ثم قال

نظرتي فيك عمرها ما خيبت أبدا دايما بقول عنك ذكية و دلوقت اثبتي كلامي .

تابع و هي تدور حول نفسها قائلا 

كان نفسي احساسي يطلع غلط بس للأسف احساسي عمره ما كدب عليا ابدا .

أني وافجت عليك بكامل إرادتي محدش يجدر يغصبني على حاچة

سألها بحزن دفين قائلا

و تفتكري دا شكل واحدة موافقة على عريسها بكامل إرادتها طب أنا هكدب عينيا و قلبي و احساسي و هامشي ورا كلامك فين فرحتك بأكتر يوم بتستناه كل بنت 

طأطأت رأسها عاجزة عن الإجابة ابتسم لها و هو يميل بجذعه قليلا ليحدثها بنبرة حزينة هامسا بجانب أذنها قائلا

لو حابة تمشي مع جدك بعد الفرح و بعد ما الناس تمشي أنا ماعنديش أي مانع القرار قرارك لحد اللحظة دي .

ردت بسرعة و بدون أدنى تفكير و بداخلها عناد يفوق حبها ل عمر نظرت لزوجها ثم نظرت لذاك المسكين الذي كاد أن ينفجر من فرط غضبه الشديد عادت ببصرها و قالت بعناد 

لا رايدة اكمل وياك يا زين

ابتسم بإنكسار ثم حدثها برجاء قائلا

يبقى على الأقل احترمي وجودي يا بنت الناس و بلاش نظراتك لي بين اللحظة و التانية أنا مش غبي عشان اعدي شغل العند اللي بينك و بينه بعد الفرح لينا كلام تاني مع بعض

ختم حديثه قائلا بمرارة في حلقه 

كلام بعيد عنه و عن نظراتكم لبعض

عاد و جلس مكانه في ذات الوقت الذي عاد في خالد مع زوجته كانت الرقصة بينهما لا تنعم بالحب و الرومانسية في نظر وجيدة كانت تظن أن أختها تستمع لأفضل و أعظم كلمات الحب الذي بات يحفظهم زين عن ظهر قلب أما خالد فكان تبريراته لهذا الصمت العجيب أنه لا يعرف تلك الكلمات و أن إنشغاله في العمل جعله أكثر عملية ربما يكن حديثه في جزء من الصدق إلا أن باقي حديث عبارة عن آكاذيب و ليست كڈبة واحدة .

في نهاية حفل الزفاف

طلب المصور الفوتوغرافي التقاط بعض الصور منها العائلية و منها الرومانسية انتهى خالد و وجيدة من التقاط الصور أولا ثم غادروا المكان عائدين إلى عش الزوجية بمنزله الجديد المنفصل عن عائلته و بقى زين مع حسنة يأخذ عدة صور في أماكن مختلفة أفضل من خالد بناء على تعليمات والدته كانت والدته تقف جوار المصور تأمره ماذا يفعل على وجه التحديد أشارت للعروسان قائلة بنبرة حانية لولدها الوحيد 

زين حبيبي الصورة هتنزل في كل الجرايد الرسمية خلي بالك

انتهت الصور المخصصة للجرائد و المجلات و أتى دور الالبوم الذي سيحفظ به بدأ المصور يأمره بالاوضاع التي يتاخذها زين و حسنة لهذه الصور أنتهى بعد قرابة الثلاث ساعات من التصوير المتواصل ودع العروسان جميع

العائلة كاد أن يغادر زين الحديقة متجها لغرفته الجديدة بالمنزل لكن والدته استوقفته قائلة بسعادة

حبيبي كبر و بقى عريس ماشاء الله مبروك يا روح ماما

ابتسم لها و قال 

الله يبارك في حضرتك

أشارت بيدها آمرة الخادمة قائلة

هاتي الظرف الأبيض اللي هناك دا يا زينب

ذهبت الخادمة و عادت كالبرق في سرعته وضعت الظرف في يد سيدة المنزل و غادرت 

نظرت لابنها و قالت

دي هدية بسيطة مني و من بابا يا روحي سافر و اتبسطت و عيش حياتك متشغلش نفسك بأي حاجة

نظر زين لوالدته متسائلا بفضول وهو يفتح الظرف 

إيه دا يا ماما 

طالعها ثم عاد ببصره لتذاكر الطيران وجدها رحلة طويلة لمدة شهر كاملا لكنها لعدة أماكن مختلفة كان يريد أن يذهب إليها لكنه لا يجد الوقت المناسب لانشغاله في العمل نظر ل حسنة ثم قال بحزن دفين 

هدية جميلة يا ماما تسلم ايدك بس اعتقد إننا مش هنسافر دلوقتي مش مخطط إني اسافر خصوصا في الوقت دا 

ليه يا كدا يا روحي دا شهر العسل بتاعك 

معلش يا ماما محتاج ارتب كام حاجة قبلها من فضلك سيبيني على راحتي عموما يمكن اسافر لاي بلد من دول بس مش دلوقت

تعجبت والدته من حديثه نظرت لحسنة ثم عادت ببصرها لابنها الذي بدا عليه الحزن و نظرات الإنك سار فرغ فاها لتتحدث لكنه قاطعها و هو يربت على ظهرها بحنان بالغ غادر الحديقة برفقة زوجته صعدا سلالم الدرج

حيث حجرته توقف أمام بابها و هو يشير بيده قائلا

اتفضلي يا عروسة

ولجت حسنة و خلفها هو كانت تنظر بأعين داهشة في أنحاء الغرفة المزينة بالورود و البالونات الحمراء دليلا عن الحب استقر بصرها على الفراش الوثير المزين أيضا بالورود الحمراء الټفت نحو اليسار حيث يجلس زين على المقعد سارت بهدوء ما إن طلب منها أن تأتي و تجلس على المقعد المجاور.

دام الصمت لحظات قبل أن يقول 

طبعا أنا معرفتش اتكلم معاك براحتي

فرغ فاها لتتحدث لكنه قاطعها قائلا برجاء

ارجوك يا حسنة اسمعيني للآخر و أي حاجة حابة تقوليها يبقى لما يجي دورك في الكلام عشان أنا عندي كتير اوي

صمت برهة قبل أن يستعيد هدوئه الظاهري و قال

لحد ما كنا تحت و قبل جدك وعيلتك كلها تمشي كان القرار بإيدك و ليك حرية االإختيار في إنك تمشي أو تفضلي لحد ما قررتي تفضلي بقى القرار قراري أنا في إني ادوس على كرامتي و اعمل نفسي مش شايف النظرات أو الصح و اللي المفروض يحصل و ننفصل بكل الهدوء اللي في الدنيا بس لأن يهمني سمعتك قررت ادوس على كرامتي و تفضلي معايا و بعدها كل واحد يروح لحاله

ختم حديثه قائلا بجدية 

بعد شهر من دلوقت اعتبري نفسك حرة و ملكيش دعوة بأي حد يقدر يتكلم معاك أنا متكفل بكل شئ دا غير حقوقك كلها هاتوصلك 

على داير مليم .

الفصل السابع 

ختم حديثه قائلا بجدية 

بعد شهر من دلوقت اعتبري نفسك حرة و ملكيش دعوة بأي حد يقدر يتكلم معاك أنا متكفل بكل شئ دا غير حقوقك كلها هاتوصلك 

على داير مليم .

ابتسم لها و قال 

اعتبريها هدية طلاقك تصبحي على خير يا عروسة

بخطوات واسعة و سريعة خطاها زين تجاه المرحاض ليبدل ملابسه بينما هي جلست تبكي على حظها الذي جعلها تظلم من لا ذنب له في يحدث بينها و بين عمر .

بعد مرور نصف ساعة

خرج زين من المرحاض اتجه نحو الفراش جذب بعض الأغطية و الوسادة قام بفرشها على الأرض ثم مدد جسده ارخى جفنيه متجاهلا زوجته و كأنها سرابا بعد ان تأكدت أنه غط في نوم عميق دخلت المرحاض لتبدل ثيابها ما هي إلا ثوان معدودة و صړخت بصوتها متاوأها إثر السقوط انتفض من نومه تمتم بالبسملة رفع الدثار عن جسده بحث عنها حتى علم أنها داخل المرحاض طرق الباب و قال بصوت عال

حسنة أنت كويسة 

ردت حسنة بتاواه قائلة

لا وجعت على رچلي معرفاش اجوم 

طب افتحي الباب

ردت بعصبية ما إن قال بعدم تركيز إثر لهفته 

اجوم كيف بجل لك معرفاش اجوم و الباب مجفول قمان

اشار بكفيه قائلا بعتذار 

خلاص معلش ابعدي بس شوية عن الباب و أنا

ها ك سر الباب

نفذت ما قاله لها و في اللحظة المناسبة انفتح الباب بقوة بعد أن ك سره زين جثا على ركبته و قال بقلق بادئ على ملامحه 

فيك حاجة 

رچلي واچعني جوي

بسط يده و قال بهدوء 

طب هات ايدك و اسندي عليا

ردت حسنة بتأفف من حديثه قائلة

بجل لك مجدراش اجف عليها تجولي اسندي علي !!

اتجه نحو ساقها بدأ برفع ذيل الفستان هدرت بصوتها قائلة 

إيه هاتعمل إيه أنت !

اجابها بهدوء

هاشوف رجلك جايز تكون لا قدر الله فيها ك سر

ربتت بيدها على كفه مانعة إياه قائلة بعصبية 

لا مافهاش أني

بس مجدراش ادوس عليه بعد يدك عني و لا لجيتها حچة

رد زين بهدوء قائلا

ياستي و الله العظيم ابدا بس كنت حابب اطمن عليك مش أكتر

تحاملت حسنة على نفسها لتقف ولكن كادت أن تسقط مرة أخرى لحق بها في آخر لحظة حذرها قائلا

خلي بالك الفستان طويل و أنت كل شوية هتقعي بالشكل دا 

مش ديه اختيارك ! 

ايوة اختياري بس بردو مافيش حد بيق لع فستان بالطول دا في الحمام

دفعته في كتفه و هي تبتعد عنه قائلة 

جصدك إيه 

رد بموضحا بنبرة صادقة 

مش قصدي حاجة أنت اللي فهمتي غلط عموما أنا ممكن افضل هنا لحد ما تغييري فستانك براحتك برا و بعدها ناديني 

فكرة زينة برضك خلاص چعمز اهني لحد ما انادم عليك 

حاضر

خرجت من المرحاض ثم التفتت بسرعة قائلة بتحذير 

اوعاك تبص كده و لا كده أني بجل لك اهو

ابتسم لها زين و قال ساخرا

لا مټخافيش مش هابص هاغض بصري

بعد مرور أكثر من نصف ساعة

عادت إلى المرحاض بعد أن نادته أكثر من مرة 

وجدته في سبات عميق متكوم حول نفسه إثر برودة المكان هزته في كتفه برفق قائلة بهدوء 

زين قوم يا زين أنا خلصت

استيقظ بصعوبة بالغة و هو يضيق حدقتاه 

نظر لها و قال بتساؤل 

عاملة إيه دلوقتي 

ردت بهلجة قاهرية قائلة بعتذار 

الحمد لله احسن أنا آسفة إني نيمتك هنا بس الفستان خد مني وقت شوية

و لا يهمك هو أنا اللي راح …..

أردف زين جملته ثم بترها ما إن وصل إلى مسامعه لكنتها القاهرية التي تبدلت في ثوان 

رفع بصره و قال بتساؤل

أنت بتتكلمي قاهري عادي اومال إيه حكاية الصعيدي دا !

ابتسمت و لأول مرة منذ بداية اليوم و قالت

أنا عشت طول عمري في القاهرة و جيت هنا من حاولي سنتين أو تلاتة جدي أمرني اتكلم صعيدي زيهم هنا عشان بيكره القاهرة و اللي منها

سألها بفضول قائلا 

ليه 

رفعت كتفيها و قالت بعدم معرفة 

مش عارفة و بصراحة ما يهمنش اعرف بس أنا اتكلمت كدا لأن عمر كان هو اللي بيعلم….

بترت حديثها من تلقاء نفسها ما إن وجدته تبدلت ملامحه في ثوان تنحنحت ثم قالت بعتذار قبل أن تغادر المرحاض بلكنة صعيدية 

أني آسفة مكانش جصدي تصبح على خير

عادت تتحدث الصعيدية لا تعرف إن كانت تتحدث بهذه اللكنة لأنها تذكرها بحبيبها أم لأنها اعتادت عليها غادر هو الآخر المرحاض دون أن يرد على اعتذرها بالقبول أو الرفض مدد جسده على الشرشف الموضوع أرضا لم يحصل على النوم سريعا كما توقع ظل يفكر في ما يحدث هل اخطأ من البداية أم أنه فعل الصواب بينما هي كانت تبك لا تعرف إن إثر آلم ساقها أم اختيارها الذي اوقعها في رجل طيب القلب.

رفع زين رأسه عن الوسادة ليعرف مصدر الصوت 

سألها بهدوء قائلا

حسنة أنت بټعيطي 

ردت حسنة بنبرة متحشرجة إثر بكائها و قالت

ايوه

اعتدل في جلسته ناظرا لها نظرة متعجبة قائلا

ليه مالك هي رجليك لسه بټوجعك !

أومأت برأسها علامة الإيجاب قائلة بمرارة

رچلي و جلبي و كل حاچة في و اچعني

صمت برهة و هو يطالعها بيأس ظنا منه أنها تتحدث عن حبيبها لكنها تابعت حديثها قائلة

اليوم اللي بتستناه كل بت في الدنيا و بتستنى تشوف فرحة أمها اني كنت بطولي يومها

وقف زين من على الأرض متجها نحو البراد الصغير الموضوع في أحد الاركان قام بفتحه ثم جذب قنينة الماء سألها و هو

يسير تجاهها قائلا

صحيح يا حسنة فين اهلك اقصد يعني ليك اخوات ماتك عايش و لاما ت…

ردت حسنة بحزن دفين و هي تتناول منه كأس المياه الباردة

أمي عايشة و أني أكبر اخواتي من أمي بس چدي منه لله حرمني منيها

اجهشت في البكاء ما إن تذكرت تفاصيل حياتها جلس على حافة الفراش مقابلتها ساعدها في ان تتجرع رشفات المياه بهدوء قائلا بهدوء 

اشربي و بلاش ټعيطي اهدي و احكي لي لو حابة

تناول منها كأس المياه وضعه جنبا عاد ببصره سريعا عندما بدأت سرد جميع تفاصيل حياتها منذ أن تزوج والدها بوالدتها بالقاهرة و حتى اليوم الذي وافقت فيه على الزواج منه لن ينكر حزنه الذي اعترى قلبه عندما ذكرت حكايتها مع عمر ناهيك عن الإبتسامة التي ارتسمت تلقائيا عند ذكر كل حدث يربطها به.

في شقة خالد الجديدة التي اتخذها عش الزوجية 

كان جالسا في الردهة حتى ساعات الليل المتأخرة 

قرر أن يلج و يتحدث معها بعد أن رتب كلماته و نسقها لخامس مرة على التوالي طرق الباب ثم ولج وجدها مازالت على هيئتها فستانها

مساحيق التجميل التي وضعتها و

لأول مرة في حياتها كل شئ كما هو .

سار بخطواته الهادئة جلس على حافة الفراش مقابلتها كانت تبتسم في وجهه في انتظار مباركته التي لم تحصل عليها حتى هذه اللحظة لكنه قرر أن يدلو بدلو من المياه شديدة البرودة فوق رأسها و هو يقول بأسف 

وچيدة أني مش جادر اجرب لك بحاول اتجبلك بس مش جادر اتخطى موضوع بتر رچليك ديه أنت مافيكش غلطة لكن سبحان الله موضوع رچليك ديه مخليني جافل منيك

نظر لها وحدها تحافظ على ثباتها الإنفعالي بشكل عجيب مازالت تحتفظ بإبتسامتها و هي تخبره بمرارة في حلقه محاولة السيطرة على حزنها و فرحتها التي دمر ها له 

و الله يا خالد أني اللي ما خابرة أنت چن س ملتك إيه !! ما هو ديه اللي جلته لك من زمان لكن أنت بعيد عنك بيمشي في عروجك مياه ساجعة و بعدين يعني أني ذنبي إيه دلوجه مافهماش عاوز تتطلجني يعني و لا إيه حكايتك !

سألها بنبرة مغتاظة قائلا 

أني مافهمش چايباه منين البرود اللي فيك ديه ! 

لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم أنت عاوز إيه أنت دلوجه في يومك اللي مش معدي ديه عاوزة انام اني بجوم بدري 

أنت دلوجه زعلانة مني 

لا 

ليه 

هو إيه اللي ليه هزعل منيك ليه ما أني كنت حاسة إن ديه ملعوب منيك بس لما چيتني و فضلت تلف ورايا كيف الحية جلت چايز يكون فعلا معچب ادي له يا بت فرصة

رد خالد بنبرة صادقة 

و الله العظم أني ما شايف فيك عيب واصل

تابع بخجل قائلا 

غير بس رچليك ديه صراحة ربنا ما عارف اشوفك كاملة

ردت وجيدة بمرارة قائلة و هي تقف عن حافة الفراش لتنزع وشاحها الأبيض 

الكامل لله وحده يا خالد و أنت مش غلطان الغلط غلط أني من الاول

استدارت بجسدها كله متسائلة بجدية 

جل لي يا خالد ناوي على إيه بالظبط !

صمت لبرهة بينما هي تابعت فك وشاحها الأبيض بعصبية مكتوم و يدها المرتجفة التي يراها واضحة وضوح الشمس لا يعرف ما الذي فعله بها أو بنفسه وقف عن حافة الفراش مد يده ليساعدها ابتعدت قليلا عنه ثم قالت بهدوء يستتر خلفه ڠضب شديد 

من فضلك يا خالد أني هعرف كيف اساعد حالي أني محتاچة منيك إجابة واحدة أنت دلوجة ناوي تعمل إيه !

رد متسائلا بهدوء 

اللي يرضيك ها عمله

حركت رأسها علامة الإيجاب قائلة بحدة و صرامة 

زين طالما چيت للي يرضيني يبجى اللي يرضيني هو إني مبجاش على ذمتك ليوم واحد بعد النهاردا

رد خالد بعصبية قائلا 

كيف ديه رايدة الناس تتحددت عليك اياك !

هدرت بصوتها قائلة بعصبية 

ملكش صالح أني متكفلة بحديت الناس و اعرف اتعامل معاهم زين جدام خيارين يا طلجني يا سيب لك الدنيا و ارحل و برضك هاتطلجني ها جلت إيه !

حجك علي يا بت الناس أني غلطان

تراجع خطواتين للخلف ثم قال بهدوء 

خلاص بعدت زين كده اهدي بجى عشان اعرف اتحدت وياك 

جول اللي عندك و خلصني 

مش طالب منك كاتير هو شهر استلم رئاسة الإدارة في شركة أبوي و بعدها كل و احد يروح لحاله زين كده 

أني قمان عندي شرط

رد خالد بحاجب مرفوع قائلا

أني فاكر أني جلت إنه طلب مش شرط !!

ابتسمت بتهكم و قالت 

أنت تطلب كيف ما تحب لكن أني اشرط عليك ديه حجي و ملكيش الرفض يعني من الآخر كده طلعت نزلت هاتوافج ڠصب عنيك

خير إيه هو الشرط ديه ! 

من هنا لحد الشهر ما يخلص ما لكيش عنيدي حاچة تعمل حاچتك كلتها بنفسك و تزيد عليهم قمان واكلك تعمله لحالك من الآخر كده كنك عايش في بيت أبوك 

في بيت ابوي كان في اللي بيخدمني 

يبجى تچيب اللي يخدمك أني مش خدامة حد أني ست أي دار تدخله چدي كان بيجل لي يا ست السرايا مش على آخر الزمن هايچي واحد كيفك يجل لي اغسلي و اطبخي 

ماشي يا وچيدة حاچة تاني 

ايوة الاوضة ديه اوضتي دلوجه تلم كل هدومك و أي حاچة تخصك و تنجلها على أي اوضة تعچبك و اعمل حسابك من دلوجه و لحد الشهر ما يخلص لا تسألني رايحة فين و لا بعمل إيه حتى السلام معاوزهاش منيك واصل 

وه !! و ديه تبجي عيشة ديه 

سميها كيف ما تحب أني مش همشي غير اللي جلته عچبك و لا لا 

عچبني يا وچيدة أني اجدر اجول غير كده

تابع بنبرة مغتاظة و هو يلملم متعلقاته قائلا 

هجول أيه ما أنت بت أبالسه !!

وصل لمسامعها سبابه لها و لعائلتها ردت بنبرة تحذيرية مبطنة يعرفها رجل يعلم ببواطن الأمور حين قالت 

چر شكلي عشان تاني اسلط اتباع چدي عليك و متنامش

الليل

رفع كفه و قال پخوف مصطنع قائلا 

لا و على إيه ربنا يچعل كلامنا خفيف عليكم

و على اتباعكم .

و هي دي كل حكايتي يا زين من طأطأ ل سلام عليكم لا كدبت في حاچة و لا خبيت عنيك حاچة واصل .

أردفت حسنة عبارتها و هي تنظر لزوجها الذي لا يعرف لأي شعور عليه أن يشعر به تجاهها شعر بغصة

مؤلمة في حلقه لقد ك سرت فرحته بهذه الحكاية يا ليتها لم تسرد و هو لم يسأل من البداية عجز لسانه بنطق كلمة بعد ختام حكايتها اكتفى بشبح إبتسامة حزينة على شفتاه كانت تنتظر منه أي ردة فعل على حديثها لكنه فاق كل توقعاتها تركها تمدد جسده على الفراش الوثير

و هو نام على جنبه الأيسر على الأرض اغروقت عيناه بالدموع لاعترافها بعشقها ل رجلا غيره سرعان ما كفكف تلك الدمعة المتمردة على خده أما هي تعالت شهاقتها ما إن شعرت بحماقتها مع رجل لم يفعل لأجلها سوى كل ما هو جميل إن تحدث الآن ستعلم أنه يبك و إن تجاهل بكائها الذي ېمزق نياط قلبه ستفهم الأمر خطأ عليه أن يدعس على كرامته و كبريائه كما فعل من قبل معها و يهون عليها 

تنحنح قبل أن يحدثها بصوت مخټنق قائلا

مالك بس يا حسنة زعلانة ليه 

زعلانة عشان زعلتك من غير جصد و الله 

مبن بس اللي قال لك إن زعلان 

شكلك دلوجه بيجول كده

تحامل على نفسه مستندا بذقنه فوق ظهر يده 

و قال بإبتسامة مزيفة 

يا ستي أنت عاوزة تزعليني بالعافية ما هو أنا تمام و الحمد لله اهو

تابع بمرارة قائلا

ثم أنا مبسوط إني اخدت مساحة اكبر من اللي كنت وخدها و عرفت عنك حاجات كتيرة كنت بتمنى اعرفها من زمان

سألته بنبرة متحشرجة قائلة

يعني أنت خلاص مش زعلان مني !

أجابها بتأتأة و قال 

خالص مبسوط

تابع بجدية و هو يعود لنومته تلك حتى لا تر الحزن في عيناه 

على العموم أنا ها ريحك من كل دا بعد شهر و فات من الشهر دا يوم يعني باقي ليك معايا تسعة و عشرين يوم حاولي تبقي مبسوطة فيهم عشان احس بجد إني عملت لك حاجة كان نفسي اعمل لها و احنا مع بعض

ردت بإبتسامة واسعة قائلة 

يعني بعد تسعة و عشرين يوم هابجى حرة 

اه

تابعت بتساؤل قائلة بحزن 

طب و أنت هتعمل إيه في حياتك بعد كده 

ارخي جفنيه و قال بإبتسامة باهتة 

زي ما كنت بعمل من قبلك

ردت حسنة قائلة بامتنان 

أنت طيب جوي يا زين

ابتسم و قال بحزن دفين 

و أنت احسن واحدة عرفتها يا حسنة تصبحي على خير

تنهدت بإرتياح شديد ما إن ختم حديثه معها

قامت بالرد عليه حدثته ما يقارب العشر دقائق كاملة ختمت حديثها بعصبية مفرطة 

أنت السبب في اللي احنا وصلنا له ديه يا عمر ما تچيش دلوجه و تجول أني السبب

الفصل الثا من 

تنهدت بإرتياح شديد ما إن ختم حديثه معها

كادت أن ترخي جفنيها لتغط في نومها بسعادة وجدت اسمه يضئ شاشة هاتفها رفعت رأسها عن الوسادة نظرت نظرة سريعة وجدت زين في سبات عميق هكذا ظنت لكنه مازال يعيد حساباته من جديد التقطت الهاتف و هي ترفع سارت حافية القدمين تجاه غرفة تبديل الملابس قامت بالرد عليه حدثته ما يقارب العشر دقائق كاملة ختمت حديثها بعصبية مفرطة 

أنت السبب في اللي احنا وصلنا له ديه يا عمر ما تچيش دلوجه و تجول أني السبب

عمر جلت لك خلاص أني ست متچوزة راعي ديه يعني إيه ما استفزكش ديه الحجيجه !! بص ولد الحلال أنت ابن عمي و على عيني و راسي بس قمان أني متچوزة و النهاردا ليلة فرحي على غيرك افهمها بجى ديه آخر مرة تتصل بيا اهنى

تنهدت بعمق ما إن وجدت العصبية لا تفيد معه في ااعناد عنصر مشترك بينهما قررت أن تغير دفة الخوار عله يغلق الهاتف و يتركها 

ابتسمت و قالت من بين أسنانها 

طب يا حبيبي اني هابجى اشوفك بعدين مرتاح كده اجفل أنت دلوجه و نبجى نرتبوا سوى نتجابل كيف 

التفتت ما إن نجحت خططتها وجدت زين يقف على اعتاب باب الحجرة رفعت الهاتف و هي تقول بتردد 

ديه ديه

قاطعها زين قائلا 

أنا صحيح محترم إنك بتحبيه و بيحبك بس أنت كمان لازم تحترمي وجودي و تعرفي إن اللي بيحصل دا مايصحش مع واحدة متجوزة و خصوصا يوم فرحها راعيني شوية زي ما براعيك و لا إيه 

استدار بجسده كله عائدا من حيث أتى لكنها استوقفته قائلة بنبرة صادقة

زين والله العظيم ما في حاچة من اللي بالك فيها أني بس كنت رايدة اساسيه عشان يجفل الخ….

ضړب زين المرآة المجاورة له دون أن يكترث لجر ح يده ف چرح قلبه أشد آلام

هدر بصوته و قال پغضب مكتوم 

في حاجة اسمها منردش و لا نقفل احنا الخط و نحطه في الحظر

ابتسم بمرارة قائلا

دا لو احنا عاوزين نعمل كدا يا حسنة

سارت تجاه المرحاض لتأتي بعلبة الإسعافات الاولية بعد أن ضمضت جرحه بقطعة من القماش الابيض التي مزقته من منامته تركها و عاد لمكانه و بداخله ني ران تشعل عالم بأسره جلست على ركبتها أمامه ثم قامت بفتح علبة الإسعافات الأولية بدأت بالمطهر 

أنا هعرف اعالج چرحي بنفسي يا حسنة سبيني من فضلك

هو رن علي تاني بس أني حطيته في الحظر كيف ما جلت لي

انتظرت منه أي رد على جملتها تلك لكنه قابل ما فعلته بالصمت التام كان يضمض جرحه و لا يعرف أي چرح بالتحديد يجب عليه تضمضيه أولا الشرود الذي انتابه فجأة جعله يتبدل تماما أما هي ف كانت غير التي هي عليها الآن عادت تتمدد

في منزل الجد حسان كان جالسا حتى الساعات الاخيرة من الليل لقد شرد بشار عنه أصبحقو بزوجته علما إنه في طريقه للمصالحة و إعادة المياه لمجارها بدأ بشار يشكل خطړا عليه التخلص منه هو أفضل الحلول المشكلات التي صنعها في العمل ليست بالهين على الجد اليوم جاءه اليقين يجب عليه التخلص من حفيده و إلا إنتهى أمر الجميع .

صعد الجد على سلالم الدرج بخطواته الواثقة بيده عكازه و اليد الأخرى هدية باهظة الثمن تليق بالملك بشار بشار في

عالمه ملقب بالملك توج منذ عدة سنوات ك مسؤول عن جميع شئوون المملكة 

تم تأهيله و ترتيب كل شئ لهذا اليوم و عليه أن يختار إما زوجة من بني البشر أو زوجة من بني الجن و ليست أي زوجة بل الملكة ذاتها تريده زوجا لها رفض كل المغريات التي وضعت أسفل قدماه 

ف كان القرار سهلا و بسيطا وواضحا.

الحية ديه كيف بت القصاص التنين واحد التنين اتسحبوا عشان يوصلوا لك و يتكنوا منيك و يخلوك تشرد عني لو ربنا بيحبك يبجى الحية ها تخلص عليك النهاردا مكنش يبجى أنت و حظك يا ولد الأبالسه

خرج الجد تاركا الحية تقترب بهدوء مريب من فراش بشار الذي فتح عيناه فجاة بدون أي مقدمات و كأن ايقظه أحدهم بجانب أذنه رمق الأفعى التي كادت أن تقترب منه توقفت فجأة ثم أشار برأسه تجاه الباب استدار و كأنها تعي ما يقوله خرجت و لم تفعل له شئ .

تنهد بعمق شديد و هو يقول بوعيد 

ماشي يا چدي حسابنا بعدين مش دلوجه كده اللعب بجى على المكشوف 

أنت مين 

تسألت خديجة بنبرة فضولية عن ماهية ذاك الصغير الذي تجاوز السادسة من عمره بأشهر قليلة نظر لها و قال بصوت رقيق حاول عدم إظهاره ليظهر أكثر خشونة لكنه فشل وضع يده على صدره و قال 

أني چبل أنت خديچة !

ردت بإيماءة من رأسها و قالت بهدوء لكن نبرتها تغلفها القلق 

ايوة أنا خديجة فين بشار يا جبل 

أشار الصغير تجاه الجبل الذي يقف على مسافة ليست بالكبيرة تجاهه ثم قال 

في الچبل و رايد يشوفك تعالي وياي عشان نطلعوا الچبل

نزعت خديجة يدها برفق من يده جبل و علامات الخۏف ترتسم علي وجهها بلعت لعابها و هي تقول 

بليل كدا اخاڤ خلينا بالنهار احسن

ابتسم جبل علي خۏفها الواضح ك وضوح الشمس عانق أنامله في أناملها و قال 

ما فيش احسن من الليل احنا هنوصلوا جبل الشمش ما تشرق بهبابه 

طب هو ليه مبيردش على تليفوناتي 

بشار رايدك تطلعي الچبل تعالي وياي

بعد مرور أكثر من ساعة و نصف تقريبا وصلت أخيرا خديجة إلى كهف صغير لكنه معد لكب شئ تقريبا لا ينقصه شئ سوى الأشخاص 

قرر أن يتلاعب الصغير باعصابها حتى يأتي من كلفه بهذه المهمة الهامة و يعلم منه لماذا طلب منه الفرار من أبيه أيضا .

أنا خاېفة 

مټخافيش أنت وياي في

أمان بعيد عن بشار 

بس أنت قلت هاتوديني لبشار و سمعت كلامك 

فين بقى بشار 

بشار في البلد و أنت كان لازم تبعدي عنه أنت كده في مكان احسن

أنت ازاي تضحك عليا انا عاوزة انزل الجبل هتساعدني و لا انزل لوحدي !

صدجيني أنت كده امان ليك اوعاك تفكري تهربي الديابة هتأكلك 

أنت عارف ممكن اعمل فيك إيه أنا ممكن امو تك 

و لا تجدري تعملي حاچة اجعدي اهنى بجى لحد ما الكابير ياچي و يشوفك

كبير مين !

كابير الچبل و صاحب المقان ديه 

اللي هو مين يعني 

أني كابير الچبل يا خديجة

استدارت خديجة لذاك الصوت المألوف الذي تعرفه جيدا هرولت نحوه عانقته بقوة شديدة بادلها ذات العناق و هو مغمض العينين 

مسد على ظهرها بحنان بالغ و هو يهمس بجانب أذنها 

اتوحشتك الكام ساعة اللي فاتوا دول يا ديچا

قالت بتساؤل دون أن ترد على حديثه الرومانسي 

أنت صاحب المكان دا طب ازاي ! 

ايوة أني كابير المقان اهني و أني اللي طلبت من چبل يچيبك لحد اهنى تعبتينا لحد ما چيتي يا ديچا المقان ديه محدش يعرفه غيري أني و چبل و دلوجه أنتي ملي عينك منيه زين عيشي فيه على كد ما تجدري عشان كلتها يومين و تودعي الدنيا دي كلتها

عقدت ما بين حاجبيها و قالت بنبرة متعجبة قائلة

يعني إيه هودع الدنيا كلها

تابعت پذعر 

أنت ناوي تق تلني !!!

ابتسم بشار حتى كشفت الإبتسامة عن نواجزه 

أعاده لمكانها المخصص وضع رأسها عند يسار صدره ربت بخفة على خصلات شعرها ثم قال 

دا أني اج تل روحي و لا حد يخدش فيك خدش صغير

رفع ذقنها بأنامله و قال 

أني ناوي ابعد عن اهني يا حبيبتي هنبعدوا و نعيشوا حياة چديدة لا فيها چدي و لا فيها ابوك فيها أني و أنت و بس

تابع بتذكر قائلا

و چبل ها يكون ويانا

رد جبل مقاطعا حديث عمه معارضا هذا القرار و قال 

أني ما هروحش وياك في حتة أني ها فضل اهني لحد ما اعرف چتت ابوي فين !!

نظرت خديجة بتعاطف له ثم نظرت ل بشار الذي يتعامل معه بحدة و صرامة و هو يقول 

أنت ها تهمد و لا أچاي اعلمك الأدب ابوك راح كيف اللي رحوا و أنت من اهنى و رايح ملكش صالح بشغل الاثارات و لا حتى الشيخ المرعي ديه فاهم و لا لا 

رد جبل و قال بإعتراض 

لا ما فهامش اني هاروح أدور على ابوي

ترك بشار يد خديجة متجها نحو ذاك الصغير الذي لا يهاب شيئا دائما يذكره بنفسه في الصغر لكن جبل يفوقه في العناد و التحد 

قبض على الصغير من مؤخرة رأسه و قال بتحذير واضح و صريح 

اسمع بجى لما اجل لك شغل جلة

الأدب ديه ماعاوزش اشوفه اهنى تاني و أنت هتجعد اهني كيفك كيف البلغة اللي في رچلك ديه

اتجهت خديجة بدورها و تتدخلت محاولة فض الڼزاع بين بشار و ذاك الصغير الذي يتشاجر مع عمه و لا يهابه نجحت في إبعاده عنه ثم وضعت جبل خلف ظهرها و قالت

خلاص بقى يا بشار مش كدا جبل عيل صغير مش فاهم حاجة

رد جبل و هو يخرج من خلف ظهرها و قال بنبرة مغتاظة

عيل إيه أني راچل كيفي كيفه بالتمام

تابع بجدية لم تتوقعها منها حين قال

لو أني عيل كيف ما بتجولي عمي طلب مني ليه ااچيبك اهني على الچبل

ابتسمت له و هي تتبادل النظر مع زوجها الذي حاول إخفاء شبح الإبتسامة التي ارتسمت علي ثغره ردت خديجة بعتذار و قالت

حقك عليا يا سي جبل احنا آسفين مكنتش عارفة إنك عيل صغير

رد جبل بنبرة مغتاظة قائلا

تاني ها تجول عيل يا ست أني راچل مش راچل أني و لا مش راچل 

داعبت خديه بحنان بالغ ثم قالت بنبرة هادئة

راجل و سيد الرجالة

يا چو

سألها جبل بعدم فهم قائلا

مين چو ديه !

اجابته خديجة بهدوء قائلة

أنت اسمك چو دلع جبل إيه مش عجبك !

رد جبل بإبتسامة مزيفة وقال قبل أن يغادر المكان 

لا چلع ماصخ 

أنت ياواد يا جبل تعال هنا 

هملي لحاله دلوجه يا ديچا رايد اتحدد وياك 

خير يا بشار

صمت برهة قبل أن يفجر ق نبلته الموقوتة في وجه خديجة 

أني هاكتب چبل باسمي و اسمك يا ديچا و ها نهربوا برا البلد

ردت خديجة بنبرة متعجبة قائلة

نهرب ليه و من مين و ازاي نكتب جبل باسمنا و نمحي وجود أبوه و أمه من حياته !!

رد بشار بجدية قائلا

چبل ما يعرفش لأمه طريج من بعد أبوه طلجها و أبوه ماټ تحت البيت اللي كان بيحفر في يعني ملوش حد غير ربنا و احنا

هدرت خديجة بصوتها قائلة

ايوة و دا مبرر يعني إننا نمحي تاريخ حياته !!

استدارت بجسدها و هي تضع يدها على

مقدمة رأسها عادت تنظر له ثم قالت بصړاخ

أنت كدا ها تعمل خلط نسب يا بشار

سألها بشار بعدم استعياب قائلا 

خلط نسب إيه بس يا ديچا دي مچرد ورجة عشان نعرفوا نطلعوا من البلد !!

أجابته پغضب جم 

اه و بعد كدا ها نعمل إيه مش هايبقي محتاج يعيش حياته زيه زي أي طفل مش من حقه يتعلم افرض خلفنا احنا و جبنا بنت ها تبقى اخته و محرمة عليه في الورق و لا بنت عمه محللة يتجوزها!!

أني مفكرتش في ديه كله أني كل اللي فكرت فيه إن ناخدوا و نهربوا من اهني !! 

نهرب نهرب نهرب إيه كل شوية نهرب ليه عاملين جر يمة و لا قاتلين حد ! احنا قانونا مافيش أي نتحبس عشان احنا عاوزين نسيب البلد و نمشي لا أكتر و لا أقل !!

هنروحوا فين يعني ! 

أي حتة

صمت بشار لبرهة مفكرا في حلا بديلا نظر لها ثم قال بهدوء 

أني عندي حل ماعرفش ها يعچبك و لا لا 

يا سيدي قول و خلصني 

أني چدي أبوه أمي الله يرحمها شيخ چامع كبير هو يبجى اخو چدي حسان بس من أبوه و مستحيل چدي يچي على باله إننا رحنا هناك

ردت خديجة و قالت

طب ما ساهلة اهي معقدها على نفسك ليه بقى !!

نظرت له بتوجس قائلة

الك وشك قلب ليه كدا ! 

أصل چدي حر ج له الدار جبل كده بس و الله العظيم ما كنت معاه وجتها لكن چدي سالم ما يعرفش كده و احفاده واعرين جوي

سألته بعدم فهم قائلة

واعرين ازاي يعني 

أجابها بشار و قال

اللي ظابط في الدخلية و اللي داكتور و أصغرهم كان زميل عمر في الكلية و چدي سالم منعه يتحدد وياه تفتكري ها يجبل بينا !

صمتت خديجة عاجزة عن الحديث بعد هذا الكم من المصائب الذي يقع فوث رأسها دون هوادة آنارت مصابيح الأفكار فوق رأسها نظرت له و قالت

لقتها احنا نروح و نطلب منه السماح و أنا هاطلب منه يخليني معاه في البيت أنا و جبل

سألها بنبرة مغتاظة و قال

طب و أني !

أجابته بهدوء 

اكيد ها تبقى معانا بس لازم الأول امهد له إننا فعلا ملناش ذنب و لو مش موافق خالص نسيب عنده جبل أمانة لحد ما نلاقي مكان و نرجع ناخده و اهو على الاقل جبل هناك هايبقى في أمان أكتر مننا ما هو أكيد جدك مش ها سيبك ب السا هل كدا .

في عصر اليوم التالي

كانت حسنة جالسة في غرفة الضيوف حذاء زوجة عمها و على يسارها زوجها زين الذي يحاول الإبتسامة رغم حزنه الدفين كانت والدة عمر توصيه عليها مراسم زائفة و طقوس لا يعرفها لكن عليه أن يتظاهر بالسعادة حتى لا يثير الشك .

نظر زين في ساعة يده و قال بعتذار 

أنا مضطر أستئذان عندي كام حاجة كدا مهمة

نظرت حسنة له و قالت بنبرة متعجبة 

ها تخرچ دلوجه ! 

اه كام حاجة كدا هاخلصها و ابقى ارجع بليل

ضغطت على يده و قالت من بين أسنانها بصوت بالكاد أن يكون مسموعا 

ماينفعش كده عريس ليلة صباحيته يخرچ و يسيب عروسته الناس ها تجول إيه !

رد زين بذات الصوت و قال

مش لما نبقى عريس و عروسة الأول تبقي تقولي كدا و بعدين ناس مين دول اللي ها يتكلموا !

داعب خدها قبل أن يغادر الغرفة و قال

ساعتين بالكتير مش هتأخر سلام يا عروسة

غادر زين غرفة الضيوف و منها إلى بهو الفيلا حيو قال 

أنا خارج يا ماما عاوزة حاجة

سألته بنبرة متعجبة قائلة 

على فين يا حبيبي 

أجابها كاذبا 

عندي مشوار مهم 

زين يا حبيبي ماينفعش عريس يخرج تاني فرحه

ماما هو حضرتك متفقة مع حسنة عليا و لا إيه

ردت والدته بنبرة صادقة قائلة

لا و الله يا زين بس حقيقي ما ينفعش تخرج النهاردا مهما كان شغلك مهم عروستك أهم

لأول مرة يشعر بأن والدته تتحدث عن الجائز و غير الجائز ابتسم بمرارة ثم قال

حاضر يا مش هتأخر أنا مش هابعد عن الفيلا

تابع بكذب قائلا

بيني و بينك عامل مفاجأة لحسنة بكرا ها تتبسط منها اوي

ردت بإبتسامة خبيثة و قالت

طب ما تعرفني يا حبيب ماما يمكن اساعدك 

عجز عن الرد نظر لها ثم قال بكذب 

أصلها زعلانة مني من امبارح و بحاول اصالحها و هي مش راضية قلت اروح اشتري لها حاجة و راجع 

طب يا حبيبي روح و متتأخرش

بعد مرور خمس دقائق

وقفت الخادمة المسؤؤلة عن تنظيف الغرف 

تهمس بجانب أذن سيدتها تسرد لها ما حدث بين حسنة و والدة عمر قائلة

و ست حسنة قالت لها أنا كرامة جوزي من كرامتي و لا يمكن أقبل إن أي حد يدوس له على طرف قولي لابنك يشوف نصيبه مع حد تاني و أم عمر قالت لها أنا معرفش

هو عمل كدا ليه بس اوعدك تكون آخر مرة يا حسنة

سألتها والدة زين قائلة

و بعدين 

أجابتها الخادمة 

بس يا ستي دا كل اللي حصل 

طب امشي روحي شوفي شغلك

عادت الخادمة سريعا قائلة 

ستي أنا لقيت دا جنب السرير بتاع سيدي زين ارمي يا ستي و لا لي لازمة 

دا لازم احطه جوا عيونه يا فاطمة

تابعت بنبرة آمرة 

روحي أنت دلوقتي و خلي عينك مفتحة على حسنة خليك وراها زي ضلها 

حاضر يا ستي 

في منتصف نفس اليوم 

كان عمر يجوب المكان ذهابا إيابا يحاول أن يصل إليها لكنها قررت غلق صفحته كما قالت لوالدته رفعت سماعة الهاتف على أذنها في انتظار رد زوجها حاولت مرة تلو الأخرى حتى قام بالرد عليها ردت بلهفة قائلة 

الو أيوة يا

زين زين في حاجة عاوزة اقل لك عل…. الو الو

انقطع الاتصال بينها و بين زوجها على ما يبدو أن فرغ شاحن هاتفه حاولت الاتصال أكثر من مرة لكن دون جدوى تنهدت بعمق ثم قررت أن تخبر شقيقتها قائلة بصړاخ 

عرفي عمر إن اللي بيعمله ديه مش هايفيد بحاچة واصل يا وچيدة ايوة هو اهني و زين مش اهني رايد ېخرب علي الله في سماه ها جت له و لا يغمض لي چفن اتصلي عليه خلي يغور يا وچيدة .

بعد مرور أكثر من ساعة تقريبا 

أتى الجد حسان بعد مكالمة طويلة بينه و بين والد زين جلس يستمع لحديثه و بداخله

ني ر ان تأجج عالم بأسره لكنه تظاهر بالعكس 

كما أنه كڈب عليهم بأنه هو من طلب من حفيده أن يذهب لابنة عمه لكن لم يقبل أحدهم بهذا الحديث هدر الجد بصوته قائلا پغضب 

يعني إيه الحديت الماصخ اللي ها تجوله د مرتك ديه يا فؤاد 

مرتي ماغلتطتش يا حاچ حسان ولدي مدخلش على حسنة و عمر كان خارچ من عنيدها الساعة تلاتة الفچر و ولدي مسافر و الكاميرات تشهد بديه

و لو جلت لك إن ولدك مدخلش على مرته عشان هو اللي معيوب و هي جاعدة وياه عشان العيش و الم…

إيه الحديت الماصخ ديه ولدي زينة الرچالة و لو هو كيف ما بتجول كده كان اتچوز ليه من الاول 

اني بتي مش معيوبة و إن كان على عمر فأني اللي بعته ليها 

بعته ليها و هي جابلته بجميص النوم يا حاچ حسان خلي حديتك حج كيف ما متعود منيك

و مين جالك إننا ناس تعرف الحج اللي يشتغل شغلاتنا يا فؤاد مايعرفش الحج اللي بتعمله مرتك ديه كيد حريم بعد أنت عنيه و إن كان على بتنا فهي كيف الشمعة المنورة 

معلش يا حاچ حسان احنا نج طع عرج و نس يح د مه

كيفه يعني 

احنا ناخد بتككم للداكتورة و هي تجول هي صاخ سليم و لا لا

و داكتورة ليه اني ها بعت دلوجه حريم و تيچي تبشركم بالخبر الزين بس عنيدي شرط

إيه هو 

ولدكم يجف و يشوف بنفسه و بعدها نسأل بتنا رايدة تكمل وياه و لا لا

بس ولدي مش هيرضى يعمل كده

ليه جلبه خفيف و بيترعش كيف ما حسنة اشتكت منيه

خلاص يا حاچ حسان بكفاية لحد كده بجى بتكم ظلمت ولدي كاتير كل ديه من تاني يوم چواز اول لو جعدت شهر وياه كانت عملت إيه !

عملت اللي عملته خلاص بجى يا فؤاد بزيادة لحد كده أني دلوجه هابعت للحريم و خلي مرتك تجف وياهم وبعددها ليناحديت تاني ويا بعض

بعد مرور ساعتين تقريبا 

نفذ الجد حسان اتفاقه مع والد زين أتت النسوة وقفت والدة زين و الإبتسامة تزين ثغرها نظرت لهن ثم قالت 

الأوضة دي هي اوضة حسنة

ولجت النساء و خلفهن والدة زين كانت حسنة تتابع الأزياء في أحدى المجلات وقفت بهرجلة و هي تقول بنيرة مرتفعة 

إنتوا مين و ازاي تدخلوا كدا من

غير أذن ست البيت

خرجت والدة زين من وسط النساء و قالت 

و مين بقى يا حسنة ست البيت أنت 

و قبل أن ترد حسنة أشارت والدة زين برأسها 

للنسوة انقضت النساء عليها كالفريسة التي وقعت بين براثن الصياد حاولت أن تتملص منهن و هي تهدر بصراخاتها لكن لا حياة لمن تنادي وقفت والدة و قالت 

في ايدي أنا يا حسنة اخلصك من كل دا و في ايدي ازود عذا بك عن كدا وصدقيني محدش يقدر يمنعك عني مهما حصل أنا مستعدة اقول لجدك إننا عرفنا إنك شريفة و إننا ظالمنك و نعدي كل بس في حالة واحدة عارفة إيه هي يا حسنة

نجحت في الفرار من قبضة النساء بأعجوبة نهضت من الفراش بهرجلة متجهة نحو باب غرفتها كادت أنتسقطت على الأرض لكنها مشت على أربعة في سرعة شديدة خانتها ساقيها عند باب الحجرة فتح بابها زوجها الزين تشبثت في قدمه

و قالت برجاء من بين دموعها المنهمرة على وجنتها 

الحجني يا زين الحجني

لجمت الصدمة لسان زين الذي لم يستوعب حتى الآن ما يحدث داخل حجرتهما حاول أن يساعدها في النهوض لكنها فقدت الوعي داخل صدره هدر بصوته الجهوري قائلا

إنتوا عملتوا فيها إيه بالظبط !!!

ردت والدته بنبرة حزينة و دموع مزيفة قائلة

ردت بنبرة متلعثمة قائلة

أنا أنا كنت بحاول

حملها زين بين ذراعيه متجها نحو الفراشقام بطرد النساء من الحجرة دثرها جيدا ثم نظر لوالدته و قال بتساؤل

إيه اللي حضرتك عاوزة تعملي بالظبط !

ردت والدته بتساؤل و نظراتها لا تبرح خاصيته و قالت

الهانم مفهمة جدها إنك مش راجل و إنك بتترعش من امبارح بليل

ابتسم زين إبتسامة مزيفة و قال

ايوة أنا من امبارح بترعش فعلا أنت بقى زعلانة ليه 

اتسعت أعين والدته عن آخرهم و هي تتلقى رده غير المتوقع حركت رأسها قائلة بدهشة

زين حبيبي أنت مدرك أنت بتقول إيه و لا هي أصلا قالت عليك إيه !! قالت عليك مش راجل فاعم يعني مش ابني أنا مش راجل !!

زفر زين بإبتسامة ساخرة و هو يشير تجاهها و قال

و هو اسيب مراتي

مع أمي و أبويا اللي المفروض مطمن عليها و هي معاهم و ارجع الاقيها بالمنظر البشع دا كدا هي ها تقول عن ابنك أنت راجل !!! ردي يا ماما فين الأمان اللي المفروض مراتي تحسه بعد كدا !

ردت والدته بنبرة ذاهلة و قالت 

لا يمكن تكون زين اللي أنا ربيته لايمكن البنت دي اكيد عاملة لك حاجة مش ممكن تكون طبيعي أبدا

ختمت حديثها قائلة 

فوق يا بيه الهانم جابت عشيقها في بيتك الساعة تلاتة الفجر

ابتسمت زين و قال بهدوء حد الإستفزاز 

اتصلت عليا و قالت لي قلت لها يا مرحب بي في أي وقت

في مساء اليوم التالي

داخل غرفة زين و حسنة

تكورت حسنة حول نفسها مستندة برأسها على طرف الفراش و دموعها منسابة على خديها تبتلع مرارة حلقها بصعوبة بالغة جلس زين جوارها و هو يمد يده له بكوبا من العصير الطازج نظرت له و الدموع تشوش على الرؤية لديها نظرة التعاطف التي رمقها لها زادت من إن ك سارها دفعت كأس العصير بعيدا عنها و هي تقول بصړاخ 

معاوزش منك حاچة معاوزش منكم كلكم حاچة منكم لله ربنا ينتقم منكم بحج حر جة جلبي و اللي حصل في

حاول أن يقترب منها لكنها فلتت من هذا الإقتراب كالمجذوبة دفعت كل شئ بيدها ليتهشم بالجدران 

كان يسير بخطوات هادئة تجاهها وقف أمامها و قال بهدوء كسابق عهده 

خلاص خلصتي تكسير 

ايوة و ڼاري لستاها مبر دتش 

و لا ها تبرد صدقيني

خطى خطوة كنوع من الاختبار لردة فعلها ما أن وجدها هادئة قرر الإقتراب أكثر مد يده و جفف دموعها قائلا

و الله ما حد غلطان في الموضوع دا كله غيري أنا عشان كنت فاكر إني سايبك في بيتي و بيتي يعني الأمان كله و اللي عملته أمي ك سر كل حاجة حلوة بيني و بينها أنا ها نفذ لك رغبة يا حسنة و ها نعيش في مكان تاني

ردت حسنة قائلة بوعيد 

و اني مش هامشي من اهني جبل ما اخد حجي

اقترب زين خطواتين ليقف أمامها مباشرة رفع ذقنها بأنامله و قال بهدوء 

و الله لاخد لك حقك من كل واحد اتسبب في إن تنزل دمعة واحدة من دموعك الغالية دي سيبي لي أنا الموضوع و بكرا تقولي زين قال

نظرت له بأعين مليئة بالدموع و الق هر حركت رأسها علامة النفي و قالت بمرارة 

جلبي محر وج جوي جوي يا زين ك سروني جوي و ذلوني ولاد الأبالسه دول

و ضع رأسها على يسار صدره لتستمع دقات قلبه و هو يخبرها بنبرة هادئة تتناقض مع تلك ال ن يران المتأججة داخل صدره و قال

حقك عليا أنا آسف صدقيني لو كنت اعرف من الاول مكنتش خلتهم يعملوا كدا فيك

في نفس الوقت

داخل منزل والدة خالد 

كانت وجيدة جالسة حذاء والدة خالد ترتشف القهوة في هدوء تام علمت بعدة خديجة و بشار فرحت لهما و باركت لهما الزواج كما علمت ما حدث ل حسنة كانت تريد الذهاب لكن اعتذر زين و طلب منها الإنتظار حتى عودتهما من إحدى المدن الساحلية شردت قليلا في اللأشى جلس حذائها خالد و هو يتناول قدح القهوة عن سطح المنضدة الزجاجي كاد أن يرتشف لكنها منعته قائلة

بعد يدك

رد خالد بفزع من صوتها العال 

خضتيني يا وچيدة في إيه !! 

في إنك ها تمد يدك على الجهوة بتاعتي جوم اعمل لك واحدة 

وه ! الحديت ديه في بيتنا مش اهني أمي جاعدة عيب كده !!

ردت وجيدة و قالت بجدية و هي تتحدث أمام والدته 

أمك خابرة كل حاچة و أني مش خدامة حد جوم اعمل لحالك

واحدة غثرها و كيف ما بتخدم روحك هناك اخدم روحك مكان ما تروح

ابتسمت والدة خالد و قالت بسعادة 

و الله لو كنت عملتي غير كده كنت جلت عليك خايبة چدعة يا بتي اديه فوج دماغه يمكن يفوج من الدباب اللي راكب مخه ديه

رد خالدة و قال بنبرة مغتاظة 

خليك محضر خير ياما الله يرضى عنيك

ردت پشماتة قائلة

طول عمري محضر خير يا ولدي أنت بس اللي ولد حلال و تستاهل على العموم اللي يچي على الولايا حرام و كفاية وچيدة چات عليك بالجوي

انغمز الأثنان في ضحكاتهن بينما غادر خالد المكان و هو يركل بقدمه المنضدة استوقفته والدته متسائلة بفضول

على فين كده يا ولدي !

رد بنبرة مغتاظة قائلا

هاعمل فنچان جهوة ياما

بعد مرور عشرة أيام أخر ى 

حضرت وجيدة حفل زفاف نجل أحد رجال الأعمال الذي يتعامل معهم زوجها لم تكن تعلم أن وجودها هام بالنسبة ل خالد ليس لأكتمال الوجهة الإجتماعية بل لأن وجوده يفرق معه هو يشعر بأن هناك علاقة قوية بينها و بين الله ما أن يطلب منها أن تدعو له لم ترده يوما و العجيب أن الله يستجيب لدعائها يشعر بأنها أقرب إلى الله أكثر منه كانت جالسة تشاهد المدعوين للحفل و هي تسغفر ربها بين الفنية و الأخرى همس خالد بالقرب من أذنها قائلا

مش عجبك الچو و لا إيه 

ردت بذات النبرة قائلة 

ديه منبع الذنوب يا چدع !! 

خلاص هبابة و نمشوا اتحملي شوي و افردي بوزك ديه 

امتثلت وجيدة لطلب زوجها بدأ يحثها على الإنسجام لكنها لم تستجيب لهذه الجلسة حتى أتى الدكتور خليل البيومي شاب تجاوز الخامسة و الثلاثين تقريبا لم يسبق له الزواج يعمل طبيب علاج طبيعي كما أنه فتح صرح طبي متخصص في الأطراف الصناعية أخيرا وجدت واجتها

كانت وجيدة تستمع لحديث الدكتور خليل بإهتمام كبير ما يصفه يتطابق عليها بدأت تتندمج مع الجلسة بسرعة فائقة عكس بدايتها لاحظ هذا التغير زوجها خالد كانت تسأل و هو يجيب انتهت الجلسة الطبية على حد قول تلك الجميلة الجالسة حذاء خليل وقف عن المقعد متجها نحو المائدة المخصصة للطعام تناول الصحن بهدوء و قبل أن يختار ما يريده استوقفته وجيدة قائلة 

أني خابرة إني واچعت لك دماغك بحدتيتي بس أني رايدة اسألك آخر سؤال و بعدها هاريحك مني واصل

ابتسم لها خليل و قال 

متقوليش كدا اتفضلي تحت أمرك 

الأمر لله وحده بصي أني عندي بتر في رچلي و كنت رايدة اچيب الچهاز اللي بتجول عليه ديه تجدر تجولي هايكلفني كد إيه 

هو بصي هي مش بتتحسب كدا دي قصة طويلة محتاجة شرح 

كيف يعني 

يعني البتر بدأ منين و بقاله قد إيه و هل بيحصل لك التهابات مستمرة و لا لا دا غير طبعا محتاجين مقاسات الرجل بالظبط عشان نقدر نشتري الجهاز

سكت مليا ثم قال ضاحكا 

شفت اهو أنا بقى اللي وجعت لك دماغك بكلامي الكتير

ردت وجيدة قائلة بعفوية 

لا بالعكس و الله أني محتاچة اتحدد في كل حاچة تخصني محتاچة حد يكون فاهم اللي في و يساعدني على الافضل

دس خليل يده في جيب حلته ل يخرج

بطاقة التعريف خاصته و هو يقول

دا الكارت بتاعي في كل تليفوناتي و عنوان العيادة حتى حسابي على الفسيبوك موجود عندك اتواصلي مع السكرتارية بالطريقة اللي تريحك و حددي معاهم معاد نتكلم في عن كل حاجة باستفاضة 

اني متشكرة جوي يا داكتور خليل بس رايدة اسألك سؤال هو الچهاز يتكلف كام 

هي انواع و زي ما قلت لك كل جهاز و لي تفاصيله و مقاساته يعني في جهاز من الشركة المصنعة يكلفني جنيه و جهاز تاني مليون جنيه ودا مش عشان الجودة على قد ما هو عشان الاطراف الصناعية ليها مميزات و عيوب و حاجات كتير مش حابب اوجع دماغك بيها

ردت وجيدة بامتنان قائلة 

اني مش عارفة اشكرك كيف ربنا يچعل تعبك ديه في ميزان حسناتك 

متشكر يا أستاذة 

وچيدة اسمي وچيدة الدهشوري 

اهلا و سهلا و أنا خليل البيومي صديق خالد القصاص لو تعرفي 

معرفوش كيف ديه چوزي 

بجد 

ايه مستغرب ليه 

اصل أنا لما قابلته قالي إني مش متجوز اساسا !!

كادت أن ترد عليه لكن دخول زوجها المفاجئ 

بتر الحديث المتبادل بينهما وقف يستمع لسؤال صديقه بهدوء ظاهريا 

ازاي يا راجل ماتقلش إنك متجوز ! كدا اتفاجئ منها إنها مراتك !

رد خالد و قال 

و أنت سألتني مېتا آخر مرة 

عقد خليل ما بين حاجبيه و قال بتفكير 

مش فاكر بس تقريبا من ست شهور سنة تقريبا مش فاكر الصراحة

ابتسم له و قال بهدوء 

احنا متچوزين من عشر ايام بس يا خليل

ابتسم خليل و قال بهدوء 

مبروك ربنا يخليكم لبعض 

تسلم عجبال لك كده إن شاء الله 

متشكر يا

خالد بس أنا حاليا مبفكرش في الجواز مش ناوي اټجنن زيك الصراحة عن أذنكم

استدارت وجيدة قائلة بتساؤل

أنت

كيف تحرجه كده ! 

فين الإحراج ديه 

هو ساب لك المقان و مشي من تحت جلة ذوجك ! 

أني مش جليل الذوج أني هابجى جليل الرباية صح لو ما مشتيش جدامي دبوجه علي دارنا

ردت وجيدة بنبرة مغتاظة قائلة

أنت فعلا جليل الذوج

جلست وجيدة تنسج عقلها عدة مشاهد و هي بجهازها الجديد غمرتها السعادة و الخۏف معا 

تواصلها مع الدكتور خليل كان شبه يومي بدأت تشعر أنه يستغل هذا الأمر و يتحدث معها حتى خالد بدأ يشعر بهذا الأمر على الرغم أنه يعلم جيدا أخلاقها إلا إنه بداخله غيرة حاول إخفائها لكنها استشعرتها من بين طيات حديثها تارة و تصرفاته تارة أخرى اليوم هو عطلة خالد كان يشاهد التلفاز و هو يتناول شطيرة الجبن جلست حذائه و قالت بتردد في بادئ الأمر و هي تقول

أني عندي معاد الساعة خمسة مع الداكتور خليل

نظر لها ثم نظر حوله و هو يشير بسبابته على صدره و قال

بتحددتي معاي أني !! 

اومال الحيطان !! ايوة أنت مش أنت چوزي برضك ! 

طب الحمد لله إنك خابرة اني چوزك ديه من كتر الكسفة اللي باخدها منيك كل لحظة و التانية رحت اتوكد من الجسيمة بتاعت الچواز بصيت 

بصيت فين !

خانة الزوچ بتوكد اني چوزك

ليه 

ديه أني خد كمية و أنت دخلك إيه مخدهاش بواب عمارتنا

صدحت ضحكاتها المكان و هي تنظر لذاك المسكين الذي بدأ يتناول من جديد وجبته مدت يدها لتتناول الذرة المقرمشة ضربها على ظهر يدها و قال 

بعدي يدك عن حاچاتي الحاچة ديه أني تعبت لما عملتها و تاچي أنت كده بالساهل و تأكليها ! 

طب خلاص ها بجى اعمل لك وياي بعد كده 

وعد و لا فض مچالس عشان تأكلي الفشار ! 

جلت لك وعد خلاص 

حيث كده ابجي اعملي أنت الغدا بكرا أني طلعت الفروچة تفك

للمرة الثانية رنت ضحكاتها المكان نظرت له ثم قالت بنبرتها الساخرة 

و قمان عرفت إن الفروچة بتخرچ جبلها بيوم !! و الله و اتعلمت الطبخ يا خالد 

البركة فيك ياختي علمتني اللي امي فشلت في طول عمرها 

عشان تعرف بس

تنحنحت و هي تعتدل في جلستها ثم قالت

المهم خلينا في المهم دلوجه 

و إيه هو المهم 

معادي عند الداكتور خليل بكرا و أني ها روح

الس

رد خالد مقاطعا 

لا افيهاش مروح أني ها حدد وياه معاد و بعد كده نروحوا سوى

ردت وجيدة بنبرة مغتاظة 

كيف ديه يعني الراچل مسافر السبوع الچاي و ديه آخر معاد ليه في العيادة اهني في الصعيد و بعدها ها يدلى مصر 

ملكيش صالح أنت أني هعرف كيف ااخد منيه معاد جوي بجى اعملي فشار 

مش عاملة

رد خالد بنبرة مغتاظة و هو يدفعها تجاه المطبخ قائلا 

و الله يا باردة ل تجومي تعملي الفشار الفيلم بدأ و أنت كلتي وحدك

يا ترى راح فين لحد د لوقت 

أردفت خديجة سؤالها و هي تجوب غرفة المكتب ذهابا إيابا نظرت في ساعة معصمها وجدتها الساعة الخامسة عصرا ثررت أن أن تصعد غرفتها تحضر حالها قبل أن يأتي انتفضت ما إن وجدته جالسا في الغرفة عبر البوابة الحديدية 

ثم البوابة الداخلية للمنزل دون أن يشعر به أحد وضعت يدها على صدرها متمتمة بكلمات معاتبة قائلة

خضتني يا بشار 

رد بشار دون أن يرفع بصره قائلا 

شفت عفريت إياك !!

اغتاظت خديجة من هدوئه حد الإستفزاز وقالت 

بقلك إيه بقى أنت تقعد و تفهمني كدا باللتي هي احسن 

افهمك إيه !!

أنت بتتحول كدا ازاي بتتدخل و تخرج و محدش بيشوفك ! تبقى قاعد و تعرف مين بيخبط على الباب أنت فعلا زي ما قالوا !

هما مين و جالوا إيه !

إنك ملبوس و عليك بسم الله الرحمن الرحيم اللهم احفظنا يعني عليك شديد ! 

ولا أنت خفيت من الجن بسم الله الرحمن الرحيم

رد بشار بجدية مصطنعة محاولا كبح ضحكاته و قال 

أني مكنتش راضي اتحددت و ياك في الموضوع ديه بس طالما عرفتي يبجى حجك تعرفي أني مخاوي و…

ردت خديجة بفزع قائلة

م إيه !

تابع باقي حروفها قائلا

مخاوي مخاوي و اللي عليا شديدة شديدة جوي جوي و من ساعة ما اتچوزتك و هي جالبة علي و بتجولي لو مخلتش مرتك تجلك كيف ماكنت بجلك هتكون نهايتها على يدي. 

يعني إيه 

يعني تجولي يا سيدي و تاچ راسي الفطور چاهز يا خديچة

ردت خديچة و قالت 

إيه 

رد ببطء قائلا 

چاهز 

سألته خديچة قائلة بإبتسامة مزيفة قائلة

هو أنت محدش قالك إن دمك خفيف لدرجة مزعجة 

أجابها بذات الإبتسامة و قال

كاتير يچي مية واحد

ردت بنبرة باسمة قائلة

خليهم مية و واحدة اللي هي أنا

تابعت بنبرة تحذيرية 

متحاولش تستفزني عشان أنا زعلي وحش

سألها

بفضول 

او حش من نعمات 

ردت سؤاله بسؤالا آخر قائلة بنبرة متعجبة 

مين نعمات 

مرتي الجديمة أنت بتنسي و لإيه !

تحب العزا يكون في الشارع و لا المندارة عند جدك 

لا خليه في الاستراحة اصل ديه

المكان المفضل عند نعمات ديه بجالها ايام بتحضر لليوم ديه 

يوم إيه 

يوم موتك پقهر تك عشان خدتني منيك يا حبيبتي

خليني نتكلموا چد شوي 

قول يا حبيبي 

بصي يا بت الناس أني واحد ربنا عطاه كل حاچة في الدنيا مال وچاه و حسب و نسب و حاچة كده ملهاش وصف ايوة أني نرچسي و متكبر و مغرور و حاچة كيف ما الكتاب جال

هو مين دا اللي قال 

الكتاب !!

هو الكتاب قال إنك نرجسي و مغرور 

ايوة و جال قمان إني متكبر

ايوة و المطلوب مني إيه يعني !

تاخدي كام و تفردي وشك ديه و ندلوا تحت تجولي فيا اشعار ملهاش آخر

300 جنيه

أنت اكيد اټجننت انا اخد رشوة منك 

350 و ال دي اعتذار رسمي مني

لا مستحيل 

400 چنيه و ديه آخر كلام

تبقى بتحلم أقل من الف جنيه لا أنت جوزي و لا أنا اعرفك

اتفجنا افردي بجا

لأ يا خبيبي لما ننزل تحت 

يبجى اتخصم منيك خمسين چنيه حج التكشيرة

ترجع الخمسين و اقل لك قدامهم يا بيشو

و ادي خمسين چنيه عشان حابتي تچودي من عنيدك

بشاااار

بجوا مية و خمسين چنيه عشان جل اسمي من غير سيدي و تاچ راسي افضلي أنت كده لحد ما يبجوا متين چنيه عودي نفسك إنك جدامهم ملكيش حس ولا رأي و انا وبس الأمر الناهي

دا مقابل إيه إن شاء الله 

مقابل مېت چنيه لكل احترام هتظهري جدام الناس و لما نطلعوا نتحاسب عليهم

و افرض كلتهم عليا

ابجي اعمل ما بادلك و أنت بتشتري زبون دايم مش مچرد واحد كده وخلاص

رنت ضحكة خديجة ما إن ختم بشار حديثه كاد أن يقترب منها لكن سرعان ما صدح صوت صرخات هزت الجدران هرع تجاه الباب قام بفتحه متسائلا عن السبب اتسعت عيناه ما إن وجد جبل يرتجف بشدة إثر كلمات التحصين التي يلقيها عليه الجد سالم هرع نحو بن أخيه متسائلا بلهفة و قال

حصل إيه يا چدي! ماله چبل ما هو كان كيف الحصان دلوجه !!

لم يرد الجد سالم بل واصل ما بدأه كان جبل في حالة يرثى له حاول الجد السيطرة على الوضع لكن تدخل بشار و مساعدته أتت في الوقت المناسب بدأ جبل يسحق فكيه بقوة شديدة شاهدت خديجة ما يحدث و هي تضع كفها على فاها و الدموع تنهمر من مقلها هل هذا ما كان يعاني منه بشار في الصغر أم مر بأسوء من ذلك 

تساؤلات عديدة كانت تدور في ذهنها و لم تجد لها حلا .

بعد مرور أكثر من ساعة و نصف تقريبا 

أراح بشار ظهره للوراء و هو يلتقط أنفاسه بصعوبة بالغة الأذكار و التحصين الذي ذكرهم مع الجد كانت حلا مؤقتا لذاك المسكين الذي وقع في ذات الفخ الذي وقع فيه عمه بل و أشد قسۏة .

نظر لجده و قال بتوجس 

خير يا چدي بتبص لي كده ليه ! 

مستني 

مستني إيه ! 

مستني أعرف رايد توصلوا أنت و چدك ل فين يا بشار

رد بشار و قال بنبرة صادقة 

و الله العظيم يا چدي أني ما ليا أي علاقة بچدي حسان واصل و يشهد عليا ربنا

تابع بتساؤل قائلا

عنروح بعيد ليه أني بعمل إيه دلوجه مش بصلي الفرض في وجته و قمان بشتغل وياك في الأرض و المزرعة ! جل لي بجى ليه لساتك بتشك فيا !

رد الجد سالم بعد برهة من الصمت 

المسكين ديه ۏجع في الأڈى

رد بشار متسائلا بعدم فهم قائلا

جصدك إيه يا چدي 

أجابه الجد بهدوء 

الواد ديه دخلت عليه لاجيته فاتح المندل و لما زعقت وياه و جلت أذكر الله زعق فيا و كان عيضروبني

اعتدل بشار في مكانه ل يجلس بأريحية و قال بهدوء 

جصدك إنه!

أومأ له الجد علامة الإيجاب بينما سألت خديجة بعدم فهم من بين دموعها المنسابة على خديها و قالت 

ماله جبل يا جدي 

رد الجد بنبرة متأثرة مما آل إليه ذاك الصغير بعد أن راقبه الجد جيدا و علم خطواته متى يخرج و إلى أين !. 

كنت شاكك من الأول إنه مش طبيعي و اتوكدت من ديه عشية لما طلبت منيه ياچي يصلي ويانا 

و بعدين 

اتچچ إنه بيلعب مع العيال و إنه هايچي بعدين 

سيبته و فضلت مراجبه لحد ما سمعته بيتحدت مع واحدة رايدة تعرف مين سرجها جالها إنه هايفتح المندل فزيت فيه الولية هربت و هو فضل كيف الصنم بعدها عطيته ميه مجري عليها قران و أذكار شربها و فضلت يچيب اللي في بطنه عرفت دغري إنه راكبه حاچة جلت لازم

اتحركت والحجه

ابتسمت خديجة و قالت بإمتنان 

أنا مش عارفة اشكرك ازاي يا جدي حقيقي كان نفسي اقابلك من زمن يمكن تكون حياة بشار تكون احسن من كدا

رد الجد و قال 

كل شئ يا بتي بأوانه الحمد لله إن چبل لساته صغير يمكن يتعب في الاول عشان يتعالچ لكن كفاية إنه ها يكبر و يربى في دنيا نضيفة غير اللي كان فيها

ردت خديجة بإبتسامة متكلفة 

عندك حق

في شقة وجيدة و خالد

داخل المطبخ تحد يدا كان يقف خالد ينهي وجبة الغداء خاصته ظل يتجول المكان ينظف هنا و هناك كما علمته زوجته عفوا حذرته كان المهرج الذي يتجول في المكان و يصنع حركات بهلوانية ليجبرك على الضحك لكنه لا يريد أن يضحكك هو يصنع وجبته فقط وقفت على باب مطبخها تشاهده في شماتة مما يحدث له حاولت كبح إبتسامتها لكن باءت جميع محاولاتها بالفشل الذريع.

توقف خالد فجاة و قال بنبرة مغتاظة 

ضحكيني وياك عشان نفسي اضحك !

تنحنحت و قالت بجدية مصطنعة

فين الضحك ديه 

رد خالد و قال

اللي اعرفه عنك ما بتحبش الكذب ف ليه دلوجه بتكذبي 

ردت وجيدة و قالت بجدية

ماشي عندك حج جل لي يا خالد أنت في كلية تچارة كيف اتعرفت على خليل و هو داكتور 

وقف خالد أمامها يطالعها بنظرة علمتها جيدا تنحنحت ثم قالت

بتلعثم 

ديه مچرد سؤال فضولي مش أكتر رايد تحكي ماشي مش رايد خلاص نجفل على الموضوع عادي

رد خالد بهدوء و هو يستدار بجسده كله تجاه الصحن ليسكبه ثم قال

خليل صاحبي من زمان أمي كانت رچليها ات كسرت و ركبنا لها شرايح و مسامير و بعدها

احتاچت لعلاچ طبيعي و خليل هو الداكتور اللي كان بيعمل لها العلاچ ديه

تابع بهدوء و هو يمدح فيه قائلا

الشهادة لله هو راچل و چدع و عمر العيبة ما طلعت منيه و…

استدار ليكمل حديثه لكنه توقف من تلقاء نفسه حين و جدها تردد بخفوت و الإبتسامة تزين ثغرها قائلة

فعلا خليل چدع جوي جوي

سألها بنبرة تملؤها الغيرة حين ذكرت اسمه و علامات السعادة ترتسم على وجهها

في حاچة يا وچيدة !

أجابته بتلعثم و هي تلج المطبخ و قالت 

مافيش حاچة ها يكون في إيه يعني أني چاية بس اعمل وكل لي عندك مانع !

تابعها و هي تتحرك بتوتر ملحوظ على ما يبدو أن الأمر تطور مع زوجته أم هو الذي ينظر للأمر من زاوية أخرى لا يعرف غادر المطبخ تاركا إياها تعد الطعام بهدوء زفرت ما برئتيها و هي تتنفس الصعداء حمد لله على أنه لا يلاحظ اهتمامها الزائدة بالدكتور خليل 

صدح رنين هاتفها معلنا عن رسالة نصية هرولت بخطواتها المتلعثمة و جذبت الها تف

من فوق سطح المنضدة الزجاجي فتحتها و قرأتها بأعين مليئة بالسعادة و لأول مرة يرأها 

في هذه الحالة قطم قطعة من الشطيرة بغيظ مكتوم جلست على المقعد و بدأت تكتب ردا لرسالة خليل كان خالد يحدثها لكنها لم تنتبه له كرر حديثه للمرة الثالثة أو الرابعة و لم تعيره أي اهتمام وقف عن المقعد پغضب شديد علها تنتبه له و لكن لا حياة لمن تنادي

نظرت جنبا و قالت قبل أن تكتشف ذهابه منذ فترة ليست بالطويلة 

خير يا خال…

نظرت لطعامه و جدته كما هو تحاملت على نفسها ثم اتجهت نحو غرفته طرقتها بهدوء ولجت بعد أن أذن لها تنحنحت و قالت بتساؤل

مشبت كده من غير ما تجول إنك ماشي أنت كنت بتتحدد وياي 

رد بنبرة مقتضبة 

لا 

طب أني كنت حابة اروح ل حسنة چات من شرم الشيخ عشية و زين كان عازمنا 

دريت و مليش مزاچ اروح 

على كيفك أروح أني 

كده لحالك طب خدي أذن رچل الكرسي اللي في البيت

ردت وجيدة بنبرة جادة تذكره فيها بما حدث من قبل 

أني فاكرة إن أني جلت لك جبل كده إني أخرچ وجت ما أحب و أدخل وجت ما أحب 

هدر خالد بصوته الجهوري و هو يضرب بكفه على الجدار قائلا

ديه لما تكوني متچوزة واحدة صاحبتك مش متچوزة راچل و شايلة اسمه جلت ما فيش خروچ يبجى ما فيش زفت خروچ

التزمت الصمت ما تصاعد الأمر بينهما لصړاخ و حدة في الحديث غادرت المكان دون أن ترد على أوامره بكلمة واحدة كان يظن أنها ستتناقش في الأمر كسابق عهدها معه لكن التزامها الصمت جعله يهدأ تماما.

بعد مرور أكثر من ساعة

وقف أمام غرفتها طرقها ثم ولج بعد أن أذنت له تنحنح و هو يقول

جومي غيري خلجاتك عشان هنتأخروا على العشا

نظرت له و لم ترد سمح لنفسه بالدخول دون أن تأذن هي جلس على حافة

ابتسمت إبتسامة شديدة التكلف و لم ترد على مزحته داعب خدها و قال

فك التكشيرة ديه بجى

اعتذر لي الاول و جول حجك علي

أردفت وجيدة جملتها دون سابق إنذار نظرت له

وجدت تقلص عضلات وجهه تخبره بعدم رغبته في ذلك لم تكترث لهذا الوجه العابث و كررت جملتها قائلة 

اعنذر لي كيف ما بعتذر لك لما اغلط و ديه ما هعيبكش و اصل دي هايرفعك في نظري أكتر و أكتر

رد خالد و قال بمشاكسة 

جلت خلاص متزهادش علي بچلعك ديه و أني قمان ها تچلع عليك كيف ما بتعملي 

مستكبر تجول حجك علي ! 

لا 

طب جولها 

و بعد كده تستغلي ضدي 

أنت خابر زين إن ديه لا يمكن يحصل واصل أني رايدة لما حد فينا يغلط يعتذر ديه لا عيب و لا حرام

وضع خالد راحة يده على مؤخرة رأسها ثم قرب جبهتها و لثمها برفق و هو يقول

حجك علي متزعليش مني يا ست البنات زين كده !

ردت بإبتسامة إنتصار قائلة

ايوة زين

تابعت بعتذار هي الأخرى 

و أنت كقمان حجك علي عشان ضايجتك و مردتش عليك لما سألتني

طالعها بنظرات ناعمة لم تفهم مغزاها أو تعمدت تجاهلها اقترب خالد شيئا فشيئا كانت تشعر بأنفاسه تنعكس على وجهها لم تكن أولى محاولاته على ما يبدو أنه بدأ يتولد بينهما تلك المشاعرة العاطفية التي تأتي بعد الزواج كما قالت له والدته لتتحدث لكنه لم يمهلها هذه الفرصة

دار بداخل عقلها الكثير من التساؤلات هل توافق على إتمام هذا الزواج أم تنفصل عنه و قبل أن تجد إجابة هذه التساؤلات و كأنها كانت في إنتظاره منذ البداية صدح رنين الهاتف لكنها لم تستطع الرد بسبب يد خالد التي منعتها ثم قام بالقائه أرضا عندما علما أن المتصل خليل البيومي إذا هو يغار عليها كما فهمت توقف لحاجتهما للهواء نظرت له و قالت من بين أنفاسها المسموعة 

ليه كسرت التليفون ديه غالي

رد عليها و قال 

أني عندك أغلى صح يا وچيدة 

نظرت له و قالت بنبرة تملؤها العتاب و اللوم 

كيف مچلس الإدارة كده ما هو أغلى عنيدك اللي كلها كام يوم و تستلمه صح !

ابتسم بجانب ثغره و فجر قنبلته الموقوتة قائلا

أني اتنازلت عنيه من عشرين يوم لزين

نظرت له و تسألت بدهشة 

بتجول إيه 

أجابها بهدوء 

عبحبك يا وچيدة

خال….

كفى ثرثرة حتى الآن لم يعد لديه قدرة على التحمل منذ البداية و هو يشعر تجاهها بإرتياح ثم تحول لاعجاب و منه إلى حب كان عليه أن يتأقلم مع تلك الساق المبتورة حاول مرارا 

و تكرارا حتى نجح في هذه الخطوة و قبل أن يعترف دخل في حياته صديقه خليل البيومي 

دخل دون قصد لكن وجوده أكثر من اللازم غير مرحب به في حياة خالد و على خالد أن يخبر زوجته بما يجيش في صدره و عليها بدورها أن تختار الأصلح لحياتهما سويا .

لقد صدقت والدته حين قالت

لولا التفاهم لتدمرت العلاقات و عليك يا ولدي أن تخبر شريكك بأنك تريد أن تنعم بسلام معه فهذه أبسط امنياتك.

في غرفة حسنة و زين

مازالت تمكوث مع والدته في نفس المكان لن تخرج بهذه البساطة وقفت أمام النافذة تشاهدة الطريق نظرت لساعة معصمها و جدتها العاشرة و النصف مساء مازالت أختها لم ترد على هاتفها حتى زين لم يهدأ في اتصالاته التي تأمره بها زوجته عادت إليه و قالت 

كلم اخوك خالد تاني اتأخروا جوي

نظر زين في ساعة معصمه و قال

حسنة معتقدت إنهم هايجوا أساسا الساعة قربت على حدادشر

جلست حذائه و قالت بعصبية

يبجى جوم البس

و نروح احنا 

ازاي بس يا حسنة نروح من غير معاد 

ديه بيت اخوك و خيتي معاد إيه اللي بتتحدد عنيه !!

وضع زين الجريدة جنبا و قال بهدوء

يا حسنة الذوق و الاتيكيت بيقول كدا

ردت بنبرة ساخرة و هي تحاول تقليده 

الاتيكيت بيجول كده بجل لك إيه أني اللي اعرفه لما أحب اروح مقان اروحه غير كده لا

رد زين بنفاذ صبر متسائلا

و افرض بقى طلعوا نايمين و لا خرجوا نكسف نفسنا عشان حضرتك بتحبي تروحي المكان من غير أذن !

ردت بعصبية متسائلة

أنت عاوز إيه أنت دلوجه !

عاد يقرأ الجريدة من جديد و قال

مش عاوز حاجة اعملي اللي يعجبك

نظرت له بضيق و هي تتنفس پغضب مكتوم 

وضع من جديد الجريدة جنبا ثم قال بتساؤل

عاوزة إيه بس متزعليش نفسك كدا

ردت بضيق و هي تضع يدها أسفل خدها 

عاوزة اخرچ اشم هوا

ابتسم لها و قال بهدوء

و هو عاوزة يخرج يشم هوا يروح لخالد اخويا بردو 

اعمل إيه يعني أني اعرف حاچة غير هم و جلت لا ! 

طب قومي البس و نتفسح في أي مكان 

چد يا زين بتتحدد چد و الله 

اه و الله فيها إيه يعني قومي يلا

تابع برجاء 

بس معلش منتأخرش عشان عندي شغل الصبح بدري

و محتاج انام بدري

ردت حسنة قائلة بإحباط 

لا و على إيه بلاها منها الخروچة ديه و اصل 

ليه بس أنا بقل لك نخرج و نقضي ساعة برا و نرجع بدري أنا مش ممانع 

لا أصلها ملهاش لازمة الساعة ديه الوجت اتاخر أساسا

رد زين و قال بإبتسامة واسعة 

خلاص يا ستي متزعليش نفسك بكرا هحاول ارجع بدري و نخرج نقضي السهرة برا

تابع بنبرة تغلفها الحزن 

و دي تبقى هدية الطلاق ما هو خلاص فاضل عليه عشر أيام بس و تبقي حرة

في مساء اليوم التالي

كان زين يحاول الاتصال ب حسنة لكنها لم تجيب حاول أكثر من مرة حتى قامت بالرد عليه رد بلهفة قائلا 

فينك يا حسنة قلقاتيني عليك طب قربتي تخلصي و لا لسه قدامك كتير تمام مافيش مشكلة الساعة بتاعتك دي انا بقيت حافظاها عموما أنا فاضل أقل من عشر دقايق و اكون عندك مع السلامة .

انهى مكالمته و هو يتابع في المرآة السيارة التي تراقبه لاحظ خروجها منذ أن خرج من الشركة و حتى هذه اللحظة توقف فجاة بعد ق طع عليه مجموعة من الرجال الملثمين حاولوا جذبه من السيارة عنوة تشاجر معهم و لكنهم كانوا أكثر عددا و قوة بدأ الرجال في تهشيم عظامه مما جعله يسقط أرضا و هو يتأواه إثر الضربات العڼيفة التي تلقاها منهم 

وقف شداد كبير هذه المجموعة و قال

الداكتور عمر بيجول لك المرة ديه چات سليمة المرة الچاية پموتك و بيجولك خلي بالك لأن كلتها عشر ايام و يرچع اللي خدته منيه .

غادر شداد تاركا زين يسعل بشدة و هو يزحف على بطنه ليصل إلى هاتفه عله يجد من ينجده و قبل أن يصل إليه فقد الوعي.

بعد مرور ثلاثة ساعات كاملة 

خرج الطبيب من غرفة العمليات وقفت حسنة أمامه بلهفة من بين دموعها 

خير يا داكتور 

ردت والدته من بين دموعه و قالت

اقدر اشوف ابني إمتى يا دكتور 

ساعتين بس و تقدروا تشوفوا و ياريت بلاش كلام كتير 

حاضر

أتت وجيدة برفقة خالد الذي و لأول مرة تر زوجة أبيه لهفته على أخيه بهذا الشكل وقفت أمامه و قالت من بين دموعها 

ابني بيروح مني يا خالد زين اخوك بيروح مني و السبب حسنة ابوس ايدك خليها تبعد عنه هي و عمر

رد خالد بإبتسامة مترددة و قال 

اهدي يا أم زين إن شاء الله خير كيفه

هو دلوجه 

على الجهة الأخرى من نفس المكان كانت حسنة تشكو حالها لاختها و قالت

شايفة بتجول إيه الحيزبونة ديه 

اعذريها يا حسنة ولدها و جلبها و محروج عليه برضك

ردت حسنة و قالت بنبرة مغتاظة 

و هو مش چوزي إياك 

تابعت بعناد قائلة

طب بالعند فيها مش ها تطلج دلوجه و هاجعد على جلبها لحد ما ټموت بغيظها توريني بجى ها تعمل إيه !

ردت وجيدة بإبتسامة واسعة قائلة

الظاهر إن زين أمه داعية له في ليلة القدر و الظاهر قمان إن ربنا بيحبه جوي 

اتمألسي علي ياختي زين و الله لأعرفها إن الله حج تصبر علي بت الحسب و النسب ديه

بعد مرور ساعتين

استفاق زين من نومه و هو يشعر بالالم تعصف برأسه جسده كله مغطى بالضماض الأبيض و الكدمات أسفل عيناه و بعض الأماكن المتفرقة من الجسم نظر ل حسنة و قال بخفوت لكنها استطاعت تفسير ما قاله 

مش هاسيبه

مالت بجذعها و قالت بهدوء و هي ترتب له خصلات شعره الطويلة 

مين ديه ! 

عمر

سألته بدهشة قائلة

هو اللي عمل فيك كده

أجابها بإيماءة علامة الإيجاب نظرت له و قالت بعتذار 

معلش يا زين و الله لاخد لك حجك منيه صبرك بس عليا 

ششش أنا لسه ايدي ما اتقطعتش عشان واحدة ست تاخد لي حقي 

طب اهدأ دلوجه و بعدين نتحدوتوا فب الموضوع ديه الداكتور جال الحديت هايتعبك

ارخى جفنيه محاولا أن قسطا من الراحة ليتأهل لما هو قادم أما هي قررت أن تذهب إلى ذاك العمر لتوقفه عند حده كان في انتظارها ابتسم ما إن ولجت و الڠضب و الشړ يتطاير من عيناها وقف و قبل أن يتحدث قامت بصفعه صڤعة مدوية تحسس مكان صڤعتها و قال 

لدرچة ديه أني زعلتك كنت فاكر إن لما اخلصك منيه ها تفرحي عشان هنرچع لبعض تاني

ردت بإبتسامة حاولت فيها قدر المستطاع إستفزازه و في الحقيقة هي لم تفشل نهاىيا في استفزازه دائما 

أنا بقيت لزين خلاص بقيت مراتي شرعا و قانونا رضيت و لا عنك ما رضيت أنا شايلة اسمه كنت فاكرة إن حبك ليا هايخليك تبقى سعيد لسعادتي

هدر عمر و قال بصړاخ 

ادبتي في عجلك و لا ايه افرح إن راچل لمسك خد حاچة كانت حجي في يوم من الايام حاچة حرمت نفسي منيها في الحړام عشان تبجى حلالي و لما جرب الوجت

بجت لغيري 

ردت حسنة بهدوء حد الاستفزاز 

انساني يا عمر انساني عشان مافيش بديل تاني أنا مش ليك و لو حتي زين طلجني أني مش ليك يا عمر في الاول كنت صعبان علي دلوجه أني دلوجه جرفانة منيك و نفسي اجتلك بس يا خسارة هادخل السچن في حاچة متستاهلش

سألها عمر بهدوء قائلا

خلاص خلصتي حديتك

الماصخ ديه و لا لسه في حاچة في جلبك 

طالعته بنظرات ساخطة بينما هو تجاهل هذه النظرات و قال 

اسمعي بجى يا حلوة أنت لي سوى كان برضاك أو ڠصب عنيك و أني مابتنازلش عن حاچة تخصني غير بمزاچي و أني لسه مزاچي فيك يعني تجدري تجولي كده أني و أنت كيف الجط و الفار روحي لچوزك دلوجه وصدجيني لو حاولتي تستفزيني تاني هاتبجى بمۏته هو و على يدك

ابتسمت له و قالت بعناد

و أنا هافضل في ضهره لآخر العمر و هو حبيبي و وسندي و ضهري و لوفكرت تقرب منه يا عمر يبقى پموتك

هدر عمر بصوته الجهوري قائلا 

حسنة بكفاية لحد كده !!

بعد مرور أسبوعين كاملين

التزم فيهم زين الصمت و لم يتحدث بكلمة واحدة بعد خروجه من المشفى و استكمال علاجه في البيت حاولت حسنة أن تتأسف لكن لا يفيد ما تفعله لم يعد يحدثها كما كان يفعل اليوم تحديد أصعب يوم مر عليها معه 

كان اليوم هو موعد فك الضماض من يده و ساقه تمر الدقائق و كأنها دهر على زين على ما يبدو أن الطيب يتفق مع ذاك العمر كانت حسنة واقفة حذاء والدته تشاهد ما يفعله الطبيب بزوجها و أنتهى أخيرا من فك آخر جزء من الضماض الاسمنتي ذو اللون الأبيض وثب زين عن المقعد غير مباليا بتعليمات الطبيب الذي لم يكمل تحذيراته بعد هرولت حسنة محاولة إيقاف زوجها لكنه لم يبال لهذا التوسل قفز بين سلالم الدرج بسرعة فائقة عبر البوابة الداخلية و منها حيث سيارته استقلها ثم أمر الحارس بأن يفتح له لكنه لم يمتثل لأوامره بعد أن حذرته والدة زين 

ضغط على المكابح بقوة شديدة ثم اندفع تجاه البوابة ل يصدر عنهذه الدفعة ك س رها.

استقلت حسنة السيارة الجديدة التي ابتاعها لها زين و طلبت من السائق الذي عينه لها قائلة

خليك وراه يا عم چمال يمكن نلحجوا 

حاضر يا بتي ربنا يستر زين و أني عارفه ما هيسكتش واصل غير لما ياخد حجه

كانت تحاول الاتصال به لكنه لا يرد على جميع الاتصالات سوى إن كانت منها أو من والدته حتى 

والده لم يرد عليه تأزم الوضع كثر من ذي قبل

بعد مرور وقت قصير استطاع سائق حسنة أن يسير على نفس الطريق الذي يسير فيه زين 

نظرت له عبر النافذة و هتفت بصړاخ عله يتوقف لكنه لم ينظر ل شئ سوى صورة عمر الذي سخر منه و فعل به ما فعله .

وصل أخيرا إلى المزرعة التي يجلس فيها الجد حسان و أحفاده دفع الباب بقدمه و هو يهدر بصوته الجهوري حتى برزت عروقه قائلا

عمر يا دهشوري 

ابتسم عمر لسقوط زين في الفخ الذي نصبه له من البداية تنهد و هو يصطنع الجدية قائلا بتساؤل 

خير من ينادم علي كده !

نظر الجد بذات الإبتسامة الخبيثة و قال

تفتكر إنه يا عمر !

كاد أن يرد عليه لكن دخول زين المفاجئ بعد أن تهجم عليه و قبل أن يقف عمر من خلف مكتبه قام بلكمه في وجهه أكثر من مرة لم يمهله الوقت ليرد أو يتسأل عن السبب بل جذبه زين من ياقة قميصه ثم قام بسحبه خلفه كالبهائم القى 

بجسده وسط المزرعة ثم بدأ بركله في بطنه جلس على بطنه بعد ذلك و قام بلكمه عدة لكمات

وقف بشار يشاهد ما يحدث في ساحة الحر ب الذي صنعها زين كاد أن يفض الڼزاع لكن عكاز الجد منعه و هو يقول بإبتسامة واسعة 

سيبه عمر اللي بدأ و عمر اللي لازم يحط على ولد القصاص احنا محدش يحط علينا واصل 

يا چدي ولدنا اللي غلطان عيب اللي عمله كده 

و لدنا يغلط كيف ما يحب و احنا نداري على غلطه جصاد الناس لكن بينتنا ندي فوج دماغه 

مد زين يده في جانبه و قال بنبرته الواثقة من بين أنفاسه المسموعة 

الراجل بيتعرف من افعاله و الراجل اللي بجد بيعمل ما بيقلش و لا يأجر رجالة ياخدوا حقه

وقفت حسنة أمام زين و قالت بتوسل من بين دموعها 

ابوس ايدك يا زين و الله ما يستاهل تتضيع نفسك عشانه سيبه عشان خاطري

زحها جنبا و تابع حديثه قائلا

اتفرجي على حبيب القلب و هو بېموت قصاد عينك

قام زين بإطلاق الړصاصة لتستقر داخل صدر عمر الذي لم يتوقع كل هذا من البداية تحامل على نفسه متكأ على جذعه بعد

أن قام بجذب السکين الصغير قام بتوجيهها نحو زين استقر في ظهره ابتسم عمر قبل أن يغمض عيناه و قال بخفوت 

أني ارچل من عيلتك كلتها يا ز ي…

يتبع

الفصل الحادي عشر 

الراجل بيتعرف من افعاله و الراجل اللي بجد بيعمل ما بيقلش و لا يأجر رجالة ياخدوا حقه

وقفت حسنة أمام زين و قالت بتوسل من بين دموعها 

ابو س ايدك يا زين و الله ما يستاهل تتضيع نفسك عشانه سيبه عشان خاطري

زحها جنبا و تابع حديثه قائلا

اتفرجي على حبيب القلب و هو بېموت قصاد عينك

قام زين بإطلاق الړصاصة لتستقر داخل صدر عمر الذي لم يتوقع كل هذا من البداية تحامل على نفسه متكأ على جذعه بعد أن قام بجذب السکين الصغير قام بتوجيهها نحو زين استقر في ظهره ابتسم عمر قبل أن يغمض عيناه و قال بخفوت 

أني ارچل من عيلتك كلتها يا ز ي…

جوم يا عمر جوم يا حبيبي ليه بتعمل في روحك كده !

هدر الجد حسان بصوته الجهوري و قال 

اجفل الباب يا ولد

تابع بنبرة آمرة قائلا

حد ينادم على الداكتور صفوت جوام

ختم حديثه قائلا بتحذير 

اوعاك أشوف و لا اسمع إن حد عرف باللي حصل اهني واصل

بعد مرور نصف ساعة

كانت حسنة واقفة على أمام جدها تهدر بصوتها و تقول بحدة 

يعني إيه تقول للدكتور تسيب زين و يخلص ل عمر الاول 

حدجها الجد بنظرات ساخطة ثم قال

اكتمي يا بت و مسمعش حسك واصل

ردت حسنة بنبرة محذرة قائلة

أنا ها قلب عليكم الدنيا و أعرف أهله اللي حصل يا عيلة ما عندهاش ضمير

صفعها الجد حسان صڤعة مدوية و قال

ها جول إيه ما أنت فاچرة كيف اللي خلفتك بالتمام

اتسعت أعين حسنة غير واعية لم يحدث الآن لقد صفعها و وصفها بالعاهرة تمام ك أمها غلت الد ماء في عروقها و تصاعد الأدرنالين في مخها نظرت له و قال بحكمة رجل يعرف ببواطن الأمور 

أنا لو زي أمي يا حسان بيه كنت عرفت وجيدة اللي حصل و ليه أمي اطلقت لتكون فاكرني بت هبلة و مش عارفة شغل الأبالسة اللي داير عليها 

لا فوق و أعرف أنت بتتكلم مع مين دا أنا حسنة و الأجر على الله يعني أنت و اللي يتشدد لك بإشارة من صوباع رجلي الصغير تروحوا ورا الشمس أنا لو سا كتة ف فأنا ساكتة بمزاجي لكن اللي يقرب من جوزي اقسم بالله امحي من وش الدنيا .

ابتسم لها إبتسامة ماكرة و هو يتسأل بهدوئه المعتاد 

عشجتي ولد القصاص يا حسنة عرف يضحك عليك صح 

اقترب منها خطوتين بينما هي تراجعت مقابلهم ثلاثة خطوات التصق ظهرها بالجدار و الړعب يدب في أوصالها احتوى رقبتها بكفه المجعد و قال

اوعاك تفكري إن أني بتهدد أني أكلك و ابلع وراك بكوبية جهوة و احلف إن أني معرفش حد بالإسم ديه

ختم حديثه قائلا

لا و اجيب شهود قمان

بكفاية لحد كده يا چدي بكفاية بجى !!

ترك الجد حسان يده و قال بنبرة آمرة 

أنت ها تفضلي اهني و ها نبعت ل فؤاد القصاص يچي ياخد ولده و بعدها نطلبوا الطلاج 

و أنا مش موافقة 

ڠصب عينك أني كلمتي تتنفذ

نظر الجد ل بشار و قال بنبرة آمرة لا تقبل النقاش

البت دي تترمي في الدار مطلعش منيه واصل لحد ما زين يطلجها و ټوفي عدتها بعدها عمر يكتب عليها و اح….

عقدت حسنة ساعديها أمام صدرها و قالت بنبرة محذرة لكنها مبطنة و

الجد يعلمها جيدا 

أنا عاوزة اروح مع جوزي يا وجيدة و دا عشان بحر الد م ما يتفتحش أكتر من كدا

سارت بخطواتها الواثقة وقفت أمامه و قالت 

و دا ل مصلحتك صدقني أنا بخاف عليك يا أبو وجيدة ها قلت إيه !

طالعها الجد بنظرات نا رية ثم عاد ببصره ل حفيده بشار و قال 

خليها تغور من اهني و أني بعدين اتحدد وياها

غادر الجد بخطواته التي لا تتناسب مع عمره بينما كانت حسنة تتبختر في مشيتها و هي تخبر الجد قبل أن يغادر 

ربنا يخليك لينا يا أبو وجيدة دا العشم بردو

تابعت حديثها بنبرة ساخرة لكن بين طياتها وعيد 

يلحقه ټهديد حين قالت

راجعة لك عشان نتحاسب يا جدو

في شقة خالد و وجيدة

كانت تطهي الطعام لشخضا واحد لم تصنع لزوجها أي طعام منذ تلك الليلة التي لم يكتمل فيها زواجهما و عادت الأمور أسوء من ذي قبل لقد ردت له الصاعين صاعين ثأرت لنفسها حين اتهمته بأنه ليس الرجل المناسب لها هي نفسها لا تعرف لماذا فعلت هذا كان كل شئ يسير بشكل طبيعي حتى تحدثت بطريقة لاذعة لا يتقبلها أي رجل محله .

ظنت أنه يسألها لماذا هذا و يعتذر لها في النهاية لكن جرت الرياح بما لا تشهتي السفن تركها تأنب

حالها على ذلة لسانها بل إھانتها له 

نظرت لساعة الحائط وجدت أنه على وشك الوصول من عمله الذي بات يجلس فيه أكثر من اللازم اطفئت الموقد و بدأت في سكب 

و جبتها تحاملت على نفسها متجهة نحو المائدة وضعت الطعام ثم جلست على المقعد كادت أن تأكل لكن دخوله ق طع عليها تناولها 

ابتسمت له عله يبتسم لكنه تبادل بإبتسامة شديدة التكلف نظرت للصندوق الذي يحمله بين يده و لم تعلق على شئ جلس على المقعد المقابل و بدأ في تناول وجبته التي ابتاعها قبل عودته إن كان هذا مشهد تمثيلي ف هم ممثلين صامتين تنحنحت وجيدة و قالت بهدوء 

النهاردا معادي مع الداكتور خليل عشان الچهاز الچديد و كنت رايدة امشي بدري شوية عشان الحج العيادة

مضغ لقيماته بهدوء شديد و قال

روحي مطرح ما تحبي أني برا حساباتك أصلا

سألته بنبرة حزينة قائلة

لساتك زعلان مني 

رد على سؤالها بسؤالا آخر و قال

مين أني و الله ما زعلان أنت عندك حج مش أني الراچل اللي ينفعك چايز يكون..

ردت وجيدة مقاطعة بهدوء 

أني عارفة إني كنت غبية في تصرفي ديه بس صدجني أني كان جصدي اوچعك كيف ما وچعتني مش اكتر

ابتسم لها بمرارة و قال

وجعك وصل و خدتي حجك زعلانة ليه اعتقد إنك لازم تفرحي أنت خدتي بتارك مني و جدرتي تردي حجك مش كده 

أني آسفة يا خالد و الله ما كان جصدي واصل 

متعتذريش يا بت الناس الموضوع انتهى خلاص و صدجيني م زعلان منيك واصل أني بس زعلان على حاچة تانية

سألته بفضول و قالت

حاچة إيه دي 

أجابها

بهدوء 

خسړت صفقة كابيرة جوي و كانت ها تنجلني نجلة تانية واصل

ردت قائلة

احسن

نظر لها و لم يعقب علي شماتتها كنها ردت مصححة نيتها قائلة

مش جصدي و الله يا خالد أني جصدي إن أنت بتتعب و تشجى و في الآخر تعبك كله بيروح لحد تاني واصل ليه كده يا واد الناس 

جصدك إيه 

جصدي إنك تفتح شركة چديدة مش شرط يا سيدي شركة كفاية مكتب صغير 

بعد ما كنت مدير تنفيذي وفي شركة أبوي ابجى صاحب مكتب صغير !!

ردت شارحة و هي تقف عن المقعد و تلملم بقايا الطعام 

الصغير مسيره يكبر يا خالد و بعدين ما أنت ياما اشتغلت و رچعت بيتك الفچر و الآخر خدت إيه و لا حاچة لكن لما تتبعب و تشچى في مالك هتلاجي تعبك ديه بعد كده و لعيالك من بعدك .

حمل باقي الصحون و سار خلفها بنفس خطواتها البسيطة و بدأ يحدثها عن الفمرة التي القتها في ملعبه ولج المطبخ خلفها و قال

ايوة بس المكتب هياخد وجت كبير على ما النلس تعرفه !!

ردت وجيدة بنبرة تحفيزية قائلة

بالعكس مين جال كده أنت ليك ماشاء الله علاقات كاتيرة جوي و زينة مع الناس تجدر تعمل كل ديه و أكتر في بحر سنة بالكتير

بدأت الفكرة تروق له و هو يؤكد على حديثها قائلا

سنة إيه بالعكس بعلاقاتي ديه هتبجى في ست أشهر بالكاتير ديه غير الدعايا اللي ها عملها في كل مقان 

شفت بجى لما بتفكر بتعمل شغل زين ازاي 

أني من بكرا الصبح ها مشي في إچراءت المكتب و افتحه

رد بتساؤل قائلا

بس هافتح المكتب ديه فين 

افتحه في حتة زينة و تكون الرچل بتدب فيها عشان يتشهر بسرعة

اتسعت عيناه فرحا و قال

اهنى

سألته وجيدة بعدم فهم و قالت

اهني فين يا حيبي معلاش ماوخداش بالي 

اجابها خالد بهدوء قائلا

اهني يا وچيدة في شقتي

ردت موضحة بسبابتها قائلة

جصدك شقتي أني يا جلب وچيدة أني مش أنت !!

ردت خالد بجدية مصطنعة و قال

أنت مش طالبة الطلاج من كام يوم 

ديه من كام يوم يا حبيبي ميبجاش جلبك اسود كده دي شجتنا و مش ها سمح لحد يبعدني عنيها واصل و لا حتى أنت

رفع ذقنها بأنامله و قال 

دلوجه بجيت كد المجام !

ردت بإبتسامة واسعة و نبرة ناعمة 

طول عمرك يا حبيبي 

أني مش جادر أنسى اللي حصل من كام يوم بعدي عني و إن كان على الشجة أني ابجى اچيب لك غيرها بعدي يلا

بس بجى عشان مش جادرة اسامح حالي على حديتي و ياك من يومها يلا جل لي بحبك 

عادت المياه لمجارها بين خالد و وجيدة و لم يتحدث أحدهم عن الماضي فهو لا يحبذ هذا النوع من العتاب حتى لا تفتح أمور لا يحمد عقباها .

في

مساء نفس الليلة

جلس بشار أمام جده ليخبره بما يكمن في قلبه طالعه في هدوء عجيب على ما يبدو أن الجد ج س ده مع بشار و عقله في تهديدات حسنة هتف عدة مرات بخفوت قائلا

چدي يا چدي 

في إيه يا بشار ! 

رحت فين بكلمك من الصبح و أنت مش معاي واصل

رد الجد بضيق ظاهر على ملامح وجهه و قال 

معلاش بس راسي فيها مليون حاچة

سأله بشار و قال 

خاېف من حسنة مش كده 

نظر الجد لحفيده و لم يرد عليه بينما تابع بشار قائلا 

ما تخافش يا چدي حسنة لو كانت رايدة تتحدت كانت عملتها من زمان ديه مچرد ټهديد خايب مش أكتر

دب الچد عكازه و قال پغضب جم 

و أني متهددتش

تابع بوعيد قائلا

صبرك علي يا حسنة بكرا تعرفي كيف ترفعي عينك في أسيادك معلاش الصبر حلو برضك

سأله بشار بجدية عله يعرف ما يدور برأسه الجد و قال 

ناوي على إيه يا كبير 

رمقه الجد و قال بإبتسامة ماكرة 

ها تعرف كل حاچة في وجتها يا بشار

تنحنح ثم عاد من جديد لسؤاله 

كيفه چبل 

رد بشار و قال 

لساته تعبان 

و چدك سالم كيفه ! 

زين يا چدي بس لساته بيشك في 

حجه يا ولدي اللي شافه مننا مش شوية أنت بس خليك كيف ما أنت مبين للناس كلتها عدواتنا و حاول على كد ما تجدر ما تچيش المزرعة 

ليه ! 

النهاردا حسنة شافتك و ديه حاچة مهمة بالنسبة لها و ها تستخدمها ضدك مليح 

و العمل 

سيب لي حسنة أني ليا تصرف تاني و خليك أنت في بيت چدك سالم اليومين دول و وجت التنفيذ أنت خابر ها تعمل إيه زين

ابتسم الجد و قال بتباهي 

الأسياد فرحانين برچوعك يا بشار و الشيخ المرعي مكنش مصدج روحه

ختم حديثه قائلا بهدوئه المريب 

مبروك حبل مرتك

تبدلت ملامح بشار و قال بضيق 

عرفت كيف

ضحك الجد و قال

احنا بنعرفه الطالع و المكشوف مش ها نعرفه إن مرتك سجطت قجبل كده و حبلت تاني 

ختم حديثه و قال 

سجوط مرتك كانت جرصت ودن من الأسياد خلي بالك يا بشار احنا لينا عيون في كل مكان 

وجت ما تفكر تجل ويانا ها تكون أنت و مرتك و اللي في بطنها في خبر كان .

داخل غرفة خديجة و بشار 

كان شاردا في ما دار اليوم من احداث سريعة و متلاحقة نظرت له خديجة ثم قالت بإبتسامة واسعة و هي تضع يدها على باطنها 

الظاهر يا شمس يا حبيبتي إن بابا في عالم تاني و مش فاضي لنا خالص.

انتبه لندائها للمرة الخامسة و هو يقول بعتذار 

بتادمي يا ديچا معلاش كنت سرحان شوي 

لا دا واضح إن مش معايا أساسا مالك في إيه 

بلع بشار لعابه و قال

ديچا إيه اللي يخليك تزعلي مني و تبعدي عني 

ردت على سؤاله بسؤالا آخر و قالت

و اعمل كدا ليه أصلا إذا كان كل حاجة بتزعلنا من بعض بعدنا عنها

تابعت بهدوء و هي تنظر له 

إلا إذا كنت رجعت لشغل الدجل و الشعوذة من تاني يا بشار 

طالعته بينما هو حاول التهرب من نظراتها اعادت وجهه لها و تكرر سؤالها قائلة بتوجس 

اتكلم يا بشار و صدقني ها قف جنبك زي ما بعمل دايما رجعت للعالم دا تاني قول إن جدك ڠصب عليك لكن مستحيل تكون رجعت له بمزاجك ساكت ليه رد و

اتكلم

فرغ فاه بشار ليعترف لكنه توقف فجاة و عيناه تتسع عن آخرها نظرت خديجة خلفها حيث ينظر بشار كادت أن تصرخ لكنه منعها و قال بهدوء

اوعاك ټصرخي اوعاك يا خديچة

رفع الدثار عن جسده متجها نحو الباب وضع يده على المقبض الحديدي و حاول فتحه لكنه لا يعرف و كأن يد من حديد هي الممسكة به 

ابتعد قليلا و تنفس بعمق و هو مغمض العينين فجأة انفتح الباب و كأن شيئا لم يكن 

خرج من الغرفة ليصدم بما هو أسوء لقد سيطر الجد حسان على بيت الجد سالم و بدأت المعركة المنتظرة كان الجد سالم و احفاده جالسين في بهو البيت يحاولون السيطرة لكن دون جدوى نظر له الجد و قال 

وحدك يا بشار اللي تجدر تردهم اقرأ يا بشار 

احر جهم يا بشار يا ولدي

نظر بشار ليد ز و جته المتشبث به و هي تحثه على فعل ذلك لانقاذ الجميع لقد وقع في الإختيار إما أن يحر بيت الجد سالم بأحفاده و ينتصر الشړ كعادة حسان أو يقبل بحر ق أسياده و طردهم من المكان قبل معرفة محل چثة وجيدة و انتشلها من قپرها 

إن فعل هذا سوف يخسر ابنه للمرة الثاني 

ماذا يفعل هزته خديجة في كتفه ليعود من شروده بعد تتدمر البيت بالكامل حسم أمره و هو

يقول 

سيبهم يا چدي ياخدوا اللي هما عاوزينه

سأله الجد سالم بذهول 

اسيبهم ينبشوا في الجبور !

تراجعت خديجة و هي تر بأم أعينها زوجها يعود من جديد لما كان يفعله من قبل وضعت يدها على فاها بلعت لعابها بصعوبة

بالغة نظر لها بشار و حاول أن يقترب منها لكنها رفضت و قالت

اياك تقرب لي يا خا ين العيش و الملح

لم يمتثل لأمرها و اقترب ليحدثها لكنها لم تستمع لحديثه بل صڤعته صڤعة مدوية ثم قالت

اخس على القلب اللي حبك و حلف يكون معاك رغم كل بلاويك السودا طلقني و إياك تحلم في يوم إنك بنتك و لا ابنك لأنك متستهلش تكون أب كفاية عليك طاعة الأسياد اللي أنت واحد منه…..

بترت باقي حديثها بعد أن حدث هزة أرضية جعلت الجميع يتحركون من أماكنهم حاول بشار مساعدة خديجة قدر المستطاع هدرت بصوتها كله قائلة

إيه اللي بيحصل دا في إيه د عليا ساكت ليه 

قوم فهمني أنا فين و أنت مين و إيه جبنا هنا 

بشار بشار

هزته و هي تردد من بين دموعها قائلة

بشار إيه الډم اللي صدرك دا بشار رد عليا ساكت ليه بش….

الفصل الثا ني عشر 

لم يمتثل لأمرها و اقترب ليحدثها لكنها لم تستمع لحديثه بل صڤعته صڤعة مدوية ثم قالت

اخس على القلب اللي حبك و حلف يكون معاك رغم كل بلاويك السودا طلقني و إياك تحلم في يوم إنك بنتك و لا ابنك لأنك متستهلش تكون أب كفاية عليك طاعة الأسياد اللي أنت واحد منه…..

بترت باقي حديثها بعد أن حدث هزة أرضية جعلت الجميع يتحركون من أماكنهم حاول بشار مساعدة خديجة قدر المستطاع هدرت بصوتها كله قائلة

إيه اللي بيحصل دا في إيه د عليا ساكت ليه 

قوم فهمني أنا فين و أنت مين و إيه جبنا هنا 

بشار بشار

هزته و هي تردد من بين دموعها قائلة

بشار إيه الډم اللي صدرك دا بشار رد عليا ساكت ليه بش…

كادت أن تهزه مرة أخرى لكن يد الجد سالم منعتها من ذلك جثا على ركبتيه مناديا على أحد أحفاده ليساعده في رفع بشار عن الأرض

لم تعد شيئا هل هو يساعده لأنه الطيبة من شيمه أم لأن بشار يستحق المساعدة عاد لوعيه بعد مرور عشر دقائق كاملة جلس متربعا و هو يلتقط أنفاسه بصعوبة بالغة نظر لجده و قال بنبرة منهكة

الشيخ المرعي ماټ

اتسعت أعين الجد بسعادة و قال

عرفت كيف !

أعطى بشار كأس المياه لحفيد الجد ثم قال

لسه مبلغني دلوجه

بلع لعابه و قال

كده استحالة چدي يعرف مقان الجبر و ينبش في إلا بمساعدة اسياده و دول خلاص اتحبسوا و محدش ها يعرف يخرجهم

وضع الجد سالم يده على كتف بشار و قال بسعادة 

عفارم عليك يا بشار يا ولدي هو ديه اللي أني منتظره منك راچل صح و كد كلمتك

تابع بقلق و قال 

أني خاېف عليك يا ولدي أنت كده خنت العهد و ديه عقابه كابير جوي عنديهم

ردت خديجة من بنبرة مرتعشة و قالت 

يعني إيه يعني ممكن بشار يجرا له حاجة 

ابتسم لها بشار أبتسامة شديدة التكلف و قال كاذبا مطمئنا إياها 

محدش ها يجدر يعمل لي حاچة أني حبستهم كلتهم

ردت بحزن دفين 

طب و الچرح اللي في صدرك دا من إيه 

رد الجد قائلا 

دي محاولة منيهم عشان يرچع عن الطريج اللي هو ماشي في و الحمد لله ربنا سترها

تابع الجد و هو ينظر ل بشار 

اسمع يا ولدي أنت مش ها تسيب الدار ديه ها تفضل ويانا و قمان چبل هنعالچه واد اخوك و ها يعيش حياته كيف باجي البشر

رد بشار و قال

معلاش يا چدي مش حابب أسبب لك أذى أني ها خد واد اخوي و مرتي و نمشوا من اهني

رد أحد احفاد الجد و هو يمد يده تجاه بشار و قال باسما 

حط يدك في يدنا و نحاربوا الشړ و نجضي عليه جوم يا شيخ بشار داوي واد اخوك و خلي بالك منيه ديه أمانة ربنا ها يسألك عليها يوم الدين

نظر بشار ل ز و ج ته التي أومأت برأسها علامة الإيجاب ساعدته في النهوض ليضع يده في رجب الذي يكبره بعامين تحامل على نفسه رغم الآلم التي يشعر بها في ج س ده 

نظر للجد و قال بأدب 

بعد أذنك يا چدي ها روح ل چدي حسان

تحامل الجد على نفسه و قال بهدوء و حكمة 

خابر يا ولدي رايد تروح ليه بس صدجني كده زين البعد هو الحل الاصلح للكل على الأقل في الوجت ديه 

طب و عمر واد عمي ها سيبه كده ل

شي طانه 

تنهد الجد و قال بإبتسامة بشوشة

عمر عاجل و عيعرف الصح من الغلط اللي كان مت سلط عليه كان شديد جوي و اهو راح مع اللي راحوا

نظرت خد

يجة للجد و قال بعدم فهم 

أنا مش فاهمة حاجة خالص يا جدي إيه اللي حصل و ماله عمر 

ابتسم لها و قال 

معلاش يا بتي جدرك تتدخلي في عالم متعرفيش عنيه حاچة واصل

تابع موضحا 

عمر ۏجع ضحېة چديدة ل حسان فضل واره لحد ما كان عاوز يعمل في كيف اللي عمله في بشار

نظر الجد لبشار و قال بإمتنان 

بس بشار ولد حلال و عرف ديه و قرر يساعده

عادت لعدم فهمها للأحداث من جديد تنهدت ثم قالت

يعني طول الفترة اللي فاتت دي عمر مكنش هو عمر اللي نعرفه و جده كان مسيطر عليه بتصرفاته 

رد الجد

و قال بهدوء و حكمة

مش بالظبط كده بس عمر كان ماشي في سكة اللي يروح ما يرچعش منيها واصل

تنحنح رجب و قال بأدب 

بعد أذنك يا چدي رايد اغير ل بشار على چرحه جبل ما يتلوث

رد بشار و قال بإمتنان 

متشكر يا رچب أني زين ديه چرح سطحي

ردت خديجة بتساؤل يتخلله الخۏف 

هو أنت كدا يا بشار حبست بسم الله اللهم احفظنا العفاريت و الجن في البيت هنا احنا كدا مش هنتأذي !

ضحك الجد و قال باسما 

مټخافيش يا بتي البيت متحصن بآيات الله 

و بعدين بينا و بينهم عالم تاني واصل يعني لو حد فتح لهم يبجى بشار

رد بشار و قال بنبرة حزينة لكن حاول تغييرها 

أو چدي يجدم قربان من دمي عشان يچددوا العهد معاه و يساعدوا في فتح المجبرة

تغيرت ملامح الجد لكن سرعان ما عاد لثباته الإنفعالي و قال بمرح مصطنع

متجلجش يا ولدي چدك حسان عشان يعمل اللي بتجول عليه ديه محتاچ حد تاني زي الشيخ المرعي و اظن إنه ما عيهملش ديه دلوجه

رد بشار و قال 

تبجى متعرفش اخوك زين يا چدي 

للأسف يا ولدي خابره زين و ربنا وحده اللي جادر يخلصنا من شره ديه .

داخل غرفة حسنة و زين

كانت جالسة على المقعد المقابل للفراش تستمع لتساؤلاته العديدة و ترد بكل صدق 

ابتسمت له و قالت بهدوء 

أني مش مچبرة ابرر لك و لا احلف لك عشان تصدجني بس أني فعلا معرفش مين جال كده ل عمر حاچة تانية كيف أني ها كلمه كده و أني مش ضايجة اطل في خلجته من يوم اللي حصل

رد زين على سؤالها بسؤالا آخر و قال 

و هو دا السؤال اللي بسأله لنفسي كل شوية ازاي حسنة توعدني بحاجة و ترجع فيها 

ردت حسنة مقاطعة زين قائلة

اسمعيني يا زين أني مش واحدة لامؤاخذة كيفها تعشج الرچالة و مش ها كدب عليك و اجول إن عمر ديه مكنش في بالي و لا كنت عبحبه ابجى كدابة على نفسي و عليك برضك

تابعت موضحة مغزى حديثها 

بس برضك تصرفات عمر في الفترة الاخيرة كانت نابعة من جلبه المحر و ج على حبيبته اللي عنادته و اتچو زت غيره يعني في نظري عمر معذور

طحن زين على أسنانه و هو يستمع لمبرراتها ل حبيبها السابق أو الحالي لم يعد يعرف بعد كل هذه التصريحات بينما هي تابعت حديثها قائلة

ديه ما يمنعش إنه غلطان من ساسه لراسه كيف ما بيجولوا أني بعدته أكتر من مرة عني و على يدك كان كل ما ياچي اهني كنت بتعرف و لما كان بيتحدت في التليفون من رقم غريب كنت بعرفك و ديه لأني مش واحدة خاېنة ديه لأني بحافظ على اسمك اللي أني شايله دلوجه

ختمت حديثها و قالت 

شوف رايد تعمل إيه و اني مستعدة و قمان متنازلة عن كل حجوجي لأنها ببساطة مش من حجي

نظر لها زين و قال بمرارة 

أنت عاوزة إيه ! و صدقيني ها عمله و أنا راضي من كل قلبي حتى لو طلبت الإنفصال و دا حقك طبعا لأن الحب مش بالعافية و أنا مقبلش على نفسي إني أجبرك على حبك ليا

وقفت حسنه عن المقعد بهرجلة مما جعل المقعد يسقط أرضا و هي تقول 

أني عاوزة اطلج عشان أنت مش رايدني و الحب مش بالعافية كيف ما بتجول و لا أني قمان اجبل على نفسي اتذل لك عشان تحبني يا ولد القصاص

ختمت حديثها قائلة

مرتاح كده !!

سارت بخطواتها الواسعة و السريعة تجاه النافذة و قفت تتنفس بسرعة شديدة و كأنها تعرج إلى السماء نظرت له ثم عادت ببصرها للنافذة الإبتسامة لا تفارق شفتاه بعد شبه الإعتراف الذي قدمته له أثناء جلسة المصارحة التي دارت بينهما اتجهت نحوه و قامت بضربه في كتفه ليتأواه بصوت مرتفع لكنها لا تبالي لصرخاته تلك التي تصدر من بين ضحكاته لا يفشل في استفزازها غادرت الغرفة بأكملها بعد أن ثأرت لنفسها منه على طريقتها حاول أن يستوقفها لكنها رفضت و بشدة .

في شقة وجيدة و خالد

كان خالد ينهي آخر إجراء بينه و بين الشريك

الجديد الذي قرر أن يشاركه في المكتب كان خالد يشعر ب سعادة لا توصف جلست وجيدة 

على المقعد بهدوء بعد أن تناولت دوائها وضعت القهوة الساخنة و هي تستمع لسؤال 

ز و جها 

رچليك كيفها دلوجه 

الحمد لله احسن شوية

ترك ما بيده و قال بهدوء 

اكشفي رچليك كده خلينا اشوفها حكم أني خابرك زين كلمة الحمد لله عنيدك في الحلوة و المرة

ترددت في كشف سا قها خجلا و خوفا من ردة فعله لكن إصراره كان أكبر من هذا الخجل كشفت عن سا قها بتردد في بادئ الأمر إلى ساعدها هو بعد تركه للحاسوب النقال 

قام بفرد سا قها و بدأ يفحص الساق المبتورة 

جيدا عاد ببصره لها و قال

إيه ديه يا وچيدة رچليك متلهبة جوي جوي 

من إيه كده

ردت بتوتر من ردة فعله و قالت 

ها جولك بس متزعجش 

جولي 

الچهاز الچديد هو اللي عمل فيا كده و لما اتصلت على الداكتور خليل جالي اروح له العيادة

رد خالد بتساؤل

و مرحتيش ليه و ليه متحددتيش وياي 

ابتسمت بتردد و قالت

ما هو اني كنت مشغولة وياك في حكاية المكتب الچديد ديه و بعدين الصراحة كده اني مستحية اكشف رچلي ل خليل

تنهد خالد بعمق ثم قال پغضب مكتوم 

مستحية تكشفي رچليك على داكتور ماشي لكن ربنا

خلج مقانه مليون داكتورة نفس تخصصه كان في عقلك يا أم مخ تخين 

خلاص بجى يا خالد أني غلطانة إني جلت لك أصلا

رد خالد بهدوء عن ذي قبل و قال 

طب معلاش حجك علي بعد كده تعرفيني و أني ها تصرف لكن ما تسبيش حالك كده

ردت بنبرة حزينة قائلة

حاضر

جلس حذائها و قال بعتذار 

خلاص متزعليش مني و الله اتضايجت لما لجيتك كده و أنت بتهملي في روحك عشاني

توسدت صدره بعد أن دفعها بهدوء لتضع رأسها يسار صدره ردت بذات النبرة الحزينة 

اعمل إيه يعني چوزي بيحضر لأهم مشروع في حياته اشغله أني بچلعي ديه 

ربتات خفيفة على رأسها تبعها كتفها و قال

ملكيش صالح أنت على جلبي كيف العسل بعد كده ها تزعلي مني واصل يا وچيدة

نظرت له و قالت بإبتسامة بشوشة 

ربنا يخليك ليا و لا يحرمني منيك واصل

تغيرت نبرتها فجأة و هي تقول بتذكر 

صح مش هتروح لأخوك زين !

سألها خالد بنبرة متعجبة 

هو أنت يا بت ملبوسة إيه الچنان ديه تبجي هادية و رومانسية و فچأة كده تهب منيك !

أجابته بمزاح 

ايوة ما أني بت أبالسه كيف چدي

تابعت بحنين 

والله اتوحشته جوي ابجى اخد حسنة و نروح له سوى 

و ماله روحي كيف ما تحبي بس ترچعي بدري عبحب لما ادخل بيتي الاجيك منورة في

توسدت صدره و

هي تغلق عيناه براحة ثم قالت 

حاضر يا حبيبي اللي تشوفه

بعد مرور أسبوع كامل

لم يحدث شيئا جديد يذكر سوى تغير حالة حسنة لم تعد تتحدث كالسابق مع زين تصرفاتها تغيرت تماما اكثر ما يثير الدهشة في نفس زين ما رأه في أحد الليال 

قرر أن يسأل وجيدة عله تعلم شئ و تساعده في ما يحدث ل ز و جته أما حسنة قررت كشف الاعيب جدها بمعنى أدق كشفت ما يحاول إخفائه الجد طيلة الأعوام الماضية 

جلست وجيدة في بهو المنزل الخاص ب منزل زين تستمع إليه بعد أن غادر خالد يليحدث والده قليلا حثته على الحديث قائلة

اتكلم يا زين أني سماعك زين

تنحنح زين و قال بحرج 

مش عارف اقل لك إيه بس يا وجيدة بس حسنة متغيرة اوي الايام دي

سأله بعدم فهم و قالت

كيف يعني 

صمت لبرهة قبل أن يجيب على تساؤلاتها التي هطلت عليه كالمطر 

نظرت وجيدة له و قالت 

و بعدين 

صمت عاجزا عن التحدث في أسراره الخاصة بينه و بين حسنة كانت وجيدة على علم بكل هذه التفاصيل عدا الموعد الذي وضعه زين للإنفصال حاولت رفع الحرج عنه و قالت 

أني خابر العلاقة بينك و بين حسنة وصلت لفين كمل و أني هافهم عاوز تجول إيه 

بلع لعابه و قال

لما عمر بعت لي الناس إياهم بلغوني رسالة في ما معناها إن عمر عارف كب حاجة و حتى ماعد انفصالي منها إمتى لما سألت حسنة قالت لي إنها متكلمتش معاه و أنا واثق من دا لأنها عمرها ما خبت عني حاجة بس اللي أنا مستغرب له حاجة تاني خالص 

حاچة إيه 

حسنة ليه كل يوم بليل من يوم انض ربت بالس ك ينة و هي بتكلم نفسها و دايما تقول لحد ابعد عني

ردت وجيدة و قالت 

ما يمكن عتحلم و لا حاچة يا زين 

رد زين و قال 

دي بتتكلم و هي صاحية يا وجيدة

عجز عن الحديث لكنه قال بالنهاية

وجيدة في تفاصيل مش عارف اتكلم فيها و في نفس الوقت مش لاقي حد ثقة غيرك يساعدني

ردت

وجيدة و قالت بتفهم 

طب يا زين أني ها عجد مع خيتي و اشوف الحكاية ديه لو اتحددت وياي في الموضوع ديه يبجى اني هسألها براحتي و افهم منيها 

عن اذنك

اتفضلي

اتوحشتك جوي جوي يا وچيدة 

و أني قمان اتوحشتك جوي جوي

جلستا على حافة الفراش و قالت 

اقعدي عاوزة اتكلمرمعاك في كلام مهم 

وه ! اتجلب لسانك يعني چدي لو شافك بتتحددي مصري هيزعلك

ابتسمت حسنة بجانب ثغرها و قالت 

و أنت لسه بتقولي له يا جدي 

سألتها بنبرة متعجبة قائلة

اومال اجول إيه يعني يا حسنة 

أجابتها بإبتسامة قائلة

تقولي له يا بابا

ردت وجيدة ضاحكة 

ما هو ابوي برضك مرحناش بعيد 

لا يا وجيدة يا حبيبتي هو فعلا ابوك 

يعني إيه 

يعني أنت بنت جدي يا وجيدة اقصد أنت عمتي أخت ابويا مش اختي أنا

لجمت الصدمة لسان وجيدة غير مدركة ما يحدث أمامها هل ما تتحدث عنه حسنة هو صحيح أم لا بينمل تابعت حديثها قائلة

تحبي اقولك رجلك ابترت ازاي يا وجيدة 

ردت وجيدة ذاهلة 

أنت بتتحدتي صح يا حسنة 

ردت حسنة بنبرة صادقة استشعرتها وجيدة و هي تقول 

و الله العظيم بتكلم جد و جد الجد كمان أنت بنت جدي حسان عارفة ليه جدي طرد أمي من الصعيد و مش راضي يرجعها 

سألتها وجيدة بشرود 

ليه 

أجابتها حسنة قائلة

عشان اكتشفت حقيقته القذ ر ة جدك

تابعت بنبرة ساخرة مصححة لها اللقب 

قصدي ابوك كان راجل ديله ن ج س زا ني 

اتعرف على واحدة راقصة كلت بعقله حلاوة 

اتجوزها عرفي و جاب لها شقة برا البلد و حملت فيك قالت له يكتب عليها شرعي عشان يثبت نسب الطفل اللي بطنها بس هو مرضيش ساب ټموت بعد ولادتك كانت تعبانة و محتاجة مستشفى رماها زي الكل بة من غير اكل و لا مياه و اخدك و كتبك على اسم ابنه و قال يربيك بدل ما مراته اللي هي أمك المزيفة مبتخلفش في الوقت دا أمي كانت عايش في البيت و عرفت قالت مجرد ټهديد إنها ها تفضحهم لو عملوا كدا بس حسان كان ملعۏن و قادر ڠصب على بابا يطلقها و كانت حامل فيا

ختمت حديثها بنبرة مغتاظة و الڠضب و الشړ يتطاير من عيناها قائلة

خاڤت تقول إنها كل دا عشان محدش يكشفه كنت عارفة من زمان

بلعت لعابها بغصة و قالت 

مش أنا بس أنا و عمر و حتى بشار كلنا كنا عارفين حقيقته القذ رة و ساكتين عشانك أنت أنت الملاك و الحسنة الوحيدة في حياة حسان و هو يستحق المو ت

كانت وجيدة تشعر بالأرض تميد من تحتها كادت أن تفقد الوعي بعد هذا الكم من االاعترافات وضعت يدها فوق رأسها و قالت 

بكفاية يا يا حسنة بكفاية لحد كده

هدرت حسنة و قالت بصوتها المرتفع 

لأ مش كفاية لا مش هاسكت زي زمان و الله لافضحه في كل مكان لو فاكر إني هاسكت تاني يبقى بيحلم أنا مش هاسيب جوزي لقمة سهلة في عيلة الدهشوري و عرفي حسان و عمر اللي هايفكر يقرب لزين هيلاقيني أنا في وشه و عليا و على أعدائي

قررت وجيدة أن تغادر المكان لم تعد تتحمل 

ماحدث مازالت حسنة تتحدث و تصرخ و تتوعد للجميع بأن تثأر لزوجها بينما هي كانت في حالة يرثي لها .

الذي كان يقف أسفل المياه المتتدفقة لاحت إبتسامة خفيفة و هي مغمضة العينين محاولة 

الفصل الثا لث عشر 

الحقني يا زين في واحد كان هنا دلوقت و الله العظيم كان هنا في السرير

نظر له نظرة متعجبة ثم قال بهدوء 

مين دا بس يا حسنة مافيش حد يا حبيبتي هنا

ردت بصړاخ و قال 

ازاي بس و الله العظيم كان هنا بقل لك كان هنا و عاوز مني

سألها بهدوء ظاهري

و قال 

عاوز إيه يا حسنة قولي 

بلعت لعابها و قالت 

عاوزني و الله العظيم قالي إنه عاوزني أنا كنت فاكرة إنك أنت اللي نايم جنبي

تابعت پخوف و ذعر 

طب حط ايدك هنا هتلاقي لسه السرير دافي كأن حد كان لسه في

تح سس زين محل يد ها و قال 

السرير متلج يا حسنة

وقعت عيناه على ر ق بتها المختلطة بالإحمرار و كأنها كانت تمارس الحب معه و هذه آثار تلك الليلة شكوكه بعد هذه الليلة تحولت لحقيقة طلبت منها أن يبقى بجانبها هذه الليلة 

نظرت له وقالت 

مالك يا زين بتبص لي كدا ليه 

رد زين و قال بهدوء 

تعالي ننام يا حسنة عشان شكلك تعبانة و محتاجة ترتاحي 

أنا مش مچنونة يا

زين

عارف يا حسنة بس اللي بيحصل لك دا حد له يد في 

يعني إيه 

يعني بكرا لازم نعرف مين معانا و مين علينا

نظر لها ثم ربت ربتات ناعمة على وجهها و قال بنبرته الحانية

نامي و ارتاحي يا حبيبتي و بكرا نشوف الحكاية دي

اقتربت منه متشبثة في رق بته هتفت برجاء و هي مغمضة العينين.

ما تسبنيش يا زين خليك معايا طول ما أنت جنبي بحس بأمان

ارخى جفنيه و هو يسند برأسه على رأسها

حاول أن يأخذ قسطا من الراحة لبدء أولى جولته في صباح الغدا .

بعد مرور ساعة تقريبا

استيقظت حسنة من نومها متجهة نحو المرحاض ولجت و لم تنبه لوجود ذاك الشبح 

كادت أن تقضي حاجتها إلى أن خرج من الجدار ج سد بدون رأس تبعها ج سد برأس و لكن بلا ملامح كادت أن تصرخ لكنها استطاعت و بقوة بالغة أن تركض خرجت من المرحاض و هي تبك من فرط خۏفها هتفت بعد أن عجزت ساقيها سير شبرا واحدا

استقيظ زين وجدها ملقاه أرضا تمتم بالبسملة و هو يرفع عنه الدثار و قال 

مالك يا حسنة في إيه إيه وقعك كدا

ربت زين على وجهها و قال بنبرة حانية

حاضر يا حبيبتي حاضر ها عمل لك اللي أنت عاوزاه قومي معايا نرتاح شوية و الصبح نمشي من هنا خالص

ردت حسنة قائلة پذعر 

لا مش عاوزة انام في الأوضة دي مش عاوزة الاوضة دي أنا خاېفة 

كادت أن تكمل حديثها لكنها هدرت بصواها ما إن وجدت إحداهن تشير بيدها بأن تأتي إليها 

أشارت حسنة بيدها و قالت 

اهي يا زين الست اللي بقل لك عليها اهي

استدار زين نصف استدارة للمكان الذي تشير إليه ز و جته لكنه يجده هادئ خالي من أي شئ نظرت لمكان آخر و بدأت تشير على شئ آخر. على ما يبدو أن حسنة تر أشخاص من عالم آخر لكن ترى من الذي فعل بها هكذا !

حاول مساعدتها في النهوض لكنها رفضت

مبتعدة عنه بطريقة منفرة ما الذي حدث لها 

لماذا تفعل هكذا معه ! هل هي أصابتها لوثة عقلية أم ما تراه يجعلها تنفر منه .

هدأت تماما بطريقة متناقضة لحالتها التي كانت عليها منذ قليل اتجهت نحو فراشها و تتدثرت حاولت أن تحصل على النوم تاركة زين في حالة من الدهشة و الذهول

غادر الغرفة بعد أن جذب هاتفه الموضوع على الكومود تراقصت أنامله على أزرار هاتفه المحمول في انتظار ردا من وجيدة

لكن دون جدوى زفر بإحباط بعد أن علم من أخيه أن حالتها النفسية لا تسمح لها بالتحدث مع أحد.

شاح ببصره بعيدا مفكرا في الحل البديل وضعت والدته يدها على كتفه و قالت بنبرتها الحانية 

حبيب ماما صاحي ليه لحد دلوقت 

استدار لها و على ثغره إبتسامة باهتة

بالكاد تراها عقدت ما بين حاجبيها و قالت بتساؤل 

للدرجة دي زعلانين من بعض 

رد زين بكذب و قال

لا يا ماما حسنة ملهاش علاقة دا موضوع في الشغل مش أكتر

سألته والدته بنبرة حانية

و من إمتى زين حبيب ماما بيهمه الشغل و لا حتى بيدخل أمور الشغل في الحياة الشخصية !

رد زين بنبرة مخټنقة و قال بتساؤل

مخ نوق و محتاج اتكلم مع حد براحتي عشان أعرف اعمل إيه !

تابع بنبرة متحشرجة و المرارة تملئ حلقه 

ها تبقي أنت الحد الثقة دا يا ماما و ترجعي زي زمان بير أسراري و لا ادور على حد غريب

لم تتحمل والدة زين هذا الكم من العتاب المبطن بين حديث ولدها جذ بته ل 

عمري ما اخون ثقتك فيا يا حبيبي قول ل بير أسرارك كل حاجة

نظر لها بنظرة تملؤها الإمتنان ثم قال 

شكرا يا ماما

س حبته من يده ثم اجلسته على الأريكة الخشبية و قالت 

خير يا حبيبي مين اللي مزعلك احكي لي 

نظر لها طويلا ثم قال بتردد 

حسنة يا ماما

سألته بإستفهام 

مالها 

رد على سؤالها بسؤالا آخر و قال 

أنا نفسي مش عارف مالي ! 

يعني إيه 

اطلق تنهيدة طويلة تعبر عن ما يجيش بصدره 

انتظرت والدته حتى يفصح عن ما بداخله سكت مليا ثم قال

كانت كويس و كل حاجة تمام فجاة كدا من عشر أيام بس انقلب حالها 

ازاي 

بتشوف خيالات غريبة بتدخل الحمام و تجري زي المچنونة كل دا كنت مفكرها مجرد أوهام مش اكتر لحد ما شفت بعيني

سألته والدته بفضول 

شفت إيه

أجابها بحرج 

بتقول إن السرير دافي كاني موجود في و أنا 

ردت والدته بنبرة متعجبة قائلة

علامات ازاي يعني خربشة قصدك 

رد زين بخجل من وصف ما يقوله 

الاول كانت خربشة لكن بقالها يومين علامات من نوع تاني

تنحنح ثم قال

كأننا كنا مع بعض و…

ردت والدته مقاطعة إياه قائلة بتفهم

تمام فهمتك كمل

تنهد ثم ختم حديثه قائلا

و حاليا مش طايقاني و لا طايقة حتى وجودي معاها في نفس المكان

ردت والدته قائلة بإبتسامة

يا زين يا حبيبي دا دلع بنات و هي عروسة جديدة جايزة بتحب تعرف غلاوتها عندك

تابعت بغمزة من عيناها قائلة

حاول متبقاش عني ف جايز دا…

رد زين مقاطعا إياها قائلا

ماما أنا و حسنة لسه متجوزناش بشكل رسمي اقصد يعني انا و هي لسه بعاد عن بعض في الجزئية دي تحديدا

سألته بتوتر قائلة

ليه يا حبيبي دا أنت بقالك شهر و زيادة أنت حاسس إنك تعبان و لا حاجة 

أجابها نافيا و قال 

ماما أنا الحمد لله كويس و كويس جدا بس الموضوع إن حسنة مكنتش بتحبني و مع الوقت قربنا عاطفيا من و بصراحة مش مستعجل في الحاجات الباقية لأن عاوز

اكسب قلبها

ردت والدته بتساؤل 

طب مجربتش تروح لدكتورة خبيرة علاقات جايز تفهم من حسنة إيه اللي مزعلها منك

رد متسائلا بنبرة عصبية قائلا

و العلامات اللي في ج سمها و حكاية الخيالات اللي بتشوفها و السرير الدافي رغم غيابي كل دا محتاجة بردو خبيرة علاقات !!

تنهدت والدته و قالت بهدوء 

مش عاوزة اخدك لحتة تانية رغم إني متأكدة إنك منتظر مني دا بس يا ابني يا حبيبي مش حاجة تحصل لنا نقول جن و عفاريت أنت متعلم وبلاش تمشي ورا الخعزبلات دي !!

رد زين متسائلا 

يعني كلامي صح فعلا دي حركات جن !

اجابته بهدوء 

جايز و جايز مجرد تهيؤات بس خلينا نمشي في الطريق النفسي الاول لأن 90 من الحالات دي مجرد حالات نفسيا 

كنت ممكن اتفق معاك في الموضوع دا لو جدها و عيلتها ملهمش في الحاجات لكن بعد اللي أنا شفته بعيني مستحيل اتجه لحاجة غير اللي في دماغي 

و إيه اللي في دماغك 

أنا لازم اخلي بشار يشوف حسنة هو اللي ها يعرف يساعدها 

تمام مافيش مشكلة اعمل كدا بس بردو خلينا نمشي للطريق التاني و هو العلاج النفسي 

هامشي في بس اتأكد الأول من بشار إن حسنة مش عليها حاجة

تنهدت بهدوء ثم قالت برجاء 

زين ممكن اطلب طلب 

اتفضلي يا ماما 

هو ينفع ما تقربش من حسنة لحد ما نتأكد إنها تمام !!

سألها بنبرة متعجبة قائلا

ليه 

أجابته قائلة

بصراحة خاېفة عليك يا حبيبي ياريت يا زين تحاول تبعد عنها

رد زين بإبتسامة شديدة التكلف و قال

ريحي نفسك يا ماما هي حاليا مش طايقة تشوف وشي مش إني أأقرب منها

داخل غرفة عمر 

يشعر بالضيق لأنه خان عهده مع حبيبته لقد لمس إحداهن عفوا إحداهن هذه من المفترض أنها زوجته متى كيف و أين لا أحد يعلم فجأة و بدون سابق إنذار أتى بها لبيت العائلة 

و اعلن زواجه بشكل رسمي حدث الكثير من المشكلات بسبب زواجه السري و رفضت والدته الإعتراف بهذه الزيجة لأن الزوجة لا أحد يعرفها لكن احقاقا للحق فهي تبدو في نظر والدة عمر الحمل الوديع تلك المسكينة لا تعرف للسعادة عنوان تزوجت به بعد فترة تعارف لم تتجاوز الشهر اوهمها بالحب و عندما علمت أنه لا بد له أن يتزوج لأن أحد شروط جده حسان ليسخر له الجان في خدمته شعرت بالإشمئزاز و النفور من حالها قبل حاله

كانت جالسة في انتظار يمين الطلاق الذي طلبته بعد معرفة كل شئ أما هو ف كان الصمت هو حال لسانه قررت أن تنبه بوجودها عله ظن أنها خرجت هتفت بهدوئها المعتادة 

أنا موجودة هنا يا عمر على فكرة ممكن بعد أذنك ترمي يمين الطلاق

رد عمر بنبرة تنم الضيق و قال

يا بت الناس اغزي الشي طان و شيلي موضوع الطلاج ديه من راسك

ردت زوجته بحدة لأول مرة يرأها في حديثها 

الشي طان دا يبقى أنت من ساعة ما دخلت في حياتي و أنا مش عارفة أنا بجري وراك ليه و بسمع كلامك زي الهبلة

رد عمر بصوته الهادئ ك طباعه و قال

عشان عتحبيني يا شمس

وثبت من مكانها متجهة نحوه و قالت بنبرة مرتفعة 

بقل لك طلقني يا عمر

وقف مقابلتها و قال بذات النبرة 

مش ها طلجك يا شمس

تابع و هو يربت على خدها بهدوء نوعا ما 

و اهدي بجى يا شمس اهدي عشان اللي في بطنك ديه مالوش ذنب في دبابك ديه

أزحت يده بإبتسامة صفراء و قالت

ملكش دعوة باللي في بطني يا عمر أنا و هو ها نعرف نمشي حياتنا من غيرك طلقني احسن لك ما افض حك في كل مكان و اعرفهم إن الدكتور

المحترم طلع دجال و بتاع عفاريت

رد عمر و هو ينظر لسقف و قال بنفاذ صبر 

اللهم طولك يا روح

سألته شمس بنبرة ساخرة و هي تدفعه في كتفه قائلة

إيه متعصب ليه يا حبيبي مش دي الحقيقة

تابعت بنبرة تحذيرية و قالت

و الله يا عمر لافض حك يا بتاع حسنة 

رد عمر بإبتسامة واسعة في محاولة منه لإغاظتها و هو يضرب بكفه على باطن الآخر و قال

و الله ل اتچوز عليك واحدة أچمل منك و من نكدك ديه و تفضل ترجص لي ليل نهار و اجضي عندها ليلة و عندك ليلة و تكيدك يا بومة و ابجى جولي يا بتاع الحريم كلها بجى مش حسنة بس

نظرت حولها باحثة عن أي شئ تهشم به رأسه اللعېن ف لم تجد فقررت أن تصرخ بدلا من

ق تله فهو لا يستحق أن تزج بنفسها في السچن من تحت رأسه طرقت والدته الباب ثم ولجت لتفض الڼزاع اليومي بينهما و هي تقول 

في إيه يا ولاد بكفاية لحد كده زعيج الناس ها تتفرچ علينا

نظرت شمس لها و قالت بتحذير 

قولي لابنك يطلقني بدل ما اروح في داهية

ردت والدة عمر و قالت بعتاب

كده يا شمش يا بتي و أني اللي بجول عليك عاجلة برضك

رد عمر ساخرة من عناب والدته 

ديه مستشفى المچانين ها تجفل و يفتحوا عنيدها 

روجي كده بلاش وچع دماغ احسن لك ياشمس جصدي يا بومة

ضړبة في يدك بعد يدك عنيها يا واد أنت ديه كيف العسل

رد عمر و قال بنبرة مغتاظة 

عسل اسود و أنت الصادجة ياما

دفعت والدة عمر ولدها تجاه ز و جته ليعتذر لها بدلا إغاظته المستمرة لها رد عمر على حركة والدته و قال بمرح 

ديه بومة ياما و بتدور على النكد بمنكاش

دفعته شمس في صدره و قالت بنبرة مغتاظة

مش عاوزة مصالحة من حد و ابعد كدا لو سمحت أنا لسه مصممة على الطلاق أصلا

أشار بسبابته و قال

خليك شاهدة عشان لما اسفخها كف يجلب ملامح وشها يبجى عندي حج

ردت شمس بنبرة ساخرة و قالت 

صح و أنا أروح فين و مكانتها في قلبك طبعا مش متحمل لي كلمة يا بتاع حسنة

رد عمر و قال بهدوء حد الإستفزاز 

و بتاع شمس برضك و جريب ها بجى عندي واحدة تچلعني و ترصج لي مش كيفك كيف البومة

وه وه وه إيه ديه عيال إنتوا و لا دكاترة كبار و فاهمين و أني اللي بجول على ولدي عاجل طلع كياد

أردفت والدة عمر عبارتها و هي توزع نظراتها بين ابنها و ز و جته أشارت برأسها تجاه عمر و قالت بنبرة آمرة 

يلا يا عمر حب على راس مرتك و راضيها 

هتاخد على كده ياما 

تاخد يا حبيبي طول ما اني عايشة يحج لها تتچلع كيف ما تحب يلا يلا بلاش نكد عشان اللي بطنها أني ها طلع و اسيبك تراضيها لو سمعت لكم حس هاچي و اعرفكم مجامكم زين

خرجت والدة عمر من الغرفة كما قالت

بينما حاول ابنها أن يح تضن ز و جته قائلا بنبرة حانية كسابق عهده معها 

متزعلش حجك علي خابر إن اللي عملته وياك كان عفش بس أنت ليك مكانة في جلبي

ردت شمس قائلة بنبرة تملؤها الحزن 

كان نفسي ابقى في قلبك كله كان نفسي تحبني ربع حبك ل ….

قاطعها عمر و هو يقول بنبرة صادقة 

حجك تزعلي مني لكن اني رايد اعرفك حاچة الجلوب بيد ربنا و مش معنى إني ماحبتكيش جبل الچواز يبجى بكر هك و لا العياذ بالله

رفع ذقنها بأنامله و قال بنبرة صادقة استشعرتها في صوته 

يشهد علي ربنا معزتك في جلبي كيف و مين عالم ما يمكن ربنا يكتب لنا مشاعر حلوة ويا بعضنا كفاية إن ربنا اختارك من وسط كل الحريم ديه كلها و كتبك تبجي نصيبي بعد ما كنت مچرد داكتور بتساعدني في المزرعة

سألته بنبرة معاتبة قائلة

يعني مش ها تتجوز عليا !

رد على سؤالها بسؤالا آخر و قال

و الله لو ها تچلعيني و ترجصي لي يبجى نجفل على موضوع الچواز ديه 

الفصل الرا بع عشر 

رفع ذقنها بأنامله و قال بنبرة صادقة استشعرتها في صوته 

يشهد علي ربنا معزتك في جلبي كيف و مين عالم ما يمكن ربنا يكتب لنا مشاعر حلوة ويا بعضنا كفاية إن ربنا اختارك من

وسط كل الحريم ديه كلها و كتبك تبجي نصيبي بعد ما كنت مچرد داكتور بتساعدني في المزرعة

سألته بنبرة معاتبة قائلة

يعني مش ها تتجوز عليا !

رد على سؤالها بسؤالا آخر و قال

و الله لو ها تچلعيني و ترجصي لي يبجى نجفل على موضوع الچواز ديه 

سألته سؤالا لم يتوقعه منها في الوقت الحالي لكن على

ما يبدو أنها تريد أن تتطمئن قلبها 

طب و حسنة مش ها تفكر ترجع لها 

اختفت الإبتسامة من على شفتاها لكن سرعان ما تبدلت بأخرى شديدة التكلف و قال بمرارة 

خلاص كل واحد مننا راح لحال سبيله

سألته بمرارة و هي تقول 

كان ممكن اصدقك لو ماختفتش ابتسامتك و لا حتى الحزن اللي ملى عينك بس للأسف كل حاجة فيك بتأكد إني مجرد فترة مؤقتة في حياتك

أجابها بإبتسامة باهتة لكن نبرة صوته كانت صادقة بكل كلمة قالها

مش هكدب عليك و اجول إني عحبك لا لسه موصلتش للمرحلة ديه لكن خليني اجول فيك راحة ما حستهاش ويا حد جبل كده

ختم حديثه قائلا برجاء

عشان خاطري يا حسنة حاولي تنسيها شوي

ردت بإبتسامة مريرة و هي تنظر له أومأت برأسها علامة الإيجاب و قالت 

حاضر يا عمر ها نسى إني اسمي شمس و عشان خاطرك هحاول اصدقك إن حسنة انتهت من حياتك .

نظرت له بخذلان و قالت

شفت هي سهلة ازاي !

حجك علي أني آسف أنت ست البنات و لا حد يجدر يجول غير كده

لقد فاض بها الكيل ل تبك و ينتهي هذا الدور الذي تحاول رسمه على الجميع دور المرأة القاسېة التي لا يفرق معها تلك التراهات و أن ز و جها كان لديه حبيبة سابقة لا يشغل بالها 

ربما هي بهذه الحسا سية بسبب هرمونات الحمل التي تجعلها تشعر بالف شعور في الدقيقة .

بعد مرور يومان

أتى بشار بمفرده بعد استدعاء من زين على وجه السرعة علم بكل شئ يحدث لها على ما يبدو أن الجد حسان اطلق شي طاين الجن عليها قرر أن يحتفظ بهذا السر لنفسه و أخيرا و بعد طول إنتظار تقابلت معه جلست على المقعد مقابلته كان يحدث في آحاديث جانبية 

عن العائلة تارة و عن وجيدة التي كشفت لها سر الجد تارة قاطعته بنبرة هامسة و هي تطرق على سطح المنصدة الزجاجي قائلة

ابعد عنها يا بشار

نظر بشار ل زين آمرا إياه بالخروج من الغرفة لأن ما سوف يحدث قد لا يناسبه رفض زين التحرك من الغرفة قيد انملة تابع بشار ما يفعله بهدوء تام بدأ يتمتم بكلمات خاڤتة لم تتأثر حسنة في بادئ الأمر حاولت التظاهر بالجمود و هي تتطالعه بنظرات ساخطة 

وقف بشار ثم سار بخطواته الهادئة في أنحاء الغرفة سقطت اللوحة تبعها المزهرية بدأ يظهر علامات تفسر له بأن الحجرة محاطة بكم لا يستهان به في نظره صړخت حسنة مھددة ذاك الم ل عون بكلمات لاذعة تغيرت طبقة صوتها بأخرى غليظة و على ما يبدو أنها لرجل يعرفه جيدا قرأ ما تيسر من القرآن و الأذكار المحصنة للبيت و النفس خلال ساعة متواصلة من القراءة سكنت حسنة تماما تكورت حول نفسها شاحبة الوجه غير قادرة على رفع يدها لتتناول كأس المياه حتى .

ساعدها زين في روي ظمأها و هي تستمع لابن عمها حين قال

حسنة اوعاك تروحي لچدك دلوجه و اوعاك تهملي قراءة القرآن الكريم و صلاتك حافظي عليها يا بت عمي

سألته بنبرة منهكة قائلة

مين عمل فيني كده يا بشار

اجابها بجدية 

خلاص يا حسنة اللي راح راح احنا ولاد النهاردا

دبت بيدها قائلة بنبرة متحشرجة 

لا احوا ولاد أبالسه يا واد عمي و حجي مش هاهمل في واصل

رد بشار بنبرة مر تفعة قائلا

بكفاية لحد كده يا بت الناس بكفاية بجى طلعي حالك من اللعبة ديه أنت كده ها تخليها توهوچ

نظر ل زين و قال بتحذير 

أوعاك تخليها تهمل الدار الفترة ديه بالذات العين مترصدها و چدي مش ها يعدي اللي عملته ليها بالساهل

تابع بنبرة اهدأ من ذي قبل و قال

اهدي يا بت عمي وحجك ها يرچع لك في وجته مټخافيش سلام عليكم

كاد أن يذهب لكنها استوقفته قائلة

مين عمل في كده !

تجاهل سؤالها للمرة الثانية على التوالي اجابة على سؤالها قائلة

عمر !

نظر بشار ل زين ثم عاد ببصره لها و قال

عمر مظلوم يا حسنة

هدرت بصوتها قائلة

اومال مين !

رد بهدوء قائلا 

إجابة سؤالك مش ها تفيدك بحاچة بالعكس ها تضرك بعدي عن چدي و أذاه

تركها تنادي للمرة الخامسة أو السادسة لم تعد تعرف هذه المرة كم كان عددها هدأت قليلا ثم نظرت ل ز و جها و قالت بعصبية مفرطة

فيك إيه بتبص لي كده ليه !

رد زين قائلا بهدوء 

مافيش حاجة يا حسنة مافيش بس الظاهر إنك السبب قبل أي حد في أذى نفسك ربنا يهديك لنفسك و ينور لك بصيرتك قبل فوات الأوان

زفرت بحر قة ما برئتيها دموعها لا تنفك أبدا 

حاولت جمع شتاتها و السير خلف الخيط الذي تركته لها أختها أو ابنة أخيها لم تعد تعلم بأي لقب عليها منادتها .

مكث خالد معها خلال هذه الفترة محاولاته في التخفيف عنها و تجاوز تلك المرحلة غاية في الصعوبة حقا

ما عرفه منها خلال الفترة الماضية كان فوق توقعاته و طاقة تحمله .

وضع على سطح المنضدة قدحان من القهوة و قال بنبرة هادئة

بكفاية بكى بجى

يا وچيدة ما هايفيدش بحاچة واصل

نظرت لها بنظرة إن س كار و قالت 

كيف يعني بين يوم و ليلة تكتشف إن لا أبوك هو ابوك و لا امك هي امك و لا حتى چدك الحتة الحنينة في حياتك يبجى هو چدك 

يطلع في الآخر أبوك

تابعت بمرارة و هي تحاول أن تستوعب ما عرفته حتى الآن متسائلة

ايوة يعني چدي

توقفت مصححة اللقب و قالت بإبتسامة مريرة قائلة 

جصدي ابوي كان رايد عمر و لا بشار يتچوزني كيف بجى!!!

تنهد خالد و قال بشفقة و عطف 

ما هي حسنة جالت لك إن الكل خابر السر و أنت ال….

هدرت بصوتها المرتفع و هي تجوب الحجرة ذهابا إيابا قائلة بصړاخ 

أني الوحيدة اللي كنت كيف الأطراش في الزفة أني الوحيدة اللي فاهمة إن چدي بيميزني في المعاملة عشان موضوع رچلي طلع بيعمل كده عشان أني بته و بت واحدة رجاصة !!!

وقف خالد محاولا تهدئتها و هو يحتوي ذراعيها بين كفيه و قال

بكفاية يا وچيدة بكفاية لحد كده صحتك حرام عليك

اجهشت وجيدة في البكاء و هي تؤمي برأسها يمينا و يسارا قائلة بمرارة 

ياريت ربنا ياخدني و يريحيني من العڈاب اللي أني فيه ديه ياري….

بترت باقي حديثها بعد أن شعرت بدوار شديد عصف في رأسها فقدت الوعي وسقطت أرضا 

حملها خالد متجها بها نحو الفراش ثم اتجه نحو أحد العطور بدأت تعود للوعي من جديد 

فتحت عيناها شيئا فشيئا نظرت له وجدته يتوسلها قائلا

عشان يا وچيدة انسي اللي فات و خلينا نبدوأ ويا بعض حياتنا بعيد عن چدك

عاد يصحح الجملة قائلا

و لا ابوك ديه

ابتسمت بجانب ثغرها إبتسامة شديدة التكلف 

و قالت

شفت اديك اهو مش فاهم هو ابوي و لا چدي اومال أني اعمل إيه !

ربت بحنان بالغ على خدها قائلا

و لا حاچة يا حبيبتي نعملوا كيف ما بشار عمل نبعدوا عن الشړ و الأڈى و نعيشوا حياتنا كيف باجي الخلج

سألته بمرارة قائلة

طب و اني و أمي اللي معرفلهاش اسم دي و رچلي اللي ان ج طعت و أني صغيرة و ال….

أجابها بنفس النبرة و قال 

النبش في الجديم مش ها يفيد و لا ها يريح لو كان بيريح كنت أني بنفسي نبشت في هملي حياتك الجديمة و خليك معاي أني و بس اعتبريني أني ابوك و اخوك

تابع بمرح لتخفيف الحزن من عليها قائلا

و خيتك لو تحبي قمان هو صح ها بجي ست عفشة بس مش بطالة برضك

ابتسمت إبتسامة عريضة و هي تضع رأسها على يسار صدره ربت بخفة على خدها و قال باسما 

ايوة كده يا حبيبتي ابتسمي خلي الدنيا تنور من چديد

اختفت الإبتسامة تلقائيا ما إن حدثته بنبرة لا تبشر بالخير أبدا حين قالت 

حاضر يا خالد هنبدوأ من چديد و على نضافة قمان

رفع خالد ذقنها لتتقابل نظراته المتسائلة ب عتمة عيناها حرك رأسه قليلا حين قال

ناوية تعملي إيه يا وچيدة !

ابتسمت و قالت بهدوء ظاهري تعجب له و تقين بأنها سوف تفعل شئ يفوق توقعاته 

ماخافش يا خالد أني بس هشوف حسان الدهشوري 

و بعدين ! 

بعدين ديه كلنا هنعرفها في وجتها المناسب و لحد ما ياچي اليوم ديه طلع حالك أنت من الليلة دي عشان ديه شغل ولاد أبالسه على حج .

لم يعد يعرف ما الذي يجب عليه فعله هل يحدثها و ينهاها عن ما يدور في رأسها أم يخبر بشار و عمر لتوخي الحذر ! 

على ما يبدو أن هذا هو الهدوء الذي يسبق العاصفة و أن هذه الهزة التي حدثت داخل وجيدة هي الهزة الأرضية التي تأتي قبل

البر كا ن.

بعد مرور أسبوع كامل

تعافت حسنة صحيا بشكل كبير كانت والدة زين تتابع حالتها الصحية لأجل ولدها الذي اوصاها بأن تعاملها معاملة حسنة في حقيقة الأمر لا يوجد بداخلها كر ها لها كل ما في الأمر أنها لا تتناسب مع المستوى الاجتماعي الذي تعيش في والدة زين و لكن ما دام ولدها يريدها إذا عليها أن تتجاوز هذه الحقيقة المرة بالنسبة لها و تعامل بشكل أفضل ظنت حسنة أن هذه مجرد هدنة وضعت والدته لكن بطريقة غير مباشرة فقررت أن تبحث في دفاترتها القديمة و تعلن عن السر الذي عرفته عن طريقة الصدفة فالصدفة خدمتها أكثر من مرة منذ مجيئها هذا البيت .

إن لم تصبح المسيطرة على حماتها و أفراد هذا البيت فوجودها يعني لا فائدة منه ربما تكن أصابت الهدف و ربما لا لكن لا مانع من زعزعت الإستقرار .

تقابلت مع شقيقتها و حدثتها عن ما يدور برأسها هدرت وجيدة محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه قائلة

اوعاك يا حسنة حرام

عليك دي ولية و اللي ياچي على الولايا عمره ما يكسب واصل

ابتسمت بجانب ثغرها و قالت 

وه لساتك طيبة وكيف ما كنت فكرتك ها تبجي كيف ابوك حسان

اكتفت وجيدة بالصمت بينما ردت حسنة بعتذار و هي تقترب منها قائلة

معلاش مش جصدي بس أني متغاظة منيه و نفسي افش غلي في أي حد

ردت وجيدة بعقلانية و قالت

الصح بيجول ستر الله من ستر و الولية تابت يبجى ليه نفتحوا الدفاتر الجديمة عشان إيه عشان نشمتوا اللهم لا شماتة و بعدين مين

جال لك إن أني بت حسان يمكن شرعا أني بته لكن قانونا لا و لا يشرفني ابجى بته

نظرت لها حسنة و قالت

الهدوء ديه بيطلع من وراه بلاوي أني خابرة زين كيفك كيف عمر

تابعت بنبرة تعلمها وجيدة جيدا حين أتى اسمه ظلت تتحدث حتى استوقفتها متسائلة

أني شايفة نظرة كده مش و لا بد خير إن شاء الله 

تابعت وجيدة بصوت هادئ و نبرة تملؤها التحذير قائلة

زمان كنت بجول يا حسنة عمر واد عمك و عيحبك و أنت عتحبي دلوجه بجول حافظي على بيتك يا بت ابوي عشان زين راچل صح و لو طال يچيب لك نچمة من السما ما هيجصرش واصل و عيحبك يا حسنة

أني قمان عحبه يا وچيدة ديه كيف السكر بيچلعني و يجل لي ستي وتاچ راسي اللي نورت دنيتي و بجت في حياتي شئ أساسي 

وه وه و أنت عتجولي له إيه على كده 

بجل له عحبك صح لما تطرد امك من الدار يا تچيب لي دار غيرها و ابجى راسي براس امك 

في الدار و الشركة

و جال إيه على كده 

جالي بس ديه امي جلت له أني و لا امك يا زين 

جالي أنت ياروحي طبعا و في الآخر عرفت إنه بيلعب علينا احنا التنين و طردني أني وأمه من الشركة و جال مافيش حريم تشتغل

والله عال يا يا حسنة علمتي زين يحكي صعيدي

ايوه و هو علم علي و نصر امه علي و الله ما هعديها على خير بن الحيزبونة ديه اني يا هي

حسنة

عن أذنك بجى يا وچيدة عشان سيدي زين چه و لازم اجوم

احضر له الغدا

ردت ضاحكة و هي تقف عن حافة الفراش و قالت 

لا خليك أني اللي هامشي زمانه خالد على وصول هابجى اكلمك في التليفون اطمن عليك

بعد مرور يومان

كان زين يلج غرفته بخطواته الواسعة و السريعة باحثا في خزانته عن سلا حه الڼاري على ما يبدو أن لن يهدأ أحدهم حتى تز هق روح كلا هما و تستدل الستار على حياة الاثنان .

ولجت حسنة تتحدث بنبرة مرتفعة مانعة زوجها من ارتكاب چريمة جديدة لم يجدي الرجاء و التوسلات نفعا هدرت بصوتها قائلة

اللي رايد تج تله ديه يبجى خيك الكابير

رد زين بإبتسامة ساخرة و قال

و الله على اساس إن كدا خلاص مش هبطل اخد حقي منه !

تابع زين بضړبة من يده على الجدار و قال

البيه دمر لي المشروع الجديد تعب و شقى خمس سنين راح في غمضة عين يا ست هانم

وقفت حسنة مقابلته و قالت بصوت لا يقل حدة و ڠضب قائلة 

مش هو عمر مظلوم صدجني يا زين مش هو

سأله بمرارة في حلقه قائلا 

ياااه للدرجة دي مش قادرة تنسي البيه حبيب القلب !

اجابته و هي تقترب منه قائلة بنبرة صادقة استشعرها في حديثه و هي تحت ضن كفيه 

و الله و لا فارق لي و مافيش حبيب في قلبي غيرك يا زين بس ليه نظلمه !

ربت زين علي كتف حسنة و قال

اطلعي أنت منها يا حسنة أنا هعرف ازاي اخد حقي من عمر

هدرت بصړاخ قائلة

أنت كده بت جتل اخوك يا الكابير يا زين حرام عليك بكفاية د م لحد كده بجى

نظر لها زين بدهشة و ذهول شديدان حرك رأسه و قال بعدم استيعاب 

أنت بتقولي إيه يا حسنة !

ردت حسنة بهدوء حد الإستفزاز قائلة

بجول إن أنت ود عمي يا زين مش بس چوزي بجول إن أنت و عمر اللي كل يوم و التاني بت ضر بوا عشاني يبجى اخوك من لحمك و دمك الكابير

هدر زين قائلا بصوت مرتفع 

مستحيل أنت عارفة دا معناه إيه ! 

عارفة 

عرفتي منين و…

ردت بهدوء شديد قائلة

صدجني يا زين الأسئلة الكاتيرة ملهاش لازمة لأنها ها تفتح في ابواب ربنا وحده يعلم ها تتجفل كيف بكفاية لحد كده خړاب

حرك زين رأسه و قال بذهول شديد

مستحيل مستحيل دا يكون حقيقي

تابع بتساؤل كالمجذوب 

مين قالك عرفتي ازاي

رفعت حسنة الهاتف ڼصب عيناه بعد أن ضغطت زر التشغيل ليستمع لما هو أسوء من حقيقته الجديدة على ما يبدو أن والدته كان مساعدة إبليس و هو أصبح بن إبليس لتصبح حسنة بالنهاية زوجة ولد الأبالسه .

الفصل الخا مس عشر 

ردت بهدوء شديد قائلة

صدجني يا

زين الأسئلة الكاتيرة ملهاش لازمة لأنها ها تفتح في ابواب ربنا وحده يعلم ها تتجفل كيف بكفاية لحد كده خړاب

حرك زين رأسه و قال بذهول شديد

مستحيل مستحيل دا يكون حقيقي

تابع بتساؤل كالمجذوب 

مين قالك عرفتي ازاي

رفعت حسنة الهاتف ڼصب عيناه بعد أن ضغطت زر التشغيل ليستمع لما هو أسوء من حقيقته الجديدة على ما يبدو أن والدته كان مساعدة إبليس و هو أصبح بن إبليس لتصبح حسنة بالنهاية زوجة ولد الأبالسه .

كانت والدته جالسة في بهو الفيلا مع والده يحتسان القهوة المسائية هدر بصوته الجهوري و هو يهبط سلالم الدرج نظرت والدته له بنظرات متعجبة سألته بهدوء 

مالك يا زين يا حبيبي في إيه 

رد على سؤالها بسؤالا آخر قائلا بصوت مرتفع 

صحيح عمر يبقى اخويا الكبير 

ابتسمت بتهكم و هي تضيق حدقتها محاولة التظاهر بالصدمة و عدم الاستيعاب و هي تقول

إيه التخاريف دي يا زين يا حبيبي ازاي يعني 

ضړب زين بيده على صدغه و قال بمرارة في حلقه 

أنا اللي بسال حضرتك عقلي أنا اللي مش قادر يستوعب إن أنا ابقى اخو الد أعدائي

احتو ى كفيها بين راحتيه و قال برجاء و نبرة تملؤها الإ ن ك سار 

ابوس ايدك يا ماما ريحي قلبي و قولي إن اللي عرفته دا مش حقيقي قولي إن عمر مش اخويا و إن كل دا مجرد اوهام

وضع والده قدح القهوة على سطح المنضدة و قال بهدوء و نظراته لا تبرح تلك الماثلة أمامه 

طول ما أنت ماشي كيف الحمار ورا بت الدهشورية ها تبجى كده و زيادة بس أني عذرك برضك ما هو أنت حبيت و اللي بيحب بيبجى كيف الحمار ماشي مافهمش حاچة وا صل أني عندي شرط جبل ما اجول لك الحجيجة

استدار زين تجاه والده بهدوء ظاهري يتناقض مع تلك الن يران المتأججة داخله و قال 

اتفضل يا بابا

أشار فؤاد القصاص تجاه زوجة ابنه و قال

ترمي اليمين على بت الدهشورية ك نوع من رد الإعتبار لامك

رد زين بعصبية مفرطة و قال

بابا إيه دخل حسنة في الكلام دا و أنا بقول لحضرت …

وقف والد زين و قال بنبرة لا تقبل النقاش 

أني جلت اللي عندي خلاص

تنهد زين و هو مغمض العينين ثم فتح بصره و هو يضع شرطه مقابل شرط أبيه 

طب يا بابا أنا حابب اسمع الأول اللي حضرتك ها تقوله و بعدها أنا اللي هاقرر إيه اللي يناسبني و أرد اعتبار امي بالطريقة اللي ترضيك طبعا

نظرت والدة زين لزوجها رافضة أن يفصح عن ما حدث في الماض لكنه تجاهل نظراتها المتوسلة و قال پغضب مكتوم و هو يقف جوار زوجته داعما لها كما يفعل دائما في مثل هذه المواقف .

خروج متواصل هدوء مريب و ڠضب مكتوم 

كل هذا و أكثر داخل بشار الذي كاد أن ينفجر من فرط غيظه الشديد بسبب تصرفات ابنة عمه التي تجاوزت الحدود الموضوعة لها.

ظل يجوب الغرفة ذهابا إيابا و على أذنه هاتفه المحمول يستمع لكل كبيرة و صغيرة حدثت في منزل حسنة أسبوعان كاملان مروا عليها لا تعرف عن زوجها أي شئ منذ خروجه مع والده لخضوعه ل تلك التحاليل الوراثية التي تثبت صحة اټهامات حسنة من عدمها .

هدر بشار بصوته الجهوري قائلا 

و أنت كيف تتحدتي في حديت ملكيش صالح بيه ! تنقذي مين و تهببي إيه عليك و على دماغك السم ديه !! 

وقفت خديجة جوار بشار و هي تربت على كتفه قائلة 

براحة يا حبيبي ضغطك ها يعلى

لم يستمع زوجها لطلبها و قال بصوت مرتفع

بكفاية لحد كده يا حسنة أني الغلطان اللي عرفتك شغل امه زمان

ختم حديثه ساخرا منها و قال 

مبروك عليك الطلاج رچوع زين ما هيكنش ساهل واصل و بكرا تجولي واد عمي جالها

اغلق الهاتف في وجهها پغضب جم بينما هي عادت لمحاولاتها الفاشلة للوصول إليه تنهدت بعمق و هي تنظر لأحدى المجلات الخاصة بالموضة و الجمال التقطت إحدهما و بدأت تقلب بين صفحاتها بملل شديد.

طرقات خفيفة ثم ولج بعدها وقفت و السعادة تضئ وجهها اقبلت نحوه لكنه وضع كفه مانعا إياه من

الإقتراب بحميمية و التي كانت ستفعلها و لأول مرة يا له من تعيس الحظ حين أرادت الإقتراب ابتعد هو وقف زين مقابل حسنة يطالعها لآخر مرة قبل أن يخبرها بقراره الأخير وضع بينهما ورقة تناولتها منه و على وجهها نظرات الإستفهام سألته بنبرة متعجبة قائلة

إيه دا دي ورقة التحاليل بتاعتك !

رد زين بجمود و قال

لا دي ورقة طلاقك

تابع و هو يضع ورقة أخرى صغيرة و قال

و دا شيك في جميع مستحقاتك المادية اعتبري هدية طلاقك

نظرت حسنة بجمود لا تعرف من أين أتت به لكنها اعتادت على أن ينشطر قلبها و لا تبك 

سألته بنبرة متهكمة قائلة

سمعت كلام

ابوك !

شاح بوجهه تجاه النافذة ثم عاد ببصره لها و قال بهدوء ظاهري

أنا سمعت كلام العقل و اعتقد بعيدا عن اللي حصل أنا كنت متفق معاك على الإنفصال مفرقتش بقى سبنا بعض بسبب مين

أومأت له برأسها علامة الإيجاب و تقول بمرارة في حلقها

عندك حق 

تابعت بعدم إكتراث و هي ترفع أحد الأوراق و قالت 

مش محتاجة ل فلو سك

القتها في وجهه بينما هو ارخى كفيه و هو عاقدا ساعديه خلف ظهره ثم رفعت وثيقة الطلاق و قالت مرارة 

دي بس اللي تفرق لي و مش محتاجة منك غيرها ربنا يوفقك مع واحدة تقدر ك و تسعدك

خطت بخطواتها الواثقة تجاه باب الغرفة وضعت يدها على المقبض الحديدي و قبل ان تفتح الباب استوقفها دون ان يستدار 

حسنة نسيت تلمي هدو مك

ابتسمت إبتسامة شديدة التكلف و قالت دون أن تستدار 

ابقى اتبرع بيهم

فتحت الباب پغضب مكتوم خرجت من الحجرة متجه نحو سلالم الدرج هبطت و هي مرفوعة الرأس شامخة لا تهتز لم تتأثر ظاهريا بهذا الإنفصال كادت أن تتجاوز والديه لكن صوت فؤاد القصاص استوقفها قائلا پشماتة 

لو كان زين عمل غير كده كنت جلت إنه مش ولدي صح خروچك من الدار ديه يعني خروچك من الچنة

نظرت له و قالت بإبتسامة واسعة

الجنة بتاعك دي الله الغني عنها خروجي من هنا يعني نجاتي من عالم قذ رة سوى كنت أو حسان الدهشوري

حسنة 

هتف زين بإسمها محاولا فض المشدة الكلامية بينها و بين والده

نظرت للأعلى لتستمع إلى كلماته الأخيرة قبل أن يأمرها بكل هدوء للخارج قائلا

من فضلك كفاية لحد كدا و اتفضلي مع السلامة .

كزت على أسنا نها بغيظ شديد لم تكن تهلم أنه سينصر والديه بهذه الطريقة غادرت المكان دون أن تلتفت خلفها ما إن عبرت البوابة الداخلية وجدت السائق الذي عينه زوجها عفو السابق عليه أن تتقبل الأمر و تعلن هزيمتها استوقفها قائلا بأدب

زين باشا أمرني اوصل حضرتك لأي مكان تحبي

ردت حسنة بنبرة مغتاظة قائلة

قول للباشا بتاعك إني مش محتاجة لخدماته من بعد النهاردا

تركته يحاول معها مرة أخرى لكنها رفضت و بشدة سارت بخطوات هادئة و هي مطأطأة الرأس لا تعرف إلى أين تذهب تبادر في ذهنها وجيدة لكنها تذكرت سفرها للقاهرة لمواصلة إجراءت الطرف الصناعي.

لم يعد أمامها سوى العودة لبيت حسان الدهشوري توقفت سيارة الأجرة عند منزل الجد أمرت حارس البيت أن يدفع له أمواله 

ولجت و قبل أن تطرق الناقوس وجدته جالسا 

على مقعده الوثير يسند بذقنه على الرأس الشيطانية المثبتة على عكازه ابتسم لها و قال پشماتة

طلجك ولد القصاص ! مبروك زين ما عمل يا حسنة

تابع پشماتة واضحة وضوح الشمس قائلا

و الله طلع راچل و لو عمل غير كده كنت جلت إنك ساحرة له

ابتسم ملء شدقيه و قال

ما أنت بت أبالسه و تعمليها

ضحك حتى اهتز ج سده وطأة قدم و قبل أن تطئ الأخرى منعها قائلا 

على فين ! 

هدخل داري!

أشار حسان بيده المجعدة للخلف و هو يقول 

ديه كان زمان جبل ما تبجي مرت زين القصاص

تابع بحزن مصطنع ساخرا من أحزانها و قال 

جصدي اللي رماك بطول دراعه و نصر أبوه و أمه عليك

تبدلت ملامحه كما تتبدل السماء الصافية بأخرى ملبدة بالغيوم و قال 

مشي برا و اوعاك تخطي خطوة واحدة و تتدخلي الدار ديه تاني واصل

سألته حسنة قائلة بدهشة و ذهول شديدان 

عتطرد حفيدتك في انصاص الليالي !!

رد الجد حسان بملامح لا تنم سوى الشړ و هو يدب بعكازه قائلا بنبرة لا تقبل النقاش 

و اج تل ابوي لو عا ص لي أمر مشي لبرا بدل ما خلي الحريم ترميك لكلاب السكك

بصقت حسنة على جدها و هي تسبه سباب لاذع استدار لتبحث عن طريق جديد تقضي فيه الساعات الأخيرة من الليل خرجت من المنزل بأكمله سارت بخطواتها الهادئة و كأنها عجوز لا تستطع الحراك استوقفها عمر و هو يتسأل بلهفة قائلا 

حسنة ! كيفك و إيه مخرچك الساعة دي !

رفعت حسنة بصرها وجدت حبيبها السابق و بجانبه زوجته شمس تضع يدها على باطنها المنتفخة قليلا إثر الحمل ابتسم شبح إبتسامة و هي تقول

كيفك أنت يا عمر أني راچعة داري

سألها بنبرة مغتاظة و قال 

دلوجه !! وحدك ! و فينه البيه چوزك سايبك وحدك ليه 

بلعت غصتها بمرارة و هي تناجي ربها ألا تسقط دموعها أمامه تنحنحت ثم قالت

زين طلجني و چدك طردني

لجمت الصدمة لسان عمر و التزمت شمس الصمت لحين الوصول لبيتها بينما هو قال بإستفهام 

مېتا حصل ديه !! و إيه اللي حصل و ليه چدي طردك من الدار 

ردت بسرعة قبل أن تشير لسيارة الأجرة و قالت بلكنة قاهرية قائلة

ما تشغلش بالك يا عمر بس بشار كان على حق عموما أشوف وشك على خير

هبط

عمر من سيارته ووقف مقابلتها بعد ان استقلت سيارة الأجرة و قال 

أنا مافهمش حاچة واصل رسيني يا حسنة عمل فيك إيه ولد القصاص ديه !

صړخة داخلية حين ذكر اسمه بلعت لعابها بمرارة ثم قالت بإبتسامة باهتة 

كل خير يا عمر

تابع بجدية قائلة 

اطلع على محطة القطر يا اسطى

رد عمر بلهفة قائلا 

ها تعاودي مصر تاني ! لا ادلي و اني هاخلي چدي يدخلك البيت و لو مرضاش أني ها چيب لك احسنها شجة و تجعدي فيها بس تعاودي مصر تاني لا

لم يعجبها تلك النبرة لو كانت محل شمس لډمرت العالم من أجل حبيبها قررت أن تضع حدا له قائلة 

روح لأم عيالك يا عمر اتأخرت عليها ربنا يحفظها لك و تقوم بالسلامة خلي بالك منها هي اولي باهتمامك دا سلام يا بن عمي

آمرت السائق للمرة الثانية تحرك السائق في طريقه لمحطة القطار أما عمر عاد لزوجته بدأ يسرد لها ما حدث لو لم يحدثها و اخبرها بما حدث لفعلت ما لا يحمد عقباه لكنه كان أذكى

رجلا عرفته في حياتها وصلا أخيرا لحجرتهما

بدأ يتسأل عن السبب عقله لا يهدأ عكس ملامحه التي تظهر لها أن الأمر لا يعنيه .

دام الصمت لأكثر من ساعة كاملة ظن أنها في سبات عميق نظراته

لهاتفه ك طفل صغير يود شئ و يخشى عقاپ أمه مدد على جانبه الأيسر يتأمل ملامحها ملس على بشرتها الناعمة فتحت عينها وهي تقول بمرارة

اطلبها و اطمن عليها يا عمر اطلبها و طمن قلبك اللي مش عارف ينام و يغمض له جفن

طالعها بنظرات حائرة رغم تصريحها له بالاتصال إلا أنه لم ينفذ ما قالته له قرر أن يحدث عن ما يجيش في صدره قائلا 

ابجى كداب لو جلت مش جلجان عليها و ابجى اناني لو سمعت كلامك و حددتها في التليفون أنت مرتي و كرامتك من كرامتي لو محافظتش عليها جصاد الناس يبجى أني مبحكيش

ردت شمس بمرارة قائلة 

طب ما هو أنت مش بتحبني يا عمر احنا مش هنكدب على بعض

ابتسم لها و هو يسند بباطن كفه على رأسه و قال 

بس على الأقل بنحاول و عدينا مرحلة زينة جوي جوي مش هاچي بعد ديه كلتها اتچاهله و ادوس عليك و ك…

كاد أن يكمل حديثه لكن رنين هاتفه الذي صدح في المكان استدار بوجهه تجاه الكومود التقطه ثم وضع ڼصب عيناها و قال 

بشار واد عمي

ابتسمت لمصارحته في كل خطوة يخطوها 

رفعت كتفها و قالت بدلاال 

و أنا مسألتكش 

شوف ازاي جال يعني الفضول ماكنش هيفوط من عينها !!!

طب رد كدا هايضايق

كاد أن يرد لكنه تجاهل المكالمة و قال 

لا اتعاركنا النهاردا و تلاجي عايز يراضيني

عقدت ما بين حاجبيها متسائلة بنبرة متعجبة 

اټخانقتوا ليه ! إنتوا طول عمركم مع بعض و بشار بيعاملك زي اخو 

لا ديه عاړكة كده تافهة كيفه بكرا هتلاجي چالي و راضاني 

أنا مش فاهمك ليه عاوزه يجي لك هنا ليه مصمم على كدا بقالك فترة

رد بكذب و قال

رايد اصالحه على چدي و لو جلت له كده هيجلب علي كيف ما عمل النهاردا كده

داخل عربة القطار 

كانت حسنة تفكر في ما حدث لها لا تعلم أن هناك عين ترصدها كانت شاردة في اللاشئ 

أما الرجل الذي يتخفى في جلباب أسود و 

و شاح من نفس اللون رد على هاتفه و قال

بجالنا ساعة و زيادة في الجطر لا وحدها 

حاضر اللي تشوفه ساعتك هكون كيف ضلها و بعدها ها نفذ اللي جلت عليه ماشي مع السلامة يا كا بير .

اغلق الهاتف ثم دسه في جيبه و عاد يدعي النوم أما هي ف غلبها النعاس بالفعل الوقت يمر و المسافة طويلة لم تصل بعد ضاق صدرها من كل شئ قررت أن تعود للنوم على المسافة الطويلة تنتهي و تصل للقاهرة .

في صباح اليوم التالي 

كانت والدة حسنة تصنع لابنائها شطائر الجبن 

قبل ذهابهم للمدرسة كانت تتحرك على المقعد المتحرك الذي حصلت عليه بمساعدة أحد فاعلي الخير الذي رفض عدم ذكر اسمه .

بينما كانت حسنة تضع يدها أسفل خدها نظرت لها والدتها و قالت بتساؤل

مالك يا بت مضايقة ليه 

ياما بقولك اطلقت اطلقت و بتسألي زعلانة ليه 

ياختي بركة 

الله يبارك فيك ياما ارتاحتي دلوقت !!

يا بت يا عبيطة بكرا يرجع و يردك هو يقدر يستغنى عنك 

باما بعد كل اللي قلته دا و عرفتي عنه بتقولي يرجعني إيه الثقة دي

ردت والدتها قائلة بنبرة واثقة و هي تغلق الباب بعد خروج آخر أولادها 

هو بيحبك لما عمل كدا عمل مش عاوز المشكلة بينك و بين أمه تكبر

ردت حسنة بعصبية قائلة

بقى أنا راضية ضميرك دا كلام أنت نفسك مقتنعة بي أصلا !!

الصراحة لا 

و لما هو لا بتقولي ليه حر قة

ډم و خلاص ! 

ياختي بشوف حل و بحاول اصبرك 

ما تصبرنيش خليني في اللي أنا في 

قولي لي يا بت هو جدك قالب عليك ليه 

ردت حسنة قائلة بنبرة مغتاظة قائلة 

عشان قلت ل وجيدة إنها عمتي مش اختي 

يالهوي هو أنت اتسحبتي من لسانك و قلت!

اه و هو سلطهم عليا 

هما مين دول يا بت 

لم ترد حسنة على سؤال والدته استطرد بتعب شديد 

أنا ها قوم اريح لي شوية أنا منامتش و الطريق مرمطني

لوت والدتها فمها و هي تقول بحسرة 

عيني عليك يا بنتي طول عمرك شقيانة و صابرة و لما اتجوزتي جوزك مرمطك عشان خاطر أمه يلا الله يسامحه

وقفت حسنة عند باب الحجرة و قالت بتذكر 

صحيح ياما مبروك على طلاقك أنت كمان

تابعت بنبرة ساخرة 

ابقي فكريني نكتب على باب الشقة شقة المطلقات

ردت والدتها بنبرة حانية 

بكرا ربنا يحنن قلبه عليك و ترجعه لبعض يابنتي و تعيشي زي باقي البنات

بعد مرور ساعتين

استيقظت حسنة على صوت ناقوس الباب 

نهضت من فراشها فتحت الباب وجدت رجل ماثل أمامها سألته بهدوء قائلة

خير مين حضرتك 

رد الرجل و قال

دا بيت حسنة طه حسان الدهشوري !

أومأت برأسها علامة الإيجاب و قالت 

ايوة أنا خير في إيه !

أشار الرجل و قال 

اتفضلي استلمي 

إيه دا 

ها تعرفي بعدين من فضلك امضي

وقعت حسنة على الورق و ما إن غادر الرجل بدأت تفتح الظرف بجوار أمها قرأته بعينها ثم تنهدت بإحباط و هي تقول 

بدأنا بقى ۏجع القلب 

في إيه يا حسنة و مين اللي بعت لك الجواب 

دا عمر 

و عاوز إيه عمر مش اتجوز خلاص 

بيقول إن لازم نتج…..

الفصل الساد س عشر 

استيقظت حسنة على صوت ناقوس الباب 

نهضت من فراشها فتحت الباب وجدت رجل ماثل أمامها سألته بهدوء قائلة

خير مين حضرتك 

رد الرجل و قال

دا بيت حسنة طه حسان الدهشوري !

أومأت برأسها علامة الإيجاب و قالت 

ايوة أنا خير في إيه !

أشار الرجل و قال 

اتفضلي استلمي 

إيه دا 

ها تعرفي بعدين من فضلك امضي

وقعت حسنة على الورق و ما إن غادر الرجل بدأت تفتح الظرف بجوار أمها قرأته بعينها ثم تنهدت بإحباط و هي تقول 

بدأنا بقى ۏجع القلب 

في إيه يا حسنة و مين اللي بعت لك الجواب 

دا عمر 

و عاوز إيه عمر مش اتجوز خلاص 

بيقول إن لازم نتجمع 

تتجمعوا ليه بقى إن شاء الله هو الواد دا مش متجوز و جاي له عيل في السكة

تابعت بشك قائلة

بت يا حسنة الواد عمر دا هو السبب في طلاقك و لا أنت اللي السبب ما حكيت لي 

ردت حسنة بنبرة متأففة قائلة

مش هو ياما السبب أنا اللي كنت السبب

ها قولها لك للمرة الكام عشان تصدقي !

سألتها والدتها بنبرة ساخرة قائلة

اومال بيبعت لك جوابات ليه يا عنيا و تجمع إيه دا اللي تتجمعوا 

تنهدت حسنة بعمق و هي تقول

ريحي نفسك يا ماما ما فيش في دماغي حاجة من اللي في دماغك دي أنا خلاص لا انفع للحب و لا غيره

تابعت بنبرة حزينة قائلة

أنا ياما اللي خر بت على نفسي أنا اللي عشان اشيل تهمة من على واحد مظ لوم و ما يرحش في الرجلين

كشفت سر بقاله سنين و محدش يعرف إن حقيقة و لا لا

ختمت حديثها بندم قائلة

يا رتني سمعت كلامك يا بشار و احتفظت بالسر لنفسي مكنش حصل اللي حصل زين عشان يرد اعتبار أمه زي ما أبوه قال داس على قلبي أنا

سألتها و الدتها بفضول قائلة

هو زين كان بتاع أبوه و امه يا بت يا حسنة

ابتسمت حسنة إبتسامة باهتة و هي تتذكر مواقفها معه و هي تقول

زين لا بتاع أبوه و لا أمه و لا حتى مراته زين كان راجل بجد كان بيوزن الأمور بالعقل و الحكمة و يشوف الصح فين و يعمله و عشان يرد اعتبار أمه داس على قلبي أنا أنا عذراه هو معاه حق واحدة قالت كدا على امه و طلعت كدابة تقعد على ذمته تاني ليه 

رد والدتها بنبرة متعاطفة قائلة

عيني عليك و على بختك يا بنتي حبيتك رجالة كتيرة بس محدش فيهم يعرف قميتك صح

تابعت بجدية قائلة

ها تروحي الصعيد تاني و أنت لسه جاية منه 

ردت حسنة بهدوء و هي تعتدل في جلستها و قالت

مش ها روح في حتة أنا خلاص ق طعت علاقتي بالناس دي أنا ها قعد هنا أشوف حالي و أشوف هبدأ من تاني ازاي 

اقترحت والدتها عليها قائلة

اطلبي ورثك في ابوك هو اه جدك الله ينتقم منه ها ياخد نصه في بطنه بس اهو احسن من ما فيش

حركت حسنة رأسها حركة بلا معنى ثم قالت

ورثي ازاي بس يا ماما و بابا مېت قبل أبوه و كم…

ردت والدتها مقاطعة

قائلة

و مين قال لك إن أنا بتكلم عن ورث طه في مال أبوه يا عبيطة !!

سألتها حسنة بإستفهام قائلة

اومال أنت بتتكلمي عن إيه بالظبط !

أجابتها والدتها بجدية قائلة

جدك سالم 

مين جدي سالم دا 

جدك سالم دا اخو جدك حسان الله ينتقم منه بس من أبوه 

و دا علاقته إيه بالورث بس ! 

علاقته يا قلب أمك إن ابوك الله يرحمه اشترى منه البيت اللي هو قاعد و كتبه بإسمك بيع و شراء 

و أنت عرفتي الكلام دا ازاي !

لو والدتها شفتاها و قالت بحسرة 

ما هو دا كان شرطي عشان أأمن مستقبلك بعد اللي عرفته عن جدك و أبوك قالي أعمل لك إيه عشان ترجعي لي أنت و بنتي قلت له اكتب لبنتك البيت الجديد عشان لو حصل لك حاجة تبقى بنتي تلاقي حاجة قامت كتب نص البيت و النص التاني بتاع جدك سالم

نظرت حسنة لوالدتها و قالت بنبرة متعجبة قائلة

و أنت عرفتي الكلام دا كله ازاي !

سألتها والدتها بنبرة مغتاظة قائلة

أنت عبيطة يا بت و لا غبية ! بقولك كان شرطي على أبوك عشان ارجع له

تابعت بنبرة حزينة حاولت إخفائها و هي تقول

أيام ما كان لي خاطر عنده و بدلع على حسه و اطلب اللي أنا عاوزاه و هو يقول لي حاضر زيك كدا مع زين

ختمت عباراتها قائلة بحسرة قائلة

عيني على بختي و بختك يا بنتي ملناش حظ في جوازتنا 

قررت حسنة أن تتجاهل حسرات والدتها و التي على ما يبدو أنها لن تنتهي هذا اليوم وقف عن الأريكة متجهة نحو حجرتها الجديدة الشقة بأكملها لا تتماثل مع المرحاض الذي كان بغرفتها 

على كل لا يهم ما كانت فيه و ما آلت إليه في الأوان الأخيرة عليها أن تتأقلم من جديد على وضع جديد كتب عليها .

على الجانب الآخر و تحديدا داخل حجرة زين كان ممددا في فراشه ناظرا لسقف الغرفة من يرأه 

يظن أنه يعد النجوم المنقوشة عليه لكن في حقيقة الأمر هو يعيد ذكرياته معها ولجت والدته و لم يشعر بدخولها كانت تتألم من داخلها لرؤية فلذة كبدها يعاني من فراق حبيبته في صمت لو كانت تعلم أن الأمور سوف تجعله هكذا لتوسلته بالأ يفعل ما فعله مع حسنة مسدت بيدها على كتفه بحنو و هي تقول بنبرة حانية 

حبيب ماما مش هايروح شغله النهاردا و لا إيه 

انتبه أخيرا لوجودها في غرفته اعتدل في جلسته و قال

معلش يا ماما مش هقدر اروح النهاردا سهران طول الليل و منامتش كويس 

على كيفك يا حبيبي

كادت أن تغادر غرفتها لكنها تراجعت و هي تقول بهدوء 

ارجع لها يا زين أنا مسامحة في حقي طالما ربنا نصرني

رد زين بنبرة مخټنقة قائلا

لأ يا ماما مش هر جع لها هي مش بس إهانتك أنت لوحدك أنا كمان يا ماما أهانتني داست على كل حاجة حلوة عملتها لها و نسيت قدمت عشانها إيه

ردت والدة زين و قالت بإعتراض و لأول مرة تأخذ صف حسنة

لا يا زين متظلمهاش هي كانت بتحاول تمنعك

ت ق تل حد ملوش ذنب

سألها زين بنبرة ذاهلة و هو يطالعها بنظرات تملؤها الدهشة 

حضرتك بتدافعي عنها !!

أجابته موضحة 

أنا بقول الحق انا اللي يحب ابني قيراط احبه اربعة و عشرين و يشيل ابني في عينه احطه جوا قلبي و هي بأمانة الله عمرها ما خا نتك و لا 

طع نتك في ضهرك يبقى احاي عليها ليه بالعكس دي كانت بتحاول تمنعك عن شړ

ختمت حديثها قائلة بهدوء 

أنا مش ها نكر إن أنا مختلفة مع حسنة من ناحية المستوى اللي هي كانت في و لا الحياة الجديدة اللي كانت مش عارفة تتعود عليها بس خليني اقول كلمة حق و هي حافظت عليك و على اسمك طول ما هي كانت مراتك عشان كدا بقلك ارجع لها لأنها تستحقك بجد .

ربتت على كتفه و قالت بحنو و حب 

ربنا يهديك يا حبيبي و ترجعوا لبعض أنا كل أملي في الحياة أشوفك مبسوط مع الإنسانة اللي يختارها قلبك .

غادرت قبل أن تستمع لرده الذي يحاول إثباته رغم مخالفة قلبه لهذه القوانين الجديد التي وضعها 

لقد اختار ل قلبه العڈاب الأمر بالنسبة له غاية في الصعوبة كيف يمكنه أن يتأقلم على العيش بدونها 

اللعڼة و اللعڼة الف مرة على من تتدخل بينهما ليدمر هذه العلاقة الجميلة التي كانت في بداية ظهورها ترى من الذي فعل فيهما هكذا 

بعد مرور أسبوع 

لا شئ جدبدا يذكر مازال زين يمكوث في بيته طيلة الفترة الماضية لم يعجب والده هذا الأمر لقد كان قاسېا عليه لم تكن هذه المرة الأولى التي يرأه بهذه القسۏة و لن تكون الأخيرة ولج فؤاد القصاص غرفة

زين يطالعه و هو نائم لقد تغير كثيرا منذ ذتك اليوم الذي انفصل فيه عن زوجته ألهذه الدرجة تؤثر عليه ألهذه الدرجة تتحكم فيه 

لقد خرجت الأمور عن السيطرة إذا نظر حوله 

وجد كأسا من المياه قبض عليها بغيظ شديد 

القاها في وجهه سحب شهيقا طويل و كأنه يغرق ظل يسعل بشدة و هو ينظر لوالده الذي قال بجمود

لو ها تفضل كده كيف الحريم في الدار و أني أشتغل وحدي في الشركة جول و عرفني عشان ادور لي على راچل من رچالتي يشيل الحمل عني .

التقط زين أنفاسه بصعوبة بالغة ما إن هدأ سعاله قليلا نظر لوالده و قال

أنا تعبان يا ب….

هدر والده بصوته الجهوري و قال

و طول ما أنت حابس نفسك كده كيف الحريم ها تتعب بزيادة فز جوم شوف شغلك كيف الرچالة و حط يدك في يد اخوك و كبر شغلكم

رد زين و قال بطاعة 

حاضر يا بابا

استدار والد زين تجاه باب الحجرة و قبل أن يغادر قال بتحذير

لو خرچت من اهني و أنت لساتك نايم رچوعي المرة الچاي مش هايعدي كده واصل 

هارچع و اج تلك عشان اني ولاد رچالة مش حريم

أومأ زين له علامة الإيجاب ما إن خرج والده من الغرفة نهض من الفراش اتجه نحو المرحاض نظر لصورته المنعكسة في المرآة ليجد نفسه تبدل مئة و ثمانون درجة منذ ذاك اليوم الذي قرر أن يخرجها من حياته لقد طالت لحيته أكثر من اللازم و خصلات شعره أيضا بحث بعينه عن ماكينة إزلة الشعر استقر ناظريه على أحد الأرفف مد يده ليجذبها بدأ 

في تشذيب لحيته و تصفيف خصلات شعره الطويلة انتهى بعد عشر دقائق تقريبا قام بفك حزام الرداء ثم اسقطته أرضا قبل أن يضع قدماه في حوض الاستحمام وقف أسفل المياه المتدفقة فوق رأسه و هو مغمض العينين زفر بهدوء ليبعد المياه عن فاه 

عشر دقائق أخرى قضاها في الإغتسال خرج من المرحاض متجها نحو غرفة تبديل الملابس 

كاد أن يجذب القميص الأبيض إلا أن سقطت عيناه على منامته القنطية في الجزء المخصص ل حسنة كانت ترتديها بشكل دائم 

اتجه نحوها التقطها بين كفيه قربها من أنفه ليشتم رائحتها أرخى جفنيه محاولا إستعادة 

جميع ذكرياته معها ضحكاتها غنجها و دلاالها

الذي كان يهلك له عقله و روحه معا.

قرع ناقوس العقل لينذره بان الضعف ليس من شيمه و عليه أن يتجاوز تلك المرحلة من حياته حتى يستطيع العيش بدونها ما تبقى من عمره يا لها حمقاء توغلت بين ثنايا قلبه و تشبثت معلنة أنها ملكة متوجة على عرشه 

بشار بابا تعبان بقاله فترة و عاوزة اروح ازوره 

و اطمن عليه زعلان مني عشان مبسألش عنه خالص .

أردفت خديجة عباراتها و هي تجلس جوار 

ز و جها الذي كان ينفث سحابة الدخان في السماء وضع لفافة التبغ في المنفضة و هو يقول بهدوء

مش رايد ازعلك مني بس كان اتفجنا إن نبعدوا عن أي تچيب لنا وچع دماغ و أبوك الوچع ذات نفسه

لكزته في كتفه برفق ثم قالت بحزن طفولي يليق بها و هي تقلب شفتاها 

اخس عليك يا بشار ها زعل منك بجد و بعدين أنا بابا يا حبيبي بېخاف عليا أكتر منك و هو ما يهمش في الدنيا دي كلها غير راحتي

تنهد بشار بعمق و قال بهدوء 

مش حابب خروچك دلوجه و أنت تعبانة كده اصبري شوية لما تشمي نفسك شوي

ردت بإبتسامة باعتة و قالت

ها يحصل لي إيه يعني يا بشار اكتر من إن خسړت ابني و لا بنتي للمرة التانية

شاحت بوجهها بعيدا عنه محاولة حبس الدموع في مقلتيها بينما هو لف وجهها له و قال للمرة المئة بعد الالف 

جلت لك يا بت الناس لو

رايدة الخلفة سبيني لأن هما ما هيسبونيش لحالي واصل

توسدت خديجة صدره و هي تقول بأسى 

مش ها سيبك يا بشار أنت قدري و أنا قدرك مش ها سيبك حتى لو ربنا مكتبلناش الخلفة يبقى دا قدرنا

له و قالت بإبتسامة واسعة على أمل أن يوافق 

ها روح بقى عند بابا 

حرك بشار رأسه علامة النفي و قال بعناد 

و قالت بحزن مصطنع و هي تقف عن المقعد 

طب إيه رأيك بقى هروح و بالعند فيك ها

تناول لفافة تبغ جديدة و قال بجدية مصطنعة 

ابجي وريني ها تعمليها كيف يا نعمات و انا عايش

بقى انا نعمات ها ! ماشي إيه رأيك بقى ها روح يعني هاروح و لا اقلب لك نعمات بحق و حقيقي ما أنا مرات بشار ابن الأبالسه كلهم

رفع بشار كفيه و قال باستسلام 

خلاص يا كابيرة الكلمة كلمتك و الرأي رأيك

ابتسمت بإنتصار و قالت

ايوة كدا اتعدل ه….

جلت راح فين بجى

رفعت خديجةإصبع الشهادة و قالت بتحذير و هي مغمضة العينين

بشار و الله العظيم لو ضړبتني على قفايا و لو الحركات اللي بت… 

لم تكمل خديجة تحذيراتها التي القها بشار عرض الحائط حلت صراخاتها محل الضحكات 

ثم عادت الضحكات تسيطر من جديد على الأجواء تلك المشا كسات التي تدور بينهما كانت هي الشئ الوحيد الذي يخرجها من حالتها تلك .

في عصر اليوم التالي

عبرت خديجة البوابة الرئيسة لمنزل والدها شعرت بقبضة في قلبها لم تشعر من قبل تمتم بالبسملة و هي …..

الفصل السابع عشر 

عبرت خديجة البوابة الرئيسة لمنزل والدها شعرت بقبضة في قلبها لم تشعر من قبل تمتم بالبسملة و هي تحاول جاهدة تجاهل هذا الشعور 

استقبلتها زوجة أبيها بالإبتسامة و الترحاب تبادلتا العن اق و الق بلات نظرت له و تسألت بغمزة من طرف عيناها 

الجميل زعلان ليه بابا و لا زين مزعلينك 

ابتسمت لها إبتسامة شديدة التكلف قپل أن تؤمي برأسها علامة النفي ثم قالت بكذب 

لا أبدا يا ديچا اتفضلي فؤاد نفسه يشوفك من زمان

استوقفتها خديجة بجدية قائلة 

استني بس مالك في إيه شكلك مرهق و تعبان مين مزعلك 

لم تتحمل والدة زين تساؤلات خديجة التي هطلت عليها كالمطر و قالت 

زين يا ديچا زين ها يروح مني 

ها يروح ازاي احكي لي حصل إيه بعد إنفصاله عن حسنة ! 

مبقاش هو زين اللي أعرفه دايما سرحان و مهموم اتكلم معاه في شغل و لا خروج يقولي تعبان مش قادر اقتر حت عليه يسافر رفض قال في شغل كتير متراكم عليا و لما اقوله روح شغلك يقولي مليش نفس باباك حاطه في دماغه اليومين دول و ضاغط عليه بزيادة اوي و أنا مبقتش عارفة اعمل إيه مع دا و لا دا 

طب معلش متزعليش نفسك زين نفسيا مش احسن حاجة و باباه أنت عارفاه كويس ما بيحبش يشوف حد من ولاده ضعاف أنا ها شوف زين و اتكلم معاه و اخرجه من اللي هو في 

ياريت يا ديجا يبقى جميل مش ها نساه العمر كله 

جميل إيه بس دا اخويا عن أذنك بقى احسن

بابا واحشني و نفسي اشوفه 

اتفضلي و أنا ها خلي البنات تحضر الغدا

في الطابق الثاني

كانت خديجة جالسة مقابل والدها الذي يطالعها بنظرات متفحصة قبل أن يسألها بفضول 

ديچا فيك مالك كده بتبصي في وشي كده كيف ما يكون رايدة تجولي حاچة و خاېفة 

ردت خديجة قائلة بنبرة كاذبة قائلة 

بابا أنا مستحيل ارجع مع اللي اسمه بشار دا لو فيها مۏتي

سألها بفزع قائلا 

ليه يا بتي حصل إيه عمل فيك إيه !

ردت خديجة قائلة بهدوء و هي تراقب تعابير وجه والدها 

بيقول على حضرتك مشارك جده و الشيخ المرعي ف….

رد والدها مقاطعا بسرعة و ڠضب مكتوم 

كدب چوزك ديه كداب و أني لا ليا الاثارات و لا الاعمال !!

سألته خديجة قائلة بهدوء

و مين قال إنه قال عنك كدا هو قال إنك مشاركه في المستشفى الخيري الجديدة اللي بتتعمل في أول البلد !!

تنحنح والدها و قال بتلعثم 

أني برض….

ولحت الخادمة و قط عت عليهم حديثهم و هي تقول بأدب 

لامؤخذة ياست هانم الكابير بيجول حضري حالك عشان هتمشوا

استدارت خديجة للخادمة و قالت بنبرة متعجبة 

بشار هنا ! 

ايوة و هو في العربية تحت

وقفت خديجة و قالت بهدوئها المعتاد 

طب يابابا أنا همشي و ابقى ارجع لك بكرا اطمن عليك 

أنت مش جلت مستحيل تمشي وياه إيه اللي چرا 

بابا من فضلك دا جوزي و مليش إلا هو و ربنا ما يحرمني منه و لا يحرمه مني يارب 

خديچة أنت زينة و لا فيك حاچة اوعاه يكون بيضربك يابتي !

بابا بشار دا أحسن واحد في الدنيا أنت ازاي تقول كدا أنا لايمكن اقبل إنك تقول عليه كدا أبدا

مالت بجذعها لتضع ق بلتها على خ ده الأيسر و قالت بنبرة ناعم

سلامتك يا بابا الف سلامة

الله يسلم يا بتي

رفع سبابته ڼصب عيناها و قال بتحذير واضح

خلي بالك من حالك اوعاك تجولي مش هروح لابويا ل يشمت في عشان بشار أنت بتي و النور اللي بشوف بيه إن ما شالكيش في نور عينه أخ د

له أني نور عينه ديه

ابتسمت خديجةو قالت بنبرة حانية 

بشار يا بابا طيب و حنين و رغم كل اللي مرينا بي لسه بيحبني و كفاية عندي إنه عارف إني اجهاضي المتكرر هايخلي خمس سنين من غير خلفة و مع ذلك مكمل معايا

رد و الدها و قال بصوت هادئ و نبرة تملؤها الشړ 

بعدي عن بشار لو رايدة الحبل و الخلف بعدي عنه جبل فوات الأوان يا بتي

ردت خديجة بنبرة لا تقل عن نبرة والدها و قالت 

محدش ها يقدر يبعدنا عن بعض

هايفضل معايا و هافضل معاه بشار لو بعد عنه ها تاكلوا و أنا وقتها ها دمر كم 

ارچعي ل عقلك يا خديچة و فكري كيف العمر ها يعدي عليك و ها تبجي كيف الأرض البور لا زرع و لا حصاد

لقد مز ق و الدها قلبها لأجزاءبعد وصفها بالتعبير المجازي يا ليته لم يخبرها بحقيقة الأمر الوضع 

لا يتحمل أي اعباء جديدة غادرت قبل أن تستمع تكملة الحديث القاس الذي تجاوز الحدود 

استقلت السيارة و حاولت أن تتظاهر بالجدية المصطنعة و كأن لم يحدث شئ منذ قليل .

افردي بوزك ديه

قالها بشار و هو يداعب خدها الأيسر نزعت ي ده

قبل أن تصل إليها و قالت بنبرة مغتاظة قائلة

ملكش دعوة ببوزي أنا و هو واخدين على بعض و سوق و ملكش دعوة بيا

رد بشار متسائلا بنبرة متعجبة قائلا

واخدين على بعض كيف ديه وشك جرب يطج منيك !!

هدرت بصوت مرتفع قائلة بنبرة محذرة قائلة 

بشاااار من فضلك سبني في حالي و بطل بقى ترمي عيون في كل حتة كدا أنا تعبت 

يعني خابرة إني براجبك مش كده 

طبعا 

زين مادام أنت خابرة ديه بشتمي فيا ليه جدام أبوك 

لأ أنا بعبر عن رأي و بعدين إيه ابوك دي اسمها باباك 

بجلك إيه أني تعبان و رايد اشم شوية هوا 

طب كويس أنا كمان زهقانة و عاوزة اشم هوا خدني معاك 

خدك ربنا اخدك فين ادلي خليني امشي اشوف صحابي 

و الله دا ظلم أنت تخرج و تشوف صحابك وأنا قعدة كدا طول اليوم وشي في وش الخيطان 

لا خلاص متزعليش هاخدك معايا 

بجد أنا كنت عارفة اني مش هاهون عليك ربنا يخليك ربنا يبارك فيك أنت راجل بجد 

بس قبل ما امشي ادلي هاتي بدلة رجص و الصاچات أنت ترجصي و أني اطبلك و آخر الليل نلم النجطة زين كده 

ياخي نقطة لما تشيلك يا بارد و ربنا لأروح لبابا و اعرفه الپهدلة اللي مبهدلهاني دي و اعرفك مقامك يا قليل الذوق أنت 

هو اني لو سفخت كف دلوجه ها يجولوا علي راچل و لا هيجولوا راچل بيأدب مرته 

لأ ها يقولوا عليك مش محترم عشان بټضرب واحدة ست 

و هي فين الست ديه !! ديه أنت ست اشهر جليلة عليك مشي يابت الناس من اهني يلا وچعتي راسي 

ماشي ماشي يابشار و الله لاقول لجدك سالم على بهدلتك دي ليا و اعرفه بتعمل إيه في بنات الناس 

تاني هتجول بنات تاني

بعد مرور نصف ساعة تقريبا و صلا بشار و خديجة إلى منزلهما كررت خديجة عبارات التوسل و الرجاء عله يوافق بأن يصطحبها معه لكن إصراره بأن يذهب بمفرده يجعلها تتيقن من ظنونها و ذهابه لعائلته و العبث معهم من جديد

خرج الجد و هو يميل برأسه قليلا نحو سيارة بشار متسائلا بفضول قائلا

بتعمل إيه يا بشار 

ابتسم له و قال بهدوء

مافيش يا چدي بتحايل عليها عشان تاچي معاي و هي بتجول لا 

ليه يابتي اخرچي معاه أنت من بجالك ياما مخرچتيش من الدار

رد بشار و قال بسرعة قبل أن ترد هي 

متتعبش حالك يا چدي نشفت ريجي وياها أصلها بتجول انها بتحب الدار بتجول بتحس نفسها ست مخابرش كيف !!

لآخر مرة ياخديچة جلبي هسألك تاچي معاي و لا تفضل في الداررر أني مايهمنيش إلا راحتك يا حتة من جلبي

ردت خديجة بإصرار رغم تحذيرات بشار المبطنة و قالت بعناد

لأ هفضل معاك يا حبيبي هو أنا ليا بركة غيرك 

ر بنا يخليك ليا و يحفظك ليا قادر يا كريم

أومأ لها و قال بهدوء قبل أن يترجل من السيارة

على كيفك يا ديچا خليك فاكرة إن أني جلت لك خليك بعيد

ردت عليه و هي تتشبث بذراعه قائلة

مش ها سيبك تروح لهم برجليك رجلي على رجلك منين ما تروح مش ها سيبك تتضحي بنفسك

وقف بشار مقابل جده و بدأ يحدثه بهدوء و هو يحاول أن يتجاهل نظرات ز و جته له 

حاول تا خدها يا چدي ما رضياش تتدلي من العربية

رد الجد سالم و قال بهدوء و حكمة 

مرتك و خاېفة عليك يا ولدي أني اهو راچل

و خاېف من مروحك له وحدك 

لازم اروح يا چدي لازم نتچمعوا كيف ما عمر جال

و مين جالك إن عمر هو اللي بعت لك الرسالة ديه 

سأل رجب سؤاله و هو ينضم للحديث الخاڤت و نظراته لا تبرح السور الخلفي للمنزل رد بشار و قال بنبرة متعجبة 

جصدك إيه 

أومأ رجب برأسه تجاه السور و قال بنبرة محذرة 

اوعاك تبص وراك عشان اعرف أخرچ مرتك من العربية 

في إيه يا چدي رد يا رچب !

رد الجد سالم و قال بهدوء ظاهري كي لا يثير البلبة في المكان 

بعتهم يا ولدي بعت رچالته و

المرة دي مش هچوم على الدار ديه سيطرة 

خديچة في العربية چدي مش چاي يسيطر على الدار چدي چاي ينفذ تهديده و يج تلها !

قالها بشار و قلبه يكاد يقفز من مكانه حاول الجد السيطرة عليه و هو

يقبض على كفه بقوة و قال بهدوء 

اهدأ يا ولدي اهدأ رچب ها يخرچها متجلجش

ربت رجب على كتف بشار و الإبتسامة تكشف عن نواجزه و قال

متخافش يا بشار أني ها خدها بعيد عن اهني

استوقفه بشار دون أن يستدار حتى لا يثير الشك في داخل من يراقبه و ينتظر اللحظة الحا سمة ل ق تله تشبث بكف رجب كمن يغر ق و يريده أن ينقذه من الهلا ك 

استنى يا رچب لو ركبت العربية ها يعرفوا إني فهمتهم احنا لازم نعملوا حاچة تشغله….

بتر بشار عباراته و عيناه لا تبرح محل جبل الذي بدأ يثير الفوضى خرجت الأحصنة متجهة حيث الرجال الملثمين ما فعله لم يفعله سوى رجل يعرف جيدا متى يتعامل مع الآخرين خرجت خديجة و عيناها لا تبرح ذاك الصغير المختل من وجهة نظرها و هو يساعد الجياد على الهرب من محبسها ابتسم بشار و هو يستمع لحديثها فأمرها بهدوء قائلا

روحي عنيده يا ديچا خليه يوجف اللي بيعمله ديه

نفذت خديجة امر ز و جها ظنا منها أنها المسيطرة على ذاك العنيد ما إن وصلت إليه و قبل أن تحد ثه مد قدماه لتتلعثم في خطواتها و تسقطت أرضا و لج جبل و اوصد الباب الحديدي و قبل أن تسأله عن سبب ركلته تلك دوت ر صا صات الأسلحة الڼارية 

من كل مكان وضعت يدها على صدغيها و هي تناجي ربها بأن يمر الوقت بسلام و تخرج إلى بشار ثوان معدودة و استمعت لطرقات سريعة و متتالية فتح جبل الباب و ساعد رجب في ادخال الجد سالم رغما عنه هرعت نحوه و قالت بتوسل

ابوس ايدك يا رجب عاوزة اشوف بشار اشوفه بس اطمن عليه

رد رجب و قال پغضب مكتوم 

مش وجته دلوجه يا خد يچة

تابع بنبرة محذرة قائلا

اوعاك تخرچ يا چدي اوعاك لو إيه اللي حصل فاهم

رد الجد سالم پغضب جم قائلا

رايدني افضل اهني كيف الحريم و العيال الصغيرة و أنت و بشار في النا ر وحدكم !! 

اسمع الكلام يا چدي وچودك برا في الوجت ديه خطړ عليك مش ها ينفع اسيب بشار وحده كاتير كده هملني الله يخليك .

خرج رجب محاولا تفادي تلك الر صا صات الغاد رة استند بظهره على الجدار و هو ينادي بصوته الجهوري لم يستمع الرد المتوقع من بشار كرر ندائه ثلاثة مرات قبل أن يسير بخطوات حذرة تجاه الجهة اليسرى من المنزل 

هبط ثلاث درجات بعد أن نادى عليه أتى كالبرق في سرعته ووقف أمام بقعة كبيرة من الد ماء تسأل بلهاث قائلا

حسان مش ناوي يچيبها لبر واصل و م كل مرة محاولاتنا ها تنچح يا واد عمي

حرك بشار رأسه علامة الإيجاب و قال 

المرة دي عدك حج يا رچب الظاهر إن ما فيش احسن من المواچهة

جثا رجب على ركبته و تناول قلادة ذهبية تحمل اسم وجيدة و بجانبها قطعة صغيرة من القماش على ما يبدو أنه قطعة من الملابس الداخلية لإحداهن كاد أن يفتحها رجب لكن منعه بشار قائلا

اوعاك تعمل كده الحاچة ديه باينها عمل و شكله واعر جوي

نظر رجب له و قال بهدوء 

يبجى چدي لازم يشوفها

بعد مرور عشر دقائق

جلس الجد سالم على الأريكة بعد أن قرأ ما تيسر من القرآن الكريم و الأذكار قام بفتح الأوراق و هو يتمتم بخفوت لكن كلماته واضحة يفهمها كل من في المجلس 

الله لا يسامحك يا حسان حتى بتك و بت ابنك مسلموش منيك !! الله لا يسامحك يا خوي

إيه اللي حصل يا جدي !

أجابها و هو يفرغ محتويات القماشة و قال 

حسان عامل لبته وچيدة و حسنة اسحار رايد حسنة تمرض و ټموت و حسنة تتطلج من چوزها

ردت بخفوت قائلة پخوف و فزع 

لطفك بينا يارب

تابعت بفضول قائلة

عرفت ازاي 

أشار الجد ب يده المجعدة و قال

مكتوب يا بتي على الصور ديه مش بس كتب على الصور دي كاتب على عضمة العچل

سألته بهدوء قائلة

و هو كدا خلاص يا جدي العمل اتفك 

رد الجدي و قال

ايوة يا بتي بس لساته بيحرب وراهم لساته رايد جبر بته

ردت خديجة و قالت بنفاذ صبر من تلك القصة 

ما تخلوا ياخده يا جماعة بتحا ربوا ليه يمكن عاوز يحط بنته في قبر و يترحم عليها هو أب بردو و اكيد قلبه محر وق علي بنته !

ابتسم رجب إبتسامة ساخرة و هو ينظر ل بشار ثم عاد ببصره لها و قال

اللي بتجولي عليه أب ديه عاشر بته و هي مېتة و سچد

لإبليس و لف على لسانها سحر أسود و هو بيغسلها و ډفنها اهني

صدمات متتالية تهطل عليها كالمطر و هي لا تعرف ما الذي يجب عليها فعله حتى تصدق 

ما قاله رجب للتو ازدادت ريقها و هي ترفع عينها في أعين بشار الذي يشعر بالخزي و 

العا ر من أفعال جده طأطأ رأسه خجلا منها 

بينما تابع الجد حديث حفيده قائلا

وچيدة بت اخوي حسان كانت من مرته الله يرحمها جاته بعد شوج و عطش كيف ما بيجولوا فارت و بجيت زينة الصبايا كان عمرها عشرين سنة يوم ما امهما ماټت كانت روحها في امها و ابوها كان روحه فيها عيحبها صح كان نفسها تشوف أمها و لو مرة واحدة بس و هو كان يشوفها كده و جلبه 

يت جطع عليها و يوم الأربعين بتاع امها چه هو و الشيخ المرعي و بدوا يعملوا چلسة تحضير ارواح هي عرفت چن چنانها عرضتهم 

و حاولت تصرخ علي وجتها عشان الحجها بس كان أبوها خپطها على راسها طبت ما تت 

فيها ولدي و في اللحظة ديه الشيخ المرعي الله يلعنه في كل كتاب جاله يكمل شغلهم و حفر تحت الدار

صمت الجد سالم لبرهة قبل أن يكمل حديثه قائلا بنبرة مرتعشة إثر البكاء

حسان كان كل اللي

يهمه وجتها الاثارات و بس كان لازم يفتحوا المجبرة و عشان يعملوا كده لازم يستعينوا بالأبالسه و دول واعرين جوي جوي عمل وياهم عهد و إلا يفض العهد ديه يبجى حكم على حاله بالمۏت

اجهش الجد سالم و لاول مرة بالبكاء و كأنه طفلا صغيرا لم يتحمل سرد ما تبقى من حكاية الجد حسان فتولى رجب سرد الجزء الأسوء حين قرر الشيخ المرعي فعل الفاحشة 

مع وجيدة ابنة حسان حتى يسخر الجا ن

لقد فقد ما تبقى من عقل و قلب بعد مو ت ابنته ختمت حديثه قائلا بهدوء 

كل ديه چدي ما حضروش اللي شافت الحكاية ديه أم عمر و چات حكت لچدي و أمرته يمشي من الدار و عشان يحافظ على حاله و بعدها حصل اللي الكل مكانش يتخيله و لا حتى في احلامه

سألت خديجة بنفاذ صبر و دموعها لا تتوقف ابدا 

حصل إيه تاني في إيه تاني لسه الناس دي مفكرتش تعمله

رد بشار و قال لم تتوقعه منه

الفصل الثا من عشر

اجهش الجد سالم و لاول مرة بالبكاء و كأنه طفلا صغيرا لم يتحمل سرد ما تبقى من حكاية الجد حسان فتولى رجب سرد الجزء الأسوء حين قرر الشيخ المرعي فعل الفاحشة 

مع وجيدة ابنة حسان حتى يسخر الجا ن

لقد فقد ما تبقى من عقل و قلب بعد مو ت ابنته ختمت حديثه قائلا بهدوء 

كل ديه چدي ما حضرو ش اللي شافت الحكاية ديه أم عمر و چات حكت لچدي و أمرته يمشي من الدار و عشان يحافظ على حاله و بعدها حصل اللي الكل مكانش يتخيله و لا حتى في احلامه

سألت خديجة بنفاذ صبر و دموعها لا تتوقف ابدا 

حصل إيه تاني في إيه تاني لسه الناس دي مفكرتش تعمله

رد بشار و قال لم تتوقعه منه 

چدي حسان هو اللي ج طع رچل وچيدة بت عمي اللي في الاساس بته من رجاصة في الموالد 

اڼهارت خديجة بعد استماعها لهذا الكم من الإعترافات التي لا حصر لها و ضعت رأسها بين كفيها و قالت بصړاخ

كفاية ابو س ايدكم كفاية مش قادرة اسمع أكتر من كدا أنا قر فت من نفسي و منه و مش قادرة استوعب أكتر من كدا

نظر رجب ل بشار ثم قال بجدية قائلا

لازم تسمعي و تعرفي كل حاچة عشان الفترة الچاية اللي چاي واعر جوي و حسان ما هيخليش فرصة غير لما يستغلها زين و لازم أنت و چبل تمشوا من اهنى

نظرت ل جبل الذي تبادل معها في نفس الوقت تلك النظرة الذاهلة عادت ببصرها له و قالت باستفهام 

نمشي نروح فين 

رد رجب و قال

في مقان امان بعيد عن اهني و متحصن الفترة الچاية الهچوم بجى كيف المطر الاول كان مچرد رسايل لكن دلوجه الضړب في المليان و أنت و چبل نقطة ضعف بشار و طول ما إنتوا اهني محدش ها يعرف يحمي الدار ديه

ردت خديجة بنبرة متحشرجة قائلة

و أنا مش هاسيب بشار لوحده ابدا إنتوا ممكن تبعدوا جبل لكن أنا لأ فاهم يا بشار أنا لا

داخل غرفة عمر و شمس حدثها عن كل شئ حدث في حياته عرفت الصغيرة و الكبيرة كم أسعدها هذا الشئ و لأول مرة تشعر بأنها ز و جته حقا بدأت تتناقش معه في أموره الشخصية كان يستمع لها يعارضها و يوافقها أحيانا تلك هي الحياة الز و جية بالفعل ليست الحياة الاولى التي كانت تعيشها مازال يعشق حسنة مازالت

بداخله 

و على ما يبدو أنها لن تخرج الإ بخروج روحه من ج سده جلس في شرفة حجرته يطالع حركة النجوم الإبتسامة الخفيفة التي تزين ثغره تعلمها ز وجته جيدا هو الآن يفكر فيها يريدها تحديدا بعد إنفصالها عن ز و جها ولجت الشرفة و بين يدها قدحان من القهوة وضعتهما على سطح المنضدة الزجاجي و هي تقول

اتجوزها يا عمر ا تجوزها و حقق حلمك اللي بتحلم بي بقالك كتير

استدار بج سده لها و هو يقول بنبرة حانية

لساتك بتفكري في الموضوع ديه يا شمس !

تابع بنبرة صادقة و هو يتناول يد ها بين كفيه و قال

و الله العظيم أني ما ها ينفع اعمل كده مع الإنسان نورت لي حياتي

تح سس باطنها المنتفخة إثر الحمل و قال

و أم ولي العهد شبل الصغير

ردت شمس پقهر قائلة

بس أنت لسه بتحبها يا عمر تنكر دا 

أومأ برأسه علامة النفي و قال بكل صدق

لا بس قمان مجدر انكر حبك ليا و ادوس عليه كيف الحم ار كل حاچة بتاخد وجت و أنت صبرتي كاتير كملي چميلك معاي للآخر

ردت شمس بنبرة ناعمة قائلة

حاضر يا عمر هافضل معاك

للآخر

ابتسم ملء شدقيه و قال

يحضر لك الخير يا أم شبل يا بلاص العسل أنت

تذمرت لمغازلته تلك التي تبغضها و هو يتعمد إغاظتها ضحك على ملامحها المغتاظة و قال و هو يداعب خديها 

اضحك كده بلاش التكشيرة دي يا أم شبل

ردت شمس قائلة بتساؤل

لسه بردو عاوز تسمي شبل !! 

ايوه عشان يبجى هذا الشبل من ذاك الأسد 

يا سلام يا أسد 

مش عاچبك و لا إيه !

ردت بعناد و هي تقف عن مقعدها و تقول

لا مش عاجبني و اعمل حسابك أنا امه و أنا اللي بتعب يبقى أنا اللي اسمي

سار خلفها و قال بعدم اكتراث لما تخبره به و قال 

ابجي سمي اللي بعد كده ديه خلاص نزل بإسمه شبل عمر الدهشوري 

لا 

و أني جلت ايوة

ردت بعناد طفولي قائلة

طب و الله ما انا ولدة الشهر دا ها

ضحك عمر و قال بجدية مصطنعة

ايوة ايوة عشان نبجي كيف الچاموسة و تبج…

كاد أن يكمل مشاكسته لكنها لم تتركه في حاله و حاولت ضربه بكل ما أوتيت من قوة احتوها بين ذراعيه مقيدا حركتها طبع على خدها ق بلة عميقة و قال بسعادة حقيقية استشعرتها من بين طيات حديثه 

و الله ليا كاتير مضحكتش من جلبي كده ربنا يخليك ليا يا سبب فرحتي و سعادتي

وضع يد ه على باطنها و قال 

و يچيب شبل بالسلامة

توسدت ص دره برأسها و قالت و هي مغمضة العينين 

و يخليك ليا يا عمر و تنور حياتي دايما

بعد مرور يومان

ولجت وجيدة و لأول مرة منذ ز واجها منزل حسان لم تعد تعرف ماذا تقول له أبي أم جدي 

المواجهة و لا أي شئ بديل سواها بعد اليوم جلست و انتظرت مجيئ عمر الذي ذهب إلى القاهرة منذ يومين لمقابلة حسنة كانت جالسة على المقعد تمتم بكلمات خاڤتة حتى أتى بشار 

جلس جوارها و قال بهدوء

عمر لساته برا 

ايوه 

فين چدك 

ردت ساخرة و قالت 

جصدك ابوي !

سألها بشار بهدوء قائلا 

ناوية على إيه يا وچيدة 

ردت وجيدة بإبتسامة ماكرة و قالت بشرود 

كل خير

يا واد اخوي كل خير

ولج حسان من باب المنزل و الإبتسامة الخبيثة تزين ثغره قال بترحاب شديد

يا مرحب يا مرحب الحبايب كلهم اهني منورين يا ولاد

وقفت وجيدة تبعها بشار ابتسمت له و قالت بهدوء مريب 

ديه نورك يا بوي

رد حسان بنبرة حانية 

طالعة من خشمك كيف السكر كنت مستنيك ليا كاتير جوي يا وچيدة

جلست من جديد و قالت

كل آذان و له وجته يا بوي

تابعت بتساؤل قائلة

جل لي لياتك بتحرب ورا حسنة ليه 

ملكيش صالح 

لا ليا ديه خيتي جصدي بت اخوي 

جلت لك اطلعي منيها الحكاية ديه

سأل بشار بعدم فهم و قال 

في إيه يا چماعة مالها حسنة 

ردت وچيدة وقالت بنبرة غاضبة

چدك بعت لها ناس يو لعوا في شجتها

رد بشار و قال بذهول 

أنت بتجولي إيه و ناس مين ديه اللي راحت 

اجابته وجيدة قائلة

بعت لها رچالة سرجوا منها دهابتها و فلوسها و بهدلوا أمها العاچزة و ياريت وجف لحد كده و بس ديه سلط اتباعه يولعوا في الشجة و كل اللي كانوا فيها ماتوا

اتسعت أعين بشار و قال پخوف و قلق 

طب و حسنة چرا لها إيه 

ردت وجيدة قائلة بهدوء 

حسنة و ابن اختها بخير و ديه لأنهم كانوا عند الداكتور لو كانوا في البيت كان زمانهم راحوا و ياه اللي راحوا 

أنت بتجولي إيه و عمر هناك بيعمل إيه هو السبب في ديه ! ما تفهموني في إيه بالظبط !

ردت وجيدة قائلة بهدوئه الذي لم يتغير حتى هذه اللحظة و قالت

عمر

راح ياخد عقد نص الدار بتاع چدك سالم

وقف بشار عن مقعده و قال پغضب جم 

دار إيه و عقد إيه اللي بتتكلمي عنيه أنت خابرة بتجولي إيه !!

ابتسم حسان و قال و لأول مرة ليعلن عن وجوده 

لو حد تاني حكى لي إن أنت وچيدة بتي مكنتش صدجت خابر إنك دريتي بكل حاچة بس مكنتش متوقع تبجي كيفي كده ذريتي كان لازم تتسلم مني العهد

هدر بشار و قال 

عهد إيه اللي بتتحدوا عنيه ديه !

نظر له الجد حسان و قال 

عهدنا يا بشار عهدنا اللي أنت خنته و شردت عننا و اني جلت و ماله خلي ياواد يشج طريجه ما هو لساته شاب و رايد يفرح بالدنيا كيف العيال الصغيرة

سألها بشار بدهشة و ذهول شديدان 

أنت بجيتي وياهم يا وچيدة ردي علي

أجابه عمر و يلج من البوابة الداخلية و قال 

سيبك من وچيدة و جل لي يا بشار كيف جادر تضحك علينا كلنا كده كيف جادر تكون بالوشين كيف جادر تبجى الخير و الشړ وياي بعض

استدار بشار و قال بتساؤل 

جصدك إيه 

رد عمر و قال بنبرة غاضبة 

جصدي إن أنت لساتك وياه چدك حسان و بترسم على چدك سالم لساتك بتحرب ورا حسنة و إن اللي حصل ديه كلته من تحت راسك

هدر بشار بنبرة مر تفعة و عدم استيعاب قائلا 

أنت بتجول إيه !! مين يا أبو مخ تخين جال الحديت العفش ديه !

وقفت وجيدة عن مقعدها و قالت بنبرة حادة و هي تتجه نحو الدرج 

بشار مظلوم يا عمر اللي عمل كده حسان

رد عمر و قال بصوت مرتفع 

و هو ساعده على كده 

ابدا و الله العظيم ما حصل

تابع بشار و هو يطرق بأنامله على رأس عمر و قال 

يا واد فكر بديه مرة في حياتك أني بعدت عن كل الجرف ديه و ماشي بما يرضي الله إيه اللي هايخلينا ارچع له تاني !

رد عمر و قال 

عشان ما بيعيش لك عيال يا بشار رايد تچدد العهد عشان مرتك تحبل و تخلف صح و لا أني غلطان

رد بشار بنبرة تملؤها الصدق 

غلطان يا واد عمي أني حد الله بيني و بين الحړام بكل أنواعه و إن كان على العيال طالما ربنا كاتب لي اخلف هاخلف ڠصب عن الكل و لو مش رايد يبجى خلاص و لو مين بالذي ما هيعرفش يعملها

وقفت وجيدة عند سلالم الدرج الأخير و قالت 

الصح بيجول إن الچزاء من چنس العمل و حسان عمل كاتير و لساته ناوي يعمل أكتر و عشان كده الأوضة دي لازم تو لع باللي فيها و هو جواها

وقف الجد حسان عن مقعده و قال بصړاخ كالمجذوب 

اوعاك تعملي كده يا وچيدة كده بتفتحي طاجة چهنم الحمرا يا بتي

هرع بشار و عمر في محاولة منهما لمنع وجيدة التي لا تعرف فادحة ما تفعله و لا النتائج المترتبة على فعل ذلك خرجت شمس من غرفتها و قالت بعدم فهم 

في إيه يا جماعة مالكم واقفين كدا ليه 

تابعت بدهشة 

عمر أنت رجعت إمتى !

حاول بشار فك يد وجيدة المقبضة على الثقاب و البنزين لكنه لم يفلح زجرخا بنظرات غاضبة و قال 

سيبي يا وچيدة اللي بتعملي ديه أكبر غلط و لو على الحرج ميبجاش كده سيبي بجول لك 

لا يا بشار مش هاسيب أنت مش حاسس بالنا ر اللي چوا جلبي من اللي عمله فيا حسان سبني خليني احرج جلبه كيف حرج جلبي على حياتي

رد بشار و هو يكز على أسنانه و محاولاته في فك يدها لا تتوقف ابدا 

سيبي بجى يا وچيدة جلت لك كده أكبر غلط

حاول عمر أن يتتدخل و هو يقول پغضب جم 

لساتك معاه يا بشار لساتك شغال في السحر و الشعوذة كيف ما جلت أني بنفس اللي هاحرجها

ترك بشار يد وجيدة و قال و هو يدفع عمر في كتفيه للخلف 

يا عم اهمد بجى

لم يكمل حديثه بسبب قوة دفعته لابن عمه و صديق عمره الذي سقط للتو على سلالم الدرج ظل يتدحرج حتى وصل إلى الدرجة الاولى ارتطد مت 

رأسه بطرف السور الحديدي هرع بشار نحو عمر و رفع رأسه عن الأرض و قال بتوسل 

احب على يدك جوم يا عمر جوم يا واد هي أول مرة نتعارك ويا بعضنا 

هرع الجد حسان نحو حفيده جثا على ركبته ثم جذبه بيده المجعدتان و قال بنبرة مرتعشة 

جوم يا عمر جوم يا ولدي جوم احب على يدك

مازالت شمس واقفة محلها و الصدمة و الذهول يسيطران على ملامحها بينما كانت وجيدة تتابع ما تفعله ظلت تنثر قطرات البنزين على كل أرجاء الغرفة دموعها تتساقط و لسانها لا يتوقف بالسب و القصف في والدها و كل من تبعه وصل

لأنف الجد حسان رائحة 

الاشتعال تجاوز ج سد عمر و صعد سلالم الدرج بخطوات مرتعشة و قبل أن يصل إلى باب الغرفة وجد الباب يوصد بشكل تلقائي

ووجيدة بالداخل استدار تجاه الباب لتجد أشباح تتحرك في المكان ظلت تردد ما تيسر من القرآن و دموعها تنساب على خديها نظر الجد حسان لحفيده بشار و قال بصړاخ 

الحجني يا بشار بتي هتروحي مني الحجني ياولدي احب على يدك

نظر بشار لجده ثم نظر لصديق

عمره و قال بنبرة متحشرجة إثر البكاء 

جوم يا صاحبي جوم يا حبيبي جوم حط يدك في يدي و نبني من چديد كيف ما كنت رايد جوم يا حبيبي و الله أني مظلوم يشهد علي ربنا يا حبيبي إني تبت عن الطريج ديه 

جوم عشان تربي ولدك كيف ما بتحلم

بعد مرور يومين

في المشفى بالقاهرة 

وقف زين أمام حسنة و يده داخل سرواله 

يشيح ببصره يمينا و يسارا و هو يقول بمرارة في حلقه 

كنت فاهم إني ظلمتك و إنك لسه فعلا بتحبيني زي ما بتقولي لكن بعد اللي عرفته اتأكدت إنك بتروحي للي يدفع أكتر

سألته حسنة بنبرة مستفسرة قائلة

و إيه بقى اللي أنت عرفته عني 

زفر ضاحكا و قال بمرارة

كتير اوي يا حسنة كتير مصايبك طلعت كتير جدا بعتي نفسك ل عمر و ليا و ما خفي كان اعظم 

بجد و الله و مين بقى فهمك إني 

ر خي صة و ببيع نفسي 

سيبك من اللي قال لي و خلينا في كشف حساب المستشفي دا عمر يدفعه بأي وجه حق 

جذبته من يد ه و قالت بنبرة مغتاظة قائلة

و أنت مالك يدفعه ليه و عشان مين أنت كان ممكن تسألني سؤالك دا لو لسه على ذمتك و كان من حقك وقتها تعرف كل حاجة لكن دلوقت لأ و مليون لا عشان لا بقيت أنا مراتك و لا على مكتوبة على اسمك عمر يدفع لي ابيع نفسي كل ما دا ملكش في

الفصل التا سع عشر 

ختمت حديثها بإشارة من يدها و قالت

امشي اطلع برا و إياك أشوف وشك هنا تاني

خرجت الممرضة من غرفة الحضانات و قالت بسرعة قبل أن تعود

احنا محتاجين رعاية الطفل حالته حرجة و بېموت

اتجهت حسنة و قالت بلهفة متسائلة

رعاية اومال إنتوا إيه و فين هي الرعاية دي انطقي بسرعة 

ردت الممرضة بسرعة موضحة 

دا قسم الحضانات

و ابنك محتاج رعاية الحال بتسوء كل يوم عن اليوم اللي قبله اتحركي بسرعة

تحركت حسنة ما إن تركتها الممرضة حاول زين إيقافها لكنها لم تستمع إليه استوقفها جاذبا إياها من ذر اع ها قائلا

استني عندك فهميني هنا مين ابنك دا و منين و ازاي أصلا !

ردت حسنة بصړاخ من بين دموعها قائلة

ابعد عني بقى كفاية روح لحالك و سبني في حالي أنا مش عاوزك و لا عاوزك منك حاجة خليني الحق ابني قبل ما يروح مني

للمرة الثاني على التوالي نطقت بكلمة ابنها كيف أين و متى ترى من هو والده هو لم 

ي لمس ها خلال الفترة التي قضتها في منزله 

خرجت من المشفى و هي تكفكف دموعها بكم جلبابها رفعت هاتفها على أذنها و قالت بصړاخ

جدك رجع يلعب معايا تاني يا بشار و أنا مش ها سكت جدك د مر كل حاجة بحاول ابنيها و دلوقت جه الدور على ابني كله إلا ابني يا بشار سامع كله إلا ابني

وصل إلى مسامعها صوته المخټنق إثر البكاء و هو قال 

وجيدة و عمر ماتوا يا حسنة اخوي و صاحبي و نور عيني اللي بشوف بيها ماټ يا حسنة حبيبي و حبيبتك ماتوا يا حسنة 

ردت حسنة بعدم استيعاب و قالت 

أنت بتقول إيه إيه التهريج دا بلاش هزارك البايخ دا و تكدب عليا عشان اعدي اللي حصل دا بالساهل كدا

اوصدت الهاتف في وجه بشار و سرعان ما ضغطت على لوحة المفاتيح بأنامل مرتعشة 

رفعت الهاتف على أذنها مرة أخرى ثم قالت

أنا مش هاسيبك يا حسان أنا هد مرك زي ما دمر تني و قبر بنتك مش هر حمه يا أبوجيدة سامع مش ها رحمه و حضر نفسك عشان اليوم اللي بقالك خمسة و عشرين سنة جه خلاص و القپر ها يتفتح و بدل ما تخرج وجيدة هتدخل لها أنت و بكرا تقول حسنة قالت

وصل إلى مسامعها و صراخه و قهرته و هو يقول بصوت حزين 

بناتي التنين راحوا يا حسنة و عمر راح يا حسنة بشار جت لهم بشار جت ل ولادي يا حسنة

تابع بوعيد و هو يكفكف دموعه و قال 

بس لا مش ها سيبك يا بار و لو كنت في سابع أرض هاچيبك و ها خد حجي منيك هربي شبل على كره ليك هاخلي مش شايف حاچة غير الاڼتقام منيك و

أنت بكرا اللي تجولي چدي جالها يا حسنة

اغلقت حسنة الهاتف في وجه جدها دارت حول نفسها باحثة عن زين الذي أتى على الفور 

كانت ك المجذوبة و هي تبحث عن هاتفه و تقول بعدم استيعاب 

اتصل لي ب خالد بسرعة خليني اسمع صوت وجيدة هات تليفونك يا زين بسرعة

رد زين و هو يبحث عن هاتفه و نظراته لا تبرح مقلتيها 

مالها وجيدة في إيه يا حسنة 

كانت أنامله تتراقص بتوتر ملحوظ و أنفاسه

تتسارع بشكل مريب وضع زين الهاتف على أذنه و قبل أن يحدث أخيه جذبت منه الهاتف و قالت بنبرة متلعثمة

ايوة يا خالد اديني وجي….

لم تكمل حسنة طلبها سقط منها الهاتف و كلمات خالد المتحسرة تتردد على مسامعها نظرت ل زين الذي هزها برفق لتعود لوعيها لكنها سقطت أرضا فاقدة للوعي نظر زين تجاه باب المشفى و قال بصړاخ 

دكتور بسرعة حد يلحقني بدكتور بسرعة

ما إن انتهى من ندائه لطاقم المشفى حتى أتى 

أحد الأطباء و الممرضين تم نقلها و عمل اللازم لها كان زين يقف في غرفة الطوارئ لا يعرف ما الذي حدث أتاه اتصالا من والدته التي اخبرته فيه عن كل شيئا حدث .

بعد مرور ساعة تقريبا

استعادت حسنة وعيها بشكل و أصبحت قادرة على التحدث لكنها فضلت الصمت شردوها جعل زين يحترم حضرة تلك الذكريات التي أتتها بغتة هبطت الدموع من مقلها على خديها بغزارة اقترب بمقعده الحديدي و قال بنبرة متوسلة

حسنة عشان خاطري بلاش دموع ادعي لها بالرحمة

ردت حسنة متسائلة بنبرة ذاهلة و قالت

ادعي لها !! ادعي لها ازاي و هي اللي كانت مغرقاني بدعواتها !!

مصا يب عشان حسان ما يعرفش و يبهدلني

نظرت له و قالت بنبرة متحشرجة إثر البكاء 

بلع زين لعابه و دموعه تتزاحم في مقله و تأبى البقاء كم هو احمق في الوقت الذي يجب عليه احتوئها شرعا لا يجوز حدثها بنبرة حانية و قال 

عشان خاطري يا حسنة كل دا ملوش أي داعي هي دلوقت بين ايدين اللي احن مني و منك عليها ادعي لها بالرحمة

تابع بجدية و قال

أنا لازم اسافر الصعيد لازم اكون جنب

خالد 

لازم احضر الچنازة

أنا جاية معاك 

رايحة فين و أنت تعبانة خليك هنا

تابع بتساؤل و الفضول يقوده 

حسنة مين البيبي اللي في الحضانة !

ظن أنه لن يحصل على إجابة أو تثور لعدم مناسبة سؤال كهذا لكنها ردت بأعين دامعة و هي توضح حقيقة الرضيع و من بين كلماتها العتاب و اللوم الشديدان

دا ابن اختي جت ڠضبانة من جوزها ولدت و هي عندنا و حصل حر يقة في الشقة متحملتش و ماټت مش بس لأ هي و أمي و اخواتي الصغيرين مفضلش غير ابنها كنت واخده عشان عنده الصفرا رجعت البيت لاقيت النا ر ما سبتش حتة سليمة في البيت 

الحكومة معرفتش توصل للسبب و الطب الشرعي قال ماس كهربائي

ختمت حديثها بنبرة مخټنقة قائلة

بس أنا و أنت و العالم كله عارف إن حسان هو السبب

احتوى يد ها بين كفيه حدثها و هو مطأطأ الرأس ناظرا ما تحتوي ي ده قائلا

عارف إن كل واحد فينا غلط غلط شكل بس ربنا غفور رحيم تعالي نبدأ صفحة جديدة ما يكونش فيها لا جدك و لا أي حد من الماضي صفحة فيها أنا و أنت و بس

ردت حسنة و قالت بمرارة

و المسكين اللي جه الدنيا لاقى أمه ما تت و أبوه مسألش عنه لحد دلوقت رغم إنه عارف إنه اتولد 

اقترب زين منها خطوة ليقف أمامها مباشرة و قال بنبرة صادقة استشعرتها في حديثه حين 

أنا أبوه و أنت أمه و حياتنا حياته

حركت حسنة رأسها علامة النفي و هي تقول من بين دموعها 

كلكم كدابين محدش حنين لا غليا و لا ابني كلكم بتقولوا هتبقوا دنيتي و في الآخر بتضحكوا عليا و تمشوا مش ها سيب ابني يشوف نفس اللي حصل لي منكم

كاد أن يقترب منها لكنها ابتعدت و ساءت حالتها ظلت تصرخ و هي تنادي باسم وجيدة 

علها تنجدها من بين براثن أضغاث الأحلام تلك 

لكنها فقدت الوعي و هي تنتظر رد شقيقتها.

مدام شمس ما هو قولك فيما قاله المدعو بشار الدهشوري و إنه هو قا تل المجني عليه الدكتور عمر الدهشوري 

صاحب العبارة المحقق الذي كان جالسا على مقعد حديدي و بجانبه كاتب يدون كل ما يسمعه كانت شاردة لا تسمح لدموعها بالنزول مهما كلفها الأمر فالبكاء

لم يأتي دوره بعد بلعت لعابها بعد أن كرر المحقق سؤاله نظرت له و قالت 

محصلش

سأله بهدوء قائلا

هو إيه بالظبط اللي محصلش 

ردت شمس بهدوء و هي تتح سس باطنها المنتفخة إثر الحمل ما إن شعرت بركلة جنينها 

بشار ما قت لش عمر 

اومال إيه اللي تقدري تحكي لي اللي حصل وقت مق تل الدكتور عمر 

عمر كان جاي من برا و عارف إن بشار هنا 

سلم عليه و طلع يغيير هدومه عشان يقعد معاه براحته بيطلع على السلم و هو نزل تاني رجله خا نته زيه بالظبط

سألها المحقق بمكر قائلا

زي بشار مش كدا !

أجابته بحكمة و دهاء قائلة

لأ ج س مه هو اللي خا نه مقدرش يسطير على حركة عفوية من رجله

رد المحقق و قال بضيق مكتوم 

طب بشار بيقول إن عمر تشابك معاه عند السلمة الأخيرة فوق و كان بيحاول يو لع في الأوضة بدل المجني عليها وجيدة الدهشوري و إن بشار زقه عشان يبعد عنه و مكنش قصده يق تله !

ابتسمت بجانب فاها و قالت بمرارة 

مش بشار اللي ق تل عمر مش بشار 

اومال مين 

نصيبه و عمره نصيبه و عمره يروح مني قبل ما يفرح بابننا راح مني زي ما كل حاجة حلوة راحت مني المۏت اخده مني و ساب لي ذكريات 

أردفت شمس عبارتها بقلب مقهور حاولت أن تصمد حتى آخر لحظة لكن ضغط ذاك الماكر الذي يتلاعب بالاسئلة ليو قعها في الخطأ و يجبرها على الإعتراف هو الذي أودى بها لحافة الإنهيار الوضع بات غاية في الصعوبة 

أمر الطبيب المحقق بأن يغادر الحجرة لأن الحالة لا تسمح كما اخبره من قبل .

الحالة التي يمر جميع أفراد العائلة جعلته ينتظر لأيام لا يعرف كم عددها لكن حتما سيضع كلمة النهاية على هذه القضية كان بشار داخل محبسه يناجي ربه بأن يخلصه من هذا العڈاب الذي يحيطه من كل اتجاه 

استند برأسه على الجدار و هو يتمتم بكلمات معاتبة لنفسه تارة و يدعو ل عمر تارة أخرى 

غلبه النعاس على حالته تلك بدأ صورة عمر تظهر شيئا فشيئا و هو يتسأل بنبرة معاتبة قائلا 

ليه كده يا صاحبي ليه ! 

رد عمر بنبرة مقهورة و هو يهز جسده المتكور حول نفسه قائلا 

ڠصب عني يا حبيبي و الله ڠصب عني معجول برضك أني أأذي روحي !

على ما يبدو أن بشار أصابته الحمى بدأ يهذي كثيرا قائلا بتوسل

ارچع يا عمر و أني احر ج الدار كلتها مش الأوضة ارچع يا حبيبي ارچع يا سندي و ضهري في الدنيا

جثا الحارس الخاص بالحبس و قام بوضع 

يد ه على جبين بشار لي تح سسه رد بشفقة و عطف 

لا حول و لا قوة إلا بالله ديه كيف الڼار

حرك رأسه و قال بنبرة متعاطفة 

مين كان يصدج إنك تج تل صاحب عمرك يا بشار يا ولدي صحيح حرس من عدوك مرة و من صاحبك الف مرة .

استدار الحارس لصديقه و قال بجدية 

جول للبيه المأمور. إنه المتهم بشار چاته حمى و لازم له داكتور جبل ما ېموت

ېموت لا عالچوا اصرفوا ما يهمكوش من چنيه لمليون بس بشار يعيش رايده حي

أردف الجد حسان عبارته و هو يقف عن مقعده داخل غرفة مأمور القسم من يرأه يظنه يتلهف لمعالجة حفيده حتى لا يخسره 

لكن في حقيقة الأمر هو يريده ل يأخذ هو 

ر و حه بطريقته الخاص.

خلاص يا عمر أنا سجلت لك نص البيت و بكدا يكون ملكك مطلوب مني حاجة تاني 

اردفت حسنة عبارتها و هي تضع بين ي دي عمر الاوراق التي تثبت ملكيته لنصف منزل الجد سالم ابتسم و قال بهدوء 

كان نفسي يبجى مهرك يا حسنة بس الظاهر إن ما

فيش نصيب و ربنا كاتبك تكوني بت عمي و بس 

عمر ارجوك كفاية كلام في الموضوع مراتك 

مش عاوزها تزعل مني هي ما شاء الله عليها هادية و رقيقة و متفهمة بلاش تخليها تتدوس على نفسها أكتر من كدا

أومأ عمر برأسه علامة الإيجاب و قال بنبرة صادقة تلمؤها الاشتياق 

عنيدك حج هي رقيقة و كيف النسمة و الله ربنا عطاني نعمة هي شمس و فعلا كيف الشمس منورة حياتي

ابتسمت حسنة و قالت 

ر بنا يخليهالك و تفرح بابنك اسيبك بقى عشان الحق ادفع مصاريف المستشفى

عادت حسنة من بئر ذكرياتها الاخيرة التي جمعتها مع عمر ذاك الشاب

الوسيم الذي وقع على اعتاب قلبها و قال لها أر يدك ز و جة لكن تعنتها الشديد و إصرارها على أن تبقى لغيره جعله يريد أن يفعل أي شئ ليبقى جوارها

ابتاع منها نصيبها في بيت الجد سالم و هو يعرف حق المعرفة أن من المؤكد الجد حسان لن يمرر هذا الحدث مرور

الكرام لكنه لا يبالي

ارتمت برأسها للخلف و تذكرت سؤالها له حين وضع النقود بين يد ها و قالت

مش خاېف جدي يقف قصادك يا عمر و تخسر كل حاجة !

نظر لها و قال بأعين مليئة بالحسړة و القهر الشديدان

ما فيش خسارة كيف خسارتي ليك الدنيا كلها في كفة و عشجي ليك في كفة تانية واصل

ردت حسنة بنبرة معاتبة و قالت

يا عمر من فضلك متخلنيش اندم إني لجت لك و كلمتك عشان تساعدني

رد عمر و قال بنبرة عاشق لم يتجرع من العشق سوى مرارته

ڠصب عني يا حسنة حطي نفسك مقاني ليل نهار اعد الليال عشان تبجي نصيبي و يوم ما اجول خلاص بجيتي لي رحت لغيري

ختم حديثه قائلا بمرارة في حلقه

الدنيا جسيت علي جوي يا حسنة كنت ماشي كيف العيل الصغير فيها لا لي دعوة بحد و لا بعرف حد شغلي الشغال مېتا اتچوزك فچأة يچي چدي و يجول لا نصيبك في الدنيا دي تتعذب و بس 

ردت حسنة بهدوء و قالت

بالعكس يا عمر مافيش احسن من نصيبك ربنا رزقك ب شمس و ابنك اللي جاي في السكة و اظن مافيش احسن من كدا عوض من ربنا

صمت مليا ثم قال بمرارة 

ها تصدجي لو جلت رغم كل محاولات شمس المستميتة عشان تاخد جلبي فشلت فشل ذريع مش عارف احب بعدك 

عمر ارجوك أن …

قاطعها عمر أن تحذره تحذيرها المعتاد للمرة المئة بعد الالف و هو يخرج ما يجيش بداخبه و كانه جبل جاثم على صدره 

ارچوك أنت يا حسنة بكفاية بجى ليه مش عاوزة تحسي بيا خابر إن بابنا اتجفل و مافيش في رچوع لكن اني چوايا كاتير كاتير جوي يا حسنة يمكن ديه المرة الأخيرة اللي هاشوفك فيها 

بعد الشړ عليك ليه بتقول كدا ! 

جلبي بيجل لي إن في حاچة ها تحصل إيه هي مخابرش أني كل اللي طالبه منيك يا حسنة إن منين ما اچاي على بالك تدعي لي ربنا يچمعني بيك في چنته چايز ملناش نصيب في الدنيا بس في الآخرة ربنا ها يچبر بخاطري هو بشړ الصابري و أني صبرت كاتير كاتير جوي يا حسنة

اجشهت بالبكاء و هي تعود من بئر تلك الذكريات التي لا ترأف بها و على ما يبدو أنها لن ترأف بها اليوم تعال صوت نحيبها و هي تدعو له نير ان تأجج بص درها ظلت تصرخ حتى أتى الطبيب و وضع الإبرة الطبية و قام بحقن ورديها بالمهدئ علها تأخذ قسطا من الراحة .

الفصل العشرون

جلبي بيجل لي إن في حاچة ها تحصل إيه هي مخابرش أني كل اللي طالبه منيك يا حسنة إن منين ما اچاي على بالك تدعي لي ربنا يچمعني بيك في چنته چايز ملناش نصيب في الدنيا بس في الآخرة ربنا ها يچبر بخاطري هو بشړ الصابري و أني صبرت كاتير كاتير جوي يا حسنة

اجشهت بالبكاء و هي تعود من بئر تلك الذكريات التي لا ترأف بها و على ما يبدو أنها لن ترأف بها اليوم تعال صوت نحيبها و هي تدعو له نير ان تأجج بص درها ظلت تصرخ حتى أتى الطبيب و وضع الإبرة الطبية و قام بحقن ورديها بالمهدئ علها تأخذ قسطا من الراحة .

بعد مرور ثلاث أيام كاملة من التحقيقات المكثفة لم تصل النيابة إلى الأدلة الكافية ف تم حفظ القض ية لعدم كفاية الأدلة خرج بشار في حالة يرثى له و كأنه مجذوب أو شحاذ ملابس غير مهندمة و لحية طويلة و كثيفة و شعر معشث يختلط به بعض الاتربة إثر نومه على الأرض كانت في استقباله

ز و جته ما إن ولج من باب منزل الجد سالم عانقته بقوة بينما هو بكى كالطفل الذي فقد والدته في الزحام و الآن فقط وجد ضالته .

أنت مستحيل ټأذي نملة مش صاحب عمرك و ابن عمك دا ڠصب عنك

رد بذهول و قال بغصة مؤلمة 

ڠصب عني كيف !!!

رد الجد سالم و قال بعقلانية 

وحد الله يا ولدي و اطلع اتسبح و غير خلجاتك الچنازة بعد صلاة العصر يا دوب نلحج

نظر له بشار و كأن عقله لا يستطيع ترجمة تلك الإشارات عاد ببصره لز و جته التي بدأت تقوده حيث غرفتهما بالمنزل لتبدأ اولى المهام الصعبة بالنسبة لها .

بعد مرور نصف ساعة

كان الجد و رجب في انتظار بشار الذي أتى بخطوات متثاقلة وقف أمامهم و قال بنبرة ساخرة و الدموع لا تفارق عيناه منذ ذاك اليوم 

اج تل الج تيل و امشي في چنازته !!

استقل الجد و جواره بشار بينما أشار رجب لرجاله و قال بتحذير و نبرة لا تقبل النقاش 

عاوز عينكم ديه تبجى مفنجلة كيف السبع في الليل النملة ما تدخلش الدار و لا تخرچ طول

ما احنا برا مفهوم

رد الرجال و قالوا في آن واحد

مفهوم يا كابير

أشار رجب لمجموعة من الرجال و قال

إنتوا تعالوا معايا لأي حرك غد ر و إنتوا تحاوطوا الدار من كل ناحية و اللي ها يسيب مقانه يدفن روحه بدل ما أچاي أني و اعملها.

بعد مرور عشر دقائق 

وصل الجد سالم مع احفاده بشار و رجب كانوا في انتظار جثامين عائلة الدهشوري كانت البلدة بأكملها خلف عمر و وجيدة ليس خوفا من الجد حسان بل حبا فيهما 

النساء تبك و الرجال تتسابق على حمل التابوت لم يوافق خالد على أن يترك تابوت ز و جته طيلة هذه المسافة كلما خطئ خطوة تذكر شيئا جمعه بها تذرف دموعه فيحاول مسحها قبل أن تنسدل على خده وصلوا أخيرا إلى المقپرة انضم بشار ليشاركهم مراسم الډفن بعد أن انتهوا من صلاة الچنازة رفع الجد حسان عكازه و قال بنبرة لا تقبل النقاش محذرا حفيده 

بعد يدك عنهم اوعاك تجرب لهم ديه مش أمر ديه تحذير أخير بعد عنهم احسن لك

رد الجد سالم و قال بهدوء ل بشار 

تعال يا ولدي تعال چاري

حرك الجد حسان و قال بإبتسامة لا تتناسب مع الموقف أو المكان لكنه يعرف بغريب الأطوار فهذا من الطبيعي لديه 

روح لچدك يا بشار روح و اسمع حديته يمكن تكون آخر مرة تسمع حديته فيها

نظر الجد الرجال في البدء بالډفن تساقطت دموع بشار و هو ير صديقه يلج مثواه الأخير و هو مكتوف الأيدي نيران

متأججة داخل قلبه يريد أن يلمسه لآخر مرة قبل أن يغلق الباب ر طيفه يجوب المكان و إبتسامته لا تفارق شفتاه كسابق عهده مد بشار يده و قال بخفوت 

مترحش يا صاحبي خليك وياي أني محتاچاك يا صاحبي خنت العهد اللي بينتنا ليه أني عملت لك إيه عشان تروح و تهملني لحالي يا صاحبي رد عليا على فين كده !!

ربت الجد سالم على كتف بشار و قال بأسى 

ما دايما إلا وجه الله يا ولدي

بدأت الناس تغادر المكان بعد ډفن الجثامين 

حتى بقى الجد سالم و احفاده سار بشار بخطوات هادئة و كأنه عجوز لا يستطع الحرك بخطوات أسرع من هذه سقطت على ركبتيها 

ثم وضع رأسه على الجدار طرق ب يده بخفة قائلا بخفوت 

جوم يا صاحبي كلهم مشوا جوم بجى التمثيلية خلصت خلاص

نظر الجد سالم لحفيده رجب و قال

احنا لازم نعملوا حاچة يا ولدي بشار كده عيروح مننا 

متجلجش يا چدي ها يجبى بخير بس هو محتاچة يومين كده و يبجى تمام

عاد رجب ببصره مرة أخرى و جد بشار يكفكف دموعه بطرف جلبابه و قال

أني اهو بجيت راچل و ما هبكيش جوم يا صاحبي

قرر الجد التدخل و هو يقول بهدوء

جوم يا ولدي كده حرام 

و اللي بيحصل ديه مش حرام 

يا ولدي لكل أجل كتاب و محدش عارف اللي ها ېموت بعد كده ! 

هو ربنا بيعمل معايا كده ليه خد الطيبين مني وا….

رد الجد و قال بعقلانية و هو يربت على كتفه بحنو و حب 

كل نفس ذائقة المۏت يا ولدي و اللي عمره بيخلص بيمشي احنا كلما أموات ولاد اموات و لا نقول إلا ما يرضى الله إنا لله و إنا إليه راجعون

ختم حديثه و هو يحثه على الوقوف قائلا بنبرة حانية 

جوم الله يرضى عنيك ياولد جوم المشوار لساته هيبدأ 

وقف بشار مع الجد و عيناه لا تبرح قبر صديق عمره و رفيق الدرب لم يتأثر بمۏت وجيدة قدر ما تأثر بمۏت عمر ربما لأنه هو من تسبب في مو ته 

دون قصد عاد للبيت مرة أخرى و هو يجر خيبات الأمل خلفه كان يظن أن كل ما يفعله مجرد أضغاث أحلام و قريبا سيعود لوعيه لكن كلما مر بين الناس يستمع لغمازات هذا و ذاك أنه هو قا تل 

ابن عمه و لم تستطع الشرطة إثبات ذلك .

ولج غرفته و ارتمى بجسده على حافة الفراش ارخى جفنيه محاولا أن يفصل نفسه عن العالم المزيفة و يعود لعالمه الحقيقي مع عمر كم تمنى أن يبقى كما حدثته خديجة لأن قلبها يخبرها بأن تلك الليلة المعلونة لن تمر مرور الكرام حدث ما تنبأت به ووقع في الفخ و ندم أشد الندم . 

داخل شقة فارهة بمدينة القاهرة جلست حسنة مع بن أختها غير الشقيقة تطعمه الحليب الصناعي الذي ابتاعه لها زين قبل أن يعود الصعيد لحضور مراسم الډفن كان الصغير يتضور جوعا ملست بأناملها على خده الأيسر و هي تتذكر ذاك المشهد الحالم الذي عاشته مع زين قبل مغادرته حين حمل الرضيع بين يدها و قال بنبرة حانية 

أنا جبت له كل حاجة ممكن

يحتاجها و اللبن كمان جبت لك حاجات

تكفي أسبوع

وضع الصغير بين يد ها ثم قال بنبرة هامسة حتى لا يوقظه 

خلي بالك هو أكل و تمام مش هايصحى قبل ساعتين أنا ها مشي و ابقى ارجع بعد يومين 

نظرت له و قالت بإمتنان 

تعبتك معايا يا زين من يوم ما شوفتني و أنا بوقعك في مشاكل دايما

رد زين بنبرة حانية و هو يجلس علي الطرف الآخر من الأريكة و قال

ياريتك تتعبيني كدا على طول يا حسنة

تابع بتوتر ملحوظ و قال

أنا عارف إن لا دا وقته و لا مكانه بس أنا عاوزك ترجعي لي يا حسنة

كادت أن ترد لكنه منعها قائلا 

فكري يا حسنة خدي وقتك في التفكير هرجع الأسبوع الجاي و أعرف ردك و ياريت تبقي مواقفة احنا ملناش غير بعض يا حسنة أنا بحبك و أنت بتحبيني و اللي حصل غلط مننا احنا الاتنين 

و أنا بدأت بالصلح

وقف زين عن مقعده و قال بهدوء قبل أن يغادر 

هرجع لك الأسبوع الجاي و اتمنى توافقي و ترجعي تنوري بيتك و حياتي

تر كها قبل أن يستمع لردها انتشلها من بئر ذكرياتها صوت الرضيع و هو يتمطع في نومته ابتسم رغم أحزانها النظر في وجه ملائكي كهذا يسر عيناها وضعته برفق جوارها على الفراش مددت بجانبه و هي تر خي جفينها تريد الحصول على قسطا من الراحة قبل أن تبدأ يوما جديد لا تعرف كيف يبدأ و لا من أين ينتهي .

بعد مرور أسبوعين

شعرت شمس بألالم المخاض كانت تتألم في نومها دموعها التي تنساب على خديها لا تعرف إن تنسدل حزنا على حبيبها أم من فرط الآلمها التي تزداد دقيقة تلو الأخرى فتحت الضوء الخاڤت و هي تنادي باسمها ز و جها عله يجيبها كعادته 

يا عمر قوم أنا بولد قوم يا عمر هات الشنطة اللي حضرنها سوا و يلا نروح المستشفى يلا يا حبيبي .

لم يرد على ندائها نظرت بجوارها وجدت مكانه فارغ منامته التي كان يرتديها قبل سفره هي فقط الموضوعة محله ردت بنبرة متحشرجة إثر البكاء و قالت 

ليه كدا يا عمر ليه وعدتني تفضل جنبي رحت ليه يا حبيبي و سبتني لوحدي !

التقطت هاتفه و قامت بالاتصال على بشار الذي كان في سبات عميق نظر ل الشاشة وجد اسم عمر انتفض من نومه و هو يردد بخفوت 

عمر !

للحظة ظن أن ما كان يمر به أحلام مزعجة و الآن فقط استيقظ منها ضغط على زر الإجابة و قال بصوت يملؤه الفرح 

ايوة يا حبيبي

تبدلت الإبتسامة الواسعة لوجوم و ظلام حالك ما أن وصل لمسامعه صوت شمس المعاتب لكه و هي تقول 

اخس عليك يا بشار هان عليك تاخده مني ليه كدا دا حتى عمر كان بيحبك و بيقول عليك اخوه هي دي الأخوة تقت له

حرك بشار رأسه و هو لا يتحمل صوتها المعاتب له بكائها ېمزق نياط قلبه تساقطت دموعه على خديه ثم قال بنبرة صادقة 

و الله العظيم ما كان جاصدي يا شمس و الله ما خابر عملت كده كيف !! لو بتتوچعي على حبيبك مرة أني بتوچع عليه الف مرة أنت عارفاه امبارح لكن أني و هو وعينا لاجينا بعضنا كتفنا في كتف بعض

نا ر في صدري ها تمو تني يا شمس مجادرش اطفيها بعده عني ك سرني و جهر ني اكتر من مۏت اخوي اللي من امي و ابوي

فراق عمر اوصدت شمس الهاتف في وجهه تعرف أن على حق بل كل الحق لكن لا تعرف ماذا تفعل لتهدأ نير ان قلبها المتأججة تلك

ازداد آلام المخاض و بدأ جنينها بركلها بقوة 

و كأنه يريد أن يأتي لهذه الدنيا ليوقف معها و يخفف عنها مۏت أبيه .

نقلت شمس للمشفى بعد أن ساءت حالتها كان 

الجد حسان يسند برأسه على رأس عجازه الشيطانية في انتظار سماع أي خبر يطمئنه 

حتى الآن لم يخرج الطبيب عائلة شمس لم يأتي منها سوى والديها و هم كبار السن 

كانت شمس ابنتهما الوحيدة و زواجها من عمر أكبر عائق تواجهت به مع عائلتها الصغيرة 

و لكنها انتصرت بالنهاية.

جلست والدتها تقرأ القرآن الكريم و والدها يذكر اسم الله بينما كان حسان يشعر بالاشمئزاز لما يدور في المكان خرجت الممرضة و معها الصغير و هي تقول 

ولد زي القمر 

وقف الجد حسان متجها نحو الممرض تناوله منها و قال بلهفة 

هو زين 

ردت الممرضة و قالت

اهو بين ايدك اطمن

رد والدة شمس بلهفة قائلة

المهم يا بنتي أمه عاملة إيه 

نكست الممرضة رأسها و قالت بنبرة حزينة قبل أن تعود مرة أخرى.

ادعو لها بالرحمة القلب ما تحملش

و ماټت

صرخات دوت المكان تحسرا علي ۏفاتها المنية 

بينما غادر حسان و هو يحمل الرضيع محدثا نفسه قائلا

ملناش مقان اهني يا ولدي اللي راح راح خلاص .

فتحت حسنة باب الشقة و علامات الحزن تكسو وجهها لقد سئمت من الأخبار السيئة 

الوضع بالنسبة لها أصبح لا يطاق حقا نظرت لتلك الماثلة أمامها وجدتها والدة زين طالعتها طويلا ثم قالت بنبرة جادة 

اتفضلي و لو إن البيت مش قد المقام

ولجت والدة زين و الإبتسامة الخفيفة تزين ثغرها الوردي جلست على أقرب مقعد بجانب الباب و هي تقول بهدوء 

اقعدي يا حسنة عاوزة اتكلم معاك كلمتين

جلست حسنة و هي تقول بضيق 

خير !

رد والدة زين بإبتسامة بشوشة 

كل خير يا حسنة

صمتت برهة قبل أن تتابع حديثها قائلة

ارجعي لزين يا حسنة 

مين اللي بيقول ارجعي لزين حضرتك ! 

ايوة أنا يا حسنة انا ما يهمنيش في الدنيا دي كلها غير إن أشوف ابني سعيد و هو سعادته معاك يبقى ليه لا

تابع موضحة بنبرة صادقة 

حسنة أنا ماعنديش مشكلة شخصية معاك انا كل اللي مضايقني منك إنك بس داخلة تفرضي سيطرتك و مش هكدب عليك و اقول إنك أنت البنت اللي كنت رسماها في خيالي لزين بس كفاية اقولك إن اللي يحط ابني في عينه احطه جوا قلبي و أنت عاملتي ابني بما يرضي الله و هو بيحبك و أنت كمان بتحبي

ردت حسنة بغطرسة و قالت

أنا مبحبش حد

ابتسم لها و قالت بمرح 

طب عيني في عينك كدا

ردت حسنة بنبرة معاتبة و قالت 

و هتفرق في إيه بحبه و لا لا ما هو طلقني و خلاص 

ينفع ترجعه لبعض عادي يا حسنة متكبريش الموضوع ارجعي لبعض قبل العمر ما يجري منكم و متلحقوش تعيشوا أحلى أيامكم 

ردت حسنة قائلة بجدية 

موفقة بس بشرط 

اؤمري 

ابني يفضل معايا دا ملوش حد غيري

ابتسمت والدة زين و قالت بنبرة حانية 

و هو دا شرط بردو دا أمر مني ليك أنت و زين إن جواد يفضل معانا

اتصل على زين يجيب المأذون و الشهود 

أومأت لها برأسها علامة الإيجاب و قالت 

ايوة 

حلو نكتب الكتاب و نعمل حف.. 

ردت حسنة مقاطعة إياها قائلة

حفلة لا معلش احنا هنكتب و لما تعدي السنة على وجيدة نبقى نتجوز 

ايوة يا حسنة بس سنة كتيرة اوي يا حبيبتي 

ما هو بردو ما ينفعش اتجوز و اعمل حفلة و اختي بقالها أسبوعين مېتة !!! 

في دي عندك حق احنا نعمل حل وسط 

ازاي 

نكتب الكتاب عادي بدون أي مراسم و زين ياخدك و تتفسحوا شهر عسل أو خلينا نسميها تغيير جوا بسبب اللي حصل دا 

بردو لا هو ك كتب كتاب و بس خلي شهر العسل و لا تغيير الجو اللي بتقولي عليه دا بعدين لكن دلوقتي كفاية كتب الكتاب بس

سألتها والدة زين بفضول قائلة

يعني هترجعوا عادي من غير أي حاجة و لا هاتصبري لحد ما يعدي فترة !

اجابتها بهدوء قائلة

لا زين يجيب المأذون نكتب و نرجع لبعض لكن لا سفر و لا حفلات بصراحة مليش نفس أنا لحد دلوقتي مش قادرة استوعب اي صدمة من الجداد عليا

ردت والدة زين قائلة

صحيح معرفتيش حاجة والدة عمر !

رفعت حسنة كتفيه قائلة بنبرة حزينة

كل اللي سمعته إنها توفت بعد ما جالها خبر عمر الله يرحمه و ادفنت في البقاع في السعودية

تابعت بتأثر قائلة

ماټت من حسرتها على ابنها أنت متعرفيش عمر دا كان إيه بالنسبة لها

ردت والدة زين بنبرة هادئة قائلة

مش عارفة ليه يا حسنة إن الست دي 

ما متتش و إن اختفائها وراه سر كبير !

الفصل الحادي و العشرون

قاط عت حسنة نفسها و هي تقول بقلق شديد 

يا نهار أبيض أنا ازاي مأخدتش بالي إن جدي هو اللي رد على تليفونها أربع مرات في الأسبوع كدا فعلا مرات عمي ما متش و أكيد هو السبب ورا اختفائها !!

ردت والدة زين متسائلة قائلة 

ها تعملي إيه 

هاكلمه و أعرف منه هي فين 

رد والدة زين باسمة

و أنت فاهمة إن جدك بالسذاجة ! 

اومال ها عمل إيه !

دام الصمت لثوان قبل أن تفكر في حلا عبقريا 

طر قعت أناملها و هي تقول بهدوء 

لاقيتها 

هي إيه ! 

أنا هرن عادي على تليفونها و لو رد هو ها قول بعزيها و كدا و لو قال حاجة تاني غير اللي قالها ليك يبقى ساعتها نشوف هنتصرف ازاي

بدأت والدة زين في تنفيذ خطتها التي رسمتها للتو ظلت تحاول مرة تلو الأخرى حتى جائها الرد تحدثت بشكل طبيعي حتى لا تلفت الأنتباه لكن تحذيرات الجد دبت في أوص

الها الر عشة و الخۏف حين قال

جولي ل حسنة بعدي عن أم عمر لو رايدة السلام لنفسك جولي لها بلاش تنبشي في الجديم عشان محدش هيتأذي غيرها

من فرط خۏفها القت بهاتفها أرضا تشبثت في والدة و بدأت تتلعثم في كلماتها لقد نجح الجد في إيصال رسالته المحذرة لهن حاولت أن تستجمع شجعتها و هي تسألها پذعر قائلة

هو هو عرف عرف ازاي إننا بنتكلم عشان كدا

تسألت والدة زين و هي تلملم أغراضها پخوف شديد 

أنا ها مشي مش مش قادرة 

لا استني معايا أنا خاېفة 

و أنا مړعوپة أكتر منك 

طب اتصلي على زين يجي لنا

آآآآآآه

دوت صرخاتهن و اج سا دهن ترتجف إثر قرع ناقوس الشقة طرقت زين الباب و هو يسأل بقلق 

حسنة مالك في إيه 

هرولت حسنة

تجاه الباب قامت بفتحه و هي تحمل جواد بن اختها وضعته بين ذر ا ع يه 

و قالت بتلعثم 

امسك جواد اعصابي مش قادرة تتلم على بعضها و خدنا و خلينا نمشي من هنا بسرعة

نظر زين لها بنظرات متعجبة بينما تمتم بخفوت 

ماما !!

ردت حسنة بنبرة مرتجفة و هي تخبره قائلة

مرات عمي مطلعتش مېتة و مدفونة في البقيع دي دي دي

هرولت والدته مقاطعة حسنة پذعر تح ثه على الخروج من الشقة على الفور و هي تقول بتلعثم 

يلا يا زين يلا خليني نمشي بسرعة 

في إيه يا جماعة مالكم !!

بعد مرور ساعتين

داخل شقة خالد بالقاهرة كانت تستمع حسنة لحديثه

و نظرت الدهشة و الذهول لا تبرح وجهها وقفت عن مقعدها و قالت

يعني هي ماټت فعلا !!

رد خالد بعدم إكتراث 

مخابرش و الله يا حسنة بس الله يرحمها وچيدة جالت إن چدك ورا اختفائها كيف ربنا وحده اللي يعلم !

رد زين بتساؤل 

طب هو ها يعمل كدا ليه يعني يا خالد 

عشان كانت ما نعة عمر يشتغل مع چده و اللي دريت بيبعد كده إن حارس المدافن جالك إن في ناس چم يدفنوا واحدة و كانت تصاريح الډفن وياهم لحد ما حصل اللي حصل

سألته حسنة بنبرة فضولية قائلة

و إيه اللي حصل يا خالد 

أجابها بهدوء رغم ضيق صدره لذكر هذه التفاصيل لأنه عرفها عن طريق ز و جته 

حارس المدافن سمع حس حد عيس تنچد و راح عند المجبرة و فجأة طب ماټ

ختم حديثه قائلا

ناس يجولوا من الخۏف و ناس تانية يجولوا ديه ماټ مخنوج

سأله زين بعد فهم 

ايوة بردو إيه اللي خلاك ربطت إن الست اللي ماټت و اندفنت دي تبقى والدة عمر 

أجابه بهدوء 

عشان لما النيابة طلبت تشوف التصريح اللي جالوا عنها مرت الحارس و عياله لا لتجيوا التصريح و لا الچثة نفسها بس لاجيوا سلسلة عليها إسم وچيدة

استكملت حسنة حديث خالد قائلة بشرود 

و طبعا الناس فكرت إن دا اسم الست اللي كانت موجودة بس اللي ها يسمع عن القصة هيعرف إن دي واحدة تبع بيت الدهشورية صح !

تابعت حسنة و هي ټضرب بكف على الآخر 

السؤال المهم بقى فين هي ج ثة مامت عمر 

رد خالد على سؤالها بسؤالا آخر قائلا 

و السؤال الأهم و الأهم يا حسنة ليه عمر يبعت لك رسالة عشان تتچمعوا و هو خابر زين إن أنت ما ها ترچعيش الصعيد تاني واصل و ليه ما تحددتش في التليفون مثلا 

ليه رسالة مكتوب 

عقدت ما بين حاجبيها قائلة بدهشة 

قصدك يا خالد 

ابتسم و قال بهدوء 

جصدي إن ديه كان فخ من چدك و لما فشلت محاولته الأولى بعت اللي يحر ج شجتك 

هوت حسنة على مقعدها و فاها فارغا إثر الصد ماټ التي تتساقطت فوق رأسها واحدة تلوى الأخرى نظر لها زين و قال برجاء 

حسنة عشان خاطري كفاية لحد كدا بقى خلينا نرتاح من كل اللي بيحصل حولينا دا 

طب فين مامت عمر عايشة و لا مېتة !

رد خالد بهدوء 

صدجيني يا حسنة إجابة سؤالك حاولت الله يرحمها تتدور عليها جبلك و كانت هي ضحيتها بعدي عن الشړ و غني له ربي واد أختك و عيشي مع چوزك كل ديه ما هيفيدش بحاچة واصل .

كبرت يا چبل و بجيت راچل

قالها الجد حسان و هو ينظر ل جب لقد مرت الأعوام ك البرق في سرعته اليوم زيارة جبل لجده تلك الزيارة السرية الوحيدة التي يفعله دون علم بشار إن علم بذلك ل جعل لحياته لونا آخر لا يود أن يعرفهو ينبذ من العائلة الجميلة تلك ابتسم جبل له و قال بهدوئه المعتاد 

لساتك كيف الأسد يا چدي كيفك و كيف حالك ! 

حالي مبجاش هو الحال يا ولدي جل لي كيفه بشار و كيف بته !

سأله جبل بهدوء ظاهري و قال 

جول يا چدي رايد إيه من عمي و بته

رد الجد على سؤاله بسؤالا

آخر و قال

عشجتها يا چبل 

لم يرد جبل على سؤال جده لكنه عاد من جديد لمكره و قال

جل لي يا چبل ابوك ماټ كيف ! 

البيت اتربطج عليه يا چدي

زفر الجد ضاحكا ثم قال بنبرة خبيثة

و الله و عرف بشار كيف يضحك عليك يا چبل بس معلاش ما هو عمك برضك و رايد مصلحتك 

مصلحة إيه ! 

تبجى خدام تحت رچليه 

بس عمي بيعتبرني ولده يا چدي اطلع أنت منيها و حتى لو عاملني خدام أني راضي

رفع الجد حسان كفيه المجعدتان و قال

اديني طلعت يا خويا عجبال ما تطلع أنت منيها

سكت لبرهة ثم قال بهدوء

الډم الډم يا ولدي هو اللي ها يبرد الن ار اللي في صدري 

ډم إيه يا چدي رايد تاخد تارك من مين إذا اللي عملوا كده ماتوا خلاص 

سيبك يا چبل من الحديت ديه دلوجه و جل لي بت عمك بشار بجى عندها كد إيه كده ! 

رد جبل و قال بإبتسامة خفيفة 

خمسة و عشرين سنة خمس شهور و عشرين يوم و خمس الساعات 

وه لدرچة ديه حاسب لها سنها 

طبعا يا چدي مش خيتي و اتولدت على يدي

سأله الجد حسان و قال 

خيتك برضك يا چبل 

رد جبل على سؤاله بسؤالا آخر و قال

أنت بعت لي ليه يا چدي دلوجه! أنت خابر زين إني باچيك من ورا عمي عشان ما ياخدش على خاطره مني و خابر قمان إن أني بوصل رحمي و بس الله يرضى عنيك تهملني لحالي بجى

حرك حسان رأسه و قال بهدوء

حاضر يا ولدي ها همل لك لحالك بس چاوبني على سؤال واحد و بعدها روح لحالك 

خير يا چدي 

بت عمك بشار 

مالها يا چدي 

رايد أشوفها اخدها في باطي اشم فيها ريحة بشار يا چبل

رد جبل بصوت مرتفع قائلا

لا مستحيل يحصل ديه أنت خابر زين إن الطلب ديه من رابع المستحيلات يحصل 

عشان خاطر يا ولدي مرة واحدة ما أنت اهو بتاچي و بتطل علي من وجت للتاني و بتروح في أمان الله 

أني غيرها أني خابر الالعيبك ديه و مش هتخيل علي انما هي لا هي ما هتچيش اهني و لو إيه اللي حصل 

هبط شبل على سلالم الدرج بخطواته الواثقة 

و الإبتسامة الخفيفة تزين ثغره و قف أمام جبل بعد أن تناول يد جده و طبع ق بلة هادئة عليها ثم عاد ببصره و قال

ما تخليها تاچي يا چبل و اهي تاخد بحسنا أني و چدك

رد جبل و هو يكز على أسنانه بغيظ شديد و قال

بعد أنت عن الحديت ديه يا شبل أني و چدي بنتحدته وياي بعضنا خليك بعيد أحسن يا شاطر

اقترب شبل و قال بإبتسامة واسعة 

مش شبل الدهشوري اللي يبعد

عن حاچة رايدها ڠصب عنيه أني ابعد عنها بمزاچي

دب الجد حسان و قال بإبتسامة بتباهي 

زمان كنت بجول بشار هو ولي العهد بس دلوجه أجدر اجول بكل فخر و اعتزاز إن شبل عمر الدهشوري هو ولد الأبالسه بحج

تنفس جبل بعمق و هو ينظر لكلاهما نظرات ذات مغزى سار شبل بخطوات واثقة تجاه المقعد الوثير و هو يرفع عبائته السوداء على كتفيه هوى عليه ثم وضع سا ق فوق الأخرى 

قام بإشع ال لفافة التبغ سحب نفسا عميقا منها ثم قام بإفراغه في سقف البهو عاد ببصره و قال باسما 

تاخد لك سچارة يا چبل !

رد جبل بهدوء 

لا الحمد لله صايم 

صايم ليه ! 

صايم ليه ! عشان النهاردا أول يوم رمضان و لا أنت رمضان ما چاش عندك !

لم يرد شبل على سؤاله و اكتفى بسحب نفسا عميقا و كرر نفس العملية نظر له و قال بنبرة متعجبة 

يا أخي و الله الواحد ما خابر كيف يتحملك و يتحمل يطل في سحنتك العفشة ديه كيف أني لولا الحشېش ديه مكنتش اتحملك دجيجة واحدة 

ربنا يهديك يا شبل

رد شبل بإبتسامة واسعة قائلا

لا جول ربنا يطول في عمر بشار لحد ما الوشوش تتجابل من تاني

تابع بتذكر قائلا 

صحيح هي بت عمك اسمها إيه 

رد جبل بإبتسامة واسعة و قال 

سبحان الله يا اخي اسمها على اسم المرحومة أمك شمس و هي فعلا شم…..

لم يكمل جبل عبارته بسبب ق بضة شبل له 

كان يكز على أسنانه بقوة شديدكاد أن يجزم جبل أن وصل لمسامعه صوت طحن أسنانه و كأنها تفرم داخل ما كينات بحركة مباغتة منه استطاع و بجدارة أن يسيطر عليه و يصبح هو مركز القوة لم تدوم السيطرة طويلا ليعود 

شبل المسيطر كان الجد يتابع بإبتسامته التي كشفت عن نواجزه كاد أن ينهي حياة جبل لكنه تركه في اللحظة المناسبة و هو يخبره من بين أنفاسه 

الظاهر إن أمك كانت عتحبك كانت روحك ها تطلع في

يدي بس مش مشكلة المرة الچاية فكر فكر بس كيف تضايجني و أني اريحك من الدنيا كلتها .

هدأت أنفاس جبل قليلا نظر لجده و قال 

بعد عن بت عمي يا چدي شمس ما هتدخلش اهني واصل و ديه آخر مرة هدخل فيها اهني

غادر جبل بخطواته الواسع و السريعة بينما استوقفه شبل قائلا بنبرة مرتفعة و هو يشعل لفافة تبغ جديدة 

ابجى خد الباب في يدك و متنساش تجول ل بشار يچهز التوب الأبيض لبته

ختم حديثه بوقاحة لم يتحملها جبل حين قال

يا تدخل جبرها يا ادخل عليها أني

عاد جبل و قام بضړب شبل تحول البهو من جديد لساحة معر كة ظل يكيل له اللكمات دون رحمة و لا شفقة القى شبل بج سده بعيدا عنه بغيظ شديد اعت لاه و بدأ يرد له ما سدده جبل كان الجد يشاهد ما يحدث في صمت لقد نال من شبل التعب وقف و هو يشاهده و قال بنبرة محذرة 

جلت لك جبل سابج محدش ها يز حك من تحت يدي مصد جت….

شبل بكفاية لحد كده

هدر بها الجد حسان ما نعا حفيده من إطلاق رصا صة الرحمة قام بإطلاقها و لكن بالقرب 

منه و قال

المرة الچاي في ص درك يا چبل

ابتسم الجد حسان و قال بحزن مصطنع 

هو ديه يا ولدي اللي رايد يوصله بشار بشار رايد يخليكم تجعوا في بعض رايد يكمل اللي معرفش يعمله زمان

تابع بنبرة مغتاظة و قال 

بس لا إن كان نچح زمان ف مش ها يعرف يعمل ديه دلوجه

لم يعقب جبل على حديص الجد بكلمة واحدة اكتفى بالمغادرة من المنزل و هو يسب حاله مرة و يلعن قلبه الطيب الذي يصدق الجد دائما الف مرة مازال شبل يقف مكانه لا يتحرك قيد أنملة يتوعد لذاك الأحمق الذي تجرأ و قام بضربه شعر بسائل دافئ ينساب على جانب ثغره مسحه بظهر يده قبل أن يصل إلى ذقنه وصل لمسامعه حديث جده 

و هو يحثه على الانت قام من بشار و ليس جبل ف جبل الذراع الأيمن ليس الإ الټفت له بل و قال بغيظ شديد 

و الدرع ديه لازم يت جطع يا چدي و رحمة أمي و ابوي ما هاهمله لحاله واصل

وقف الجد حسان عن مقعده و قال بهدوء و مكر 

همل چبل دلوجه حسابه معاي أني

وضع يده المجعدة على كتف حفيده و قال 

حضر حالك أنت هاتروح تجعد في دار ابوك اليوم اللي مستني بجالك كاتير خلاص چه يا ولدي

تابع الجد حديثه و قال 

خلاص الحج جرب كل واحد مننا ها ياخد حجه من بشار يا شبل

تار أبوك يا ولدي بيجرب و تار بتي وچيدة بشار حرج جلبي على أغلى تينن و لساته عايش في الدنيا يظلم و يحرج في الخلج كيف ما يحب

الټفت شبل لجده و قال بوعيد 

متجلجش يا چدي حجك و حج كل واحد أذه بشار ها يرچع و حياتك ما ها يعرف ينام الليل من حرجة جبله على كل حاچة غالية عنيده و اولهم چبل

رد الجد بضيق و هو يقول

لا جلت لا بعد عن چبل ملكش صالح بي واصل اج تل و اسرج و انهب و اعمل ما بادلك في بشار و اللي منه بس متجربش على چبل 

نظر شبل لجده و قال بشك

ليه ! اشمعنى چبل اللي مرايدنيش اجرب له 

الفصل الثاني و العشرون

الټفت شبل لجده و قال بوعيد 

متجلجش يا چدي حجك و حج كل واحد أذه بشار ها يرچع و حياتك ما ها يعرف ينام الليل من حرجة جبله على كل حاچة غالية عنيده و اولهم چبل

رد الجد بضيق و هو يقول

لا جلت لا بعد عن چبل ملكش صالح بي واصل اج تل و اسرج و انهب و اعمل ما بادلك في بشار و اللي منه بس متجربش على چبل 

نظر شبل لجده و قال بشك

ليه ! اشمعنى چبل اللي مرايدنيش اجرب له 

ربتات خفيفة على كتف شبل ثم قال قبل أن يغادر الجد حسان 

بعدين يا ولدي ها تعرف كل حاچة بعدين المهم دلوجه ترتب كيف ها تدخل دار ك الچديد

كان جبل يطالع الجد حتى وصل لغرفته مازال يحفظ في جعبته الكثير و الكثير هل جبل هو حلقة الوصل التي يتحدث عنها دائما الجد 

أم لأنه مجرد حفيد مثله ك مثل بشار و غيره من احفاد العائلة !

تنحنح بصوت عالي و هو يرفع عبائته على كتفيه متجها للخارج الحماس الذي يشعر به لم يشعر به منذ زمن طويل.

ممكن لو سمحت ترجع بدري عشان مش كل يوم سهر و خروج مع عمر لوش الفجر ! و يا ريت تخلي موبايلك مفتوح عشان أعرف اوصل لك بسهولة

أردفت حسنة عبارتها و هي تركض خلف

جواد بن اختها الذي

تربى في كنف خالته و ز و جها 

تعليمات لا نهاية لها و تحذيرات متكررة لم يعد صغيرا لكنها لم تعترف بذلك أزاح زين الجريدة ليتابع تصريحاتها تلك قائلا بنبرة ساخرا محاولا تقليدها

و من فضلك يا جواد تلم دورك و مش كل شوية ركوب خيل ركوب خيل خلاص ها تختفي مني بعد كدا !

تابع جواد و هو يقف جوار زين متابعا في وصلة التقليد التي دائما تصفها بالسمجة ليقول بعصبية مصطنعة 

و حسك عينك خد يقولك تعال نطلع الجبل و تروح و لا تدخل بيت مجهور أنت عارفة أنا هعمل فيك إيه !!

تابع بجدية و هو يحتوي خديها بين انامله و قائلا من بين أسنانه

خلاص يا نونو حفظت الاسطوانة المخرومة دي

ضړبته بخفة على ظهر يده و قالت بحزن طفولي 

الحق عليا اللي خاېفة عليك كمان ليك نفس تتريق عليا و تنصره عليا !!

ض مها لص دره و قال بنبرة حانية و هو يمطرها العديد من الق بلات 

خلاص مش هعمل كدا تاني حقك عليا يا جميل و ادي راسك ابو سها

دفعته في ص دره و قالت بجدية مصطنعة

خلاص أنت ما بتصدق

عدلت من ياقة قميصه و قالت بنبرة حانية و هي تغنجه قائلة

مين الجميل اللي ها يروح معايا النهاردا بعد الفطار نشوف العروسة بتاعته اللي اخترتها له بنفسي !!

رد جواد و قال بصوت مرتفع 

مش أنااا 

متهزرش أنا اتفقت مع الناس خلاص !

انا مش بهزر يا حسنة جواد مبيعرفش يهزر أنا هروح بقى اقابل عمر زمانه مستحلف لي

ركضت خلفه من جديد ما إن طبع قب لة فوق رأس حاولت أن تستوقفه عله يرد عليها لكن دون جدوى ما تفعله ذهب مهب الريح

نظرت لز و جها الذي رفع الجريدة سريعا متحاشيا النظر لها ذهبت إليه ازاحت الجريدة و قالت بجدية

تعرف إيه يا زين أنا معرفوش ! 

و لا أي حاجة خالص 

زين !! 

من غير زين هو يبقى يحكي لك انا كل اللي اعرفه إنه مش عاوز يتجوز 

ما هو كلنا عارفينه أنا عاوزة اللي جوا الصندوق

وقف زين متحاملا على نفسه و هو يقول بجدية مصطنعة

ياااه يا حسنة بتحبي تعملي من الحبة قبة أنا مش عارف حاجة اسألي بنتك و لا ابنك ماهو كلهم أسرارهم مع بعض

وقفت مقابلته و قالت بشك 

ولادي ما يعرفوش ربع اللي أنت تعرفه عن جواد يا زين اعترف و اقول جواد بيحب مين 

نظر لها بأعين مليئة بالعشق و سألها بنبرة هادئة لا تخلو من الحنان البالغ

هو أنت حلوة كدا ليه النهاردا

ردت بعتاب قائلة

يا سلام لسه واخد بالك دلوقت ! 

ايوة فعلا لسه واخد بالي أنا با ين عليا لازم اغير نضارتي عشان ما بقتش بيها كويس 

زمان كنت بتشوفني بقلبك

رد زين بميرة صادقة و هو يجعلها تتو سد

ص دره قائلا

و لسه بشوفك بقلبي يا قلبي ربنا يخليكي ليا و لا يحرمني منك ابدا

الله الله يا سي بابا كدا في نهار رمضان عادي !

أردفت أسما سؤالها و هي تخرج من غرفتها مصفقة لوالديها بحرارة و الإبتسامة لا تفارق شفتاها بينما رد زين بجدية مصطنعة قائلا

دا جبران خاطر يا بنتي ربنا يجعلك من جابرين الخواطر لا كس ريها

نظرت حسنة له و قال بحزن طفولي قائلة

جبر إيه يا زين جبر خواطر بقى أخرتها جبر خواطر !! ماشي يا سيدي شكرا

رد زين بنظرة معاتبة لابنته و قال

عجبك كدا يا هادمة اللذات و مفرقة الجماعات

تابع بنبرة حائرة قائلا

انا مش عارف لما الشياطين كلها متسلسلة دلوقت أنت بتعملي إيه !

ردت اسما بنبرة حزينة قائلة 

شكرا يا سي بابا كل دا عشان تراضي ماما شكرا 

لا يا روحي متزعلش كنت بهزر معاك 

خلاص صالحني 

ما أنا صالحتك اهو و قلت لك حقك عليا متزعليش عاوزة إيه تاني ! 

كدا صلح ناشف ما ينفعش أنا عاوزة صلح من أبو الف أو الفين دا عارفه !

رد زين قبل أن يغادر الردهة

و لا عمري سمعته عنه اسألي مامي كدا عنه على ما اشوف حاجة و مش راجع لك .

حلوة الفرسة دي يا عمر بكام 

سأل جواد سؤاله و هو يتح سس ر ق بة المهرة البنية ابتسم عمر و هو يستدار 

بج سده كله مقتر با منه ثم قال

مش ها تبطل تسأل عن تمنها واصل كنك متعرفش إنها مش للبيع ! 

يا جدع أنا صاحبك اكرمني

ساعده في الترجل من على ظه رها ثم امتطئ هو قائلا

صاحبي اكرمه في عشوة في نومة في سچارة

إنما اكرمك في زينة يبجى لا لصاحبي و اللي يتشدد له قمان

أومأ جواد رأسه علامة الإيجاب قائلا بوعيد

ماشي يا عمر ابقى وريني مين ها يدعمك في مقابلة الخميس و يقول عنك الف من يتمناك

رد عمر بثقة حد الغرور قائلا

أني مش

محتاچ مساعدتك يا حبيبي ساعد حالك

ختم حديثه قائلا

أني و ابوي اتفجنا إننا نزروكم الخميس عشان نحدد معاد كتب الكتاب و الفرح قمان 

و الفرح كمان !! شجاعتك مقوية قلبك

تابع عمر بغطرسة مرفوع الرأس

اومال يا انت فاكر إيه أني الدكتور عمر بشار الدهشوري

ضحك الأثنان بصوت عال سار جنبا إلى جنب

تبادل أطراف الحديث في عدة موضوعات 

مر اكثر من ثلاث ساعات عليهم اجتمعوا حول مائدة الطعام عند إقتراب موعد آذان المغرب لحظات ثم انطلق صوت المدفع يليه صوت الآذان تمتم عمر بخفوت دعائه قبل أن يروي ظمئه ناجى ربه بأن يمرر هذه الأيام سريعا لو يتمم زيجته على خير .

روى ظمئه أخيرا ثم شرع في تناول وجبته 

كان جواد ييتناول طعامه بسرعة شديدة على غير العادة نظر له عمر و قال بنبرة متعجبة

على مهلك يا بوي في إيه كنه آخر ذاك !!

بلع جواد لقيماته بسرعة و هو يخبره بهدوء

معلش يا عمر أصل مستعجل 

على إيه ! 

كنت عاوز ابوك في حاجة كدا معادي معاه في الجامع هنصلي المغرب سوا

عقد عمر ما بين حاجبيه و قال

حاچة إيه ديه !

وقف جواد عن مقعده و هو يتناول آخر قطعة من ورق العنب و قال

بعدين يا عمر بعدين

عاد و التقط قطعة أخرى و قال بتلذذ 

مش قادر يا اخي اختك عليها ورق عنب ملوش زي

رد عمر و قال بنبرة مغتاظة 

يا اخي چعمز و كل كيف الخلج مش كده و بعدين روح لابوي 

لا لا خلاص الحمد لله شبعت امشي أنا بقى و نبقى نتقابل تاني بكرا بس عندي عشان خالتي عاملة لك أكل عسل زيها سلام

بعد مرور يومين 

الساعة الثالثة فجرا 

كان يسير بين المقاپر يلتفت حوله بين الفنية 

و الأخرى حتى وصل ل نفس المكان الذي يتقابل فيه مع رجاله بشكل يومي رفع عبائته 

السوداء على كتفيه

القى ب لفافة التبغ أرضا قبل أن يتناول كيسا قماشا ذو اللون الأسود

كشف عن ما بداخله و جده تمثالا من الذهب 

الخالص القى نظرة تقيمية سريعة اعاده لرجاله مرة أخرى و قال 

التمثال ديه مش أصلي

كيف ديه يا كابير ديه من مجبرة ال….

حدجه شبل نظرة حادة نكس رأسه أرضا هو يقول پذعر شديد

عدم لامؤاخذة يا كابير اللي تؤمر بيه يمشي

رد بنبرة مقتضبة و قال 

مشوا دلوجه و نتجابل بعد يومين كده 

حاضر يا كابير تؤمر بحا چة تانية ! 

لا هنتجابل يوم الخميس كيف دلوجه بالتمام و تچيبه الصناديج كلتها المرة الچاية

التقط التمثال مرة أخرى من الرجل و قال بنبرة ساخرة

مش مصخوت و تجولوا ديه اللي لاجينه !!

تركهم قبل أن يستمع لردهم يفعل ما يحلو له 

و قت ما أراد تجارته الخاصة التي رفضها الجد حسان و قام بمقاطعتها فترة طويلة 

لكن إصرار شبل كان أكبر منه فقرر العودة لها 

من جديد .

و في أثناء طريقه للعودة استوقفته يد من حديد قا بضا على ساقه اليسرى لم ينكر الخۏف الذي دب في اوصاله نظر للأسفل و جد عباءة سوداء ترفع عن الج سد اتسعت أعينه عن آخرهم ما إن وصل لمسامعه صوت يشوبه صوت فحيح الأفاعى 

اوعاك يا شبل تخرچ من اهني جبل الشمش ما تشرج

ما إن انتهت تلك العبارة استدار بج سده وجد ما لم يتوقعه كاد أن يسأل أحدهم لكنه تفاجأ بفتح أحد القپور التي على ما يبدو خصصت له لم يكن هو ساكنها الأول القپر به 

چثث عديد و واحدة كانت هذه ليلتها الاولى 

لم يركض أو يتحرك قيد أنملة كل ما فعله اقترب حتى بات الوجوه تتقابل وجها لوجه 

فرغ فاه ليتحدث لكن صوت العجوز جعل الجميع يركعون أمامه تحول المشهد من خوف و قلق داخلي

لحدة و قوة ظاهرية

ركل الأرض بقدميه و هو يهدر بصوته الجهوري لم يتجرأ أحدهم على رفع بصرهم 

نظر جنبه وجد ربتات العجوز و الابتسامة الواسعة لا تفارق الأفواه .

قر ع الناقوس و قبل أن تسأله الخادمة عن صفته تجاوزها و هو يبعدها عنه بطريقة لاذعة و كأنها شيئا يخشى التقرب منه و يؤذيه 

هدرت الخادمة بصوتها محاولة منعه لكنه لا يبالي جلس على المقعد بأريحية وضع ساق فوق الأخرى ثم قال 

روحي نادمي على بشار و جولي له سيدك شبل چه و رايدك في حاچة خصوصي

كادت أن ترد عليه لكن صوت شمس منعها من ذلك أشارت لها بالعودة لمطبخها و هي تقول 

روحي أنت يا شوقية

دس شبل يده في جيب جلبابه اخرج لفافة تبغ ثم قام بإشعالها نفثها في سقف البهو عاد ببصره لها و قال

جولي ل شوجية تعملي فنچان جهوة عشان جعدتنا مطولة يا قمر 

تجاهلت شمس أوامره و تساءلت بنبرة مغتاظة قائلة

مين أنت 

اني شبل عمر حسان الدهشوري

ابتسم بسخرية قائلة 

حصلنا الړعب و الټهديد اتفضل اطلع

برا بقى

ما تجولي اتفضل چوا جلبك احسن احسن الچو برا رصا ص 

و المفروض إني اضحك مثلا يعني ! 

لا ابك عليك و على اللي چابك 

أنت قليل الأدب و اللي جابني دا ها يعلمك الأدب قلت امشي اطلع برا 

روحي يا شاطرة نادمي على بشار و جولي له سيدك شبل الدهشوري رايدك تسلمه نص الدار

بابا ملوش اسياد و إن كان أنت ليك اسياد ف دا يدل على إنك ك لب ليهم عموما دا بيتك و مش ها نقدر نمنعك منه بس اللي اقدر اقوله بلاش تلعب بال ڼار عشان متلسعكش يا شاطر

شمس اطلعي فوج و كفاية لحد كده و سيبينا أني و واد عمك لوحدنا

قالها بشار بعد أن تصاعدت المشاجرة بين شمس و شبل صعدت على الفور ما إن امرها أبيها بذلك ظل يتابعها بنظرات غاية في الوقاحة محاولا استفزاز بشار الذي فهم من نظراته تلك ماذا يقصد عاد ببصره له و قال 

بتك دي يا بشار 

رد بشار باسما متجاهلا وقاحة شبل 

ايوة يا شبل بتي

رد شبل ساخرا

و نعمة الرباية طلعالك جليلة رباية احسنت و الله

تنهد شبل قبل أن يخرج ورقة من جيب جلبابه 

القاها في وجه بشار و قال

ديه صورة من عقد الدار أني شريك في الدار ديه

تناول بشار الورقي من على الأرض و قال بهدوء دون أن ينظر فيها 

خابر ديه من زمان يا شبل و خابر إنك تمت السن القانوني من زمان و يحج لك تستلم نصيبك في أي وجت

تابع بهدوء و هو يخرج دفتر الشيكات و قال 

ديه شيك على بياض يا شبل حط في الرقم اللي تحبه من جنيه لمليون و أني موافج

وضع بشار الشيك ڼصب عيناه و قال 

شوف حابب تتنازل عن الدار مېتا و أني اشتري منك

تناول شبل الشيك منه بعجرفة نظر فيه ثم اخرج دفتر الشيكاته خاصته و قال بوقاحة 

ديه شيك في متين چنيه تمنها

تابع موضحا مغزى حديثه و قال

تمن بتك شمس يا بشار تديني بتك اديك الدار 

خرچ بتي من موضوعنا يا شبل 

يبجى أنت قمان تخرچ الدار من موضوعنا 

كيف إذا كان الدار ديه هو موضوعنا أساسا 

لا احنا عندنا يچي مليون حاچة غير الدار يا بشار تار ابوي جهرة جلب أمي على مۏت ابوي و حر ج عمتي وچيدة ووچع جلب چدي اللي كل يوم يزيد عن اليوم اللي جبله

رد بشار بهدوء 

يا ولدي و الله العظيم اللي حصل زمان ديه كان ڠصب عني و يشهد على كده ربنا

وقف شبل عن المقعد و قال بعصبية ما إن وصل لمسامعه صوت القرآن الكريم الذي دوى في المكان 

أني ماشي دلوجه و راچع بس المرة الچاي رچوعي ها يكون غير

نظرات بشار له كانت متفحصة علم من خلال هذه النظرات أنه سار في نفس الدرب الذي سار فيه هو من قبل و لكن على ما يبدو أن شبل يعاني من شيئا أقو بكثير استدار ما إن هتف بشار قائلا

شبل چدك واعر و معرفش يعمل مع أبوك حاچة چدك حسان إبل يس

ابتسم شبل و قال

و اني ولدهم

تابع بتذكر 

صح ابجى جول ل چبل إني چدي زعلان منيه واصل كان نفسه يفطر ويانا كيف كل سنة

ختم حديثه قائلا

يلا تتعوض السبوع الچاي كيف ما جالنا 

الفصل الثا لث و العشرون 

و الأ خير 

و لكن على ما يبدو أن شبل يعاني من شيئا أقو بكثير مما كان هو عليه استدار ما إن هتف بشار قائلا

شبل چدك واعر و معرفش يعمل مع أبوك حاچة چدك حسان إبل يس

ابتسم شبل و قال

و اني ولدهم

تابع بتذكر 

صح ابجى جول ل چبل إني چدي زعلان منيه واصل كان نفسه يفطر ويانا كيف كل سنة

ختم حديثه قائلا

يلا تتعوض السبوع الچاي كيف ما جالنا دي تاني مرة ازور مرة في مزرعتك و مرة في دارك جصدي دارنا ابجى

اغلط و اعملها مرة عندي و أني اكرمك كيف ما كرمت ابوي و امي بالتمام

رد بشار بعصبية و قال 

أنت كداب چبل مستحيل يضربني في ضهر ي

رد شبل بإبتسامته الواسعة و قال 

و السلسة في ر جبة بتك قمان كدب ! نسيت يا بشار إن نص السلسلة دي في رجبة وچيدة جصدي عمتك وچيدة اللي المدفونة اهني فاكراها يا بشار !

ترك شبل فوق سطح المنضدة الرخامي اسطوانة نظر ل بشار وجد الشړ و الڠضب يتطاير من عينه ابتسم له و ربت على كتفه قائلا 

كنت ربيت كلب كان ها يبجى اوفى من ديه بكاتير

غادر شبل و الإبتسامة تغادر من على شف تيه

نجح في بث الشك و الڠضب في نفس بشار 

جذب الاسطوانة ثم اتجه لغرفة مكتبه ليعرف ما تحتو يه بدأ في مشاهدة المنزل من الداخل 

يوضع في جميع أركان المنزل

و الغرف العديد من الكاميرات لقد صدق شبل و كڈب جبل 

هو بالفعل يذهب هناك بل و يتسامر معهم 

ضغط على زر التشغيل ليصل إلى مسامعه حديثهما 

جلس حسان على رأس المائدة يتناول وجبة الإفطار مع الأحفاد كلاهما يتبادلان النظر بسخط و ح قد تلك النظرات لم تعجب الجد يريد ر و ح التعاون بينهما لينتصر على بشار 

الوضع بهذا الشكل لا يبشر بالخير أبدا .

لمعت فوق رأس الجد مصابيح الأفكار لاحت إبتسامة جانبية على فاه تنحنح و هو يقف عن مقعده و قال 

أني شبعت هروح اوضتي و راچع اوعاك تمشي يا چبل 

خاضر يا چدي

وقف الجد أمام صندوق المصوغات الذهبية 

تح سس القلادة بحنان و هو يتذكر نصف الآخر الذي كان يزين عن ق ابنته وجيدة التي د فنت أسفل منزل الجد سالم .

اوصد الصندق و اعاده مكانه ثم هبط مرة أخرى وقف مقابلة جبل الذي ترك قدح القهوة أسفل نظر شبل لقد است غل إنشغاله مع الجد حسان و وضع له ما لا يخطر على عقل جبل 

ألهذه الدرجة يكره و لا يطيق رؤيته !! على الرغم أن فارق العمر بينهما ليس بكبير إلا أن تصرفات شبل تفوق تفكير أي عقل بشړي .

ابتسم الجد لمعرفة ما فعله حفيده لقد أخبره قرينه بكل شئ على ما يبدو أنه لن يهدأ حتى يحصل على ما يريد و لكن لن يدعه يحظى بهذا ما دام حيا سيكون العقبة بينه و بين جبل تنحنح الجد و قال

خد يا ولادي ديه هدية بسيطة مني 

سلسلة مين ديه يا چدي !!

رد الجد كاذبا و قال

ديه بتاعت المرحومة أمك يا حبيبي خد ها 

حجك 

شكرا يا چدي

كاد أن يجلس لير تشف ما تبقى من قهوته لكن الجد حثه على المغادرة قائلا

مشي يا ولدي دلوجه زمان بشار بيدور عليك 

بيدور علي ليه يا چدي !

ابتسم شبل و قال بتباهي و هو يضع ساق فوق الأخرى 

أصل أني ول عتها بينتكم و جلت له على كل حاچة يلا بالشفا 

و ليه كده يا شبل ليه تعرفه إني باچي اهني ليه !

الصراحة مضايج منك و وشك العكر ديه ما طايجهوش ف جلت له يمكن يطلع ر اچل و يج تلك بدل ما أنت جاعد في الدنيا كدا لا شغلة و لا مشغلة و عامل لي فيها شيخ

كاد أن ينقض عليه لاكن ي د الجد منعته و قال بهدوء لا حتو اء الموقف

مشي دلوجه يا چبل و سيب لي شبل أني هتفا هم وياه

صعد بشار على سلالم الدرج و هو يهتف بصوت مرتفع 

شمس ياشمس

خرجت شمس من غرفتها و قالت بقلق 

خير يا بابا في إيه 

خرجت خديجة في نفس الوقت متسائلة بذات النبرة 

خير يا بشار في إيه 

وقف بشار و قال بنبرة محذرة 

اوعاك اشوفك برا الدار فاهمة 

ليه يا بابا في إيه 

جلت اوعاك و خلاص يبجي تنفذي الحديت من غير اي اعتراض 

روحي أنت دلوقتي يا شمس كملي اللي بتعملي يا حبيبتي

غادر بشار المكان بعد أن فقد السيطرة على أعصابه بحث عن هاتفه وقفت خديجة تشاهده في حالة من الدهشة و الذهول سألته عن سبب هذه العصيبة فأجابها قائلا

چبل اللي كنت بجول ولدي التالت اللي مخلفتوش يضربني اني في ضهري !!

اهدأ بس و كلمني براحة كدا في إيه !

رد على سؤالها بسؤالا آخر قائلا 

فين ولدك فين عمر !!

ردت بهدوء علها تفهم منه شيئا

ابنك في المزرعة ما أنت عارف إنه بيجي متأخر الفترة دي

ظل يجوب الغرفة ذهابا إيابا و على أذنيه هاتفه النقال لم يرد على مكالماته هدر بصوته قائلا بعصبية 

ولدك ما عيردش على التليفون ليه !! 

اهدأ يا بشار مش كدا اكيد بيصلي أو بيمر على الخيل ما هو في شغله و أنت عارف دا

اتجه نحو خزانة الملابس و قال

أني خارچ 

دلوقتي 

ايوة دلوجه عندك مانع 

يا حبيبي اهدأ بس كدا انا سمعت كلام شبل و كل دا مجرد حركات عشان يوقع بينك و بين جبل 

چبل فعلا بيروح لچدي و ديه اني متوكد منيه 

و حتى لو بيروح له يا بشار ما هو دا جده بردو 

أنت چايبة البرود ديه من فين !! 

يا بشار جبل بيحاول يفهم دماغ جده عاوزة توصل لإيه و ..

بتر حديثها قائلا بصوت مرتفع و هو يلطم بيده على ص دره

كنت أني عرفت ما أني كنت في عبه ليل نهار و في الآخر حصل إيه !!!

غادر بشار الحجرة بل البيت بأكمله استقل سيارته متجها نحو المزرعة الخاصة به بينما 

خرجت شمس على الفور متجهة نحو مكتب جبل للسياحة الذي يبعد عن المنزل ما يقارب الساعة تقريبا.

شبل عمر حسان الدهشوري 

تلاتين سنة معروف بخط الصعيد في بلده

شبل هو الشخص الوحيد اللي لازم يكون معانا لأنه من أهم الشخصيات

 المؤثر في البلد

أردف هذه العبارة التعريفية رجل تجاوز الأربعين من عمره كان يشير بيده تجاه شاشة مثبتة على الجدار تعكس صورة شبل و هو يمتطئ احدى الجياد و عدة صور أخرى في أماكن مختلفة .

رد أحد الجالسين و قال بأدب

ايوة يا فندم بس شبل دا اللي عرفته عنه بعد المعلومات اللي جت لي مافيش حاجة حرام إلا وعملها !! يعني اعتقد دا هيشوه وجهتنا هناك مش العكس

رد الرجل بإصرار مستميت قائلا

بالعكس دا هو دا اللي لازم ناخده لصفنا شبل بإشارة واحدة من صباعه الصغير يخلي البلد و البلاد اللي حوليها تنتخبنا و مش بس كدا و نفوز باكتساح كمان

تابع حديثه قائلا

دا غير إنه في عداء شديد بينه و بين بشار الدهشوري اللي هو في مقام عمه

ختم حديثه قائلا

و كلنا عارفين مين هو بشار الدهشوري و علاقته بأهل بلده عاملة ازاي سوى دخل الانتخابات أو لأ هو بيخدمهم من زمان و لي شعبية كبيرة هناك يعني جايز جدا يكسب

بالمحبة دي عشان كدا أنا شايف إن أكتر حد ها يخدمنا و ينفع يكون وجهتنا هناك 

بس حضرتك مش شايف إن طلباته كتير اوي ! 

حارق شوية اه بس تأخد من تحت ايده شغل نضيف دي الداخلية بنفسها بتعمله الف حساب

وقف عن مقعده و قال بأمر 

شبل الدهشوري لازم يكون د ر اعنا اليمين في الصعيد شبل لو طلب نجمة من السما تتوافر له في الحال دا الفانوس السحر ي و

لاز م نست غله قد ر الإماكن مفهوم 

ردد الجميع في آن و احد

مفهوم يا افندم

في منزل حسنة و تحديدا داخل غرفتها كانت جالسة على الطرف الآخر من فراشها و الجهة الاخرى ز و جها تبادلت معه أطراف الحديث حول تفاصيل خطبة ابنتهما اسما ضحك زين و قال بنبرة هادئة

فضلت اقل لك النصيب غلاب مسمعتيش كلامي حد يصدق إنك بتحضري لخطوبة بنتك من عمر اللي قلت عليه مستحيل يخطبها لو إيه اللي حصل ! 

عندك حق يا زين بس اعمل إيه بنتي متعلقة بي و رو حها في اعمل إيه بقى اهد سعادتها عشان خاېفة من جدي يأذيها عشان هي هتدخل بيت بشار !! 

مش قلت لك إنها مجرد اوهام في دماغك جدك لو عاوز يأذي حد كان أذى من زمان مش لسه ها يستنى السنين دي كلها

تنهدت حسنة بعمق و قالت

اعمل إيه بس يا زين ولادي و خاېفة عليهم أنا اتأذيت منه كتير و أذى بيو جع مش عاوزة حد من عيالي يطولهم نفس الأڈى دا دا مش بعيد اروح فيها

رد زين بهدوء قائلا

سيبك من كل دا و قولي رأيك إيه لو عمر صمم يكتب زي ما جواد بيقول 

ردت حسنة و قالت بسعادة قائلة

رأيي ! و هي دي عاوزة ر اي بردو يا زين بنتي حبيبتي كبرت و هتتجوز دا يبقى يوم المنى عقبال اخوها و جواد

ختمت حديثها قائلة

و الله لمجرد التفكير بس بح س براحة نفسية ما بالك لو فعلا جو ز تهم كلهم هعمل إيه !

تابعت بتذكر قائلة

صحيح كلمت اخوك خالد عشان يحضر الاتفاق احسن يزعل !

رد زين و قال بهدوء

كلمته و عرفته كل حاجة و قلت له إن احتمال كبير بشار يتكلم عن الكتابة ف قالي إنه ها يحضر بس لما يزور وجيدة الأول

لاحت إبتسامة حا نية على ثغر حسنة و هي تقول بحنو و اشتياق 

و الله في الخير خالد لسه فاكرة وجيدة و بيزور رغم كل السنين دي واحد غيره كان نسيها بعد ما اتجوز و خلف لا دا لسه فاكرها و سمى كمان على اسمها في حب كدا في الدنيا

نظر زين لها و قال باسما 

لو على الحب و المخلصين ف هما كتير الصراحة عندك أنا مثلا رغم النكد اللي بعاني منه بسببك أنت و اسما لسه بحبك بردو

نظرت حسنة له و قالت بتحذير 

زين !!

رد زين قائلا پخوف مصطنع

لا خلاص نكد اسما بس أنت زي العسل

وصلت أخيرا و لكنها تسمرت محلها ما إن وجدت شبل يستقل سيارته و جبل معه لمحها بطرف عينه لكنه تظاهر بالعكس حتى لا يلفت نظر بن عمها و يثير الشك ما رتب له يحدث بالدقة مع الخدمات الجليلة التي قدمتها الصدفة له قاد سيارته تجاه منزله و خلفه شمس ظنا منها أنه لا ينتبه لها.

بعد مرور ساعة أخرى

صف شبل سيارته جنبا ثم ترجل منها و خلفه جبل الإبتسامة لا تفارق شفتاه توقف فجاة على اعتاب باب المنزل الخارجي و قال 

ادخل أنت يا چبل هاشوف الرچالة رايدني في إيه و چاي

أومأ له جبل دون أن يرد على حديثه بكلمة واحدة عبر البوابة الداخلية ما إن فتحت له

إحدى الخادمات تسأل بنبرة منزعجة قائلا 

رايد مني إيه تاني يا چدي بعت لي شبل ليه 

قالها جبل و هو يقف أمام جده حسان الذي تعجب من وجوده للمرة الثانية سأله بهدوء حتى لا يثير الشك داخله 

فين شبل يا ولدي 

رد جبل و قال 

مخابرش جالي هايشوف الرچالة رايدة منه إيه و راچع

هتف الجد حسان على حارس المنزل بعد أن قال ل جبل أن يريد مصالحته ليس إلا كڈبة جديدة من اختراع الجد ليغطي على افعال ذاك الشبل اتى الحارس و قلبه ينتفض داخله و قال 

خير يا كابير 

فين سيدك شبل !

رد الحارس بتلعثم 

خرچ خرچ يا كابير

رد جبل و قال بنبرة متعجبة قائلا

خرچ كيف و هو كان لساته واجف معاي !!

رد الحارس بكذب 

ما هو بعد ما حضرتك دخلت هو خرچ و الله

وقف الجد عن مقعده الوثير متجها نحو الحزرس الذي يرتجف بداخله من نظرات ذاك العجوز وقف مقابلته و قال من بين أسنانه

شبل بيهبب إيه يا حمدان !

نكس حمدان رأسه و قال بتلعثم 

مخابرش يا كابير لما ياچي اسأله

كاد أن يتحدث لكن سؤال جبل جعله يعود لمقعده من جديد و تظاهر بخبر وجوده هنا و هو يقول

تعال يا چبل تعال يا ولدي أني خابر إنك لساتك زعلان مني أني و شبل متزعلش شبل واد عمك و همه مصلحتك يا ولدي

على الجانب الآخر من نفس المكان اتجه شبل نحوها استند بمرفقه على نافذة السيارة و قال

هو الچميل مجدرش على بعادي ف چه ورايا 

لحد اهني بنفسه

فرغ فاها لتتحدث لكنها تفاجأت به يضع محارم ورقية بها بعض قطرات المخدر حاولت نز عه لكن دون جدوى نظر حول ليتأكد من عدم وجود أحدهم قام بفتح السيارة و ح ملها بين ذر اعيه أتى على الفور 

حارس البوابة الخارجية قام بفتح أحد الغرف 

الخلفية و ساعده في نقلها وقف بجانب الفراش و قال من بين أنفاسه المسموعة 

اخفي العربية بسرعة جبل ما يخرچ چبل و حسك عينك تچيب سيرة لحد عن وچودها اهني حتى چدي ما يعرفش مفهوم 

رد الحارس و قال پخوف

مفهوم يا كبير

لم تشعر بأي شيئا يحدث حولها كل قاله لم يصل لمسامعه فهي في سبات عميق نظر لها 

لم يستمع لذاك الصوت الذي بداخله و هو يحذره حاول نفض تلك الاصوات لكن دون

جدوى جلست على ركبته من جديد

بعد مرور أكثر من ساعة تقريبا 

كما حاول أن لا يقتر ب منها مجددا لكنه لم يستطع مقاومة كل هذا الجمال مازالت تحت تأثير المخدر الذي وضعه للمرة الثانية على التواليو قال بخفوت 

فيك إيهزيادة عن الحريم اللي عرفتهم !!

ليه مش عارف ارتوي منك 

نظرا

يا أني يا أنت يا بت بشار الليلة دي ها نشوف مين فينا اللي ها يجدر على التاني ….

داخل المقاپر 

الساعة الثانية بعد منتصف الفجر 

كان شبل يسير بحذر و هو يلتفت يمينا و يسارا استوقفه صوت مألوف بالنسبة له 

جثا على ر كبتيه و قال بنبرة خاڤتة

في إيه 

بعد عن اهني لو رايد النچاة 

قصدك إيه 

جصدي حسان ما هيبسكش كده با لساهل 

و أنت تعرفي چدي منين !

رفعت ج ذ عها العلوي كا ش فة عن و جهها 

الم حتر ق اتسعت أعين شبل عن آخر ها ما إن ك شفت عن هوايتها بعد مرور تلك الأعوام لج مت الصد مة لسا نه برهة قبل أن يقول بتلعثم و مازالت الدهشة تس يطر على و جهه 

مش معجول مين أنت هي أنت كيفها بالتمام أنت و چ…..

على الجانب الآخر

وصل بشار إلى مزرعة ابنه ولج بخطوات واسعة و وسريعة بحث في غرفة مكتبه و في غرفة الكشف حتى الساحة التي يضع في الجياد لم يجده قرر أن يسير بخطواته تجاه 

جواد عمر نهرا من الد ماء على الأرض اقترب بخطوات بحذر و ترقب قلبه يخبره أن جده نجح في ما يريد أن يصل إليه وجد عمر ملقى أرضا و الد ماء تملئ المكان من حوله 

هدر بصوته الجهوري قائلا

عمر يا ولدي

كنتم مع زوجة ولد الأبالسة 

النها ية