رواية ضمير ميت الفصل العاشر 10 بقلم دنيا آل شملول
ضمير ميت
الحلقة العاشرة :
كان الصمت سائدًا في الغرفة إلا من صوت ارتطام الملعقة بطبق الطعام الذي يحمله عاصم في يده ليطعم فاتن التي تتذمر كل ثانيتين .
فاتن :
خلاص ياعاصم مبقتش قادرة .
عاصم باستسلام :
خلاص أوك .. المره دي وبس .. لكن المره الجايه أنا اللي هقول إمته يكون بس .
ابتسمت بتعب فساعدها على الإستلقاء مجددًا .. وجلس إلى جانبها يداعب أصابعها بيده .
فاتن بهدوء :
عايز تقول إيه ؟
عقد حاجبيه فأشارت بعينيها إلى يده التي تعبث بأصابعها قائلة :
لما بتلعب في صوابعي كده بتبقى عاوز تقول حاجة ومش عارف تتكلم .. ها بقا .. إيه ؟
ابتسم بهدوء قبل أن يتمتم بتساؤل :
عايز أعرف إيه اللي حصل وليه خرجتي من البيت في الوقت ده ؟
أغمضت فاتن عينيها بتعب .. ماذا تُخبره ؟.. وكيف ستخبره بأنها رأت والدتها تخون والده .. ومع من !!.. مع أخيه !! .. يا إلهِ .
عاصم :
خلاص يا حبيبتي .. ارتاحي دلوقتي .
ابتسمت له بامتنان ..
ليقاطعهما دلوف شريف والد فاتن كالصاعقة :
فاتن .. بنتي .. إيه اللي حصل ؟؟
احتضنها بقوه آلمتها فتمتم معتذراً :
آسف .. آسف .. بس .. بس أنا خفت وقلقت .. مصدقتش لما سمر قالتلي الصبح وجيت على أول طيارة .. أي اللي حصل يا حبيبتي ؟
أخذت فاتن تبكي بقوة فاقترب منها عاصم وضمها إليه وهو يربت على شعرها بهدوء :
بس ياحبيبتي بس .. خلاص ارتاحي .
شريف :
بنتي مالها ياعاصم؟
نظر له عاصم ببعض الرجاء .. فتنهد شريف بتعب ثم جلس إلى المقعد المجاور للفراش يُراقب صغيرته وهي تستغرق في النوم سريعًا .
تركها عاصم بعدما تأكد من كونها قد نامت حينما انتظمت أنفاسها .. ثم أخذ شريف معه وخرجا من الغرفة بهدوء .
شريف :
انطق ياعاصم .. بنتي حصلها أي ؟
عاصم :
صدقني ياعمي لحد دلوقتي أنا معرفش .. ويدوب قبل حضرتك ما تدخل على طول كنت بسألها نفس السؤال ولما حسيتها هتعيط غيرت الموضوع على طول .. الدكتور قال لازم نبعدها عن أي ضغط وأنا مش حابب أضغط عليها دلوقتي .. فبأمر الله لحد ما تخرج بالسلامه وبعد كده نشوف إيه اللي حصل معاها .
شريف بتنهيدة :
يارب هو أي اللي بيحصل ده بس .. دالين من كام يوم ودلوقتي فاتن .. هو في إيه ! أي اللي بيحصل ده !!
عاصم :
الحمد لله ياعمي .. ربنا ستر .
شريف بحزن :
الحمد لله يابني .. هنقول اي غير كده .. الحمد لله على كل حال .
روح من بعيد :
عاش من شافك ياشريف .
شريف بابتسامة وعيون لامعة من السعادة :
روح ؟!!!
روح بابتسامة :
أيوه روح .. إزيك ياشريف ؟
شريف بهدوء وابتسامة لم تفارق محياه :
أنا .. أنا كويس الحمد لله .. انتي هنا من إمته ؟
روح :
من قبل منك .
شريف :
نورتي مصر كلها يا روح .
روح بابتسامة :
شكرا يا شريف .. ربنا يخليك .
ثم حولت نظرها لعاصم وهي تتساءل :
فاتن عاملة إيه دلوقتي؟
عاصم :
كويسة الحمد لله .. أفضل كتير .
روح :
طيب حبيبي هدخل أتطمن عليها .
عاصم :
ماما .. لما تفوق بلاش تسأليها عن اللي حصل معاها .
أماءت روح بتفهم ثم دلفت للغرفة بهدوء .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
هاتفته عدة مرات حتى أجابها أخيرًا .
غرام باندفاع :
أي ياعمرو .. فينك كل ده ؟؟.. قلقتني عليك .
عمرو بهدوء :
آسف يا حبيبتي كنت مشغول شويه .
غرام :
ولا يهمك حبيبي .. المهم اتطمنت عليك .. وطالما بخير فـ خلاص ياروحي سماح بقا .
عمرو ضاحكًا بهدوء :
ربنا ما يحرمني منك أبدًا ياقلبي .. ها عملتي إيه في يومك ؟
غرام بمرح :
كل كل كل حاجة .. وضبت كل حاجة .. واشتريت الهدية كمان .
عمرو :
هدية ؟.. انتي مش قولتي الصورة اللي رسمتيها هي هديته ؟
غرام :
أيوه ياسيدي .. بس بردو عجبني حاجة تانية وجبتها .
عمرو :
ربنا يخليكم لبعض ياحبيبتي .. وكل سنه وانتي جنبي ومعايا .
غرام :
كل سنه وإحنا جنب بعض ياااارب .. يلا حبيبي مش هعطلك .. خلي بالك من نفسك .
عمرو :
وانتي كمان .
أغلقت غرام الخط ثم نظرت لوالدتها التي تنظر لها بحنان ..
غرام :
ها ياست مامي .. مالك بقا ؟.. ومن غير ما تقولي ولا حاجه .. أنا بحس بيكي .. فلو سمحتي قولي في إيه .
جومانه بابتسامة حزينة :
أنا كويسة يا حبيبتي .. هو بس شدينا أنا وبابا الصبح شويه .
غرام :
اممم .. مين الغلطان ؟
جومانه :
هو .
غرام :
خلاص ياستي سيبي الدنيا دي عليا .. أنا هشبرقهالك .
جومانه بضحكة :
إيه يابت اللي بتقوليه ده .. يابت اكبري بقا .. انتي أقل من شهر وهتبقي ست بيت .
غرام بمزاح :
يااااه .. وأخيرًا حد غير الجملة المعتادة .
جومانه بعدم فهم :
جملة إيه ؟
غرام :
أصل فراس وعمرو ديما يقولولي ” يابت اعقلي بقا .. دا انتي كام يوم وهيبقي عندك سته وعشرين سنه ” ..
ضحكتا معًا .. ثم ربتت جومانه على كتفها وهي تدعو لهم جميعًا بالسعادة وراحة البال .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
جلس في غرفة مكتبه مستندًا بظهره لظهر مقعده رافعًا رأسه للأعلى بتفكير عميق .. تفكير يكاد يفتك برأسه .. ماذا عليه أن يفعل الآن ؟.. من أين سيبدأ ؟.. لقد أخبره عمرو بكل شئ .. فلماذا يشعر أنه مُقيَّدٌ هكذا ؟.. لما لا ينهي القضية الآن بكل المعلومات التي عرفها عما فعله فراس ؟.. لكن إن فعل ماذا سيحدث بعمرو ؟
قاطع تفكيره صوت هاتفه الذي أعلن عن اتصال ما .. نظر لإسم المتصل مطولاً قبل أن يضغط زر الإجابة .
لؤي بهدوء :
ألو يافندم .
اللواء أمجد :
إيه يالؤي .. داخلين على أسبوع وحتة قضية متقدمتش فيها خطوة واحدة .. في إيه ياسيادة العميد؟
لؤي وهو يغمض عينيه بقوة وقد حسم أمره :
سيادة اللواء .. أنا …..
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
وصل فراس حيث الكافيه فرآهما يجلسان على إحدى الطاولات البعيدة قليلاً .. أشارت له شدا فتحرك نحوهما بهدوء .
فراس :
مساء الخير .
شدا وحازم :
مساء النور .
شدا بمراوغة :
خير يادكتور فراس !
فراس بابتسامة متهكمة :
لو هنبدأها بلف ودوران من أولها أنا لسه مطلبتش حاجه أشربها .. فممكن بسهولة أشد خيط .
شدا بسرعه :
لا لا .. مش فكرة لف ودوران .. أنا بسأل بجد .
فراس بهدوء :
إيه اللي تعرفيه ياشدا ؟
شدا :
وأنا أضمن منين إنك لما تعرف اللي عندي متزورش في باقي الحقايق ؟
فراس بضحكة عالية بعض الشئ :
أزور مره واحده .. طب ياستي إضمنيني من دالين نفسها .
شدا :
دالين ؟؟!!!!
فراس :
أها .. دالين .. هي اللي قالتلي كلم شدا .. صحفية وذكية وقوية وجريئة وهتساعدك كتير من ناحية الظابط .
شدا بعدم فهم :
ظابط مين ؟
فراس :
لؤي الأديب .
شدا مزدردة ريقها بتوتر :
لـ لؤي ؟
حازم مقاطعًا :
هه .. الكلام ده كان قبل ما شدا تشد قصاده وقبل ما ينتهي الحوار بعصبيته وقلبته للتربيزه كلها علينا .
فراس :
يعني إيه ؟
حازم بلامبالاه :
يعني شدا عصبته وقالها ملهاش دعوه بالقضية تاني ولو فكرت تتدخل هيحبسها .
فراس :
اعتذري .
شدي بحده :
أفندم ؟ أَ إيه ؟
فراس :
اعتذري .. إعتذار مش هيودي كرامتك ورا الشمس يعني .. أنا عاوز أعرف كل خطواته ياشدا .. لازم اسبقه بخطوه ديمًا .
شدا :
وأنا أضمن منين إن دالين هتبقى بخير .. وبعدين أصلا ليه خطفتها ؟
فراس بتهكم :
خطفتها ! .. أنا أنقذتها مـ اللي خطفوها ياشدا .. ودلوقتي هي في أمان تام بعيد عن أي عين .
شدا :
لازم أشوفها بنفسي .
فراس :
واضمن منين إن لؤي ده مش باعت وراكي اللي يراقبك ؟
شدا :
نفس الضمان اللي مخليك تروحلها وانت مأمن نفسك .
فراس بعدم فهم :
قصدك إيه ؟
شدا بابتسامة انتصار :
يعني أنا عارف دالين فين .. وعارفه كمان إنك كنت عندها النهارده من تقريبا تلت ساعات .
فراس :
انتي بتراقبيني؟
شدا بلامبالاه :
الظروف اضطرتني لكده يادكتور .. وطبعًا اللي ما يعرفك يجهلك .
فراس بضيق :
الساعة تمنية بليل هنتقابل هنا وهنروحلها من هنا .. بس بعدها هتساعديني أوصل لكل خطوات الظابط .
شدا :
وأنا كمان عايزة أفهم اللي بيحصل .
فراس وهو يهم بالوقوف :
كل حاجة في وقتها كويسة .. فرصة سعيدة .
غادر فراس تاركًا شدا وحازم في تضارب أفكارهم .
حازم بهدوء :
بتفكري في إيه ؟
شدا بابتسامة ماكرة :
كل خير يازوما .. كل خير .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
حل الليل سريعًا وكانت شدا وحازم في انتظار فراس كما اتفقوا .. تجاوزت الثامنة والنصف ولم يأتهم فراس .
حازم بقلق :
تفتكري كان بيضحك علينا ؟.. يعني معقول مثلا كان عاوز يجرجرنا في الكلام وياخد معلومات عن الظابط ده وأما ملقاش مننا فايده فلسع ؟
شدا :
فلسع ؟.. انت صحفي ياحازم متأكد ؟
حازم بضيق :
مش وقته ياشدا هزارك ده .. أي الحل دلوقتي .
شدا وهي تشير إلى باب الكافيه :
الحل جه هناك أهو .
نظر حازم حيث تشير فوجد فراس يدلف للكافيه فابتسم بمكر وهو يقول بمزاح :
بسبب تأخيرك ده يادكتور .. بقالي ساعة بحاول أقنع شدا إن حضرتك إنسان نبيل ولا يمكن تكون بتضحك علينا .
نظرت له شدا باستنكار بينما تابع هو :
والدليل إن حضرتك هنا أهو .
ابتسم فراس وهو يلمح نظرة الاستنكار في أعين شدا فتحدث بهدوء :
إنت متأكد إنك مبدلتش الأدوار ؟!
حازم بتهكم :
هو أنا ليه محدش بيصدقني في البلد دي ؟.. هو أنا مكتوب على قورتي تافه ومزور أحاديث ولا أي ؟
شدا بضحكة خفيفة :
يلا يادكتور .. حازم لو فتح في الهزار مش هيقفل .
حازم بتهكم :
دا حتي الهزار أحيانًا بينمي مهاراتنا العقلية .
فراس وهو ينظر له بتفحص :
إنت درست طب ؟
حازم :
لا .. ليه ؟
فراس :
أبدًا .. أصل … ولا بلاش .
تركه وغادر وتبعته شدا التي نظرت لحازم بابتسامة خفيفة ..
ضم شفتيه للأمام بعدم رضا مصطنع ولحق بهما على الفور .
وصل فراس بسيارته للڤيلا ودلف إليها .. كانت دالين تقف في الحديقة وتقوم بِرَي الورود .. ألقت بالإبريق حينما لمحت حازم وشدا وهي تنظر تجاه السيارة .. ترجلت شدا من السيارة وهي تنظر حولها وما إن وقع نظرها على دالين الواقفة بارتباك ودموع تملأ عينيها حتى ركضت إليها وهي تنادي ببحة خفيفة ظهرت في صوتها بسبب حبسها لدموعها داخل جفنيها :
دالي !
ألقت دالين بنفسها بين ذراعي صديقتها والتي تمثل لها الأخت الكبرى والصديقة العاقلة الموجهه .
لم تستطع شدا السيطرة علي عبراتها أكثر وهي تستمع لشهقات دالين المتتالية وهي بين ذراعيها فأخذت تربت على ظهرها وهي تشدد من ضمها إليها مرددة بخفوت :
الحمد لله يارب .. الحمد لله يارب .
ابتعدت دالين بعد وقت ليس بقصير .. وما لبثت أن جذبها حازم من يدها إلى أحضانه .
دُهش الجميع من فعلته .. لكن بادلته دالين إياه بصدر رحب .. فهما صديقين مقربين وهي لا تمتلك أخًا .. ويمثل حازم وعاصم بالنسبة إليها الأخوين في حياتها .. وقد نست تمامًا أن كلمة أخ التي نقولها على هذا وذاك ما هي إلا تأليفات واقع نقنع بها أنفسنا .. لكن في الحقيقة والدين لا أخ لك سوى ما ولدته أمك أو كان أخيك في الرضاعة .
فارت الدماء في عروق فراس التي برزت نتيجة قبضته التي يضمها أكثر وأكثر وهو يرى هذا الوضع .. هما صديقان ومهما كانت درجة قرابتهما لا يحق له أن يضمها إليه هكذا .. لو فقط يحق له .. لذهب وانتزعها من بين ذراعيه وهشم رأسه في الحال .
ابتعدت دالين أخيرًا وهي تجفف عبراتها ناظرة إليهما بسعادة حقيقية .
دالين :
متتخيلوش مدى سعادتي إني شفتكم تاني .
شدا :
أي اللي حصل يادالين ؟
نظرت دالين تجاه فراس فوجدته على حالته من الغضب ولم تستطع معرفة سبب ذلك لكنه دحجها بنظرة غاضبة جعلت أطرافها ترتعش وهي تتذكر فراس الذي رأته لأول مرة في الغرفة حينما استعادت الوعي بعد تلك الحادثة .. لقد كان مُخيفًا حقًا في ذاك الوقت .. لكنها نسيت تمامًا ذاك الـ فراس حينما رأت الجانب الآخر منه والذي يتمثل في هدوئه والذي يفسره البعض بأنه برود .. وكذلك طيبته وغموضه في بعض الأحيان .. ولم تنسَ الجانب الثالث من فراس والذي يتعلق بغرام وحدها .. فهو يتحول لشخصية مختلفة تمامًا عن فراس نفسه حينما يتعلق الأمر بغرام .
فاقت من شرودها على يدي شدف التي تهز يدها بخفة فوجدت مكان فراس خالٍ تمامًا فنظرت تجاه الڤيلا فوجدته يدلف إليها :
دالين انتي كويسة ؟
أماءت دالين بإماءات سريعة قبل أن تقول بهدوء :
تعالوا ندخل جوه .
دلف ثلاثتهم فاستقبلتهم السيدة ابتهال بابتسامة جميلة ارتسمت على محياها وهي ترحب بهما .
جلسوا جميعًا في غرفة الجلوس بينما ذهبت السيدة ابتهال لعمل مشروب ما لهم جميعًا .
شدا بهدوء :
دالين انتي كويسة ؟
دالين بابتسامة :
اه .. كـ كويسه أوي .. بدور عامله إيه وفاتن وعاصم .
شدي بتوتر :
اا .. كويسين .
حازم مقاطعًا :
إيه اللي حصل .. وعايز أفهم انتي هنا بتعملي أي ! ولي مرجعتيش البيت .. طنط حياه هتموت من القلق والخوف عليكي .
أدمعت عينا دالين وهي تنظر لفراس الذي لانت ملامحه وهو يراها على وشك الانفجار في البكاء .. فتحدث بهدوء :
أنا منعتها .
شدا بتهكم :
يعني اي منعتها ؟
فراس :
ده عشانها يا آنسه شدا .. اللي خطفها دلوقتي قالب الدنيا عليها .. وبمجرد ما هيعرف عنها حاجة هيكرر عملته تاني . لإن واضح إن اللي خطفها ليه تار قديم مع بشمهندس ماجد .
قالها وهو ينظر لدالين يرى وقع كلماته عليها .. وكانت كما توقع .. تنظر له بعدم فهم، بذهول، باستنكار .. لو لم يُثبت هذا الشئ لنظرت له بِكره في المرة القادمة .
شهقت شدا مما سمعت ثم تحدثت بعدم فهم :
قصدك أي ؟؟.. تار أي ؟؟.. ومين دول أصلا ؟
فراس بهدوء موجهاً حديثه لدالين متجاهلاً أسئلة شدا :
دالين .. انتي وثقتي فيا وأنا على قد الثقه دي بحاول أوصل للحقيقة .. انتي مستعدة تعرفي الحقيقة دي ولا لأ ؟ .. هتفضلي شيفاني زي ما أنا ولا نظرتك ليا هتتغير ؟ .. أيًا كانت الحقيقة .. والدك ليه دخل باللي حصلك .. لو مش عاوزاني أكمل هقف .. وللمرة الميه لو عاوزه ترجعي معنديش أي مانع .
دالين بتخبط :
اا .. أنا .. أنا مش عارفة حاجة .
شدي برزانة :
دالين هتفضل هنا .. ولحد ما نوصل لحقيقة كل اللي بيحصل ده لا أنا ولا حازم ولا حضرتك يادكتور هنشوفها .
نظر لها فراس بعدم فهم فتابعت :
الظابط لؤي مش ساكت .. وكمان متهور .. إحنا لازم نبعد دالين تمامًا عن الأنظار حتى إحنا .. لأن لؤي هيشك في صوابع إيده دلوقتي .. خصوصاً إن قضية الجثة لو طولت من غير ما يوصل لحاجة فيها هتتقيد ضد مجهول .. أنا هدخله من الناحية دي .. إحنا عايزين القضية فعلا تطول عشان هو يتحرك أسرع .. وكل ما اتحرك أسرع كل ما قدر يوتر اللي بيدور على دالين .. المهم دلوقتي أي اللي هنحطه في طريقه عشان يجري وراه بحيث يكمل في القضية .
فراس :
حقيقة الجثة اللي كانت في العربية .
شدا : يعني إيه ؟.. أنا لسه بقولك إن …
فراس : عارف قلتي إيه .. بس الصح إننا نخليه يقفل قضية الجثة عشان حركته تكون أسرع ناحية دالين نفسها .
حازم بسرعة :
حقيقي .. إيه حقيقة الجثه دي ؟
فراس بتَذَكُّر
بعدما طلب من أحد الرجال أن يقود السيارة إلى طريق بعيد .. ركب سيارته واتجه بها لمنزله وكأن شيئًا لم يحدث ..
لكنه لم ينس توصية أحد الرجال بالتخفي وإخبارهم بما سيحدث في الدقائق القادمة ..
هاتفه شادي بعدها بقليل فقط وأخبره أن الرجال قاموا بإحراق السيارة .. ولكن جثة ما وُضعت محله .. والمُريب حقًا أنهم قاموا بالإبلاغ عن الأمر وانتظروا قدوم الشرطة والإسعاف .
علم حينها أن الخاطف يلعب بحيلة ذكية .. إنه بطريقة أو بأخرى يود إظهار ما حدث على أنه مجرد حادث .. لكنه لن يفلح بذلك ففراس قد سبقه خطوة .
مرت الليلة وذهب في الصباح حيث ترقد دالين . وبعد وقت لا بأس به غادر حيث الفتاة التي ساعدت في إختطاف دالين .. وما لبث أن سألها حتي تمتمت برجاء :
أنا .. أنا هقولك كل حاجه بس تضمنلي حياتي .
فراس :
أنا مبضمنش حياة حد .. لكن أضمنلك تخرجي من تحت إيدي على رجلك .
أماءت وهي تزدرد ريقها بتوتر ثم تمتمت بخفوت :
ده كان أمر من والد حضرتك إننا نخطفها .
سألها بشحوب :
انتي تعرفيني؟
الفتاة :
أيوه .. من فترة كان عندك إجتماع مع أطباء كبار في شرم الشيخ .. ورأفت بيه طلب مني ومن كذا واحد معايا إننا نراقبك .. عشان كان قلقان من تصرفك خصوصًا لو اكتشفت إن الإجتماع ده فِشِنْك لامؤاخذه .. بس اتعمل حلاوة روح عشان يشغلك عن كذا حاجه بتتعمل جوه المستشفي في الوقت ده .
فراس :
والبنت خطفتوها ليه؟
الفتاة :
شغلنا مفهوش أسئلة يادكتور فراس .. إحنا جالنا أمر نخطفها وقت خروجها من الحفلة اللي كانت فيها .. ولما مقدرناش بسبب إنها ديما مع كذا حد ومبيتفارقوش خالص جتلنا الفرصة لما خرجت لوحدها من المستشفى .. واخدناها في عربيتها هي عشان محدش يعرف رقم عربيتنا من الكاميرات اللي قدام المستشفى .. وواحد راح خد العربية الخاصة بينا ومشي .. بعدها اتصل بيها واحد مسجلاه ” زوما ” .. رديت عليه وقلتله إنها روحت بس على أساس إن أنا هي .. وبعدها قفلت وكسرت الشريحة ورميتها وسبت الفون في العربية .
خرج فراس دون أن يستمع لأي حرف آخر .. فهو لم يفهم شئ من الأساس .. وتفكيره مشتت بالكامل .. لكن ما يعلمه جيداً أنه سيفعل كل شئ ليعلم الحقيقة كاملة .. وستكون دالين هي طرف الخيط الذي سيبدأ منه .
الأيام القادمة لن تكون سهلة أبدًا عليه .
عاد إلى واقعه وهو ينظر لشدا التي تمتمت بذهول :
ياربي .. أنا مش مصدقة اللي بيحصل ده .
حازم مضيقًا عينيه :
طب والجثة بتاعة مين ؟
فراس بنفاذ صبر :
انتوا عرفتوا اللي لازم تعرفوه .. غير كده ده تصرفي أنا وبس .. ودلوقتي هتساعدوني ولا لأ .. وللمعلومة أنا مساعدة مش محتاج .. لكن عشان دالين وتقدر تخرج أسرع لا أكتر ولا أقل .
شدا باستسلام :
معاك .
حازم :
وأنا كمان معاك .
بدأ فراس في شرح كل شئ لكليهما وما سيفعلانه لمعرفة ما يدور في رأس لؤي وخطواته .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
طرقات على الباب قطعت الصمت السائد في الغرفة .
شريف بهدوء :
اتفضل .
دلف شاب عشريني .. يمتلك لحية خفيفة تُزين بشرته المخملية بعينين خضراوين وجسد رياضي وشعر طويل يغطي أذنيه .
نظر شريف وعاصم تجاهه بعدم فهم حينما أذنت له روح بالدلوف :
تعالى ياشادي .
عاصم :
مين ده ياماما ؟
روح بهدوء :
ده شادي ابن أيهم الله يرحمه .
شريف :
أيهم مات ؟
روح بحزن :
آه من سنتين .
عاصم :
وأنا معرفش ليه ؟
روح :
حبيبي مكنش فيه داعي أشغلك بمشاكلي .. وكمان شادي مسبنيش فضل جنبي ومعايا وبيتردد بين مصر وانجلترا .
عاصم بضيق :
تمام .. ربنا يخلهولك .
ألقى جملته وغادر الغرفة بضيق .. نظرت روح في أثره بحزن .. لا تعلم لماذا كلما اقتربت منه خطوة يتراجعون خطوتين .
شريف بهدوء :
متزعليش يا روح .. هو متضايق عشان فاتن ومشاعره متلخبطه .. أعذريه .
روح بهدوء :
عذراه ياشريف .
نظر شريف تجاه شادي وهو يقول بترحاب :
اتفضل يابني أهلا بيك .
شادي بابتسامة :
شكرًا لحضرتك .. آسف لو عملت أي ربكه .. أمي أنا مضطر أسافر يومين لشغل بره .
روح وهي تتقدم منه وتضمه إليها وكأنه ابنها .. بالفعل هو كذلك .. فهو بقي معها لسبع سنوات كاملة .. كان لا يزال وقتها شاب في مقتبل العشرين .. اقتربت منه كثيرًا وقد عوضته عن فقدانه لوالدته .. وبقيت تسانده حتى أنهى دراسته وقام بفتح شركة أمن كبيرة معروفة في انجلترا ومصر كذلك .
روح :
خلي بالك من نفسك حبيبي ومتتأخرش عليا .
شادي بحنان :
إن شاء الله ياست الكل .. تشرفت بمعرفتك يابشمهندس شريف وحمد الله على سلامة الآنسه فاتن .
أماء شريف بابتسامة فغادر شادي بهدوء .
ساد الصمت مجددًا في الغرفة .. فاتن نائمة وروح تقرأ في إحدى الكتب وشريف ينظر لها بحزن دفين منذ سنوات وسنوات .. لقد كانت حب حياته منذ أن رآها لأول مرة في الجامعة … كان يراقبها من بعيد كحال أي شاب وقع في غرام أميرته .. لكنها لم تكن أي أميره .. لقد كانت أميرته الشرسه .. صُدم ذات يوم بأخيه الأكبر مراد حينما أتى بها وقدمها إليه على أنها مخطوبته .. وقد كانت السعادة باديه جدًا على محياها .. والحب كذلك .. سلم أمره لله وبارك لهما .. سافر بعدها لعدة سنوات وحينما عاد .. لم يكن وحده .. بل كان هو وسمر وفاتن التي لم يتجاوز عمرها في هذا الوقت سنة واحدة .. وكانت روح قد استقرت مع مراد وأنجبا عاصم الذي لم يتجاوز عمره الثلاث سنوات .
بقي حبه دفين قلبه لم يصرح به أبدًا حتى انفصلت روح عن مراد وسافرت لإنجلترا ..
بحث عنها كثيرًا حتى علم بأمر زواجها من أيهم .. فعاد مجددًا مغلوب على أمره دافنًا حبه أكثر وأكثر بداخله ..
والآن هي حُره .. هل .. لا ليس هناك مجال لـ هل أبدًا .. فهناك سمر زوجته .. كيف ستتقبل روح .. اااه يا إلهِ .
فاق من شروده على صوت فاتن التي تنادي عاصم .
وقف بسرعة متجهًا إليها بهدوء :
حبيبتي .. عاصم نزل يخلص كام حاجة في الشغل وجاي على طول .
ابتسمت بهدوء وأماءت بصمت .. فاقتربت روح منها وأخذت تربت على شعرها ووجنتها بحنان وهي تتمتم :
ربنا ما يعود اللي حصل ده أبدًا ولا يضرني أنا ولا وعاصم ولا أبوكي فيكي أبدًا .
ابتسمت فاتن بهدوء .. ثم تحدثت بخفوت : هما شدا وبدور وحازم فين ؟
روح :
مشيوا الصبح وقالوا هيرجعوا آخر اليوم ياحبيبتي .
أماءت بحزن وهي تتابع :
لسه مفيش أخبار عن دالين .
روح بتنهيدة :
اااه يا دالين .. إن شاء الله يجيلنا الأخبار الكويسة عنها .. متقلقيش ياحبيبتي .. ارتاحي انتي .
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
طرقات على باب مكتبه أفاقته من غفوته ..
لؤي بضيق :
ادخل .
دلف العسكري مؤديًا تحيته :
تمام يافندم .. شدا المهندس بره وعايزة تدخل لحضرتك .
لؤي بتعجب :
شدا ؟ .. دخلها .
خرج العسكري ودلفت شدا وهي تنظر تجاه لؤي بضيق حاولت جاهده ألا يبدو على ملامحها .. لما عليها أن تعتذر من متعجرف مثله .. هو من بدأ .
تحمحمت بخفوت قبل أن تتحدث :
ااا .. أنا آسفة .
لؤي بذهول :
نعم !
شدا وهي تحاول كبت غيظها منه :
آسفة عشان تطاولت عليك في الكلام وعشان تدخلت في شغلك بدون علمك .
لؤي ولا يكاد يصدق أذنيه .. شدا أمامه تعتذر منه الآن ؟.. هل حقًا تفعل .. تمنى لو باستطاعته لمس جبهتها ليتأكد من كون حرارتها منتظمة وليست مرتفعة وتقف أمامه تهلوس .
صمت أطبق على المكان قاطعه صوت شدا الذي خرج بنفاذ صبر :
وأخرة سكوتك ده أي يعني .
لؤي بضحكة عالية رافعًا رأسه للأعلي وتنخفض تدريجيًا مع انخفاض ضحكته :
أنا للحظة شكيت إن اللي قدامي مش شدا اللي أعرفها .. ولو مكنتيش رميتي دبش دلوقتي كنت هصدق .
لم تكن شدا تستمع لأي شئ مما يقوله .. فهي كانت في عالم ضحكته التي خفق قلبها بشدة على إثرها .. هل يضحك ؟؟.. وهل ضحكته بهذا الجمال أيضاً !!!
لؤي وهو يلاحظ شرودها .. فخشي أن يكون قد تمادى .. فتحمحم وهتف بهدوء :
مفيش حاجة ياشدا .. أنا نسيت الموضوع خلاص .
هل ينقصها الآن ان تستمع لاسمها منه وهو ينطقه بتلك النغمة الجميلة .. منذ متى واسمها جميل لهذا الحد ؟!
لؤي بقلق :
شدا .. شداااا
صرخ باسمها مما أفزعها وهي تنظر له بغضب :
إنت بتنادي على واحدةرفي بلد تانية !
لؤي :
آه فعلا .. لإني بقالي ساعه بكلمك وأنادي عليكي وانتي ولا هنا .
شدا بهدوء :
آسفة .. سرحت شويه بس .
هل اعتذرت مجددًا .. وبرقه وهدوء أيضًا؟! .. هل هذا يوم سعده أم ماذا ؟
لؤي بهدوء :
خلاص مفيش مشكله .
شدا :
لؤي أنا بجد قلقانة على دالين .. بجد مبقتش قادرة أستحمل أكتر من كده .. داخلين على أسبوع وملهاش أثر .. أنا فعلا هتجنن .
لؤي محاولاً استيعاب كونها نطقت باسمه مجردًا هكذا .. هل أصبحا صديقين الآن أم ماذا !
أخذ شهيقًا طويلًا أخرجه ببطء وهو يقول بهدوء :
اللوا كلمني النهاردة وفي احتمال تتقيد قضية الجثه وحرق العربية ضد مجهول .. لكن خطف دالين هتفضل شغاله .
شدا بعدم فهم :
يعني أي ؟
لؤي :
شدا .. أنا هختار إني أثق فيكي تمام .
شدا بترقب :
إنت وصلت لحاجه مش كده ؟
لؤي :
مش بالظبط .. في حاجات لسه غامضة .
شدا :
طب أي اللي هيتم دلوقتي؟
لؤي :
كان نفسي انتي تقومي بالموضوع ده لإنك اكتر حد واثق فيه دلوقتي .. لكن للأسف انتي صحفية معروفة .
شدا :
إيه هو الموضوع يمكن أقدر أساعدك .
لؤي بتنهيدة :
محتاج واحدة ذكيه تدخل بين ممرضات مستشفى الصاوي .
شدا وهي ترمش عدة مرات :
قصدك عشان تراقب فراس؟
لؤي بغموض :
لا .. أبو فراس .
شدا باستغراب :
أبو فراس؟!!!
لؤي :
أيوه .
شدا :
طب ممكن يعني .. اا .. يعني ينفع أفهم ليه .. وإيه دخله بدالين ؟
لؤي بهدوء :
شدا انتي مش عاوزة توصلي لصحبتك ؟
شدا :
أكيد
لؤي :
خلاص ثقي فيا زي ما أنا واثق فيكي دلوقتي .
ابتسمت بهدوء ثم تحدثت فجأة :
أنا أعرفلك واحدة تقدر تكون ممرضة وتمثل الدور ده كويس أوي .. وتقدر تثق فيها وتعتمد عليها زيي وأكتر مني كمان .
لؤي بسرعة :
مين ؟!!!
°° يتبع
مسلسل مراهق العائلة: دراما عائلية مؤثرة تلامس القلوب وتثير نقاشًا واسعًا حول العالم
توقيت الدوام الصيفي 1446 في الباحة: تفاصيل الجدول الجديد وآلية تطبيقه بكافة المدارس
عاجل| حالة الطقس ثالث أيام عيد الفطر: مائل للحرارة نهارًا والقاهرة تسجل 27 درجة
تسجيل رحلات حج 2025 عبر تطبيق ركب الحجيج: الرابط والمواعيد على البوابة الجزائرية للحج.
مواعيد دوام المدارس في الحدود الشمالية 1446-2025: تفاصيل أوقات الحضور وبداية الحصص الدراسية
مشاهدة وتحميل فيلم سيكو Siko 2025 عصام عمر بجودة عالية: رابط مباشر وبدون إعلانات كامل.
قائمة أغنى المليارديرات في العالم لعام 2025 وفق فوربس: الأسماء والتحديثات الجديدة
توقيت الدوام الصيفي بالطائف 1446-2025: المواعيد الجديدة والتنظيمات الرسمية لكل المراحل الدراسية