رواية ضمير ميت الفصل السابع 7 بقلم دنيا آل شملول

رواية ضمير ميت الفصل السابع 7 بقلم دنيا آل شملول

 ضمير ميت

الحلقة السابعة :

كان يجلس في مكتبه مستندًا بظهره إلى مقعده ناظرًا في سقف الغرفة بشرود .. أفكاره مشوشة تماما .. تقرير الطب الشرعي وتحليلات شدا الخاصة بالسيارة التي تبعت سيارة دالين حينما تم اختطافها وعلمه من المكالمة التي أتته بأن رقم تلك السيارة ما هو إلا رقم سيارة فراس رأفت الصاوي .

إن كان تحليل شدا صحيحًا فهذا يعني أن فراس له يد بهذا الموضوع .. لكن ماذا يمكن أن يكون ؟

قرر أخيرًا أن يشاركه عمرو أفكاره .. لكن اولًا سيتصل بالمعمل الجنائي ليسأل عن ذاك الخاتم فـ اسمه لم يُذكر في التقرير الخاص بالمستمسكات الجنائية .

لؤي بهدوء :
ألو .. مازن .

مازن :
لؤي بيه اتفضل .

لؤي :
بقولك يامازن .. في القضية الخاصة بخطف دالين الربيعي وحرق عربيتها .. المستمساكات اللي وصلت المعمل المفروض فيهم خاتم فضة عليه حروف انجليزي .. ورهالي واحد من الباحثين وقلتله يضيفها تبع المستمسكات … بس التقرير اللي وصلني مظهرش فيه أي حاجه تخصها .

مازن بتفكير :
اممم .. مش عارف يا لؤي بيه بس إحنا فعلا عملنا فحص كامل حتى على إزاز العربية اللي اتوجد في المكان وتبين إنه يخص نفس العربية اللي اتحرقت ومفيش أثر لأي إزاز لعربيه تانيه حتى .. يعني أقل حاجة وصلتلنا فحصناها .. أما خاتم فضة ده فمظنش .. بس حاضر هشوف تاني حضرتك وهرد عليك .

أماء لؤي كأنه يراه ثم أغلق هاتفه بصمت وهو ينظر للسقف مجددًا .. لقد رأى ذاك الخاتم حقاً .. فكيف له ألا يكون موجودًا ؟!!

زفر بضيق ثم هاتف صديقه الذي أجابه بصوت ناعس :
خييير يالؤي .. فيه إيه تاني؟

لؤي :
إنت نايم وسايبني في الدوامه دي لوحدي .. تصدق اللي اختشوا ماتوا بصحيح .

ضحك عمرو بقوه ثم اعتدل وتحدث بهدوء :
قوم تعالى يا لؤي .

لؤي :
طيب جاي .. بس بقولك إيه .. خلي الحجه أم عمرو تجهزلي عشا معتبر كده .. محتاج أتغذى أنا .

ضحك عمرو مجددِا قبل أن يغلق مع لؤي ثم تحرك ليرى والدته .. فوجدها جالسة في غرفة الجلوس تشاهد أحد البرامج بتركيز .. جلس إلى جانبها ثم قبل يدها بهدوء فربتت على خصلاته بحنان :
صحيت ليه ؟.. انت لسه طالع أوضتك من مفيش .

عمرو :
وهو اللي يعرف واحد زي لؤي يشوف الراحة إزاي بس ؟!

ضحكت السيدة حنان بهدوء وهي تقول بحب :
ربنا ميحرمكوش من بعض ياحبيبي .

عمرو :
يارب ياست الكل .. طب بالمناسبة بقا .. هو جاي وداخل على طمع .. عايز يطفح .

ضربته بخفه على كتفه وهي تقول باعتراض :
متقولش كده تاني .. هقوم اجهزلكوا لقمه سريعه عما ييجي .

ابتسم عمرو بهدوء فتحركت بدورها متجهه للمطبخ وهي تدعوا لكليهما .. فهي تحب لؤي أيضا وتشفق عليه أحياناً فما خُفي عنه سيدمره يوما ما إن حدث واكتشفه .

لم يمر الكثير من الوقت حتى تحرك عمرو ليفتح باب المنزل الذي سيُكسر على يد لؤي اللعين .. إنها عادة تلازمه منذ صغره .. لما لا يكف عن الطرق المستمر على الباب ولا يرفع إصبعه عن الجرس كذلك .. يا إلهِ سيقتله يومًا ما بسبب تلك العادة التي تُفقده أعصابه .

عمرو :
شيل إيدك داك قطع إيدك يابعيد .

لؤي بضحكة :
بتدعي عليا يامقروض .. طب والله ما أنا رادد عليك .. فين ماما حنه عشان اشتكيلها منك .

خرجت السيدة حنان من المطبخ بابتسامتها الحنون على صوت طرقاته التي تعرفها جيدًا واعتادت عليها كذلك .

ضربت عمرو بخفة على كتفه وهي تقول :
متدعيش عليه كده تاني .

عمرو بتهكم :
يا أمي ده بيطبل ع الباب مبيخبطش .. ده بيعزف .. الله .

نظر لؤي لعمرو بانتصار قبل أن يقترب ويقبل جبين السيدة حنان وهو يقول بود :
أخبارك ياست الكل .. عامله إيه ؟

حنان بحب وهي تربت على خصلاته :
أنا كويسه ياحبيبي .. تعالى أقعد مع عمرو وأنا دقايق وهحصلكم بالعشا .

لؤي :
تسلملي إيدك يارب .. بس بسرعة والنبي أنا واقع م الجوع .

حنان بحنو :
على طول ياحبيبي .. ربنا يا بني يتوب عليكوا م الشغلانة المتعبة دي

دلفت للمطبخ فجلس لؤي وعمرو معاً وقد بدا وجه لؤي مهموما .

عمرو بهدوء :
إيه مالك ؟

اعتدل لؤي في جلسته ونظر لعمق عينيه بترقب :
عمرو .. هو لو فراس طلع ليه يد في القضيه اللي شغالين عليها دي .. هتعمل إيه ؟

ارتبك عمرو قليلاً ولم يستطع إخفاء ذلك .

لؤي بهدوء :
هتعمل إيه ياعمرو ؟

عمرو :
ليه يد إزاي يعني ؟

لؤي بهدوء :
عارف العربية اللي شدا طلبت نمرتها ؟

عمرو وقد بدا على وجهه الضيق :
مالها ؟

لاحظ لؤي الضيق الذي ارتسم جليًا على وجه صديقه لكنه لم يعلق فتابع :
النِّمره بتاعة عربية فراس .

عمرو :
وإيه المشكله يعني .. ما انت عارف إن فراس شغله في المستشفى دي .. وبعدين هي شدا دي إيه يعني عايز أفهم .. هي مالها أصلا تتدخل في قضيه زي دي .. وانت عادي سامحلها بكده .. هو فيه إيه بالظبط ؟

صمت لؤي تمامًا ولم يتحدث .. هناك خطب ما في صديقه لا يعلم ما هو .. حسنا شدا مستفزه وتتمتع ببرود غريب وكذلك سليطة لسان .. لكن لم يحدث بينها وبين عمرو أي حوار ليتحدث بهذا التهكم عنها .

لؤي :
أنا آسف .

عمرو زافرا بضيق :
لؤي مقصدش .. أنا اللي آسف .

تحرك لؤي بهدوء :
مفيش حاجة ياصحبي .. أنا هروح دلوقتي وأشوفك الصبح .

تزامن خروجه من غرفة الجلوس مع دلوف السيدة حنان :
إنت رايح فين يا لؤي … العشا يابني .

قبل لؤي جبينها بحنو وهو يتمتم :
تسلم إيدك ياغاليه بس مضطر أمشي دلوقتي .. بعد إذنك .

خرج بهدوء فألقى عمرو بالمطفأه تجاه الحائط لتتهشم بالكامل ..

تحركت السيدة حنان تجاهه بقلق :
فيه إيه يا حبيبي .. مالك متضايق ليه ؟ وليه لؤي مشي كده ؟

عمرو بضيق :
مفيش حاجة … بعد إذنك هطلع أرتاح شويه .

تحرك بضيق من الغرفه لتتنهد السيدة حنان بحزن .. وأخذت تدعو لهما من قلبها .

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

كان يتناول كوب الشاي مع السيدة ابتهال ودالين في صمت تام قاطعه صوت هاتفه الذي أعلن عن اتصال ..
أجاب بهدوء :
ألو ياعمرو .

عمرو :
فراس انت فين ؟.. في مشكلة لازم تتحل في أسرع وقت .

ترك فراس كوب الشاي من يده يترقب ما سيخبره به عمرو .. فـ تابع عمرو بهدوء :
لؤي افتكر إن كان فيه خاتم ضمن الحاجات اللي اتاخدت للمعمل الجنائي .. وكمان في صحفية غبية راحتله ولما رحنا فرغنا الكاميرات معرفش إزاي لمحت العربية بتاعتك واخدت رقمها ادته للؤي يبحث عنه .. ولؤي اكتشف إنها بتاعتك ودلوقتي تقريباً كده بما إن لؤي صاحبي وعارف دماغه فـ أنا واثق إنه هيحط عليك مراقبة .

فراس بهدوء :
كنت متوقع حاجة زي كده .. بس مين الصحفيه دي؟ وليه اصلا مهتمة ؟

عمرو بلامبالاه :
اللي عرفته إنها صحبة دالين .. بس بصراحه ذكاءها خارق ولماحه وعليها لسان تلاته متر ونص .

فراس بترقب :
اسمها اي؟

عمرو :
أنا فاكر يافراس .. هعمل إيه بإسم واحده لسانها متبري منها !.. هي نفسها اللي كانت متلقحة ع السلم معانا وقت ما جيت هي وصاحبها دي .

فراس بهدوء :
تمام ياعمرو .. هشوف هعمل إيه وأكلمك .

عمرو بهدوء :
بلاش تعمل حاجة من غيري يافراس .. خلينا خطوة خطوة مع بعض لو سمحت .

فراس بهدوء :
حاضر .. متقلقش .. سلام .

أغلق فراس معه وهو ينظر للفراغ بتشوش ..
دالين بهدوء :
اا .. معلش ممكن أسألك سؤال ؟

فراس دون أن ينظر لها :
عارف سؤالك .. صحبتك الصحفية بتشتغل مع الظابط اللي ماسك القضية .

دالين :
دكتور فراس والله إنت لو كلمتها وفهمتها كل حاجة هتقف معاك .. حتى .. حتى كمان ممكن تفضل مع الظابط ده بحيث تجيبلك كل تحركاته وأفكاره وكده .

نظر لها فراس مطولًا مما أصابها بالتوتر :
هـ هو أنا قلت حاجة غلط ؟.. اا آسفه أنا كنت بس اا ..

فراس مقاطعاً :
واضح إنك انتي وصحبتك بتتمتعوا بنفس الذكاء .

أنهى جملته ووقف بهدوء :
أستأذن أنا .. وبالمناسبة .. لو وجودي هنا بيعمل إزعاج أو حاجة قوليلي .. أنا بس …

قاطعته دالين بسرعه وتهوُّر :
لا لا أبدًا بالعكس .. أنا بستنى الوقت اللي تيجي فيه أصلًا .

نظر لها فراس فتوترت بسبب غبائها .. لكنها أرادت أن تبرر ما قالته الآن فتابعت بسرعة :
يعني عشان اعرف الأخبار وكده وأعرف همشي إمته بس .

حسنا يمكن القول الآن بأنها زادت الطين بِلَّه .

ابتسم فراس بهدوء ثم تحرك من المكان .. وقبل أن يخرج تمتم بهدوء :
ست ابتهال لو سمحتي معايا شنطة في العربية ممكن تيجي تاخديها ؟

السيدة ابتهال بسرعة :
طبعاً يادكتور .

فراس بهدوء موجهًا حديثه لدالين :
أنا معرفش ذوقك إيه في اللبس أو كده فـ أنا جبتلك زي غرام .. بس إن شاء الله الوضع ميطولش ومتحتاجيش منهم حاجة .

ألقى بجملته الأخيرة وذهب تاركاً إياها تلعن غباءها وتسرعها .. ماهذا الذي تفوهت به ؟!!.. يا لها من حمقاء ثرثارة .

فراس بهدوء :
ست ابتهال .. أنا عايز أطمنك على أحمد إبنك .. هو كويس جدا وأنا بعتله مرتب حضرتك وفهمته إنك سافرتي مع دكتورة نسا بره البلد كام يوم عشان تباشرو في علاج مستشفيات عمومية بره .

السيدة ابتهال سريعًا :
ربنا يخليك يادكتور فراس والله مش عارفة أقولك إيه .

فراس بابتسامة :
ادعيلي بس .. أنا بحب أسمع دعواتك .

السيدة ابتهال بابتسامة :
روح يابني يارب يكرمك في حياتك ويسهلك كل صعب وييسرلك كل أمورك وكل عسير في طريق حياتك ويكرمك باللي تملى قلبك وحياتك يارب .

نظر لها فراس بضحكة عالية :
عيدي كده آخر دعوه .. قلتي إيه ؟

السيدة ابتهال :
قلت يكرمك باللي تملى قلبك وحياتك .

فراس :
انتي وغرام بتغشوا الدعوات من بعض ؟!.. غرام بسمعها تدعيلي الدعوه دي كتير .

ابتسمت السيدة ابتهال بحب وهي تتابع :
ربنا يتقبلها يابني ويفرح قلبك ويجبر بخاطرك .

ابتسم فراس لها بهدوء ثم ناولها حقيبة الملابس وغادر .

ابتسمت السيدة ابتهال وهي تنظر في أثره قائله بتمني :
ربنا يابني ينورلك طريقك ويلاقي قلبك بقلب دالين .

دلفت للداخل وناولت دالين الحقيبة والتي فتحتها بحماس .. أخذت تنظر للملابس بإعجاب حقيقي .. فهو لديه ذوق رائع وراقي حقاً .. وتلك الـ غرام أيضاً .. إن كانت ملابسها كتلك فهي ذات ذوق رفيع .. تمنت للحظة بأن ترى غرام الفراس تلك كما أسمتها بينها وبين نفسها من كثرة حديث السيدة ابتهال عن حبهما وتعلقهما ببعضهما البعض .. شردت قليلا وهي تتذكر كيف عانت من وحدتها بلا أخ أو رفيق .. فهي لم تُكوِّن صداقة مع فاتن وشدا وبدور وعاصم وحازم سوا من عدة سنوات فقط .. أما حياتها كلها قضتها خارج البلاد .. وحتى أصدقائها انقطعت عنهم منذ أن عادت .. كم تمنت أن ترى فراس وغرام معاً لترى كيف يتعاملان ويكملان بعضهما بهذا الشكل الذي تخيلته جميل .. لا بل قمة الجمال .. تنهدت بهدوء قبل أن تنتبه لوجود السيدة ابتهال والتي تنظر لها بابتسامة حنونة .

دالين بحمحمة وحرج :
اا إيه فيه إيه ؟

السيدة ابتهال :
أبداً يا حبيبتي .. شكلك حلو أوي وانتي سرحانه .

ابتسمت دالين لها بهدوء ثم استأذنت وصعدت لغرفتها كي تنال قسطاً من الراحة .

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

وصلا للمنزل فترجلت من السيارة دون أن تتحدث إليه ودلفت للمنزل بهدوء وصعدت لغرفتها وأغلقت بابها وتمددت إلى فراشها وأخذت تبكي مجدداً على ما آلت إليه حياة ابنتها .. ترى أين هي الآن ؟ وماذا حدث لها ؟
بينما تحرك هو مجددًا بسيارته قاصداً مستشفى الصاوي ليتحدث إلى رأفت .. فربما يُجدي هذا نفعاً ..

وصل إليه وترجل من سيارته وسار حتى وصل لمكتبه .. دلف ليجده يضع نظارته الطبيه وينظر للتقارير أمامه بتركيز .. تنهد بقلق ثم دلف وأغلق الباب خلفه .

ماجد :
رأفت .

رفع رأفت عينيه عن التقارير وتعلو شفتيه ابتسامة ساخرة :
اتأخرت ليه كده ؟.. ده أنا مستني زيارتك دي من زمان .

ماجد :
رأفت .. أنا هنا قدامك .. إعمل ما بدالك بس بلاش دالين .. بنتي بره شغلنا .

رأفت بقهقهة عالية :
مش بقولك اتأخرت ياماجد .

ماجد بنفاذ صبر وعصبية مفرطة وصوت عالي :
اسمع يا رأفت .. أنا معنديش في حياتي اللي أخاف عليه غير بنتي .. وصدقني لو حصلها حاجة أقسملك بالله هوديك ورا الشمس .. وانت عارف ماجد الربيعي يقدر يعمل إيه .

ألجم كليهما صوت فتح الباب وظهور آخر شخص يود رأفت رؤيته الآن تحديدًا ..

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

كانت تجلس إلى أحد المقاعد مع حازم في ذاك الكافيه الذي اخبرهم به أحد أصدقائهم القدامى لينتظرونه هناك ..

حازم بهدوء :
شدا انتي متأكده من الخطوة دي ؟

شدا بهدوء :
مفيش حل تاني .. المتخلف اللي ماسك القضيه ده مش هيوصلنا لحاجة وإحنا لازم نستغله من غير ما يعرف .

تنهد حازم بهدوء .. ولم يمر سوى دقائق فقط ووصل إليهما صديقهما المنتظر .

رحيم بابتسامة :
عمري ما شفت حد فيكوا من غير التاني .. ما ترتبطوا بقا ياجدعان .

ضحكت شدا بهدوء وهي تصافحه بود :
لسه زي ما انت بخفة دمك متغيرتش .

رحيم :
وانتي لسه بلسانك اللي عايز يتقص متغيرتيش .
ضحك ثلاثتهم وجلس رحيم معهما بهدوء .

شدا :
إسمع يارحيم .. أنا ليا صديقه مقربه جداً اتخطفت وفي تحقيق وقضيه شغاله .. أكيد سمعت عن دالين الربيعي .

رحيم :
ومين لسه مسمعش !

شدا بهدوء :
المهم .. اللي ماسك القضيه دي عميد حساه مش كفاءة بصراحة .. فـ انا عيزاك تساعدني .. إحنا اتفقنا معاه نرافقه خطوه بخطوه في القضية .. وبدأنا أول خطوه بتفريغ الكاميرات اللي في المكان اللي اتخطفت منه دالين .

رحيم بتركيز :
جميل .. وبعدين .

شدا بتنهيدة :
في نمرة عربية أنا حفظتها وعيزاك في أسرع وقت ممكن تعرفلي بتاعة مين .

رحيم :
طب وليه مقلتيش للظابط ده .. ده حتي يقدر يوصلها أسرع .

شدا :
ده اللي حصل فعلا .. بس مكالمة التليفون اللي جتله أنا واثقه إنها تخص نمرة العربية .. بس هو بيكدب وأنا متأكده من كده لأنه وقتها قال ده تليفون يخص قضيه تانية وقال إن موضوع النمر ده هياخد وقت .

رحيم :
فهمتك .. طب إيه هي النمرة دي .

أملته شدا رقم السيارة .. وأخبرها بأنه سيهتم بالأمر بنفسه وسيحاول أن يأتيها بمرادها في أسرع وقت .

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

فراس ببرود :
مساء الخير .

رأفت بتوتر :
فراس؟!.. خير؟

فراس بنفس البرود :
أبدا .. كنت هنا بخلص كام حاجه وجيت أستشير حضرتك في حاجه .

تحول نظره لماجد الذي يقف أمام المكتب ويبدو عليه الانفعال والحزن والغضب والحسره معاً .. ثم تابع :
بس واضح إنك مشغول .. هجيلك وقت تاني .

قاطع ذهابه ماجد بقوله :
مفيش داعي أنا كده كده ماشي .

ثم وجه نظره لرأفت وتابع :
بس لسه مخلصناش يا رأفت .

غادر ماجد الغرفه تاركاً جواً مشحوناً في غرفة المكتب الخاصة برأفت والذي يبدو التوتر والارتباك جليًا على ملامحه .

تقدم فراس وجلس إلى المقعد المقابل لمكتب والده ووضع أحد التقارير عليه وهو يقول ببروده المعتاد :
شوف التقرير ده وقولي رأيك .

جلس رأفت محاولاً إخفاء ارتباكه أمام إبنه .. ثم أمسك بالملف أمامه ليتفحصه .. وما لبث أن ازداد ارتباكه أمام أعين فراس المراقبة لكل حركة تصدر عن والده .

رأفت :
انت وصلت للتقارير دي ازاي؟

فراس :
افندم ؟!

رأفت بسرعة :
اا .. قصدي ده مستحيل .. دي تقارير مش سليمة وبعدين مين وليد ده ؟.. أنا معنديش دكتور في المستشفي إسمه وليد الدالي .

فراس :
وليد ده أنا عينته طبيب جراحه من إمبارح .. ومتقلقش منه .. هو شخص أمين ودكتور كويس وسمعته سبقاه .. وأنا مش هدخل أي حد المستشفي .. ولا إنت إيه رأيك ؟

رأفت بانفعال :
ولما هو كويس وسمعته سبقاه .. جايلنا إحنا عشان يدمر سمعتنا ولا إيه الزفت ده .. التقارير دي مش مظبوطة .. فورًا تعمل تقارير غيرها وواحد من دكاترتنا إحنا اللي يعملها .

فراس بنظره ثاقبة :
دكاترتنا إحنا؟.. هو إحنا لينا دكاترة خاصة ولا إيه ؟

رأفت :
فراس .. فورا تطلعلي تقارير تانية وخلي مهاب يطلعهم .. أنا معنديش استعداد أخسر سمعة المستشفي على إيد دكتور مبتدئ زي وليد بتاعك اللي أول ما شطح نطح ده .

فراس :
ومين قالك إن وليد مبتدئ ؟.. على كل حال معنديش مانع أطلع التقارير دي بنفسي .. واوعدك مش هسيب المستشفى قبل ما اخلصهم .. بعد إذنك .

ألقى آخر كلماته وهم واقفاً وخرج من المكتب على الفور .

أخذ رأفت يدور في غرفة مكتبه ذهابًا وإيابًا .. لا يدري ماذا سيفعل .. لقد ازداد الأمر سوءًا .. وسيزداد للأسوء إن فعلها فراس حقًا وباشر تلك التقارير بنفسه .. قام بعمل مكالمة عاجلة وطلب فيها جميع أطبائه وجلس ينتظرهم بفارغ الصبر .

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

كانت تجلس إلى فراشها تنظر للصور التي جمعت بينها وبين صديقتها ويتآكلها الحزن على ما آلت إليه الأمور .. ترى أين هي الآن وكيف حالها ؟..

قاطع الصمت المطبق حولها صوت هاتفها الذي أعلن عن وصول رسالة ستغير حياتها للنقيض تماما ..

نظرت للشاشة المضاءة أمامها لترى إشعار رسالة من هذا الرقم الغير مسجل .. كانت ستتغافل عنه لكنها فكرت قليلًا في احتمال أن تكون دالين .. وبمجرد أن وصلت لهذه النقطة من التفكير .. ضغطت على مشاهدتها لترى تلك الكلمات التي نزلت عليها كالصاعقه جمدت جميع حواسها وأطرافها .

تحركت بدون وعي منها حاملة في يدها هاتفها ومفاتيح السيارة خاصتها وغادرت الڤيلا على الفور … ووجهتها هي ذاك العنوان الذي كُتب في نص الرسالة .

كانت تقود بسرعة عمياء ودموعها تسبقها وتشوش عليها الرؤية .. كانت ستفتعل أكثر من حادث .. ولكن لا .. لن يحدث هذا قبل أن تصل أولاً .. وصلت أخيرًا حيث العنوان .. صعدت للطابق الثالث من هذه العماره .. وقفت أمام باب الشقة لا تعلم ماذا تفعل .. أتُكمل خطواتها للداخل أم تعود أدراجها إلى حيثما أتت .. لكن لا لن تعود قبل أن تتأكد مما قرأته .

تقدمت وقامت برفع سجادة صغيرة موضوعة أمام الباب لتجد أسفلها مفتاحًا يخص باب هذه الشقه كما وجدت في نص الرسالة تمامًا .. فقامت من مكانها وفي يدها المفتاح ووضعته في مكانه المخصص وقامت بفتح الباب ودلفت تقدم قدم وتؤخر الأخرى .. حتى وصلت للغرفة المفتوحة على مصراعيها أمامها لترى آخر شئ قد يمكن أن تستوعب يومًا رؤيته ..

لم تبقَ أكثر فأخذت تركض للخارج بسرعة واستقلت سيارتها وعادت لقيادتها المجنونة مجددًا وهي تتخيل ألف مشهد وسيناريو أمام عينيها ..

وفجأه وبدون سابق إنذار اختلت سرعة السيارة وفقدت السيطرة عليها لتصطدم بقوة في الرصيف الجانبي للطريق لتذهب هي إلى عالم الظلام قبل أن يتجمع حشد كبير من الناس حول السيارة التي ستنفجر في آية لحظه بسبب تسرب البنزين منها وكذلك بسبب تلك النيران التي نشبت في مقدمتها ..

اقترب أحد الشباب الموجودين ركضاً تجاه السيارة متجاهلاً تماماً لنداءات جميع من حوله بـ ألا يقترب من السيارة فقد تنفجر في آية لحظة .. لكنه قام بضرب باب السيارة عدة ضربات متتالية حتى استطاع فتحه وقام بجذبها من الداخل بحذر وحملها بين ذراعيه وتحرك بسرعة بعيدًا عن السيارة .. وصلت سيارة الإسعاف وتم نقلها لأقرب مستشفي وقد دلف معها للسيارة نفس الشاب الذي أخرجها للتو ..

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

كانت على وشك الذهاب لمنزلها .. لكن قاطعها صوت هاتفها الذي علمت من خلال تلك المكالمة بوجود حادث على الطريق .. فحملت مفاتيح سيارتها وهاتفت حازم الذي أخبرها بأنه سيسبقها إلى هناك وبالفعل حدث .. لكنه وقف لثوانٍ ينظر للسياره بشحوب وحلق جاف ودماء متجمدة هربت تماماً من جميع أطرافه ..

وصلت شدا لتجده يقف على هذا الحال فاقتربت منه بسرعة وهي تنظر له بفزع :
حازم .. حازم في إيه ؟

حازم بصوت بالكاد خرج :
فـ فـ فاتن .

شدا بعدم فهم :
فاتن ؟.. مالها فاتن ؟

أشار حازم حيث السيارة لتنظر لها هي الأخرى قبل أن تفقد الوعي تماما فهرع إليها حازم وحملها بسرعة إلى سيارته وانطلق بها لأقرب مستشفى ..

كان يسير في الممر ذهابا و إيابًا يشعر بأن الدنيا تضيق به .. ماهذا الذي يحدث معهم جميعًا .. دالين أولا والآن فاتن وتليها شدا .. يا إلهِ ماذا يحدث .

خرج الطبيب بعد وقت قصير فهرول إليه بقلق ..

الطبيب :
متقلقش .. هي شكلها تعرضت لصدمة سببتلها هبوط في الدم .. إن شاء الله تتحسن مع العلاج .. وتبعد شوية عن الضغط .. ألف سلامه عليها .

تحرك الطبيب فدلف حازم بسرعة إليها ليجدها تنظر للسقف بجمود وفي يدها إبرة المغذي .

حازم بهدوء :
شدا انتي كويسه ؟

شدا :
أيوه .

ثم اعتدلت وبدأت في تحرير الإبره من يدها .

حازم وهو يقترب ليمنعها :
بتعملي إيه ؟.. لا سيبيـ ..

قاطعته شدا :
أنا مش هقعد هنا ولا دقيقة ريح نفسك .. وفورا خلصلي خروج من هنا عشان لازم نشوف فاتن .

تحرك حازم ودفع الأموال الخاصه بالمستشفى وكان علي وشك الصعود مجددًا لغرفة شدا .. لكن أوقفه حديث إحدى الممرضات وهي تقول لزميلتها :
الحالة اللي جتلنا من شوية مش عارفينها مين ومحتاجينلها دم كتير .. والله ربنا يستر عليها البت دي .. لو نجت من الموت دي تبقي معجزة .

تحرك حازم تجاهها سريعاً وهو يقول بتساؤل :
لو سمحتي .. الحالة اللي عملت حادثة بالعربية من شويه .. هي دي اللي بتتكلموا عليها ؟

أماءت الممرضة فتابع حازم سريعًا :
هي فين ؟

الممرضة :
في العمليات الدور التاني .

كاد يتحرك لكن أتاه صوت شدا المتسائل :
في إيه ؟

حازم :
فاتن فوق .

صعدا درجات السلم ركضاً حتى وصلا لغرفة العمليات .. شعرت شدا ببعض الدوار فجلست إلى أقرب مقعد .. وأخذ حازم يتحرك في الممر بقلق .. حتى خرج الطبيب أخيرًا .. فهرولا إليه ..

الطبيب :
حضراتكوا قرايبها ؟

حازم مزدرداً ريقه :
اا أيوه .. إحنا أصحابها .. ممكن تقولنا إيه حالتها ؟

الطبيب بهدوء :
الحادثه كانت جامدة جدًا .. وتأثيرها أغلبه في الدماغ للأسف .. إحنا قدرنا نسيطر على النزيف الحمد لله .. لكن لسه معدتش مرحلة الخطر .. وكانت محتاجه دم .. وكتر خيره الأستاذ مقصرش واتبرع بكل الدم المطلوب ليها .

كان يقول كلماته الأخيره وهو يشير لذاك الشاب الواقف أمام إحدى الغرف مستنداً إلى الباب .

ثم تابع :
ودلوقتي ندعيلها ربنا يقومها بالسلامه … ولو فاقت خلال ٢٤ ساعة هتبقى عدت مرحلة الخطر .. وألف سلامة عليها .

تركهم الطبيب وغادر لتلقي شدا بجسدها إلى المقعد بإنهاك وكذلك حازم الذي أغمض عينيه بتعب .. لكنه سرعان ما أخرج هاتفه ليخبر عاصم بما حدث .. وعندما علم عاصم أغلق الهاتف دون أن يستمع لباقي الحديث وهرول حيث هي .

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

كان يجلس على كرسيه الخشبي أمام شرفة غرفته ناظراً للسماء بشرود .. يتذكر تلك الساذجة المتعجرفة .. تمتلك ملامح هادئة وطفولية جداً .. عينيها الزيتونية اللامعة وأنفها الصغير .. شعرها البني المنسدل بحرية حتى نهاية كتفيها .. ملابسها الغريبة .. فهي تبدو كالرجال في ثيابها .. في المرات الثلاث التي رآها بهم كانت ترتدي بنطال من الجينز مع كنزات متعددة الألوان وجميعها تدخلها من الأمام في البنطال وتتركها من الخلف .. ودائمًا ما تربط ذراعي قميص ما إما في رقبتها ليتدلي على كتفها وظهرها أو تضعه حول خصرها ..
لا تضع مساحيق تجميل .. فهي ليست بحاجة إليهم من الأساس .. هي تمتلك من الجمال ما يغنيها عن أي من مساحيق التجميل ..

تلك المتعجرفه لو فقط تحفظ لسانها اللاذع هذا لكانت ملاك يسير على الأرض .. ولكن أليست ملاكاً ..
حسناً فليعترف بأن جرأتها تعجبه وبرودها في بعض الأحيان يعجبه .. ذكاؤها .. أضف لذلك طريقتها الكتابية .. أجل لقد قرأ لها عدة مقالات وأعجبه كثيرًا أسلوبها المنمق وسردها المتناسق للأحداث .. إنها .. إنها مهلكة حقًا .

فاق من شروده على يد والدته التي تضعها على كتفه بحنان وابتسامة عابثه تزين ثغرها . اعتدل لؤي في جلسته وأمسك بيدها مقبلاً إياها بحب .

السيده جنات :
اللي واخده عقلك .

لؤي ببلاهه :
هاا !

السيده جنات :
أنا واقفه من بدري لعلمك .. ده غير إني خبطت على الباب أكتر من مره ولما مردتش دخلت .. وضيف كمان إنك جاي من بره فاصل تماما يعني ودلوقتي عاشق ولهان .

لؤي بضحكة :
عاشق ولهان مرة واحدة ؟!

السيده جنات :
يلا احكيلي .

لؤي بابتسامة :
احكيلك إيه بس .. دي بت عليها لسان أجارك الله .. تقوليش سحبوها من لسانها وهي بتتولد !

ضحكت السيدة جنات بقوة وهي تنظر له بعيون دامعة من كثرة الضحك :
عملت فيك إيه ؟ ومين دي ؟
لؤي :
قضيه شغال عليها .. ولسوء حظي هي صديقة صاحبة القضيه دي .. لزقالي بقا في كل خطوة .. بس أي ياماما ذكيه أوي ولماحه ولسانها عايز قصه .. بس لو لسانها يتقص .. يااااه .

السيده جنات بابتسامة :
طب لي من سوء حظك .. ما يمكن من حسن حظك .. وبعدين لسانها طويل عمَّال على بطَّال ولا في مواقف معينه بتحتم عليها تكون كده .

صمت لؤي لتتابع السيده جنات بحنان :
حبيبي إنت عارف سهوكة البنات ودلعهم اليومين دول .. وإنك تلاقي بنت واقفة راجل وقت اللزوم وقوية .. صدقني هتديك كل الحب والحنان والرقة لما تكون معاك ..
لازم البنت اللي تشيل إسمك تكون قوية يالؤي .. هتبقى واثق ومتأكد من إنها معاك في قمة الرقه والدلع والضعف وتحسسك برجولتك .. لكن مع غيرك راجل .

لؤي بابتسامة :
شدا فعلاً قوية وجريئة ومبتستسلمش بسهولة .. لكن جانب الرقة ده مظنش إنه فيها .. ياشيخه دي بتلبس لبس رجالي .

ضحكت السيدة جنات وهي تقول بخبث :
دي مجنناك بقا .

تنهد لؤي بهدوء وهو يتابع :
مش عارف ياماما .. أكيد خير صح ؟

السيدة جنات بهدوء :
خير يا حبيبي .. متضغطش على نفسك .. اللي من نصيبك هيصيبك .. سيب الأيام تبينلك الجوانب الحلوة اللي فيها .. سيبها للوقت يا حبيبي .

لؤي بابتسامة :
إن شاء الله .

تحركت السيده جنات بعدما طلبت منه أن يرتاح قليلا فبالتأكيد ينتظره يوم طويل غداً .

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

تثاءبت بكسل وهي ترمش عدة مرات لترى الضوء الذي ملأ الغرفة .. لتقوم بنشاط تتجه لدورة المياه فتأخذ حماماً سريعًا ثم ترتدي ملابسها المكونه من بنطال أبيض من القماش الضيق من الأعلي ويتسع من بعد الركبه قليلاً ويعلوه تيشيرتًا سماويًا بنصف أكمام وترفع شعرها في تسريحتها المفضلة والتي تعتبر ذيل حصان كما يخبرها فراس دائما وتترك العنان لبعض الخصلات لتتطاير على وجهها بحرية .. ثم أخذت مفاتيح سيارتها وهاتفها وحقيبتها البيضاء ونزلت درجات السلم تدندن بمرح .. فهي اليوم ستذهب لتقوم بالتوصية على التورتة الخاصة بحفلة عيد الميلاد والتي ستحرص على أن تكون مزينة من الأعلي بصورتهما معًا .. وستحاول أيضًا أن تتعرف إلى بعض المفاجآت التي يمكن أن تفاجئ فراس بها .. بالإضافة لكونها ستقيم حفلة خاصة بهما معًا ككل عام في مكان بعيد عن الجميع .. حيث يجلسون سويًا تحت السماء ينظران للنجوم ويحاولان رسم أشكال عديدة منها وكذلك يمارسون السباحة ويلعبون العديد والعديد من الألعاب ويدربها فراس على ألعابه الرياضيه .

خرجت بمرحها المعتاد وذهبت للحديقه وقبلت رأس والدتها أولًا ثم استقلت سيارتها وذهبت حيث وجهتها .

هاتفت عمرو ليكون معها لكنه أخبرها كونه مشغول جدًا في الوقت الحالي .. فقررت الذهاب بمفردها .

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°

عاصم بهدوء :
شدا .. روحي انتي ارتاحي شويه وحازم يجيبك تاني .

شدا بنفي :
لا .. مش هتحرك قبل ما فاتن تفوق .

قاطعهما صوت بدور التي تأتي ركضاً في الممر لتقف أمام شدا وهي تسألها بلهاث عما حدث .. حاوط حازم كتفيها وأجلسها إلى مقعد مجاور لشدا كي تهدأ قليلاً .. فيبدو أنها تبكي منذ أن علمت بأمر فاتن وهذا ما يبدو على ملامحها .

بدور ببكاء :
ليه بيحصل معانا كده ؟.. دالين وبعدها فاتن .. لسه الدور على مين بس .. ليه كده ؟!!

أخذ يربت على كتفها بحنان محاولاً أن يهدئ من انفعالها ..

خرجت الممرضة وهي تنادي على طبيب ما بصوت يكاد يكون صراخاً :
المريضة فاقت يادكتور .

أتى الطبيب على الفور ليجلس عاصم على المقعد المجاور له وهو يتنهد براحة .. فشوط كبير جدًا قد انتهى الآن .. أخذ يحمد ربه كثيرًا لكونها نجت من ذاك الحادث .

خرج الطبيب وطمأنهم جميعًا بأنها تعدت مرحلة الخطر .. لكنه سينتظر قليلاً حتي يعلم تأثير الحادث على دماغها .. وما الأثار الجانبية له .

°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°